ما هي خطة التنمية الشخصية؟
خطة التنمية الشخصية هي دليل لحياتك ونجاحك المستقبلي، والتنمية الشخصية هي عملية مستمرة لتحسين الذات بممارسة عادات ونشاطات مفيدة، وهي السعي لتحقيق النمو الشخصي لتحسين نوعية حياتك وتحقيق أحلامك وتطلعاتك، فعندما تضع خطة، فإنَّك تبدأ في تحديد شخصيتك المستقبلية، والمهارات التي ترغب في امتلاكها، والإنجازات التي تريد تحقيقها، ثمَّ التخطيط لأهدافك طويلة الأمد وقصيرة الأمد لتحقيق هذه التطلعات في مدة زمنية محددة.
لا يحقِّق كثير من الناس إنجازاً كبيراً في حياتهم المهنية؛ لأنَّهم لا يدركون مجالات التنمية الشخصية التي تساعد على النجاح في أي مجال، ويركِّز القادة الناجحون على التحسين المستمر للذات ويعرفون أنَّه لا يوجد بديل عن العمل الجاد، فعندما تمارس الانضباط الذاتي عن طريق تحديد هدف، ووضع خطة، وبذل جهد يومي لتحقيقها، فإنَّك تعزِّز التنمية الشخصية وتتقدَّم في حياتك المهنية.
أهمية التنمية الشخصية:
مستقبلك هو نتاج أفكارك لكل ما تواجهه من لحظة استيقاظك حتى اللحظة التي تغمض فيها عينيك في نهاية اليوم وله دور في تطورك، وعندما تتحكَّم في تجاربك، يمكنك توجيه نموك الشخصي وتحقيق أهدافك على وجه أسرع بدلاً من ترك الأمر للصدفة، ويكشف لك تحديد أهداف التنمية الشخصية والسعي لتحقيقها ثمَّ تحقيقها عن كمٍّ هائل من الفرص لتحسين نوعية حياتك.
مثلاً عندما تضع خطة تنمية شخصية وتتابعها، يزداد شعورك بالمسؤولية تجاه العمل ومن ثمَّ تزداد فرصك في الحصول على أجر أعلى، ويؤهِّلك هذا النمو لمسار وظيفي أفضل لزيادة سعادتك العامة ورضاك الوظيفي وقدرتك على توفير الحياة التي تريدها لك ولعائلتك، ويعزِّز التركيز على نموك الشخصي أيضاً قدراتك على اتخاذ القرار حتى تتمكَّن من تجنُّب المشكلات التي وقعت فيها سابقاً أو تعوق تقدُّمك الآن.
يساعدك النمو الشخصي على التفاؤل وتسخير قوة الأفكار الإيجابية التي يمكن أن تغيِّر حياتك، فعندما تركز على نموك المهني والشخصي، تصبح أقدر على تحقيق النجاح بسبب فرص التنمية الشخصية.
مقارنة التنمية الشخصية بتحسين الذات:
قد يكون إدراك الفرق بين تحسين الذات والتنمية الشخصية أمراً صعباً بعض الشيء، على الرغم من تشابههما من حيث فاعليتهما في تحقيق أهدافك وتحسين نفسك، فثمة اختلافات رئيسة بين خطة التحسين الذاتي وخطة التنمية الشخصية، فالتنمية الشخصية هي الجهد الذي تبذله لتحسين نفسك يومياً وإحراز تقدم في عملك، وأسلوب حياتك، وسلوكك، ولياقتك البدنية، وعلاقاتك الاجتماعية، يساعدك تحديد أهداف التنمية الشخصية والمهنية وإنشاء خطة على الاستفادة الكاملة من أية فرصة سانحة وتحقيق أقصى استفادة من إمكاناتك.
أمَّا تحسين الذات فهو تحسين داخلي، وإنَّه دراسة نابعة من الذات لتحسين شخصية المرء أو مكانته أو معرفته بجهوده الخاصة، وهو عملية مستمرة للبحث عن طرائق لتغيير عاداتك حتى تتمكن من الوصول إلى أقصى إمكاناتك، وتؤدي الجهود التي تبذلها في التنمية الشخصية إلى تحسين الذات.
