في حين قد يرى بعضهم أنَّ ذلك أمر صعب ومعقد للغاية، فيلجؤون لدى قيامهم بالاستثمار إلى الاستعانة بمستشارين ماليين، ظنَّاً بأنَّ كفاءتهم وسعة اطلاعهم ستساعدهم على اتخاذ القرار الاستثماري الصحيح. وبكل تأكيد لا يستطيع أيُّ شخصٍ أن يقوم بالاستثمار بالأسواق الماليَّة بهذه البساطة؛ بل يجب عليه أن يبحث ويتعلَّم ويكتسب المعرفة اللازمة لكي يستطيع استثمار أمواله استثماراً ناجحاً، وهو أمرٌ ليس بهذه الصعوبة.
لذلك نعرض لكم في هذا المقال أهم الجوانب التي يجب أن نأخذها بالحسبان قبل الشروع في أي قرار استثماري، وهي:
- مفهوم الأسواق الماليَّة وتعريفها.
- أنواع الأسواق الماليَّة.
- وظائف الأسواق الماليَّة وأهميتها
مفهوم الأسواق المالية وتعريفها:
1. مفهوم الأسواق الماليَّة:
هي المكان أو الكيان الذي تتوافر فيه عروض وطلبات تداول الأوراق الماليَّة، ويتم ذلك في سوق منظم ومركزي، ومن خلال منصة خاصة؛ مثل: سوق الأسهم؛ أو في سوق غير منظم ونسميه هنا التداول خارج المنصة أو ما يعرف بـ OTC.
حيث يجتمع فيه البائع والمشتري لتنفيذ صفقة أو عملية تجارية؛ فيكون لدى البائع الرغبة في بيع السلعة، فيقدم عرضاً بذلك مقابل الحصول على ثمن ما، والمشتري لديه الرغبة والثمن للحصول على هذه السلعة فيقدم طلب شراء، وفي حالة السُّوق الماليَّة تكون السلعة هي الأصل المالي؛ ودور السُّوق الماليَّة في هذه الحالة هو تسهيل عملية بيع أو شراء الأصول الماليَّة، التي قد تكون عبارة عن أسهم، أو سندات، أو عملات، أو مشتقات ماليَّة، أو أوراق تجارية، أو غير ذلك.
يُستخدم مصطلح "السُّوق" أحياناً للإشارة إلى ما هو أكثر صرامة من البورصات، أو المنظمات التي تُسهِّل تداول الأوراق الماليَّة، مثل بورصة الأوراق الماليَّة أو بورصة السلع الأساسية.
2. تعريف الأسواق الماليَّة:
- هي آلية (وسيلة) تسمح للأفراد والهيئات ببيع وشراء الأصول الماليَّة بما فيها الأسهم، والسندات، والعملات، والمشتقات الماليَّة، والسلع وغيرها من الأصول القابلة للتداول بأقل كلفة للصفقة وبسعر خاضع للعرض والطلب.
- هي الأسواق التي تُتداوَل فيها الأوراق الماليَّة على المستويين الوطني والعالمي؛ حيث يقوم المستثمرون أو المتداولون بشراء وبيع هذه الأوراق الماليَّة لجني الأرباح المحتملة، مع محاولة إبقاء مخاطرها محدودة.
تعريف السوق المالي:
شهدت الأسواق المالية حركة تطور كبيرة، فقد ازدادت أهميتها سواء في البلدان المتقدمة أم النامية، فاستقرارها هو دليل على استقرار الاقتصاد، فهي ركن أساسي من أركان القطاع المالي؛ وذلك بسبب دورها في حشد المدخرات المالية وتوجيهها في قنوات استثمارية تدعم الاقتصاد الوطني.
