ستتعرَّضُ دائماً لمواقفَ تتضمَّن كثيراً من السلوكات غير المريحة، وستواجهُ عدداً من الانتقادات التي لا تشعُر أنَّكَ تستحقُّ التعرُّض لها؛ ولهذا السبب سنتعرَّفُ في مقالنا هذا إلى نصائحَ للتعاملِ مع الأشخاص الذين يُؤذون الآخرين دون أنْ يشعروا.
كيف تعرف الأشخاص الذين يُؤذون الآخرين دون أن يشعروا؟
في البداية، وقبل حديثنا عن النصائح، يجبُ عليك أنْ تعرفَ ما إذا كُان لديك فعليَّاً شخص يحبُّك، ويريدُ الاحتفاظ بك بصفتك زميلاً أو صديقاً أو حبيباً أو غير ذلك، أم أنَّك تطاردُ وهماً، وهو يريد إيذاءَك، وأنتَ لم تنتبهْ بعد.
لهذا كي تعرفَ الأشخاص الذين يُؤذون الآخرين دون أن يشعروا، إليكَ بعض صفاتهم:
- قلقون دائماً حيال تصرُّفاتهم، ويشعرون بالأسى والندم مما فعلوه معك أو مع غيرك من الأشخاص حولهم.
- لا يعبِّرون عن رأيهم بوضوح، وغالباً تجدُ أنَّهم غامضون وغير مفهومين.
- لا يتَّخذون القرارات التي تخصَّهم بسرعة؛ خوفاً من تدهور الأمور وتداعيها لأنَّ أصابعَ اللوم ستوجَّهُ نحوَهم.
- يحاولون التقليل من أهميَّتك في مكان العمل، والتَّركيز على أخطائِك؛ ليكونوا محلَّ اهتمامِ الآخرين، دون أنْ يكونَ بينك وبينهم أيَّة مشكلات أو نزاعات.
- إيهام من حولهم بأنَّهم دائمو الانشغال، ولذلك لا يتعاملون بلباقة مع النَّاس، ويبررِّون ذلك لأنفسهم بأنَّهم مضغوطون.
- يعانون من بعض المشكلات النفسيَّة التي تجعل الآخرين يعتقدون أنَّهم سبب المشكلات.
نصائح للتعامل مع الأشخاص الذين يُؤذون الآخرين دون أن يشعروا:
تكمنُ أهميَّة هذه النصائح - التي سنذكرها لك - في إرشادك لكيفيَّة التعامل مع هؤلاء الأشخاص، لا بتجنُّبهم، وبكيفيَّة تحويل المواقف السلبية إلى مواقف إيجابيَّة، فأنتَ تدركُ أنَّ هؤلاء الأشخاص يحبُّونك، وأنَّهم لا يضمرون لك الشرَّ، ولا ينوون أذيَّتك، ولكنَّ تصرُّفاتهم غير اللبقة تؤذيك دون أن يقصدوا.
إليك بعض النصائح للتعامل مع الأشخاص الذين يُؤذون الآخرين دون أن يشعروا:
1. قيِّم حجم المشكلة:
فمثلاً، قيِّم حجمَ التفاعلات والمواجهات بينك وبين هؤلاء الأشخاص، وحدِّدْ قيمةَ الضررِ الذي يلحق بك بسببهم، وقيِّمْ نسبة المشكلة من ١٠٠ لتحدِّد نسبة الضرر، ومدى سوء المشكلة، هل نسبتها ٣٠٪ أو ٥٠٪ أو أقل من ذلك؟
إنَّ إجابتكَ عن هذه التساؤلات تمكِّنك من معرفة نقاط القوة والضعف المشتركة بينك وبين الأشخاص الذين يُؤذون الآخرين دون أن يشعروا، وتجعلكَ تتوقَّع هل من الممكن أنْ تتعاملَ مع هذا الشخص أو لا؟ فربَّما الشخص ليسَ بذلك السوءِ الذي كنت تظنَّه إذا كانت النسبة قليلة.
2. جرِّب أنْ تتفهمَ موقفهم:
ربَّما يكونُ السلوك المؤذي النابع من أشخاصٍ محدَّدين نوعاً من الطيش والاستثارة غير المنطقية، ولكنْ جرِّبْ أنْ تتفهَّمَ دوافعهم، وحاوِل أنْ تتعاطف معهم، وأنْ تستوعبَ موقفهم، بدلاً من أنْ تتخذَ موقفاً سلبياً أو محايداً، أو تتصرَّفَ بطريقةٍ دفاعيَّةٍ قبل أنْ تفهمَ سبب تصرُّفاتهم.
