ماهي نوبات الهلع؟
هي إصابة الشخص بحالة من الخوف والذعر الشديد فجأةً؛ إذ يتولَّد لدى الشخص المُصاب بأنَّ هناك شيئاً مُروِّعاً قد يحدث، وأنَّه غير قادر على منع حدوثه، وتترافق نوبة الهلع مع حدوث ردات فعل جسمية حادة وشديدة، وتحدث هذه النوبة من دون وجود أي خطر حقيقي أو سبب ظاهر.
- على سبيل المثال قد يُصاب الشخص بنوبة هلع وذعر عندما يُواجه ثعباناً أو حيواناً مفترساً، وهذه نوبة هلع متوقَّعة وطبيعية، ولكنَّ نوبات اضطراب الهلع تحدُث بصورة غير متوقَّعة ودون أي سبب واضح.
- غالباً ما تكون نوبات الهلع أمراً خطيراً لاعتقاد الشخص المصاب أنَّه يفقد السيطرة في أثناء حدوثها، أو أنَّه أُصيب بنوبة قلبية، أو حتى أنَّه مات، مما يزيد خوفه خوفاً.
- تبدأ اضطرابات الهلع في أواخر مرحلة المراهقة أو بعدها عادةً؛ إذ تصيب نوبات الهلع، ما لا يقل عن 11% من البالغين كل عام، يتعافى معظمهم دون علاج، ولكنَّ عدداً قليلاً يُصاب باضطراب الهلع.
- النساء أكثر عرضة من الرجال، للإصابة باضطراب الهلع بنسبة الضعفين تقريباً.
- تتراوح مدة معظم نوبات الهلع بين خمس دقائق إلى نصف ساعة فقط.
- تختلف وتيرة النوبات من شخص لآخر، بعض المرضى يكون لديهم نوبات أسبوعية أو حتى يومية، تحدث لأشهر عديدة، في حين يُعاني بعضهم الآخر من نوبات يومية، قد تليها أسابيع أو أشهر من دون نوبات.
أسباب نوبات الهلع:
لا تزال أسباب نوبات الهلع غير معروفة، ولكن هناك عوامل تُساعد على حدوثها، مثل:
- الاستعداد الوراثي.
- نفسية الشخص، ومدى حساسيته للأمور.
- ضغوط الحياة وتغيرات كبرى فيها مثل الطلاق.
- صدمة في حالات وفاة شخص محبوب أو التعرُّض لحادث خطير أو اعتداء جنسي.
- الإفراط في تناول القهوة والتدخين.
- الأعراض النفسية.
أعراض نوبات الهلع النفسية والجسدية:
سيطرة الخوف على الإنسان، الانفصال عن الواقع والنفس والشخصية، الخوف من فقدان السيطرة والجنون، الخوف من الموت، الشعور بالذعر الشديد والرغبة بالهروب.
- الأعراض الجسدية
- تسارع نبضات القلب.
- ضيق التنفس، وجفاف الحلق.
- الدوار والغثيان.
- التعرُّق وارتجاف الأطراف.
- برد وقشعريرة.
- الشعور بهبات ساخنة.
- اضطرابات في المعدة والجهاز الهضمي.
- إحساس بالخدر، أو التنميل، أو الوخز.
علاج نوبات الهلع:
هناك نوعين لعلاج نوبات الهلع، هما:
1. العلاج الدوائي:
تشتمل الأدوية التي تُستخدم لعلاج اضطراب الهلع، على مضادات الاكتئاب، وأدوية مضادة للقلق، مثل البنزوديازيبينات التي تعد علاجاً فعالاً، لكنَّها تُسبب الإدمان الدوائي، ومثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية وهي من الأدوية المفضَّلة؛ وذلك لأنَّها لا تسبب الإدمان الدوائي.