يُعرف السوق المالي بعدة مسمَّيات تختلف في الشكل لكنَّها تتفق في المضمون، فبعض المتخصصين يسميه (سوق رأس المال) بوصفه المصدر المالي لتمويل المشروعات، ويسميه آخرون (السوق الاستثمارية) لتمييزه عن (السوق النقدية) المعروفة بسوق الأموال القصيرة الأجل، فالسوق الاستثمارية هي سوق الأموال المتوسطة وطويلة الأجل، كما عرفت (ببورصة الأوراق المالية).
السوق المالي هو المكان الذي يلتقي به عارضو رؤوس أموال طويلة الأجل والطالبون لها؛ من أجل تسهيل تدفق الفوائض المالية نحو من لديهم عجز مالي ووفقاً لشروط معينة، والهدف الأساسي من ذلك دعم عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ومن بين تعريفات السوق المالية بحسب المتخصصين:
- رمسية أحمد أبو موسى في كتاب (الأسواق المالية والنقدية): السوق المالي هو شبكة لتمویل طويل الأجل، مبنية على الإصدار؛ والمقصود بهذا هو بیع القيم المتداولة من أسهم وسندات، والتي تسمح بتعبئة الادخار الفردي.
- عصام حسين في كتاب (أسواق الأوراق المالية، البورصة) : "السوق التي يتم فيها التعامل بالأوراق المالية من أسهم وسندات وأوراق مالية أخرى، ويتعامل بها لآجال طويلة ومتوسطة وهذا يساعد على تشجيع الاستثمار، فتقوم سوق الأوراق المالیة بتجميع المدخرات لاستخدامها في المجال الاستثماري؛ وذلك من خلال توجيهها لتكوين رؤوس الأموال اللازمة لإنشاء المشروعات الجديدة أو لزيادة حجم القائم منها وذلك في صورة أسهم وسندات.
- سوزي عدلي ناشد في كتاب (مقدمة في الاقتصاد النقدي والمصرفي): اجتماع يُعقد بصفة دورية في مكان محدد بین وسطاء السوق لتنفيذ أوامر عملائهم المستلمة من قبل وفي أثناء فترة العمل، فهي بذلك تقوم بدور مزدوج لأنَّها تعمل على التقاء العرض والطلب، وتقوم بتوفير القدر الكافي من الضمانات اللازمة لإتمام الصفقات، وتحديد التوازن بين الأسعار من خلال العلانیة التي تقوم البورصة بتوفيرها.
- مونية سلطان في رسالة الماجستير (كفاءة الأسواق المالية الناشئة ودورها في الاقتصاد الوطني): السوق المالي هو الآلية الائتمانية التي یمكن من خلالها حشد وتجمیع وتوجیه إدخارات الشركات والحكومات والأفراد إلى مختلف أوجه استخدام الإنتاجية وغیر الإنتاجية.
بالنسبة إلى نشأة الأسواق المالية، فقد بدأت بشكلها الأولي من خلال الاجتماعات التجارية التي كانت تُعقَد في فندق في بلجيكا مملوك لفرد من عائلة (فان دي بورص)، فكان هذا الفندق مكان اجتماع لعملاء المصارف والعاملين في الوساطة المالية والتجار، وكانت تجري الاتفاقات بينهم عن طريق تعهدات وعقود، ومن ثم تطورت هذه التعاملات لتقوم على شكل تعهدات مستقبلية مبنية على الثقة المتبادلة بين الأطراف المتعاملة، وقد جاء اسم البورصة نسبة لاسم تلك العائلة (بورص).
بعد ذلك نشأت الشركات المساهمة بعد قيام الثورة الصناعية وبروز الحاجة إلى استثمارات كبيرة تفوق القدرة الفردية، هذه الشركات المساهمة تقوم على أساس مشاركة عدد كبير من المساهمين في ملكية مشروع محدد، ويتجلى دورهم بتقديم الأموال والاكتفاء برسم السياسة العامة وترك الإدارة التنفيذية للمجلس المنتخب.
