ملاحظة مساهمات الآخرين:
لقد لاحظت أنَّ الانغماس في ثقافة التقدير جعلني شخصاً أكثر تقديراً لجميع جوانب حياتي؛ في العمل وفي المنزل أيضاً، فمن المستحيل أن تُدرِّبوا أنفسكم على ملاحظة جهود ومساهمات الآخرين في العمل فقط وألا تقوموا بالشيء نفسه في المنزل أيضاً.
وفي كثير من الأحيان، دون أن أدرك ذلك، أنا أكون أكثر مجاملةً مع الأشخاص الذين أتفاعل معهم في حياتي، مثل المحاسب في البقالة، والأصدقاء الشخصيين، والناس الموجودين في محطات الوقود، وحتى أفراد الأسرة أيضاً، الذين لا يشكِّلون أهمية بقدر الإنسانية التي يمثِّلونها.
لقد خُلِقنا جميعاً ونحن بحاجة إلى سماع المديح والتقدير من الآخرين، وأنا سعيدةٌ لأنَّني تعلَّمت المهارات التي تساعدني على القيام بذلك بشكل أفضل. ولكن دعوني أكون واضحةً، إنَّ التقدير القيِّم - من وجهة نظر المستمع - ليس مجرد عبارات مثل "شكراً، أنت تقوم بعمل رائع، وأنا أقدِّر ذلك"؛ بل التقدير القيِّم يأخذ في الحسبان ما تعرفه عن الشخص الآخر، وما تعرف عن ظروفه، وقيمته الفريدة أو الاختلاف الذي يقدِّمه.
قصص عن الامتنان:
لقد بدأت بالانتباه إلى هذا النوع من التقدير عند حدوثه، وإحدى المصادر الجديدة التي تعجبني بشكل خاص والتي تسلِّط الضوء على هذه الأنواع من القصص هي صفحة "هافينغتون بوست غراتيتود" (Huffington Post Gratitude)؛ إنَّها مليئة بالقصص من جميع أنحاء العالم ومليئة بالسيناريوهات المختلفة، ومن المستحيل أن تخرج من هذه الصفحة دون الشعور بالارتياح بشأن قدرتنا على رفع معنويات بعضنا بعضاً من خلال الامتنان والتقدير والشكر.
وقد قرأت إحدى هذه القصص مؤخراً، التي تتحدث عن إحدى رحلات الطيران التي استقلتها إحدى الراكبات، والتي تقدِّم فيها تقديراً لطياري رحلتها. وفيما يأتي نص رسالتها:
"أعزائي طياري الطائرة التي ستوصلني إلى المنزل...
في ضوء المأساة التي حدثَت مؤخراً في جبال "الألب الفرنسية" (French Alps) وفقدان أولئك الأشخاص الفقراء البالغ عددهم 150 شخصاً، أنا أشعر بالحاجة إلى مدِّ يد العون إليكم؛ ففي نهاية المطاف، نحن جميعنا بشر نحاول أن نعيش هذه الحياة المتقلِّبة التي خُلِقنا لها. وأنا أتفهَّم بأنَّ حدثاً مروِّعاً جداً كهذا يؤثر فيمن يتحمَّلون مثل مسؤوليتكم أكثر من غيرهم، وربما أحياناً يمكن للكلمة اللطيفة العشوائية ولكن الصادقة، أن تُحدِث فرقاً هائلاً، وأنا آمل أن أخلق تأثيراً جيداً، وأن أنشر بعض التعاطف والتفاهم معكم.
شكراً لكم على اصطحابي للمنزل، وشكراً لكم على القيام بذلك بأمان، وأشكركم أيضاً على السماح لي بأن أعيش حياة التنقُّل هذه التي أعيشها بين "إسبانيا" (Spain) وبين "إنجلترا" (England) أيضاً. بفضلكم أستطيع رؤية عائلتي الآن، أتمنَّى أن ترَوا عائلاتكم قريباً، لقد حظيت برحلة طيران رائعة وآمل أن تكونوا قد حظيتم بالشيء نفسه أيضاً.
أنتم تُحدثون فرقاً هائلاً، وأنتم السبب في ابتسامتي الليلة. اعتنوا بأنفسكم وانشروا الحب.
مع أطيب التحيات، "بيثاني" (Bethanie)".
شاهد بالفيديو: 7 فوائد للامتنان تذكرك أن تشكر الله كل يوم
في الختام:
"نحن جميعنا بشر نحاول فقط أن نعيش هذه الحياة التي خُلقنا لها." هذا صحيح، ولكنَّني أعتقد أنَّه يمكننا تسهيل الأمر عندما نبذل القليل من الجهد لملاحظة وتقدير الأشخاص من حولنا. فإنَّ التواصل البشري هو الأهم، ويتم تسهيله من خلال فعل سهل يتمثَّل في تقديم "الشكر".
أضف تعليقاً