سوف نتطرَّق في هذا المقال إلى بعض هذه الطرائق، والتي سوف تضمن لنا إذا ما أحْسَنَّا استخدامها قبولنا من قبل الآخر، والحصول على حاجتنا منه بلطف وسَلِاسة، فإذا ما كنت ترغب بمعرفة كيف تحصل على ما تريد من الآخرين بذكاء فهذا المقال لك.
بعض الخطوات للحصول على ما تريد من الآخرين بذكاء:
أولاً: استخدم مهارات الذكاء العاطفي
الخطوة الأولى من خطوات الحصول على ما تريد من الآخرين بذكاء، هو إتقان مهارات الذكاء العاطفي، والذكاء العاطفي لمن لا يعرفه هو مجموعة من المهارات التي تسمح لك بفهم وإدارة عواطفك وعواطف الآخرين، ويساعدك الذكاء العاطفي على الحصول على ما تريد من الآخرين بذكاء من خلال:
1. فهم مشاعر الآخرين:
يساعدك الذكاء العاطفي على فهم مشاعر الآخرين ووجهة نظرهم، وهذا يسمح لك بالتواصل معهم تواصُلاً أفضلَ، ومن ثم الحصول على حاجتك منهم بسهولة.
2. التعبير عن مشاعرك بوضوح:
يساعدك الذكاء العاطفي على التعبير عن مشاعرك بوضوح وبشكل مناسب، وهذا يمنع سوء الفهم، فيعرفون متطلَّباتك بوضوح.
3. التعاطف مع الآخرين:
يساعدك الذكاء العاطفي على التعاطف مع الآخرين والشعور بمشاعرهم، وهذا يسمح لك ببناء علاقات قوية وإيجابية تُسهِّل حصولك على مبتغاك منهم.
4. حلُّ النزاعات حلَّاً فعَّالاً:
يساعدك الذكاء العاطفي على حلِّ النزاعات حلَّاً فعَّالاً وسلميَّاً، وهذا يحافظ على العلاقات ويُحقِّق نتائج إيجابية للجميع، ومن ثم تحصل على ما تريد.
5. القيادة الفعَّالة:
يساعدك الذكاء العاطفي على أن تكون قائداً فعَّالاً وتُحفِّز الآخرين وتُديرهم إدارةً أفضلَ، فتنال طلباتك من فريقك بسلاسة.
6. العمل الجماعي:
يساعدك الذكاء العاطفي على العمل عملاً فعَّالاً مع الآخرين وتحقيق أهداف الفريق.
7. التحكُّم في التوتر:
يساعدك الذكاء العاطفي على التحكُّم في التوتر والقلق وإدارة مشاعرك إدارةً أفضلَ.
8. تعزيز الثقة بالنفس:
يساعدك الذكاء العاطفي على تعزيز الثقة بالنفس وتحسين شعورك بالرضى عن نفسك.
تذكَّر أنَّ الذكاء العاطفي ليس مجرد مهارة، بل هو نهج شامل فاستخدمه استخداماً أخلاقيَّاً ومسؤولاً لا بغرض التلاعب بالآخرين، والذكاء الحقيقي يكمن في بناء علاقات قوية مع الآخرين بدلاً من مجرد الحصول على ما تريده.
ثانياً: المُبادرة
المبادرة هي سلوك إيجابي له فوائد عديدة في الحصول على ما تريد من الآخر، ولا تعني كل مبادرة أنَّك تنتظر رداً بالمقابل دائماً، ولكنَّها تفتح أمامك باب الطلب من الآخر وسؤاله بجرأة أكبر، وفيما يأتي كيف تساعدك المبادرة على الحصول على طلباتك من الآخرين:
1. إظهار الاهتمام:
إظهار المبادرة يدلُّ على اهتمامك بالآخرين ورغبتك في التواصل معهم، ومن ثم لن يترددوا في قبول طلباتك.
2. بناء الثقة:
فالمبادرة في التواصل وتقديم المساعدة تبني الثقة بينك وبين الآخرين، وهذا يُعزِّز من فرص قبول طلباتك وتلبية احتياجاتك.
3. كسر الجليد:
المبادرة في بدء المحادثة تُسهِّل التواصل وتبادل الأفكار، ومن ثم سوف تعزِّز فرص قبولك.
4. إيجاد فرص جديدة:
المبادرة في طرح الأفكار واقتراح حلول جديدة توفر فرصاً جديدة للتعاون، ولن يرفض الآخر متطلَّباتك.