2. العلاج النفسي:
وهو جلسات تُعقَد بين المريض والمعالِج النفسي، الذي يُقدِّم له الدعم والتشجيع لمواجهة نوبات الهلع، ويشرح له أنَّ زيادة دقات القلب وضيق التنفس لا يؤديان إلى الموت أو الجنون، وتدريبه على تذكُّر هذه الحقائق في أثناء حدوث النوبة، مما يُساعده على تجاوزها، ومن الأمور التي يركز المعالج على إجرائها مع المصاب:
- استيعاب المريض للنوبة: أسوا ما في النوبة هو اعتقاد المريض أنَّ ما يمر به هو نوبة قلبية، وتُسيطر عليه فكرة الموت، وأنَّه يقترب منه؛ لذا يقوم الطبيب بجعل المريض يستوعب أنَّ ما يحدث معه مجرد نوبة هلع مؤقتة، سوف تمر بسلام، ولا داعي للقلق.
- تمرينات الاسترخاء والتنفس: تُساعد تمرينات الاسترخاء والتنفس على تهدئة المريض، وتخفيف حدة النوبة وتجاوزها؛ إذ يُقلل الاسترخاء من التوتر المصاحب للنوبة، وتُهدئ تمرينات التنفس العميق من الأعراض الجسدية المصاحبة لها، من خلال التركيز على أخذ نفس عميق للداخل من خلال الأنف خلال أربع ثوان، بحيث يشعر المريض أنَّ الهواء يملأ صدره ببطء، ومن ثم حبس النفس لثانية، ثم إخراجه من خلال الفم خلال أربع ثوانٍ أخرى، يُدرِّب الطبيب النفسي المريض، على ممارسة هذه التمرينات يومياً دون انقطاع حتى يتمكَّن من إتقانها، وممارستها في أثناء نوبات الهلع.
- مجموعات الدعم: يُشرك الطبيب الشخص المصاب بمجموعات دعم، وهي مجموعة أشخاص يُعانون من مشكلة نوبات الهلع نفسها، أو أشخاص تعافوا منها، للتكلم عن تجاربهم وتبادل النصائح حول كيفية التعامل معها والتغلب عليها.
إرشادات للوقاية من نوبات الهلع:
هناك بعض الإرشادات التي تفيد في الوقاية من نوبات الهلع، منها:
- تجنُّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ لدوره في زيادة شدة نوبة الهلع.
- تجنُّب التدخين والكحول والمخدرات.
- ممارسة الرياضة والتأمل والاسترخاء، للتخلص من التوتر.
- محاولة ممارسة التنفس العميق في أثناء النوبة، بإبطاء النفس والسيطرة عليه قدر الإمكان.
- المحافظة على نظام غذائي صحي، للمساعدة في الحفاظ على مستويات سكر الدم ضمن الحدود الطبيعية.
- أن يُذكِّر الشخص نفسه، أنَّه قادر على التنفس، إذن فهو لا يختنق، والأمر سيمر بسلام.
- تحكُّم المريض بالأفكار التي تمر بباله في أثناء النوبة، وتذكُّر أنَّها نوبة عابرة ستنتهي في دقائق، ومحاولة تخيُّل أمور سعيدة، مع استمرار مخاطبة النفس بكلام تحفيزي بصوت عالٍ.
لا تترك نفسك ضحية الهلع والخوف:
لا يمكن إهمال معالجة نوبات الهلع؛ وذلك لأنَّها اضطراباً يُؤثر في جميع مناحي حياة الشخص المصاب، فقد ينتج عنها الاكتئاب والقلق والرهاب الاجتماعي، والأفكار الانتحارية، أو إدمان الكحول؛ لذا لا بد من اللجوء إلى المختصين وطلب المساعدة، والالتزام بالنصائح وخطة العلاج، والأهم أن يتخذ الشخص المصاب قراراً بملء إرادته أنَّه يُريد التعافي والعلاج وأنَّه قادر على ذلك.
أضف تعليقاً