7 فئات للتنمية الشخصية:
يؤدي التركيز على فئات التنمية الشخصية، مثل المهارات الشخصية والنمو الشخصي والقوة الشخصية إلى اكتساب عادات التحسين الشخصي، ويعتمد النمو الشخصي على التعلم والمهارة، ويمكنك بالتعلم والخبرة زيادة مستوى مهاراتك وقدرتك على النجاح في مجال عملك.
إليك 7 فئات رئيسة للتنمية الشخصية:
1. المهارات الشخصية:
المهارات الشخصية هي المهارات الفطرية أو تلك التي تكتسبها بالممارسة ويشار إليها غالباً بالمهارات الناعمة، ومنها مهارات اتخاذ القرار، والعمل الجماعي، والتنظيم، والتواصل، فإذا كنت تتطلَّع إلى تطوير مهاراتك في العمل، فحاوِلْ تطوير مهاراتك الشخصية، فالأفراد الأعلى أجراً في مجالهم هم الأشخاص الذين يركِّزون على تنمية مهاراتهم الشخصية، وتفيدك معرفة الجوانب التي تتفوق فيها وتلك التي تحتاج إلى تحسين في تعزيز حياتك الشخصية والمهنية.
2. النمو الشخصي:
وضع خطة للنمو الشخصي هو من الخطوات الأولى نحو تحسين نفسك والخروج من منطقة راحتك، فالإنسان والعقل البشري في تطور مستمر، فكِّرْ في الأمر: لقد تغيرت عن العام السابق، وتعلَّمت مزيداً من الأمور، وتطوَّرت في نواح مختلفة، وشهدت مزيداً من أحداث الحياة التي عزَّزت شخصيتك ومعتقداتك ونظرتك إلى العالم، ولتعزيز التنمية الشخصية واكتساب عقلية النمو، اسعَ جاهداً لتكون اليوم أفضل حالاً من الأمس.
3. القوة الشخصية:
القوة الشخصية هي السلطة التي يعتقد الآخرون أنَّك تمتلكها في مواقف معيَّنة، وهي مستمدة من معارفك ومعرفتك ووضعك المالي، ويؤدي توسيع شبكة معارفك، وزيادة علمك، وجني مزيد من المال إلى توفير فرص جديدة في حياتك، ومساعدة الآخرين على فعل الشيء نفسه، ما يزيد من قوتك الشخصية وفرص التطوير والنمو الشخصي.
4. تحسين الشخصية:
ينبع التحسُّن الشخصي من عادات العمل الجيِّدة والتفاؤل، فالتفكير قبل التصرف أمر هام جداً لتعزيز التنمية الشخصية؛ لذا لمساعدتك على التفكير أولاً، أدرِجْ أولوياتك في قائمة وانظُرْ في العواقب المحتملة قبل البدء، فيؤدي تعزيز التنمية الشخصية والتفاؤل إلى تقليل مقدار الوقت اللازم لتحقيق أهدافك.
5. التمكين الشخصي:
يشبه التمكين الشخصي القوة الشخصية، إلَّا أنَّ التمكين هو القدرة على تجسيد ما تراه داخل نفسك، بدلاً من تصورات الآخرين عنك، ويؤدي امتلاك نظرة إيجابية تجاه الذات واعتماد الإبداع في حياتك اليومية إلى تحقيق التمكين الشخصي وأهدافك على نحو أسرع، ولتعزيز التمكين الشخصي، ابحَثْ عن طرائق جديدة ومبتكرة لإنهاء المشروع بطريقة أسرع أو أسهل أو أرخص دون المساس بالنتيجة النهائية.
6. التحليل الشخصي:
يجب أن تدرك الجوانب التي تجيدها بالفطرة، وتحلِّل الجوانب التي تحتاج إلى تحسين، وهذا ما يسمَّى بالتحليل الشخصي، وصدقك بشأن وضعك الحالي هو الخطوة الأولى للمضي قدماً، فعليك تقييم وضعك باستمرار عندما تسعى لتحقيق أهدافك وطموحاتك.