5. إظهار المسؤولية:
المبادرة في إنجاز المهام وتحمل المسؤولية تدلُّ على التزامك وكفاءتك، وهذا يزيد من احترام الآخر لك ومساعدتك.
6. تحفيز الآخرين:
المبادرة في العمل وإظهار الإيجابية تُحفِّز الآخرين وتُحسِّن من روح الفريق، فينفِّذون متطلباتك بكل رضى.
7. التغلُّب على الخجل:
المبادرة في التواصل مع الآخرين تُساعدك على التغلُّب على الخجل وتنمية مهاراتك الاجتماعية، ومن ثم تحقيق مصالحك.
8. تعلُّم مهارات جديدة:
المبادرة في المشاركة في النشاطات والتجارب الجديدة تُساعدك على تعلُّم مهارات جديدة وتوسيع آفاقك، ومن ثم تزداد فرص معرفتك بأشخاص يساعدونك على تحقيق متطلباتك.
شاهد بالفيديو: كيف تتعامل مع الناس بذكاء؟
ثالثاً: الوضوح عند الطلب
الوضوح في التعامل مع الآخرين هو سلوك إيجابي له عددٌ من الفوائد، وقبل الدخول في صلبها لا بدَّ لنا من توضيح الفرق بين الوضوح والفظاظة، فالوضوح لا يتنافى مع اللباقة أبداً، ولكنَّه يعني المباشرة في الطلب بعيداً عن التلميحات، وللوضوح فوائد عدة نذكر منها:
- الوضوح في التعبير عن أفكارك ومشاعرك يمنع سوء الفهم ويُسهِّل التواصل الفعَّال.
- الوضوح في التعامل يعزز ثقة بينك وبين الآخر.
- الوضوح في التعبير عن احتياجاتك ورغباتك يدلُّ على احترامك للآخرين ووقتهم الذي لا ترغب بتضييعه في التلميحات، فيساعدونك احتراماً لشفافيتك.
- الوضوح في طرح وجهة نظرك والاستماع للآخرين يُساعد على حل النزاعات حلَّاً فعَّالاً والحصول على الوئام الذي ترغب به.
- كما أنَّ الوضوح في تحديد المهام والأهداف لأعضاء فريقك يُساعد على إنجازها بفاعلية.
- الوضوح أيضاً في التوجيهات والتوقُّعات يُحفِّز الآخرين ويُحسِّن من روح الفريق.
- الوضوح في التعامل يُزيل التوتر والقلق ويُشعرك بالراحة ويشعر الآخرين بالراحة تجاهك فتحصل منهم على ما تريد.
رابعاً: اللطف
يُخطئ بعضهم فيظنون أنَّ أصحاب القوة والعنف والنفوذ، يحصلون على ما يريدون من الآخرين بسهولة، قد يكون هذا الكلام صحيحاً ولكنَّهم بهذه الطريقة يأخذون حاجاتهم قسراً وعنوة، فضلاً عن كون بعض الحاجات وخاصة العاطفية منها لا تُنال بالقسوة والإكراه؛ لذا لا بدَّ من استخدام اللطف، هذه المهارة الناعمة والفعَّالة في الوقت ذاته، وإليك كيف يساعدك اللطف على الحصول ما تريد من الآخرين بذكاء وبطريقة غير مباشرة:
- إظهار اللطف يدلُّ على اهتمامك بالآخرين ورغبتك في مساعدتهم، والناس بطبيعتهم يميلون للأشخاص اللطفاء ويتحمَّسون لتقديم المساعدة لهم.
- اللطف يبني علاقة ثقة بينك وبين الآخرين، فهو يدل على قوتك وتصالحك مع ذاتك، ومن ثم ستكون محبوباً من قبلهم ولن يتوانوا لحظة عن تلبية متطلباتك.
و إليك بعض الطرائق التي تُظهر من خلالها لطفك، وتحصل على ما تريد من الآخرين بذكاء:
1. الابتسامة:
فالابتسامة تُظهر للآخرين أنَّك ودود ومُرحِّب.
2. النظر في عينيِّ محدِّثك:
التواصل البصري يدل على اهتمامك واحترامك للآخرين.
3. التحدُّثْ بلطف واحترام:
استخدم لغة مهذبة وتجنُّب التحدث بنبرة عالية أو عدوانية.
4. الاستماع باهتمام:
استمع باهتمام لوجهة نظر الآخرين.
5. إظهار الامتنان:
اشكر الآخرين على مساعدتهم ودعمهم.
