تُعدُّ القرارات الاستثماريَّة المدروسة في عالم الأعمال الحديث جوهرَ النَّجاح والاستدامة لأيِّ شركة، فقد أصبحَ من الضَّروري - مع تزايد التنافسيَّة وتعقيد الأسواق - أن تعتمدَ هذه القرارات على أسسٍ قويَّة وبيانات موثوقة بدلاً من الحدس أو التَّخمين، وهنا يأتي دور تحليل البيانات المالية؛ كونها أداة حيويَّة لتوجيه هذه القرارات، فتحليل البيانات الماليَّة ليس مُجرَّد عمليَّة مراجعة للأرقام، بل هو فنُّ تحويل البيانات إلى رؤى قيِّمة تُساعد على تحديد الاتِّجاهات، وتقييم الأداء، واكتشاف الفرص الاستثماريَّة المُثلى، ويمكن للمُستثمرين والمديرين - على حدٍّ سواء - الحصول على صورةٍ واضحةٍ وشاملة عن الوضعِ الماليِّ للشَّركة، وذلك من خلال فهم القوائم الماليَّة الأساسيَّة، مثل: قائمة الدَّخل، والميزانيَّة العموميَّة، وقائمة التدفُّقات النَّقدية.
مفهوم البيانات المالية؟
البيانات الماليَّة هي مجموعةٌ من المعلومات والأرقام التي توضِّحُ الأداء الماليَّ لشركةٍ أو كيانٍ ماليٍّ خلال فترة زمنيَّة مُحدَّدة، وتشملُ البيانات الماليَّة عادةً: القوائم الماليَّة الرَّئيسة مثل بيانات الدَّخل والميزانيَّة العموميَّة وكذلك النقديَّة، إضافة إلى النِّسب الماليَّة الرَّئيسة التي تُساعد على تقييم صحَّة وأداء الشَّركة.
مفهوم الاستثمار؟
الاستثمار هو عمليَّة وضع رأس المال أو المال في أصولٍ ماليَّة أو مشاريع أو أعمال أخرى؛ بهدف تحقيق عوائد ماليَّة مستقبليَّة، وتُستثمَر هذه الأموال عادةً؛ لتحقيق نموٍّ ماليٍّ، أو تعظيم العائدات، ويشملُ الاستثمار مجموعةً متنوِّعة من الأصول مثل الأسهم، والسَّندات، والعقارات، وصناديق الاستثمار وغيرها، وذلك بناءً على تقييمٍ دقيقٍ للمخاطر والعوائد المتوقَّعة.
أهميَّة تحليل البيانات الماليَّة في اتِّخاذ القرارات الاستثماريَّة:
يُساعدُ تحليل البيانات المالية المُستثمِر على اتِّخاذ قرارات استثماريَّة، وذلك من خلال الأمور الآتية:
1. فهم الأداء المالي:
يساعدُ تحليل البيانات الماليَّة على فهم الأداء المالي الحالي والسَّابق للشركة، أو الأصل المالي لها، وهذا يُسهِّلُ على المُستثمِر أو المدير المالي تقييم كيفيَّة إدارة الموارد الماليَّة، وكفاءة استخدامها.
2. تقييم العوائد الماليَّة المتوقَّعة:
يمكنُ لتحليل البيانات الماليَّة مساعدة المُستثمِرين على تقدير العائدات الماليَّة المتوقَّعة من استثمارٍ مُعيَّن.
3. تقدير المخاطر الماليَّة:
يُساعدُ تحليل البيانات الماليَّة على التعرُّف إلى المخاطر الماليَّة المُتعلِّقة بالاستثمار، مثل الدُّيون الكبيرة، أو الاعتماد على عددٍ قليل من العملاء، وهذا يسمحُ بتقدير مستوى المخاطر، واتِّخاذ التَّدابير المناسبة لإدارتها بفاعليَّة.
4. اتِّخاذ قرارات استثماريَّة مبنيَّة على أسسٍ دقيقة:
يوفِّرُ تحليل البيانات الماليَّة الأساسَ اللازم لاتخاذِ قراراتٍ استثماريَّة مُستنيرة ومبنيَّة على أسسٍ دقيقة وعلميَّة، وهذا يزيدُ من فرص النَّجاح، ويُقلِّلُ المخاطر المحتملة.
5. تحسين الأداء العام للمحفظة الاستثمارية:
يؤدِّي تحليل البيانات الماليَّة دوراً هامَّاً في تحديد الأصول الاستثماريَّة الأكثر كفاءة، والأنسب لأهداف الاستثمار، وهذا يُحسِّنُ الأداء العام للمحفظة الاستثماريَّة.