7. الأهداف الشخصية:
تتحطَّم الأحلام عندما لا تحدِّد هدفك، لذا عليك رسم مسار واضح للأهداف قصيرة وطويلة الأمد حتى تتمكن من تحقيقها، ويساعدك وجود خطة محددة على معرفة الاستراتيجيات الضرورية للوصول إلى وجهتك المطلوبة.
شاهد بالفيديو: 8 طرق لتحقيق التنمية الذاتية باستمرار
لماذا يجب وضع خطة للتنمية الشخصية؟
ترشدك خطة التنمية الشخصية إلى اتخاذ قرارات أفضل وتذكرك بهدفك، بمعنى آخر، يزيد الإعداد الجيِّد من احتمالية النجاح، ويُقلِّل من احتمال حدوث أخطاء في طريقك لتحقيق هدفك، كما أنَّها تساعدك على السيطرة على حياتك وتهيئك لمواجهة التحديات، ومن فوائدها:
- تُحوِّلُ رؤيتك إلى واقع.
- تضمنُ لك اتخاذ إجراءات مدروسة.
- تساعدك على تحسين مهارات إدارة الوقت حتى تتمكن من تحقيق أهدافك.
- تتيح لك تتبُّع التقدم الذي تحرزه لتحفيزك عندما تريد الاستسلام.
- تقلِّل التوتر وتحسِّن التوازن في الحياة وتزيد الثقة بالنفس.
تسهم خطة التنمية الشخصية في سعادتك ونجاحك في حياتك الشخصية والمهنية.
المهارات والأهداف:
من أهداف التنمية الشخصية النمو الشخصي المستمر، وزيادة فرص النجاح، واغتنام الفرص السانحة، ويمكنك ممارسة مهاراتك في التنمية الشخصية بتخصيص وقت للأشخاص الهامين في حياتك، وممارسة إجراءات العمل التي تجبرك على تحقيق أعلى أداء، ودراسة سلوكات النمو للمساعدة على ضمان استمرارك في تسلُّق سلَّم النجاح، يجب أن تتضمَّن خطة العمل أهدافاً قابلة للقياس حتى تعرف الخطوات الدقيقة التي ستتخذها للوصول إلى أهدافك.
تُقسِّم الخطة أهدافك الشخصية الأكبر إلى أجزاء أصغر حتى تتمكَّن من معرفة المكان الذي تتجه إليه والتوثق من التقدُّم الذي تحرزه، ولا توجد حدود إلَّا الحدود التي تفرضها طريقة تفكيرك على نفسك، فألزِمْ نفسك التعلم المستمر، حتى لو كنت في قمة مجالك، فثمة دائماً شيء لتتعلمه، وبمجرد أن تتقن مهارة جديدة، انتقِلْ إلى تعلُّم مهارة أخرى، وإنَّ تعلُّم مهارات جديدة باستمرار، يُبقي عقلك منتعشاً ونشطاً ويهيئ لك فرصاً جديدة، فعندما تعيش حياة هادفة وموجهة نحو النمو، تتوسَّع آفاقك وترى مستقبلك أمام عينك.
كيفية تحديد أهداف التنمية الشخصية:
قبل أن تتمكن من إعداد خطة، تحتاج إلى التفكير في الذات والإجابة عن أسئلة الأهداف الشخصية الآتية:
- ما الذي أريده من حياتي؟
- ما هي أهدافي وطموحاتي؟
- ما الذي يحول دون تحقيق هذه الأهداف؟
بعد الإجابة عن هذه الأسئلة، يمكنك إنشاء خطة شخصية تحتوي على بعض المكونات الرئيسة، فالمكونات الرئيسة التي عليك التركيز عليها هي تحديد نتيجة محددة، والتخطيط وتمهيد الطريق لتحقيقها، مع مراعاة العقبات، وفهم الدافع الأكبر وراء أفعالك، وعند وضع خطة تنمية شخصية للعمل، عليك التركيز على وضع أهداف ذكية (SMART)، وهي اختصار للكلمات: "محددة" و"قابلة للقياس" و"قابلة للتحقيق" و"ذات صلة" و"مؤطرة زمنياً"، وباتِّباع هذا الاختصار الذي يسهل تذكُّره عند تحديد الأهداف، يمكنك تحسين حياتك الشخصية والمهنية، وإليك ميزات الأهداف الذكية:
أولاً: ميزات الأهداف الذكية
1. محددة:
كتابة أهداف مفصلة وواضحة بدلاً من الأهداف العامة.