تساعدكَ هذه الطَّريقة على التوصُّل لحلولٍ إيجابيَّةٍ، ويساعدك هذا السلوك على تهدئة الوضعِ بينكما، فعندما تحتويه وتُشعِرهُ بأنَّكَ تتفهَّمُ سبب إيذائه لكَ، وتدركُ أنَّه لا يتعمَّد فعل ذلك، قَد يشعر بمقدار الجهد الذي بذلته لمسامحته، وسيفكِّر ملياً في المرة المقبلة قبل أن يؤذيك.
على سبيل المثال، إذا شعرْتَ بالإهانة من صديقٍ وعدكَ أن يلاقيك في مكانٍ ما، ولم يأتِ لسببِ ما، وانتظرته مطوَّلاً في الطَّريق دون أنْ يتصلَ ويعتذرَ عن عدم قدومه، عاتبهُ بأسلوبٍ حسن، وأخبره أنَّك تعبتَ من انتظاره وأنَّك تتفهَّم سبب غيابه إلا أنَّه سيكون من الأفضل في المرة المقبلة أن يخبرك أنَّه سيتأخر أو لن يأتي فلا تنتظره طويلاً.
3. لا تُصعِّد الموقف:
حاوِل عدم الانفعال، ولا تُصعِّدْ من حدِّة الموقف عند اضطراركَ للتعاملِ مع الأشخاص الذين يُؤذون الآخرين دون أن يشعروا، لأنَّ انفعالك غير المبرَّر لن يخفِّفَ انزعاجكَ، ولن يطفئَ غضبكَ.
ابتعدْ عنه لفترةٍ وجيزةٍ، وخفِّف من حدة الموقف إذا كنتَ تشعرُ بالغضبِ، فصمتُك وابتعادك عنه سيبيِّنان له الخطأ الذي ارتكبَه، وسيوصلان له رسالةً واضحةً تمنعهُ من تكرار هذا الخطأ إذا كنتَ شخصاً ذا مكانة لديه، حتَّى إنْ كانَ الشخصُ الذي تتعاملُ معه غير لبقٍ وقليل التَّهذيب.
حاول إدخالَ روح الدعابة على الموقف، ثمَّ ابتعدْ عنه بهدوء دون أنْ تصرخَ أو تعبِّرَ عن استيائك من أفعاله بكلماتٍ قد تجعله يستشيط غضباً، ويؤذيك متعمِّداً فعندئذ لن يكونَ للودِّ مكان بينكما، حاول مراعاة هؤلاء الأشخاص، فربَّما يمرُّون بأوقاتٍ عصيبةٍ، وكلماتك الجارحة قد تتركُ أثراً مدى الحياة.
أما بالنسبة إليك بصفتك شخصاً يوجد حوله هكذا أشخاص، فنصيحتي لكَ أنْ تحاولَ أخذَ الأمور برويَّة وعدم تضخيمها، ويجب عليكَ التحلِّي بالإيجابيِّة بشكلٍ دائمٍ، وعدم الانزعاج من هذا الواقع، لأنَّك الطرف الواعي في هذه المعادلة.
4. كن مستعداً دائماً:
غالباً ستتعرَّضُ لمواقف لا تحبُّها عند التعامل مع الأشخاص الذين يؤذون الآخرين دون أن يشعروا، فالتعامل مع الأناس غير المهذَّبين ليس أمراً مرحاً ولا سهلاً، ولكن كن مستعداً دائماً لتقبُّل الموقف ولا تنسَ أنَّك ربما تتعامل مع أشخاصٍ يعانون من مشكلاتٍ نفسية، وانتقادك لهم ولتصرفاتهم لن يزيدَ الأمورَ إلا سوءاً بالنسبة إليك وإليهم.
لهذا فإنَّ تقبُّلكَ لهذه القوى السلبية، وشعورك بالمرونة تجاهها أمرٌ هامٌّ لحماية نفسك من خوض نقاشات عقيمة مع أشخاصٍ غير مهذبين قد تضطرُّ إلى مخالطتهم والتعامل معهم لأيِّ سببٍ من الأسباب.
فقط راقب تصرُّفاتك، وكيف تعاملتَ معه عندما حاولَ إيذاءَك، وما الطَّريقة التي اتبعتها لامتصاص الموقف، واشكرْ نفسك على ذلك، فعندها ستكون أكثر قدرةً واستعداداً على التعامل مع الأشخاص الفظِّين الذين يؤذونك دون أن يشعروا.