مع اتِّباع هذه النصائح، ستتمكَّن من استخدام اللطف استخداماً فعَّالاً للحصول على طلباتك وتحسين علاقاتك مع الآخرين.
خامساً: طلب المُستطاع
يقول أحد الأمثال الشعبية: "إذا أردت أن تُطاع فاطلب المستطاع"، والطلبات المنطقية هي طلبات واضحة ومباشرة مبنية على أساس من الحِجة والعقل، فليس منطقياً أن تطلب من موظَّف متواضع أن يقرضك مليون دولار، فتساعدك الطلبات المنطقية على تلبية احتياجاتك من خلال زيادة فرص تحقيق طلباتك، لأنَّ الطلبات الملائمة والمناسبة والمنطقية تُسهِّل على الآخرين فهم ما تريد وتزيد من فرص تحقيق متطلباتك.
الطلبات المبنية على الحجة والعقل، تُقنع الآخرين بوجهة نظرك وتزيد من فرص موافقتهم على طلبك، فإذا ما أردت أن يُطاع طلبك ويُلبَّى، فكن منطقياً في طلبك، وذلك من خلال معرفة إمكانات الطرف الآخر، ومعرفة مستوى العلاقة التي تربطك به، والخدمات المتبادلة بينكما والتي تؤهِّلك لتطلب منه ويُلبِّيك.
سادساً: اختيار الوقت المناسب
إذا ما أردت لسؤالك أن يُجاب، عليك أن تتحيَّز الوقت المناسب له، واختيار الوقت المناسب هو أمر هام جداً للحصول على متطلباتك من الآخرين بذكاء، فهو يمكِّنك من:
- اختيار الوقت الذي يكون فيه الطرف الآخر مُستعدَّاً ومُتقبِّلاً لطلبك يُزيد من فرص موافقته عليه.
- تجنُّب الأوقات التي يكون فيها الطرف الآخر مشغولاً أو مُرهقاً، فهذا يُقلِّل من فرص موافقته على طلبك.
- تجنُّب سوء الفهم، لأنَّ طلب شيء من شخص ما عندما يكون في عجلة من أمره أو مُشتَّتاً يُزيد من فرص سوء الفهم.
سابعاً: تقديم الشكر
كثيرة هي المرات التي يطلب منك شخص ما أن تُقدِّم له معروفاً أو خدمة، وأنت ولأسباب تخصُّك تؤدِّي هذه المَهمَّة وتلبِّي طلباته، وبالتأكيد ليس كل الناس معتادين على الشكر والامتنان، فمعظمهم يأخذون حاجتهم منك ويديرون ظهورهم دون أن يتفوَّهوا بكلمة شكر واحدة، الأمر الذي يكون مُحبِطاً لك بالتأكيد، مهما ادَّعيت أنَّك لا تريد مقابلاً.
أعرف هذا الصنف جيِّداً، فمن خلال عملي لفترة معيَّنة في مركز اتِّصال تواصلت مع كثيرين منهم، أولئك الذين يُغلقون السماعة في وجهك دون استئذان أو شكر بعد أن حصلوا على إجاباتهم، ومن هذه المواقف تحديداً نكتشف أهمية أن تكون شَكوراً ومُمتنَّاً لأي شخص يُقدِّم لك خدمة أو معروفاً أو حتى عملاً من سياق واجباته، لأنَّ الشكر بطبيعة الحال يُحرِّض بذرة الخير في النفس البشرية، ويُظهِر الاحترام والتقدير، فإذا ما أردت أن تحصل على أي شيء من أي شخص، حتى لو كان فنجان قهوة، لا تنسَ أن تكون ممتناً للأشخاص الذين يعطونك متطلَّباتك، فهذا سببٌ كافٍ ليُسعَدوا بخدمتك ويحرصوا على تلبية متطلباتك بأفضل صورة ممكنة.
في الختام:
كانت هذه خطواتنا الذهبية لأفضل سبعة طرائق تساعدك على الحصول على ما تريد من الآخرين بذكاء، كن لطيفاً، كن واضحاً، كن شكوراً، اختر الوقت المناسب والطلب المناسب، بادِرْ بتنفيذ طلبات الآخرين أو عرض خدماتك عليهم ولا تنسَ إتقان مهارات الذكاء العاطفي، فلن تجد منحى من مناحي حياتك لا يؤثر فيه، وأخيراً لا يسعنا إلَّا أن نتمنى لك قبولاً مطلقاً من الآخرين وطلبات مجابة دائماً.
أضف تعليقاً