مع نمو اقتصاد الدول وتزايد دخول الأفراد، ظهرت الأسواق المالية في دول أخرى مثل بريطانيا والدنمارك وذلك في القرنين السادس والسابع عشر، فقد أنشئت أول سوق مالي في بلجيكا في عام 1536م، وفي فرنسا نشأت أول بورصة للأوراق المالية في عام 1724م، بينما نشأت في بريطانيا في عام 1776م، وبالنسبة إلى باقي دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، فلم تظهر الأسواق المالية فيها حتى نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر، فقد افتُتِح أكبر سوق مالي في العالم في الولايات المتحدة الأمريكية (بورصة وول ستريت) في مدينة نيويورك في عام 1792م، وأنشئت بورصة طوكيو في 1878م، ومن بعدها عمدت باقي دول العالم إلى إنشاء البورصات على غرار البورصات العالمية.
شاهد بالفيديو: 10 نصائح للحصول على أفكار تجارية ناجحة
أنواع الأسواق المالية:
تغير منذ سنوات قليلة دور السُّوق الماليَّة تغيُّراً جذرياً؛ وذلك بسبب عدد من العوامل، مثل انخفاض تكلفة المعاملات، والسيولة العالية، وحماية المستثمرين، والشفافية في معلومات التسعير، والإجراءات القانونية المناسبة لتسوية النزاعات، وغير ذلك؛ مما أدى إلى نشوء تصنيفات لأنواع الأسواق الماليَّة، وهي:
1. أنواع الأسواق المالية من حيث طبيعة المطالبة:
- سوق الدين: تُباع فيه وتُشترى المطالبات الثابتة أو أدوات الدين، مثل: السندات أو السندات بين المستثمرين.
- سوق الأسهم: يتعامل فيه المستثمرون في أدوات حقوق الملكية؛ فهو سوق المطالبات المتبقية.
2. أنواع الأسواق المالية من حيث استحقاق المطالبة:
- سوق المال: تُتداوَل فيه الأصول النقدية؛ مثل: الأوراق التجارية وشهادات الإيداع وأذون الخزانة وما إلى ذلك، والتي تُستَحق خلال عام واحد، ويدعى سوق الأموال قصيرة الأجل؛ حيث تتم المعاملات عبر شبكة افتراضية، مثل: الفاكس أو الإنترنت أو الهاتف.
- سوق رأس المال: السُّوق الذي تُتداوَل فيه الأصول الماليَّة متوسطة وطويلة الأجل؛ وهي مقسمة إلى نوعين:
- السُّوق الأولية: السُّوق الذي تقوم فيه الشركة - التي بدأت حديثاً - بإصدار أسهم للجمهور لأول مرة من خلال الاكتتاب العام (الاكتتاب العام الأولي).
- السُّوق الثانوية: يُعرف السُّوق الثانوي أيضاً باسم سوق الأوراق الماليَّة، وهو سوق منظم؛ حيث تُتداوَل الأوراق الماليَّة المصدرة بالفعل بين المستثمرين، مثل الأفراد والمصرفيين التجاريين وسماسرة البورصة وصناديق الاستثمار المشتركة.
3. أنواع الأسواق المالية من حيث توقيت التسليم:
- سوق النقد: تُسوَّى فيه المعاملات بين المشترين والبائعين في الوقت الفعلي.
- سوق العقود الآجلة: تُسلَّم فيه أو تُسوَّى السلع في تاريخ محدد في المستقبل.
4. أنواع الأسواق المالية حسب الهيكل التنظيمي:
- سوق متداول في البورصة: سوق مالي له تنظيم مركزي له إجراءات موحدة.
- سوق خارج البورصة: تتميز شركة OTC بأنَّها منظمة لا مركزية لها إجراءات مخصصة.
أهمية الأسواق المالية:
الأسواق المالية تمثل عنصرًا حيويًا في أي اقتصاد، حيث تسهم بتحفيز النمو الاقتصادي وتوفير العديد من الفوائد للأفراد والشركات والمؤسسات الحكومية. تعد الأسواق المالية منصة لتداول الأوراق المالية والأصول المالية بشكل عام. وتبرز أهمية الأسواق المالية من خلال:
- تسهيل تعبئة المدخرات وتعزيزها ووضعها في الاستخدامات الأكثر إنتاجية: تتيح الأسواق المالية للأفراد والمؤسسات إيداع واستثمار أموالهم بكفاءة، مما يدفع عجلة الاقتصاد نحو النمو والازدهار.
