في هذا المقال، سنتناول أسباب جلطة العين، أعراضها، وطرق العلاج المتاحة، مما يساعد في فهم هذه الحالة والتقليل من تأثيراتها السلبية على الحياة اليومية.
تعريف جلطة العين
جلطة العين، أو اعتلال العصب البصري الإقفاري الأمامي، هي حالة خطيرة ومُنهكة محتملة تحدث بسبب نقص تدفق الدم الكافي إلى الأنسجة الموجودة في الجزء الأمامي من العصب البصري.
وإذا حدث الانسداد أثناء خروج الأوعية الدموية من العصب البصري إلى الشبكية، يُطلق عليه انسداد الشريان الشبكي المركزي أو الفرعي، ويمكن أن تسبب جلطة العين فقداناً مفاجئاً للرؤية.
ما هي أسباب الإصابة بجلطة العين؟
من المعروف أنَّ جميع أجهزة الجسم بحاجة إلى تدفق الدم الغني بالأوكسجين للقيام بوظائفها الحيوية، والعين مثلها كمثل هذه الأجهزة. ومن المعروف أيضاً أنَّ العين تحتوي على الأنسجة والأعصاب،
وتعدُّ الشبكية التي تقع في الجزء الخلفي من العين واحدة من أكثر أنسجة العين حساسيةً، كما أنَّها تلعب الدور الأساسي في إرسال الإشارات البصرية إلى الدماغ، وتحتوي الشبكية على الأوردة الصغيرة والكبيرة والشرايين التي تنقل الدم الضروري للرؤية بينها وبين القلب، وأي انسداد في هذه الأوعية الدموية يؤدي إلى الإصابة بالجلطة.
ما هي العوامل الأكثر انتشاراً للإصابة بجلطة العين؟
هناك العديد من العوامل التي تساهم مساهمةً فعالةً في الإصابة بجلطة العين، ومن هذه العوامل نذكر لكم أعزائي القراء:
1. استعمال حبوب منع الحمل
يعدُّ استعمال حبوب منع الحمل السبب الأكثر شيوعاً لإصابة النساء الصغيرات بالسن بجلطة العين، وتزداد نسبة احتمالية الإصابة إذا كانت المرأة تعاني من سيولة الدم.
2. التقدم بالسن
يعدُّ التقدم بالسن العامل الأكثر أهمية للإصابة بجلطة العين، حيثُ تبلغ نسبة الإصابة لدى الأشخاص الذين يتجاوز أعمارهم 55 عاماً 90%.
3. الإصابة بمرض السكري
يمكن أن يُسبب مرض السكري الإصابة بجلطة العين بشكلٍ غير مباشر وذلك من خلال تأثيره على قلب المريض ودورته الدموية، ويمكن أن يسبب هذا المرض نسبة 10% من احتمالية الإصابة، ولكنَّه بالمقابل يعدُّ سبباً نادراً للإصابة عند صغار السن.
4. ارتفاع ضغط الدم
يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم الإصابة بجلطة العين بنسبة 73% لدى الأشخاص الذين يتجاوز أعمارهم 50 عاماً، ونسبة 25% للأشخاص الأصغر بالعمر، ويعدُّ ارتفاع ضغط الدم من أهم العوامل المسببة لحدوث جلطة مرتجعة في العين الثانية.
5. ارتفاع ضغط العين
يعدُّ ارتفاع ضغط العين من الأمور المسببة لجلطة العين.
6. ارتفاع نسبة الدهون في الدم
أظهرت الدراسات أنَّ نسبة 35% من المصابين بجلطة العين كانت نسبة الكوليسترول لديهم أعلى من 6.5 م مول.
7. التدخين
يتسبب التدخين في تقلص الأوعية الدموية الطرفية، وبالتالي يقل مرور الدم فيها، مسبباً قلة سرعة سريان الدم في الأطراف، الأمر الذي يهدد بالإصابة بالجلطة.
شاهد بالفيديو: 10 معلومات غريبة عن العين البشرية
من هم الأشخاص الأكثر تعرضاً للإصابة بجلطة العين؟
هناك أشخاص يمكن أن يصابوا بجلطة العين بنسبةٍ أعلى من غيرهم، ونذكر لكم منهم:
- الأشخاص الذين يعانون من ألمٍ في الصدر.
- الأشخاص المصابون بمرض السكري كما ذكرنا سابقاً.
- الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد أو المصابين بارتفاع نسبة الكوليسترول السيئ في الدم.
- الأشخاص المصابون بمرض تصلب الشرايين.
- الأشخاص المصابون بمرض ارتفاع ضغط الدم كما ذكرنا سابقاً.
- الأشخاص المصابون بمرض القلب التاجي.
- الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 60 عاماً وخاصةً الرجال.
- الأشخاص المصابون بمرض الزرق وهو مرض يصيب العصب البصري الذي ينقل المعلومات إلى الدماغ.
أعراض وأنواع جلطة العين
تختلف أعراض جلطة العين وفقاً لنوع الجلطة ومكان حدوثها في الشبكية، لذا من المهم التعرف على هذه الأعراض مبكراً، حيث يمكن أن تكون مؤشراً على حالة طبية طارئة.