شاهد بالفيديو: 8 علامات تدلّ على أنَّك لا تُجيد استثمار أموالك
كيفية تحليل البيانات المالية لاتخاذ قرارات استثمارية صحيحة:
يمكن تحليل البيانات الماليَّة باتَّباع الخطوات الآتية:
أوَّلاً: فهم هيكل (أساسيَّات) البيانات الماليَّة
يجب على المُستثمِرين النَّظر في الهيكل الأساسي للبيانات الماليَّة، والتي تُقدِّمُ صورةً شاملةً عن الوضع الماليِّ والأداء الاقتصاديِّ للشَّركة؛ وذلك لفهم البيانات الماليَّة بعمقٍ، واتِّخاذ قرارات استثماريَّة مبنيَّة على معلوماتٍ صحيحة.
تتضمَّنُ هذه البيانات:
1. قائمة الدَّخل (Income Statement):
تعرض قائمة الدَّخل - المعروفة أيضاً باسم "بيان الأرباح والخسائر" - أداءَ الشَّركة الماليِّ خلال فترة زمنيَّةٍ مُحدَّدة (ربع سنوي أو سنوي) وتتكوَّن من العناصر الآتية:
- الإيرادات (Revenues): هي المبالغ التي تُحقِّقها الشَّركة من مبيعات السِّلع، أو تقديم الخدمات.
- تكلفة البضائع المُباعة (Cost of Goods Sold - COGS): هي التَّكاليف المباشرة المُرتبِطة بإنتاج السِّلع، أو الخدمات التي تُباع.
- مُجمَل الرِّبح (Gross Profit): يساوي الإيرادات ناقص تكلفة البضائع المُباعة.
- المصروفات التشغيليَّة (Operating Expenses): هي المصروفات المُرتبِطة بتشغيل الأعمال مثل الرَّواتب، والإيجارات، والإعلان.
- الرِّبح التَّشغيلي (Operating Income): يساوي مُجمَل الرِّبح ناقص المصروفات التشغيليَّة.
- مصروفات الفائدة والضرائب (Interest and Taxes): هي التَّكاليف المُتعلِّقة بالقروض والضَّرائب المدفوعة.
- صافي الربح (Net Income): هو الرِّبح التَّشغيلي بعد خصم مصروفات الفائدة والضرائب، وهذا الرَّقم يُعبِّر عن الرِّبح النِّهائي للشَّركة.
2. قائمة التدفُّقات النقديَّة (Cash Flow Statement):
توضحُ قائمة التدفُّقات النقديُّة التغيُّرات في النقديَّة والنقدية المُعادلة خلال فترةٍ زمنيَّةٍ مُعيَّنة، وتُقسَم إلى ثلاث نشاطات رئيسة:
- التدفُّقات النقديَّة من النَّشاطات التشغيليَّة (Operating Activities): هي النَّقد النَّاتج عن العمليات التجاريَّة الأساسيَّة، مثل: النَّقد المتولِّد من المبيعات، والنَّقد المُستخدَم في تسديد المصروفات.
- التدفُقات النقديَّة من النَّشاطات الاستثماريَّة (Investing Activities): هي النَّقد المُستخدَم في شراء الأصول طويلة الأجل، مثل: العقارات والمعدَّات، أو النَّقد النَّاتج عن بيع هذه الأصول.
- التدفُقات النقديَّة من النَّشاطات التمويليَّة (Financing Activities): هي النَّقد النَّاتج من التمويل الخارجي، مثل: القروض أو إصدار الأسهم، أو النَّقد المُستخدَم في تسديد الدُّيون وتوزيع الأرباح.
3. الميزانيَّة العموميَّة (Balance Sheet):
تعرضُ الميزانيَّة العمومية الأصول والخصوم وحقوق المساهمين في نهاية فترةٍ زمنيَّة مُعيَّنة، وتنقسمُ إلى ثلاثة أقسام رئيسة:
الأصول (Assets):
وتقسمُ إلى:
- الأصول المُتداوَلة (Current Assets): وهي الأصول التي يمكن تحويلها إلى نقدٍ في غضون سنة واحدة، مثل النَّقد والمخزون والحسابات المستحقَّة.
- الأصول غير المُتداوَلة (Non-current Assets): وهي الأصول طويلة الأجل التي لا يمكن تحويلها بسهولةٍ إلى نقد، مثل العقارات والمعدَّات والاستثمارات طويلة الأجل.
الخُصوم (Liabilities):
وتُقسمُ إلى:
- الخصوم المتداولة (Current Liabilities): هي الدُّيون والالتزامات التي يجب تسديدها في غضون سنة واحدة، مثل الحسابات المُستحقَّة الدَّفع، والقروض قصيرة الأجل.