شاهد بالفيديو: كيف تتعامل مع الشخصية السامة؟
5. اعترف لهم بحقيقتهم:
أفضلُ نصيحة للتعامل مع الأشخاص الذين يُؤذون الآخرين دون أن يشعروا، أنْ تخبرَهم بحقيقة ما يفعلوه معك بطريقةٍ لا تَجرحهم فيها؛ كي تتجنَّبَ أذاهم، فإذا كنت قادراً على شرح ما تمرُّ به بهدوء، وإيصال مشاعرك بطريقة لطيفة، فربما سيتقبلون كلامك.
لذا، اعترف لهم بحقيقتهم، وأخبرهم بالأقوال أو الأفعال التي أزعجَتك، فهذا قد يدفعهم لمنع تكرار أي مشكلة أخرى مشابهة لهذه المشكلة.
6. قرِّر موقفك:
التعاملُ مع الأشخاص الذين يُؤذون الآخرين دون أن يشعروا صعبٌ، وقد يجده بعض الأشخاص سامَّاً ومُرهقاً، خاصَّة إذا تكرَّرت المواقف، لذلك وفي حال كنت تشعر بأعباء متزايدة بسبب إجهادك النفسي، الناجم عن اضطرارك دوماً لتهدئة الأمور، ومحاولتك التفاوض وإيجاد الحلول، حدِّد موقفك، وأجبْ نفسك، هل تنعكسُ هذه الأمور عليك بشكلٍ سلبيٍّ؟ هل تجعلكَ تعيش بحالةٍ من التوتر والقلق؟ وهل أنت قادرٌ على تحمُّل ذلك بعد الآن؟
إذا لم تكن قادراً فلا تتعامل مع هذا الشخص الفظِّ مرَّةً أخرى، وإذا كان سلوكه ناتجاً عن تعبيره عن ضغطه النفسي، ويوجِّهه عليك بشكلٍ خاطئ دون أنْ يشعرَ، فلستَ مجبراً على تحمُّله، فأنت وحدك من يملك القرار سواء أردت إهدار طاقتك في هذا الموقف غير السليم، أم الانسحاب وتجاهل هذا الشخص كليَّاً.
السبب وراء إيذاء الأشخاص لك دون أن يشعروا:
تجعلك بعض الأسباب معرَّضاً أكثر من غيرك للتعامل مع الأشخاص الذين يُؤذون الآخرين دون أن يشعروا، فربَّما كنتَ تبالغ في استثارتهم وإيصال المشاعر السلبية المنفِّرة التي تجعلهم يتعاملون معك بهذه الطريقة؛ لهذا جمعنا لك قائمةً تتحدَّث عن السَّبب وراء إيذاء الأشخاص لك دون أن يشعروا:
- قد يكون السَّبب داخلياً يجعلك تنظرُ لشخصٍ أخطأ معك مرَّة لسبب ما بشكلٍ متحيِّزٍ، فأصبحت مشاعرك تجاهه معقدة وغير صحيحة أو مفهومة، ثُمَّ تطوَّرت هذه المشاعر ليصبح الشخص دائم الإزعاج لكَ دون أن تشعر.
- الحساسية المفرطة تجعل من الشخص المقابل لك متوتِّراً من فعل أي شيءٍ قد يسبِّب لك الحزن، وهذا يجعله يخطئ أكثر، ويزداد انزعاجك منه أكثر، ولكنَّه لا يعرفُ سبب غضبك منه بالتحديد.
- تأثير البيئة والمجتمع فيك، فربَّما ما تعدُّه إيذاءً وجرحاً لمشاعرك حسب تربيتك ومعتقداتك الخاصة، يعدُّه الطرف الآخر مزاحاً حسب معتقداته، وهو لا يضمرُ لك الشَّر بالأصل، أو نيَّة لإلحاق الأذى بك، أو إحزانك.
- نقدك الدائم للأشخاص وتصرُّفاتهم يجعلهم دائمي الخطأ بحقِّك دون أن يشعروا بذلك.
في الختام:
بعد أن تعرَّفنا إلى نصائح للتعامل مع الأشخاص الذين يُؤذون الآخرين دون أن يشعروا، هل تعرَّضت سابقاً لهذه المواقف؟ وكيف تعاملت معها؟ هل كنت الشخص الأكثر حكمة كما يُفترَض أن تكون مع هكذا أشخاص؟
أضف تعليقاً