2. قابلة للقياس:
تحديد الأهداف المرحلية التي ستعلِّمك أنَّك تحقِّق هدفك.
3. قابلة للتحقيق:
تحديد أهداف صعبة ولكن واقعية ويمكن تحقيقها.
4. ذات صلة:
مواءمة الأهداف مع خطة التحسين الذاتي الشخصية.
5. مؤطرة زمنياً:
تحديد المدة اللازمة لتحقيق الهدف.
شاهد بالفيديو: 10 أفكارٍ مدهشة تساعدك على تطوير الذات
ثانياً: وضع أهداف للحياة المهنية
لتحقيق تقدُّم ملموس وتتبُّعه في حياتك المهنية، عليك توثيق خطة عمل مفصلة للنمو الشخصي، وتساعد الإجابة عن هذه الأسئلة على ذلك:
- ماذا أريد أن أتعلم؟
- ماذا عليَّ أن أفعل؟
- ما الدعم والموارد التي أحتاج إليها؟
- كيف أقيس نجاحي؟
كن دقيقاً في إجابتك قدر الإمكان، كلما كانت إجاباتك أدق، كان من الأسهل تتبُّع تقدمك، وتمنحك رؤية التقدُّم الذي أحرزته والنتائج التي حقَّقتها دفعة من الثقة وإحساساً بالإنجاز، ومن الأمثلة عن أهداف التنمية الشخصية للعمل الساعة الذهبية والنظام الغذائي العقلي مدة 21 يوماً.
1. قاعدة الساعة الذهبية:
توجِّه قاعدة الساعة الذهبية مسار يومك، ويُحدِث بدء يومك مبكراً واستثمار ساعتك الأولى في نفسك فرقاً هائلاً في الطريقة التي تشعر بها، وفي تحقيق نتائج إيجابية في يومك، وسوف تشعر بالتفاؤل ويتحسَّن وعيك الذاتي ونموك الشخصي.
2. النظام الغذائي العقلي مدة 21 يوماً:
يعني مثال النظام الغذائي العقلي مدة 21 يوماً من أجل خطة القيادة الشخصية الاستيقاظ مبكراً واستثمار أول ساعتين على الأقل من يومك في نفسك، مع هذا الوقت الإضافي، حدِّد أهدافاً واضحة يمكنك تحقيقها في مكان العمل، قد يؤدي ذلك إلى تحسين إنتاجيتك وكفاءتك لمساعدتك على الحصول على ترقية أو زيادة على الراتب، فقد تشمل أهدافك أيضاً التعلم، وعليك معرفة مزيد من المعلومات لتحقيق مزيد من الإنجازات، فحاوِلْ تحديد هدف لقراءة شيء تعليمي أو تحفيزي أو ملهم كل يوم قبل الذهاب إلى العمل.