فيما يلي سنستعرض أنواع جلطة العين المختلفة وأعراضها، مما يساعد في فهم كيفية التعرف على هذه الحالة والتصرف بشكل مناسب عند ظهور أي علامة من علامات الخطر.
ما هي أعراض الإصابة بجلطة العين؟
من الجدير بالذكر هنا أنَّ أعراض الإصابة بجلطة العين يمكن أن تظهر ظهوراً مفاجئاً، ويمكن أن تتطور خلال أيام أو على مدى عدة ساعات، ومن هذه الأعراض نذكر لكم أعزائي القراء:
- فقدان الرؤية فقداناً مفاجئاً، أو فقداناً تدريجياً.
- رؤية ضبابية في جزء من العينين، أو في كليهما معاً.
- الإحساس بوجود ألم أو ضغط بالعين، بالرغم من أنَّ الإصابة بجلطة العين غالباً لا تكون مؤلمة.
- شعور المصاب بوجود عوامات، وتحدث هذه العوامات عندما تتجمع السوائل والدم في منتصف عينه، أو شعور المصاب بوجود ذبابة طائرة في العينين، فيمكن أن يشعر المصاب بوجود ذباب يطوف في عينيه يعيق مجال الرؤية لديه.
قد يعاني بعض الأشخاص من ظهور نقطة دم في العين مع صداع، وهي حالة تستدعي الانتباه، رغم أنها ليست من الأعراض الرئيسية لجلطة العين.
ما هي أنواع جلطة العين؟
يمكن تصنيف أنواع جلطة العين بناءً على تأثر الأوعية الدموية بإحدى الانسدادات التالية، مع ملاحظة أن شكل جلطة العين يختلف حسب نوع الانسداد ومدى تأثيره على الشبكية:
1. انسداد كلي في الوريد الرئيس للشبكية
يظهر شكل جلطة العين هنا على هيئة نزيف واسع وتورم في الشبكية.

2. انسداد جزئي في الوريد الشبكي
يتميز بتغيرات أقل حدة في شكل جلطة العين مقارنة بالانسداد الكلي.

3. انسداد كلي في الشريان المركزي للشبكية
يظهر شكل جلطة العين كبقعة شاحبة في الشبكية مع وجود "بقعة الكرز".

4. انسداد جزئي في الشريان الشبكي
يكون شكل جلطة العين هنا أقل وضوحاً ولكنه قد يتسبب في اضطرابات بصرية تدريجية.

كيف يتم تشخيص الإصابة بجلطة العين؟
لتشخيص الإصابة بجلطة العين هناك عدة اختبارات لرؤية شبكية العين يقوم بها الأطباء، نذكر لكم منها أعزائي القراء مايلي:
- توسيع العينين لرؤية شبكية العين بسهولةٍ أكبر من خلال استخدام القطرات.
- إجراء اختبارات الرؤية، مثل: التحقق من الرؤية الطرفية وقراءة مخططات العين.
- التصوير المقطعي التماسك البصري (OCT)، والذي يتم من خلاله الكشف عن التورم في شبكية العين.
- تصوير الأوعية فلوريسئين (fluorescein angiography)، حيثُ يتم في هذا الاختبار حقن ذراع المصاب بصبغة لتسليط الضوء على الأوعية الدموية لرؤية الأوردة والشرايين في شبكية العين.
- فحص الضغط داخل العين من خلال استخدام نفخة الهواء.
علاج ومضاعفات جلطة العين
تُعتبر جلطة العين حالة طبية خطيرة تتطلب تدخلاً سريعاً لعلاجها والحد من مضاعفاتها المحتملة، حيث تختلف خيارات العلاج حسب نوع الجلطة وشدتها، ويمكن أن تتراوح بين الأدوية التي تعزز تدفق الدم إلى الإجراءات الجراحية في بعض الحالات.
بالإضافة إلى ذلك، قد تترافق جلطة العين مع مجموعة من المضاعفات، مثل فقدان الرؤية أو تدهور الحالة البصرية على المدى الطويل.
فيما يلي سنستعرض أساليب العلاج المتاحة وكيفية التعامل مع المضاعفات التي قد تنشأ عن جلطة العين، مما يساعد في تعزيز الوعي حول أهمية الرعاية الطبية المبكرة والدقيقة.
كيف يتم علاج جلطة العين؟
يمكن أن يعتمد الأطباء على عدة طرائق لعلاج جلطة العين، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّه يجب أن تُعالج جلطة العين بأقرب وقتٍ بهدف تخفيف الأضرار التي لحقت في شبكية العين، ونذكر لكم عدداً منها:
- قد يصف الطبيب أدويةً تعمل على تذويب جلطات الدم وتحركها بعيداً عن شبكية العين.
- العمل على توسيع الشرايين في شبكية العين من خلال استنشاق المصاب للغازات.
- يحتاج الأشخاص المصابون بأمراض القلب أو الأوعية الدموية أو مرض السكري إلى رعايةٍ طويلة الأمد؛ لأنَّ سبب الإصابة بجلطة العين لديهم يعود إلى هذه الأمراض.