- الخصوم غير المتداولة (Non-current Liabilities): هي الدُّيون والالتزامات طويلة الأجل التي تُستحَقُّ بعد أكثر من سنة، مثل القروض العقاريَّة والسندات المُستحقَّة.
حقوق المُساهِمين (Shareholders' Equity):
تتضمنُ كلاً من:
- رأس المال (Capital): الأموال التي استثمرها المساهمون في الشركة.
- الأرباح المُحتجَزة (Retained Earnings): الأرباح التي أُعيدَ استثمارها في الشركة بدلاً من توزيعها على المساهمين كأرباح.
ثانياً: تحليل النسب الماليَّة الأساسيَّة
يُعدُّ تحليل النسب الماليَّة خطوةً حاسمةً في تقييم الأداء المالي للشَّركة، واتِّخاذ قرارات استثمارية جيدة؛ لأنَّه يُساعدُ المستثمرين على فهم الربحيَّة والسُّيولة والكفاءة، والقدرة على سداد الدُّيون، وتقدير النُّمو المُحتمَل للشَّركة.
إليكَ شرحٌ مُفصَّلٌ لأهمِّ النِّسب الماليَّة الأساسيَّة:
1. نسبة السُّيولة (Liquidity Ratios):
تُقسمُ إلى:
- النِّسبة الحاليَّة (Current Ratio): = الأصول المُتداوَلة / الخصوم المتداولة.
- النِّسبة السَّريعة (Quick Ratio): = (الأصول المُتداوَلة - المخزون) / الخصوم المُتداوَلة.
2. نسب الربحيَّة (Profitability Ratios):
تُقسمُ إلى:
- هامش الرِّبح الإجمالي (Gross Profit Margin): = (الإيرادات - تكلفة البضائع المباعة / الإيرادات) ×100.
- هامش الرِّبح الصَّافي (Net Profit Margin): = (صافي الرِّبح / الإيرادات) × 100.
- العائد على الأصول (Return on Assets - ROA): = (صافي الرِّبح / الأصول الكليَّة) × 100.
- العائد على حقوق الملكيَّة (Return on Equity - ROE): = صافي الربح / حقوق المُساهمين.
3. نسب الرَّفع المالي (Leverage Ratios):
تُقسمُ إلى:
- نسبة الدَّين إلى حقوق الملكيَّة (Debt to Equity Ratio): = الخصوم / حقوق المُساهمين.
- نسبة تغطية الفوائد (Interest Coverage Ratio): = الأرباح قبل الفوائد والضَّرائب (EBIT) / مصروفات الفائدة.
4. نسب السُّوق (Market Ratios):
تقسم إلى:
- ربحية السَّهم = (Earnings Per Share - EPS) صافي الرِّبح/ عدد الأسهم العادية المُصدَّرة.
- نسبة السِّعر إلى الربحيَّة (P/E Ratio): = سعر السَهم / ربحية السَهم.
- نسبة السِّعر إلى القيمة الدفتريَّة (P/B Ratio): = سعر السَّهم / القيمة الدفتريَّة للسَّهم.
ثالثاً: التَّحليل الأفقي والرَّأسي والنَّوعي
يمكن للتَّحليل الأفقي والرَّأسي إضافة إلى التَّحليل النَّوعي أن يساعدَ المُستثمِرين على فهم الاتِّجاهات الماليَّة، والأداء النسبي للشركة وكذلك السِّياق الأوسع الذي تعمل فيه.
1. التَّحليل الأفقي (Horizontal Analysis):
يشملُ التَّحليل الأفقي - المعروف أيضاً بـ "التَّحليل الاتِّجاهي" - مقارنةَ الأداء المالي للشَّركة عبر فتراتٍ زمنيَّةٍ مُتعدِّدة؛ لتحديد الاتِّجاهات في الإيرادات والمصروفات والأرباح وغيرها من العناصر المالية، ويهدفُ هذا التَّحليل إلى اكتشاف النُّمو أو التَّراجع في أداء الشركة.
إليكَ المثال الآتي؛ لتوضيح نسبة النُّمو وفق التَّحليل الأفقي، مع العلم أنَّ معادلة حساب نسبة النمو هي (القيمة في الفترة الحاليَّة – القيمة في الفترة السابقة / القيمة في الفترة السابقة) × 100.