- المساعدة في تحديد سعر الأوراق المالية: تعكس أسعار الأوراق المالية توقعات المستثمرين وقوة الاقتصاد، وهذا يساعد على تحديد قيمتها الحقيقية.
- توفير السيولة للأصول القابلة للتداول: تُمكّن الأسواق المالية المستثمرين من شراء وبيع الأصول بسهولة، مما يضمن تداولًا نشطًا ومستمرًا.
- توفير الوقت والمال والجهد؛ كتخفيض تكلفة المعاملات: تساهم الأسواق المالية في تقليل تكاليف المعاملات وتسهيل عمليات التداول.
- تزويد المقترض بالأموال لتمكينه من تنفيذ خططه الاستثمارية: توفر الأسواق المالية التمويل الضروري للمشروعات والأفراد لتنفيذ مختلف الأفكار والمشاريع.
- تزويد المقرضين بفائدة على الأصول: تمكن الأسواق المالية أصحاب رأس المال من تحقيق عوائد مالية عن طريق الاستثمار في الأصول المتاحة.
وظائف الأسواق المالية:
تلعب الأسواق المالية دورًا حيويًا في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتوفير فرص للنمو والازدهار. وأبرز وظائف الأسواق المالية هي:
- توفير السيولة في السُّوق لتسهيل تداول الأموال: تُسهّل الأسواق المالية عمليات شراء وبيع الأصول المالية بسرعة وسهولة، مما يسهّل تداول الأموال وتحقيق الاستقرار في الأسواق.
- توفير السيولة للبنوك التجارية: تُمكّن الأسواق المالية البنوك من تحسين سيولتها وتلبية احتياجات المقترضين والمستثمرين.
- تسهيل إنشاء الائتمان: تُمكّن الأسواق المالية من توفير آليات تمويل متنوعة تساعد الأفراد والشركات في الحصول على الائتمان اللازم لتنفيذ مشروعاتهم وخططهم.
- تشجيع الاستثمار: تُعزّز الأسواق المالية ثقة المستثمرين في النمو الاقتصادي وتشجعهم على ضخ أموالهم في الأسواق لتحقيق عوائد مجزية.
- تسهيل النمو الاقتصادي المتوازن: تُسهم الأسواق المالية في تحقيق توازن اقتصادي من خلال تحفيز الاستثمار في القطاعات المختلفة.
- تقديم معلومات حول تدفُّق الأموال: تزوّد الأسواق المالية الاقتصاد بمعلومات حيوية حول حركة الأموال وتدفقاتها، مما يمكّن المتعاملين من اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.
- تقاسم المخاطر: تُمكّن الأسواق المالية من تقاسم المخاطر بين مختلف الأطراف، مما يقلل من تعرض الفرد أو الشركة للمخاطرة الواحدة.
بذلك، تظهر أهمية الأسواق المالية ووظائفها الحيوية في تحقيق النمو الاقتصادي وتوفير فرص اقتصادية للجميع. كما تساهم في تحفيز الاستثمار وتوجيه المدخرات نحو الاستخدامات الأكثر إنتاجية وفي توفير فرص عمل وخفض معدل البطالة.
كيف تتكون مكاسب رأس المال في الأسواق المالية؟
تتيح الأسواق المالية فرصة تحقيق المكاسب لرأس المال، وذلك من خلال:
- توفير مجموعة من الأدوات المالية التي تفتح الفرصة أمام المستثمر للاختيار بين مجالات مختلفة للاستثمار.
- يوفر السوق المالي مكاناً للمدخر لاستثمار مدخراته وتسييلها.