- استخدام الليزر في العلاج إن لزم الأمر، حيث يمكن للطبيب المعالج إغلاق أو تحطيم الأوعية الدموية غير الطبيعية وعدم نموها مرةً أخرى، وذلك من خلال تطبيق الليزر على كامل الشبكية، حيثُ يقوم الطبيب المعالج بإطلاق عدة مئات من نبضات الليزر على كامل مساحة الشبكية، ويمكن أن يحتاج إتمام ذلك لعدة جلسات.
ولكن هذا النوع من العلاج لا يساهم في تحسن النظر وإنَّما فائدته تكمن فقط في حماية العين من الإصابة بمضاعفات خطيرة للجلطة مثل المياه الزرقاء الدموية.
ما هي مضاعفات الإصابة بجلطة العين؟
يمكن للمصاب بجلطة العين التعافي في حال علاجه علاجاً مباشراً وبطريقةٍ صحيحة، ولكن في حال عدم حدوث ذلك يمكن أن يُعاني المصاب من مضاعفاتٍ خطيرة، نذكر لكم منها أعزائي القراء ما يلي:
- تتشكل أوعية دموية جديدة الأمر الذي يُسبب زيادة ضغط العين زيادة مؤلمة.
- إمكانية الإصابة بالعمى.
- الإصابة بمرض الوذمة البقعية ويحدث هذا المرض بسبب تجمُّع البروتينات والسوائل تحت بقعة العين (أي تحت المنطقة المركزية الصفراء في شبكية العين)، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة سمك الشبكية وتورمها مما يؤدي إلى فقدان الرؤية الكلي للمصاب.
- من مضاعفات الإصابة بجلطة العين الإصابة بمرض الزرق أو حدوث العوامات، وذلك يعود إلى تشكُّل أوعية دموية جديدة في شبكية العين.
ما هي طرائق الوقاية من الإصابة بجلطة العين؟
هناك العديد من الطرائق التي تساهم مساهمةً فعالةً في الحماية من الإصابة بجلطة العين، ومن هذه الطرائق نذكر لكم أعزائي القراء ما يلي:
- تدليك منطقة العين بشكل دوري لفتح شبكية العين.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف والمعادن والخضروات والفاكهة والدهون الصحية بهدف التقليل من ضغط الدم.
- التقليل من استهلاك الملح في الطعام لأنَّ زيادته تساهم مساهمةً كبيرةً في ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل في الجسم، الأمر الذي يؤثر في القلب والأوعية الدموية تأثيراً سلبياً حيثُ يزداد العبء عليه. ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ الكمية المسموح بها من الملح يومياً هي 2300 ملغ، بينما الكمية المسموح بها للأشخاص المصابين بمرض السكري والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 51 عاماً هي أقل من 1500 ملغ، ومن المفيد في هذا المجال تجنب تناول الأطعمة المصنعة أو الجاهزة لأنَّها تحتوي على كمياتٍ كبيرة من الأملاح والدهون.
- الامتناع عن التدخين.
- في حال الإصابة بالسمنة يجب إنقاص الوزن ومحاولة الوصول إلى الوزن المثالي.
- تحسين وظائف الجسم وصحته وزيادة حيويته ونشاطه، من خلال ممارسة رياضة المشي لمدة لا تقل عن نصف ساعة في اليوم، 5 مرات أسبوعياً، بالإضافة إلى ممارسة التمرينات التي تقوم بتقوية العضلات مرتين أسبوعياً كحدٍ أدنى.
اليوم العالمي للبصريات وأهمية الوقاية من جلطات العين
في كل عام، في ثاني خميس من شهر أكتوبر، يتم الاحتفال باليوم العالمي للبصر على مستوى العالم لزيادة الوعي بصحة العين وأهمية الوقاية من العمى. وهذا اليوم ليس مجرد تذكير بهبة البصر ولكنه أيضاً دعوة للعمل للأفراد والمجتمعات والمنظمات لإعطاء الأولوية لرعاية البصر.
فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني ما لا يقل عن 2.2 مليار شخص حول العالم من ضعف البصر القريب أو البعيد، ويمكن الوقاية من مليار حالة على الأقل من هذه الحالات أو علاجها، فمن إعتام عدسة العين إلى أخطاء الانكسار غير المصححة، يتأثر العديد من الأشخاص بحالات يمكن تحسينها بالتشخيص والإدارة المناسبين.
حيث يهدف اليوم العالمي للبصر إلى تسليط الضوء على هذه القضية العالمية وتشجيع الحكومات والمنظمات الصحية والأفراد على اتخاذ خطوات استباقية لضمان حصول الجميع على رعاية العيون التي يحتاجونها.
في الختام
تعتبر جلطة العين مرضاً شائعاً يجب الحذر منه، لذا يجب عليك الانتباه إلى وجود الأعراض التي تم ذكرها ضمن المقال والعمل على اتباع أساليب الوقاية من جلطة العين، ولا تتردد في استشارة الطبيب عند الضرورة.
أضف تعليقاً