2. التَّحليل الرَّأسي (Vertical Analysis):
يتضمَّنُ التَّحليل الرَّأسي تحليلَ كل عنصرٍ في القوائم الماليَّة بوصفه نسبة مئويَّة من مجموعٍ محدَّدٍ، ويساعدُ هذا النَّوع من التَّحليل على فهم التَّركيب النِّسبي للعناصر الماليَّة، ويسهِّلُ مقارنة الأداء المالي بين الشَّركات المختلفة أو داخل الصناعة.
3. التَّحليل النَّوعي:
يشملُ التَّحليل النَّوعي تقييم العوامل غير الكميَّة التي يمكنُ أن تؤثِّرَ في الأداء المالي للشَّركة، وأهمها:
- إدارة الشَّركة: يمكنُ أن يعطي تقييم كفاءة فريق الإدارة وخبرتهم إشارات عن قدرة الشركة على تحقيق النَّجاح المُستدام.
- وضع الصِّناعة: يُعدُّ فهم التحدِّيات والفرص في الصِّناعة التي تعمل فيها الشَّركة أمراً حيويَّاً، ويتضمَّنُ هذا التَّحليل: دراسة السُّوق المُستهدَف، والديناميكيَّات الاقتصاديَّة، والاتِّجاهات التكنولوجيَّة، والقوانين واللوائح المتعلِّقة بالصِّناعة.
- التنافسيَّة: يمكنُ أن يكشفَ تقييم المزايا التنافسية للشركة مقارنةً بمنافسيها عن نقاط القوَّة والضَّعف، ويشملُ هذا التَّحليل: دراسة المنتجات أو الخدمات الفريدة، وحصة السوق، وقاعدة العملاء، وكفاءة العمليَّات.
- الابتكار والبحث والتَّطوير: يؤثِّرُ تقييم قدرة الشركة على الابتكار وتطوير المنتجات أو الخدمات الجَّديدة في قدرتها على النُّمو والتَّنافس في السُّوق.
- الاستثمارات في البحث والتَّطوير: يُظهِرُ فهم مقدار الاستثمار الذي تقوم به الشركة في البحث والتطوير (R&D) مدى التزامها بالابتكار والتحسين المستمر.
- الاستدامة: يمكنُ أن يؤثِّرَ تقييم مدى التزام الشَّركة بممارسات الاستدامة والمسؤوليَّة البيئيَّة في صورتها العامَّة، وعلاقاتها مع العملاء والمستثمرين.
- المسؤوليَّة الاجتماعيَّة للشَّركة: يوضحُ فهم المبادرات التي تتخذها الشَّركة في مجال المسؤوليَّة الاجتماعيَّة القيَم التي تتبنَّاها ودورها في المجتمع ، ويمكنُ أن يؤثِّرَ في جاذبيَّتها للعملاء والمُستثمِرين.
- الثقافة التنظيمية: يمكنُ أن يوفِّرَ تقييم ثقافة الشَّركة وقيمها فهماً لبيئة العمل الداخليَّة وكيفيَّة تعامل الشركة مع موظفيها، وهذا يؤثِّرُ في الإنتاجيَّة والرِّضى الوظيفي.
- الشفافيَّة والإفصاح: يُظهرُ تقييم مدى شفافية الشَّركة في الإفصاح عن معلوماتها الماليَّة وغير الماليَّة، وعلاقتها مع المستثمرين مدى الثِّقة التي يمكن أن يضعها المستثمرون في الشَّركة.
رابعاً: التنبُّؤ والتَّقييم
يأتي دور التنبُّؤ والتَّقييم بعد جمع وتحليل البيانات الماليَّة، واستخدام النسب الماليَّة، والتَّحليل الأفقي والرَّأسي؛ لتحديد مستقبل الشَّركة وأدائها المتوقع، وتتضمَّنُ هذه الخطوة التقديرات المستقبليَّة والتقييمات الشَّاملة بناءً على المعلومات المُتاحة؛ لتحسين اتِّخاذ القرارات الاستثماريَّة.
إليكَ شرحٌ مُفصَّلٌ لهذه الخطوة:
1. التنبُّؤ المالي (Financial Forecasting):
هو عمليَّة تقدير الأداء المالي المستقبلي للشَّركة بناءً على البيانات التاريخيَّة والاتِّجاهات الحاليَّة، ويتضمَّنُ ذلك: إعداد توقُّعات للإيرادات، والمصروفات، والأرباح، والتدفُّقات النقديَّة.
2. التَّقييم (Valuation):
هو عمليَّة تقدير القيمة الحاليَّة للشَّركة أو لأصولها، ويهدفُ التَّقييم إلى تحديد القيمة الحقيقيَّة للشَّركة بناءً على توقُّعاتها المستقبليَّة، والمخاطر المُحتمَلة. من طرائق التَّقييم الشَّائعة:
- التَّقييم بالمُضاعفات (Multiples Valuation): من خلال استخدام مُضاعفات مثل مضاعف الربحيَّة (P/E Ratio)، ومضاعف القيمة الدفتريَّة (P/B Ratio)، ومضاعف الإيرادات (Price/Sales Ratio)؛ لمقارنة الشركة مع الشَّركات المُماثلة في الصِّناعة.
