فعندما تكون مثلاً في خضم مقابلة عمل أو موعد ما، عليك أن تركز كامل اهتمامك على الشَّخص الذي تحاول التأثير عليه. ولا بدّ أنَّك قد سمعت أنَّ الانطباع الأولي هو أهمُّ شيء. على الرَّغم من أنّ البعض لا يتفق مع هذه الفكرة بشكلٍ كامل، إلا أنَّها وبكل تأكيد تحمل في طياتها بعض الحقيقة.
فتخيَّل لو كنت تجلس مع أحدهم وتحاول إجراء محادثة معه، وتراه في المقابل يُقلِّبُ نظره في كل ما يدور من حوله، بدلاً من أن يصغي لما تخبره إياه. ستشعر بأنَّه يتجاهلك، أليس كذلك؟ ستشعر كما لو أنَّ ذلك الشخص لا يكترث بحديثك بتاتاً. إنَّه لشعور سيء، حتى لو لم يتعمَّد القيام بذلك.
مقالتنا هذه تتحدث عن القيام بالتواصل البصري بشكل جيد بما فيه الكفاية، بحيث تبدو وكأنَّك منخرط تماماً في المحادثة التي تجريها؛ حتى لو لم تكن كذلك. وكل هذا يتلخص في الاحترام والتقدير والاهتمام واستيعاب ما يخبرك إياه الآخرون.
فإن كنت أحد أولئك الخجولين الذين يجدون صعوبةً في الحفاظ على تواصل بصري، أو إن كنت شخصاً يريد بعض النصائح والتقنيات فقط، فسوف نخبرك كيف تقوم بذلك.
4 حيل ذكية للقيام بالتواصل البصري:
أولاً: تخيل وجود مثلثٍ معكوس
قد يجد بعض الناس حرجاً شديداً بالتحديق في عيني محدثهم، لذا إليك هذه الحيلة الصغيرة لمساعدتك على ذلك: ارسم مثلثاً وهميَّاً في وجه محدثك، حول عينيه وفمه (كما هو موضح بالصورة المرفقة). وخلال إجراءك محادثةً معه، انقل نظرك من نقطة إلى أخرى ضمن ذلك المثلث. سيُظهِرُكَ ذلك بمظهر من يهتم حقاً بهذه المحادثة. قد يبدو الأمر سخيفاً بعض الشيء، لكنَّه ينجح! جرب هذه الحيلة وستكتشف ذلك بنفسك.
ثانياً: تدرب على التواصل البصري وأنت جالسٌ على أريكتك
إنَّها أسهل طريقةٍ للقيام بأيِّ شيءٍ كان، وفي أيِّ وقتٍ كان. ولست مضطراً إلى مغادرة أريكتك حتى. يفلح ذلك بشكل جيد مع أولئك الخجولين وغير المستعدين بعد لتطبيق تلك الطريقة على أناسٍ حقيقيين. نقترح عليك أن تنتبه إلى لون عيني محدثك، فهي أفضل طريقة للتركيز على عمليَّة التواصل البصري. وخاصة عندما تكون راغباً في أن تصبح قادراً على الوصول إلى تلك المرحلة التي تتلخص بأن تتمكن من النَّظر إلى عيني محدثك من دون أن تشعر بالحرج وعدم الارتياح.
لذا وفي المرة القادمة التي تشاهد فيها فيلماً أو إحدى العروض التلفزيونية، وفي كل مرة تظهر فيها شخصية جديدة أمامك على الشاشة؛ انتبه إلى لون عيني وشعر تلك الشخصيَّة.
وحالما تشعر أنَّك قد تدربت تدريباً كافياً على ذلك، فإنَّ الانتباه لهذه الأمور على أناسٍ حقيقيين وإجراء تواصل بصري معهم، سيأتي من تلقاء نفسه في نهاية المطاف.
ثالثاً: انتبه إلى ملامحهم الأخرى
قد يكون الأمر مخيفاً للغاية عند النظر إلى عيني الشخص، خاصةً إن كان ذا سطوة. فدائماً ما يجد بعض الناس صعوبةً في القيام بالتواصل البصري، ذلك لأن هذا الأمر يوترهم للغاية. لكن من المفيد الانتباه بدقة لملامح من تتحدث إليهم. لذا انتبه لوجود النمش على وجوههم، ولون شعرهم، وحركة أفواههم... إلخ.
وعلى الرَّغم من أنَّك لا تنظر إلى أعينهم مباشرة، إلا أنَّك تنظر ضمن نطاقٍ قريبٍ من ذلك؛ وبهذا تتجنب إعطاء انطباع بأنَّك لا تهتم بحديثهم.
رابعاً: ركز على عينٍ واحدةٍ فقط
في واقع الأمر، أنت لن تقدر على النظر إلى كلا عيني الشخص في الوقت نفسه. وإن حاولت ذلك، فسينتهي بك الأمر إلى أن تبدو وكأنَّك تحملق فيهم. أنت بالأصل ومن دون وعيٍ منك، ستركز على عينٍ واحدة فقط، سواءً أكانت العينَ اليمنى أم اليسرى. ومع ذلك، يُفضَّل أن تقوم بالتبديل من عين إلى أخرى أثناء إجراء محادثة. إذ سيبدو ذلك أكثر طبيعيةً ويُظهر مزيداً من الاهتمام من قِبَلك.
بصفة عامة، يجب أن يؤسس التواصل البصري المباشر ةالذي يتراوح بين 30٪ إلى 60٪ من وقت المحادثة، لأجواء مريحة ومثمرة. وتقل تلك النِّسبة عندما تتكلم، وتزيد عندما تصغي.
وكما هو الحال مع أي أمرٍ آخر، تقود الممارسة إلى التَّمرس. وبمرور الوقت، سوف سوف ترتاح أكثر لفكرة التواصل مع الناس بصرياً. إنَّ الأمر لا يتعلق بكيفية إجراء تواصل بصري وحسب، بل بما تفعله ما إن تقوم بذلك.
أضف تعليقاً