ثالثاً: تحديد الأهداف في حياتك اليومية
خارج مكان العمل، من الهام التركيز على بعض الأهداف الشخصية أيضاً، وكما هو الحال مع خطة عملك، تتطلب خطتك الشخصية التركيز على النقاط الرئيسة لتحقيق أهدافك، وفيما يأتي بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها على نفسك:
- ما هي الأهداف الهامة التي تريد تحقيقها؟
- متى آخر موعد لإنجاز هدفك؟
- ما هو أعظم نقاط قوتك؟
- ما هي أكبر التهديدات التي تواجهك؟
تجعل بعض تخصصات التنمية الشخصية تحقيق النجاح ممكناً في حال أتقنتها، وتشمل بعض هذه التخصصات تحديد الأهداف والتخطيط والتنظيم والتركيز على النشاطات ذات القيمة العالية:
1. تحديد الأهداف:
يمكن تحديد الأهداف في الصباح الباكر ولا يستغرق الأمر سوى بضع دقائق من يومك، وقد يكون الأمر بسيطاً مثل شراء دفتر ملاحظات وكتابة أهدافك العشرة في بداية كل يوم، سيؤدي ذلك إلى غرسها في عقلك الباطن ويساعدك على متابعة إنجازها.
2. التخطيط ليومك:
يساعدك التخطيط والتنظيم في نهاية اليوم على الاستعداد على نحو أفضل لليوم التالي، وعندما تخطط ليومك، اكتُبْ خطتك على الورق، وحدِّدْ مهامك الهامة واحرص على إنجازها في موعدها.
3. التركيز على نشاطاتك ذات القيمة العالية:
النشاطات عالية القيمة هي الأشياء التي تختار إنجازها على مدار اليوم، والتي تقرِّبك من أهدافك، ويساعدك التركيز على نشاطاتك ذات القيمة العالية على الحفاظ على تركيزك والمساهمة في نجاحك مثل أي تخصص آخر يمكنك تطويره، ويُحدث استثمار النشاطات ذات القيمة الأعلى فرقاً هائلاً في مدى سرعة تحقيقها والأهداف المرتبطة بها.
نموذج خطة التنمية الشخصية:
يمنحك إنشاء خطة للتنمية الشخصية إحساساً بالسيطرة على حياتك وأهدافك، إليك 6 خطوات أساسية في هذا النموذج تساعدك على اتخاذ الإجراءات وقياس التقدُّم الذي تحرزه:
الخطوة 1: تحديد الأهداف
اكتب قائمة بأهم 10 أهداف ترغب في تحقيقها سواء على الورق أم على الحاسب، فالأشخاص الذين يكتبون أهدافهم ولديهم خطة واضحة أكثر ميلاً لتحقيق أهدافهم بنسبة 30%، وابحث في داخلك وحدد الأشياء التي تريدها من الحياة، ولا تدع الأفكار والعراقيل التي قد تعترض طريقك تحول دون تقدمك، وفكِّرْ في كل الاحتمالات التي من شأنها أن تجعلك سعيداً في الحياة.
هذه هي أهداف الحياة، ومن المفترض أن تكون أهداف الحياة صعبة، لذلك قد تبدو ضخمة أو مرهقة أو حتى مخيفة، ولكن لهذا السبب عليك تقسيمها إلى أهداف أصغر يمكن التحكم فيها، فمثلاً إعالة أسرتك هدف هام على الأمد الطويل، ولكن يكمن التحدي في اكتشاف الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك، وتساعدك أهداف التنمية الشخصية الأصغر على تحديد تلك الخطوات حتى تكون لديك خريطة طريق واضحة يجب اتباعها.
مع كل هدف من الأهداف العشرة التي تحددها، حدِّدْ أيضاً الغاية من تحقيق كل هدف، وما مدى تأثيره في حياتك الشخصية، أو حياتك المهنية، أو صحتك العقلية، أو أحبائك؟ يساعدك تحديد الغاية على البقاء متحمساً لمواصلة التقدم حتى تحقق ما تريد.
الخطوة 2: تحديد أهم الأهداف
بعد تحديد 10 أهداف، اكتب أياً من هذه الأهداف أهم ولماذا، وبدءاً من أهم هدف، حدِّدْ المهام والخطوات قصيرة الأمد اللازمة لتحقيق أهدافك طويلة الأمد، ما الذي يجب أن يحدث اليوم حتى تتمكَّن من الانتقال إلى الخطوة التالية غداً؟ قد يتطلب هذا البحث في الأمر، اعتماداً على هدفك، فمثلاً لنفترض أنَّ هدفك هو أن تصبح رائداً في مجالك، فقد تتضمَّن بعض الأهداف قصيرة الأمد التي ستعطيها الأولوية لتحقيق هذا الهدف ما يأتي:
- اختيار موضوع أو تخصص في مجال عملك تريد التخصص فيه.
