فقد تكسب بعض الشركات نتيجة نشاطاتها عائداتٍ بمليارات الوحدات النَّقديَّة، ولكن إذا لم تتمكن من توليد السُّيولة النَّقديَّة باستمرار وانتظام فستواجه صعوباتٍ وأخطارٍ شتَّى؛ فلا يكفي امتلاكها لممتلكات عقارية عديدة أو أعمال فنية ثمينة؛ وذلك لأنَّه في حالات الطوارئ الماليَّة، سيكون الاعتماد الأساسي على الأصول السَّائلة حتماً.
ولمزيد من التَّوضيح سنعرض لكم ما يلي:
- مفهوم الأصول السَّائلة.
- أنواع الأصول السَّائلة.
- أهمِّيَّة الأصول السَّائلة.
1. مفهوم الأصول السَّائلة:
السُّيولة مصطلح هام يجب فهمه عند خوض غِمار عالم الأعمال والاستثمار، فهو يصف القدرة على استبدال الأصل بالنقد بسرعة وسهولة.
وقد يرتبط مصطلح "الأصول السَّائلة" بالاستثمارات في سوق الأوراق الماليَّة؛ فالأصول السَّائلة هي النقد الموجود أو أي أصل يمكن تحويله بسهولة إلى نقد، عن طريق ضمان وجود مجموعة جاهزة من المشترين المستعدين لدفع سعرها السائد في السوق؛ وبالمقابل فإنَّ الأصول غير السَّائلة هي تلك التي لديها عدد قليل من المشترين.
يمكن أن يهتم كل من الأفراد والشركات بتتبُّع الأصول السَّائلة كجزء من صافي ثروتهم، لأغراض المحاسبة الماليَّة؛ كما عليهم الإفصاح عن الأصول السَّائلة للشركة في ميزانيتها كأصول متداولة.
شاهد بالفيديو: 8 نصائح لإدارة أموالك بشكل أفضل
2. أمثلة على الأصول السَّائلة:
تشمل الأمثلة على الأصول السَّائلة التي يمتلكها الأفراد والشركات ما يلي:
- النقود أو العملات الأجنبية: الموجودة فعلياً بحوزة الشركة.
- الأوراق الماليَّة (الأسهم والسندات) المملوكة بغرض المتاجرة: حيث يعدُّ هذا النوع من الأسهم ذا سيولة مرتفعة؛ وذلك لأنَّه يوجد عدد كبير من المشترين والبائعين في سوق الأوراق الماليَّة، وتعدُّ بعض الأسهم من أكثر الأصول سيولة بسبب حجم التداول المرتفع لها، وهذا ينطبق بشكل خاص على الأسهم ذات القيمة السوقية العالية؛ ولأنَّه يمكن بيعها بسهولة باستخدام الأسواق الإلكترونية.
- الحسابات المصرفية: الأموال الموجودة في الحسابات الجارية أو حسابات التوفير.
- حسابات القبض: الأموال المستحقة من العملاء (الزبائن، أو المدينين).
- الصناديق المشتركة: صندوق يجمع الأموال من العديد من المستثمرين المختلفين في محفظة متنوعة.
- شهادات الإيداع: حساب توفير له تاريخ سحب ثابت.
- المصروفات المدفوعة مقدَّماً: في التأمين والإيجار والفواتير الأخرى التي دفعتها مسبقاً.
- حسابات التقاعد وحسابات أخرى.
- المِنح النَّقديَّة.
- الإيرادات مستحقة القبض.
- السندات الإذنية.
- السندات الحكومية.
- البضاعة (المخزون).
- الضرائب القابلة للاسترداد.
- الشيكات تحت التحصيل.
- الودائع قصيرة الأجل.
3. أهمية الأصول السَّائلة:
تنبع أهمية امتلاك الأصول السَّائلة من أمور عديدة؛ أبرزها:
- تمنح الشركة تصنيف هام لدى الدائنين والمقرضين، كما أنَّ الشركة التي تتمتع بمبالغ أعلى من الأصول السَّائلة لديها قدرة على دفع التزاماتها.
- تؤثِّر تأثيراً مباشراً في المستثمرين؛ فوجودها دليل على أنَّ الشركة صحِّيَّة مالياً؛ وأنَّ رأس مال الشركة غير مقيد بالأصول الثابتة المرهقة التي تنخفض قيمتها بمرور الوقت، وهي في وضع يسمح لها بمواجهة أي أزمات مالية محتملة.
- القدرة على سداد الالتزامات بسهولة دون الحاجة إلى تصفية الأصول الثابتة، اللازمة للحفاظ على إدارة الأعمال؛ في حالات الانكماش الاقتصادي.
- تؤثر في تقييم جودة إدارة الشركة لأموالها.
- تؤثر في زيادة الفرص بالحصول على قروض.
- حماية الشركة من الأحداث السلبية غير المتوقعة؛ مثل: الركود أو الانخفاض المفاجئ في الطلب على منتجات الشركة أو خدماتها.
ستمنحك زيادة معرفتك وإلمامك بهذه المعلومات امتيازات تتفوق بها على منافسيك في مجال عملك أيٍّ كان؛ وذلك لأنَّها سلاح قوي وفعَّال يقيك من بعض أخطر الكوارث الماليَّة التي قد تعترض مسيرة عملك.
أضف تعليقاً