- يقلل السوق المالي من مخاطر الاستثمار في مكان واحد، فيتيح فرصة توسيع دائرة الاستثمار.
- يمكن للمستثمر في السوق المالي بيع وشراء الحقوق، فيمكن له الانسحاب من الشركة دون أن يحدث أي تأثير على أصل ثروة المشروع سواء أكانت أراضي أم عقارات ومبانٍ أم آلات ومعدات.
- يوفر السوق المالي قنوات سليمة للاستثمار، فيوجه المستثمر للاستثمار في مشروعات تصب في مصلحته وتحذِّره من مخاطر الاستثمار في مجالات يمكن أن تضر بمصالحه.
- يستطيع المستثمر التأكد من المركز المالي للشركة الذي يرغب بالاستثمار فيها من خلال السوق المالي.
- يتيح السوق المالي عمليات (التحوط والتغطية) التي يستفيد منها التاجر والصانع والزارع، فيستطيع كل منهم التأمين على مركزه ضد تقلبات الأسعار.
- السوق المالي هو مجال للمضاربة التي تتم بناء على معلومات فنية تتيح الاستفادة من فروق الأسعار في زمان ومكان معيَّنَين، لكن يمكن لها أن تخرج عن دورها في تكوين رأس المال بسبب المصالح الشخصية عند استخدام وسائل غير شرعية تخل بالأسعار.
- عندما يقوم المستثمر بشراء الأسهم في شركة ما فهو يشتري عوائد مستقبلية، ومن ثم الشركة التي تتاح لها الفرص الاستثمارية الواعدة هي التي سوف تتمكن من إصدار مزيد من الأسهم وبيعها بأسعار مرتفعة؛ وهذا يعني انخفاض كلفة الاستثمار.
إذاً فالسوق المالية هي فرصة حقيقية للمدخرين والمستثمرين لزيادة مكاسبهم من خلال الاستثمار في الأدوات المالية، وبناء المكاسب من خلال السوق المالية ليس حكراً على المدخرين والمستثمرين، بل يمكن للدولة أيضاً الاستفادة مما تقدمه السوق المالية من خدمات في تحسين اقتصادها ويتم ذلك من خلال:
- تصدر الدولة أوراقاً مالية في السوق المالية؛ من أجل إشراك القطاع الخاص في تنفيذ مشاريعها التنموية والاقتصادية بوصفه بديلاً للجوء إلى الإقراض الخارجي الذي يمثل عبئاً كبيراً جداً على الدولة.
- يتيح السوق المالي فرصة الاستثمار لآجال قصيرة، يمكن للشركات التي تملك فائض مالي استثمار هذا الفائض عن طريق أدوات مالية قابلة للتداول والتحويل إلى أي سيولة.
- بيع وشراء الأوراق المالية لمحاربة حالتي التضخم والانكماش: فالسوق المالي يساعد الدولة على تحقيق الاستقرار النقدي عن طريق بيع وشراء الأوراق المالية، بهدف تغيير كمية النقود الموجودة لعلاج حالتي التضخم والانكماش.
- تبصير المستثمرين بواقع الشركات والمشروعات: فالسوق المالي أداة تقييم هامة للحكم على مركز الشركة المالي، فالسوق المالية يمكنها إعطاء مؤشرات عن حالة اقتصاد الدولة فهي مؤشر عام عن اتجاهات الأسعار ومعدلات الاستثمار والادخار.
ما هو الفرق بين سوق الأوراق المالية والبورصة؟
كثيراً ما يتم استخدام كل من مصطلحي (السوق المالية) و(البورصة) للإشارة إلى مكان يتم فيه الحصول على رأس المال من قبل الشركات، ومع ذلك ثمة فروق دقيقة تميز بينهما:
- السوق المالي: تعني السوق المالي العديد من المؤسسات المالية وبيوت السمسرة المالية أو مجموعاتها المختلفة التي تقدم الخدمات المالية للمقترضين، ولا يشترط أن يكون لهذا السوق وجود مادي، مهتمه الأساسية تحقيق الاتصال بين جهات العرض والطلب، إضافة إلى إيجاد الطريقة المناسبة للمدخر لاستثمار أمواله من حيث الوقت الذي يرغب به بالتخلي عن أمواله، وكذلك تختلف في الشروط بين مدخر وآخر بالاستناد إلى رغبة كل منهم في المخاطرة من عدمها.