- تعلُّم كل ما تستطيع تعلمه عن هذا الموضوع بالتحدث إلى الأشخاص في مجال عملك، والقراءة عن موضوعك، وحضور الندوات وما أشبه ذلك.
- تثقيف الآخرين عن طريق كتابة مقالات دورية.
- إطلاق مدونة صوتية وتقديم معلومات قيِّمة.
- إجراء مقابلات من خلال المدونة الصوتية ومحطات الإذاعة والتلفزيون المحلية ووسائل الإعلام.
- تأليف كتاب ونشره.
- إلقاء خطبة في المؤتمرات في مجال عملك.
الخطوة 3: إنشاء جدول زمني لتحقيق أهدافك
يعدُّ تحديد الأهداف والمواعيد النهائية في خطتك أمراً هاماً جداً، وإن لم تفعل ذلك، فقد تضيع أهدافك في فوضى الحياة اليومية أو تُنسى تماماً، فضَعْ جدولاً زمنياً لتحقيق كل هدف من أهدافك، ولكن كن واقعياً في تحديد المدة المناسبة، واعرف احتمالية تحقيق هدفك مقدماً عن طريق جدولك الزمني لتجنُّب الإحباط، وعلى الرغم من أنَّك قد ترغب في وفاء ديونك بحلول العام المقبل، فقد تحتاج أولاً إلى القيام بما هو ضروري لكسب مزيد من الدخل أو تقليل نفقاتك، وقد يشمل ذلك تثقيف نفسك، أو العثور على وظيفة أفضل، أو إجراء تغييرات كبيرة في الحياة، وهو ما قد يستغرق أكثر من عام.
بعد تحديد موعد نهائي لكل هدف من أهدافك قصيرة الأمد، ابدأ بالهدف الأصعب أولاً، فيساعدك هذا على إدراك قدرتك على تحقيق أهدافك بسرعة ويمنحك الحافز الذي تحتاج إليه للتقدم، فإذا لم تكن على دراية بكيفية وضع جدول زمني، فاستشر الأشخاص الآخرين الذين حققوا الهدف الذي تسعى لتحقيقه لمساعدتك على تحديد موعد نهائي واقعي، أو ابحث من خلال الإنترنت عن نصائح لاختيار جدول زمني يناسبك.
الخطوة 4: تحليل نقاط القوة والضعف لديك
اكتب نقاط القوة والضعف لديك، واعلم أنَّ المهارات مثل المثابرة والموقف الإيجابي والإبداع هي نقاط قوة ونقاط ضعف مثلها مثل المستوى التعليمي والخبرة وشبكة العلاقات المهنية، وركِّز على السمات المطلوبة لتحقيق هدفك، ثمَّ اكتب كيف يمكن أن تساعدك نقاط قوتك على تحقيق هذا الهدف وكيف تخطط للتغلب على نقاط الضعف هذه، واستخدِمْ تحليل سوات (SWOT) لتنظيم أفكارك ووضع استراتيجية قوية لتحقيق هدفك، يشير سوات إلى نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات.