- التَّقييم بالتدفُقات النقديَّة المخصومة (Discounted Cash Flow - DCF): هو تقييم قيمة الشَّركة بناءً على التدفُّقات النقديَّة المُستقبليَّة المتوقَّعة مخصومة من القيمة الحاليَّة باستخدام مُعدَّل الخصم المناسب، وتُراعي هذه الطَّريقة القيمة الزمنيَّة للنُّقود، والمخاطر المُرتبِطة بالتدفُّقات النقديَّة المستقبليَّة.
- القيمة الدفتريَّة المُعدَّلة (Adjusted Book Value): هو تعديل القيمة الدفتريَّة للأصول والخصوم؛ للوصول إلى تقديرٍ أكثر دقَّة لقيمة الشَّركة.
3. تقييم المخاطر (Risk Assessment):
تحليل وتقييم المخاطر المُحتمَلة التي قد تؤثِّرُ في التوقُّعات الماليَّة وقيمة الشركة، وهو جزءٌ أساسيٌّ من عمليَّة التنبُّؤ والتَّقييم.
توجد عدَّة أنواع من المخاطر المُحتمَلة، منها:
- المخاطر السوقيَّة: كالتغيُّرات في الطَّلب والعرض، والتقلُّبات الاقتصاديَّة، والتغيُّرات في أسعار الصَّرف وأسعار الفائدة.
- المخاطر التشغيليَّة: مثل مشكلات الإنتاج، والتَّكاليف غير المتوقَّعة، والتغيُّرات في إدارة الشَّركة.
- المخاطر القانونيَّة والتنظيميَّة: وتشملُ التغيُّرات في اللوائح والقوانين التي قد تؤثِّرُ في العمليَّات التجاريَّة للشَّركة.
- المخاطر التنافسيَّة: تُعنى بالمنافسة المُتزايدة من الشَّركات الأخرى، وتأثيرها في حصَّة الشَّركة في السُّوق.
إقرأ أيضاً: مخاطر الاستثمار وأنواعها وكيفية التعامل معها
خامساً: اتِّخاذ القرارات الاستثماريَّة
يأتي الوقت لاتِّخاذ قرارات استثماريَّة مستنيرة وصحيحة بمجرَّد الانتهاء من التَّحليل الأوَّلي للبيانات الماليَّة وإجراء الخطوات الأربع الأولى، ويتعيَّنُ في هذه الخطوة على المحلِّل أو المدير المالي أو المُستثمِر اتِّخاذ القرارات النهائيَّة بناءً على البيانات والتَّحليل الذي جُمِعَ وقُيِّمَ.
يمكنُ أن تتضمَّنَ هذه القرارات: تقييم الاستثمارات المُحتمَلة؛ لتحديد الفرص التي تُعدُّ الأكثر جاذبيَّة من حيث العائد المتوقَّع والمخاطر المترتّبة عليها، أو اختيار الاستراتيجيَّة الاستثماريَّة المُناسِبة التي تتماشى مع أهداف الاستثمار ومستوى المخاطر المقبول، أو تحديد كيفيَّة توزيع رأس المال بين مختلف الأصول الماليَّة مثل (الأسهم، السَّندات، العقارات، السِّلع) بناءً على استراتيجيَّة الاستثمار المُختارة والأهداف الماليَّة للمُستثمِر، وقد تشملُ هذه القرارات اتِّخاذ القرارات الخاصَّة بالتَّمويل، مثل تمويل النُّمو أو تخفيض التكاليف، بناءً على النتائج المُستنتَجة من التَّحليل المالي.
في الختام:
إنَّ تحليل البيانات الماليَّة لاتِّخاذ قرارات استثماريَّة صحيحة هو عمليَّة شاملة ومتعدِّدة الخطوات، وتتطلَّبُ خبرةً ودرايةً عميقة بالأسواق الماليَّة والأدوات الماليَّة المُختلفة، ويمكنُ للمُستثمرين والمديرين الماليِّين اتِّخاذ قراراتٍ مدروسة ومبنيَّة على أسسٍ قويَّة من خلال فهم هيكل البيانات الماليَّة، وتحليل النِّسب المالية، والتَّحليل الأفقي والرأسي والنوعي، إضافة إلى التنبُّؤ والتَّقييم.
أضف تعليقاً