- البورصة: هي نوع من أنواع السوق المالية المنظمة أو كما تسمى بالسوق الثانوية، تتميز بوجود منصة أو مكان محدد يلتقي فيه المتعاملون من أجل بيع وشراء الأوراق المالية مثل (أسهم الشركات المساهمة، وحدات صناديق الاستثمار المتداولة والسندات) خلال وقت محدد، ويدير هذا المكان مجلس منتخب، وهي خاضعة للرقابة الحكومية ويتم تحديد الأسعار فيها وفقاً لتلاقي قوى العرض والطلب بشكل لحظي في أثناء جلسات التداول، وتدعم البورصة معايير الحوكمة ومعايير الإفصاح المالي والشفافية، فيتم التعامل فيها بصورة علانية.
إنَّ البورصة عنصر هام من عناصر السوق المالية، فيعمل كلاهما بوصفهما من المنصات التي يقوم فيها التجار بعمليات بيع وشراء الأسهم والحصول على رأس المال اللازم لأغراض تجارية، والسوق المالي يحصل في وقت وأماكن مختلفة بينما البورصة في وقت ومكان محدَّدَين ومعروفَين، وفي السوق المالية لا يتم الإعلان عن السعر بخلاف البورصة التي تعتمد الشفافية ويتم الإعلان عن السعر للجمهور.
أما بالنسبة إلى التعامل، فيكون مباشراً في السوق المالي بينما يكون من خلال وسطاء في البورصة، ويضاف إلى ما سبق أنَّ البورصة تعمل بهدف تحقيق الربح، بينما الأسواق المالية هي مكان اجتماع لتجار الأسهم للقيام بنشاطات التداول.
متى تصبح الأسواق المالية شركة؟
يرى الخبراء أنَّ تحويل الأسواق المالية إلى شركات هي خطوة في الاتجاه الصحيح ومن شأنها تعزيز دور البورصة، وتختلف شروط تحول الأسواق المالية إلى شركات مساهمة بحسب قرارات كل دولة، على سبيل المثال ضمن خطة تحويل سوق الكويت للأوراق المالية من مرفق عام إلى شركة مساهمة تدار وفق آليات القطاع الخاص، فقد اتخذت هيئة الأوراق 5 قرارات هامة في سبيل ذلك، وهي:
- إلغاء ترخيص سوق الكويت للأوراق المالية.
- تعديل نظام ضمان عمليات الوساطة.
- الترخيص لشركة بورصة الكويت لممارسة نشاط بورصة الأوراق المالية.
- قرار بشأن امتلاك شركات الوساطة لمتطلبات الحد الأدنى لرأس المال.
- اتفاقية مع شركة البورصة لتحويل الأصول التي آلت إليها إلى شركة البورصة.
في الختام:
تذكَّر دائماً أنَّ الاستثمار عملية تحتاج إلى الصبر، ونتائجه تظهر على الأمد الطويل؛ فالمستثمر الناجح يعرف أنَّ الأمر قد يتطلب سنوات عديدة، فالاستثمار في الأسواق الماليَّة على الأمد القصير قد يمر بتقلبات حادَّة؛ والأشخاص الذين يبحثون عن الربح خلال فترة زمنية قصيرة هم في الحقيقة مضاربون وليسوا مستثمرين، وأغلبهم يخسرون أموالهم، فالأسواق على الأمد القصير قد تتصرف بعشوائية وتخضع للشائعات ونفسية المتعاملين التي تتأثر بعاطفتي الخوف والطمع.
أضف تعليقاً