اطرح على نفسك أسئلة مشابهة لهذه الأسئلة لمساعدتك على ابتكار أفكار لكل جزء من تحليل سوات:
1. نقاط القوة:
- ما الذي يميزك عن أقرانك؟
- ما ميزتك التنافسية؟
- على ماذا يمدحك الآخرون دائماً؟
- ما الذي يطلب منك الناس مساعدتهم فيه؟
- ما هي سماتك التي تثق بها؟
- ما هي أهم قيمك؟
2. نقاط الضعف:
- ما الذي تتجنَّبه عادةً لأنَّك تظن أنَّك غير قادر على إنجازه؟
- ما هو نوع المهام التي تؤجلها؟
- في أي مجال تفتقر إلى المهارات أو الخبرة أو التعليم؟
- ما هي الموارد التي تفتقر إليها؟
- ما هي الجوانب التي تشعر بأنَّك محتاج إلى تحسينها؟
- ما الذي يعوق أداء عملك أو علاقاتك مع الآخرين؟
3. الفرص:
- ما هي التكنولوجيا التي يمكن أن تساعدك على تحقيق هدفك؟
- ما هي الترقيات أو الحوافز المالية المتوفرة في العمل؟
- من يستطيع مساعدتك على الوصول إلى هدفك؟
- ما هي التغييرات التي تحدث أو من المتوقع أن تحدث في مجال عملك أو حياتك الشخصية؟
- ما هي المؤتمرات أو الدورات أو فعاليات التواصل المتاحة لك؟
- ما هي الأشياء التي يفشل فيها منافسوك والتي يمكنك التعلم منها والتحسن فيها؟
4. التهديدات:
- ما هي العقبات التي تعوق تقدمك؟
- أي من نقاط ضعفك تمثِّل تهديداً لك؟
- من الذي يحاول تحقيق الهدف نفسه ويعترض طريقك؟
- ما هي الموارد التي تفتقر إليها؟
الخطوة 5: كتابة خطة العمل
اكتب الإجراءات التي عليك اتخاذها لتحقيق هدفك، فقد تكون هذه أشياء تحتاج إلى إضافتها إلى برنامجك اليومي إضافة إلى أشياء تحتاج إلى التخلص منها لتحقيق النجاح الذي ترنو إليه، فيساعدك ذلك على تحقيق كل هدف على نحو أسرع، وسواء كنت تستخدم دفتر ملاحظات أم حاسباً، احرِصْ على تدوين خطتك على الورق حتى تتمكن من رؤيتها كل يوم ومساءلة نفسك.
الخطوة 6: قياس التقدُّم المُحرَز
الخطوة الأخيرة في نموذج خطة التنمية الشخصية الخاصة هي قياس التقدُّم الذي تحرزه، واكتب كل شيء أبليت فيه بلاء حسناً، وكل شيء أنجزته، والأشياء التي ما تزال بحاجة إلى تحسين، والمهارات أو المعرفة التي اكتسبتها مذ بدأت في تحقيق هدفك، فينجز الأشخاص الذين لديهم نظام لإنشاء تقارير عن أهدافهم أسبوعياً 40% أكثر من الأشخاص الذين لا يفعلون ذلك، ولمساعدتك على هذه الخطوة الأخيرة، فكِّر في استخدام أداة تتبُّع لتدوين الملاحظات وقياس التقدم وتحليل ما ينجح وما لا ينجح.
قد تضطر في بعض الأحيان إلى تغيير الخطة في منتصف الطريق أو إضافة خطوة لم تكن على علم بها في البداية، وهذا لا يعني أنَّه يجب عليك التخلي عن هدفك بسبب الإحباط، بل يعني فقط أنَّك تحتاج إلى التكيُّف، وهنا تساعدك أداة التتبُّع على تحديد ما إذا كان الوقت قد حان للتغيير، ويجب أن تكون مرناً لإجراء التغييرات عند الحاجة والتقدم نحو هدفك بكفاءة أكبر.
دورات وبرامج التنمية الشخصية:
قد تساعدك دورات التنمية الشخصية والكوتشينغ والبرامج أيضاً على تحقيق أهدافك، ويسهم برنامج التنمية الشخصية بمساعدة كوتش التنمية الشخصية على الحفاظ على انضباطك والمضي قدماً، وتعلِّمك هذه الدورات الكف عن القلق والتوتر وكيفية السيطرة على حياتك إلى الأبد.
في الختام:
لا تنتظر لتبدأ في تحسين حياتك، اتَّبع خطة التنمية الشخصية للعمل وحياتك الشخصية أو استخدم نموذجاً للبدء في تحقيق أهدافك وتحسين حياتك.
أضف تعليقاً