إنَّ وضع الحدود هو وسيلة فعَّالة تمكِّنك من الحفاظ على توازن صحي في علاقاتك مع أفراد العائلة، ومن الوالدين إلى الأشقاء إلى أفراد العائلة الآخرين، يجب معرفة كيفية وضع حدود مع العائلة، فهذا شيء يجب علينا جميعاً أن نتعلَّمه.
تابع القراءة لمعرفة مزيد من المعلومات عن وضع حدود صحية مع العائلة، فسوف نقدم أمثلة عن أنواع الحدود العائلية المعقولة، ونصائح لكيفية وضع حدود واضحة ومثالية.
ما هي الحدود؟
تشير الأبحاث إلى أنَّ العائلات تمتلك ثلاثة أنواع من الحدود؛ فالعائلات ذات الحدود الواضحة تميل إلى التعامل معها بشكل جيد، ومع ذلك، يمكن لكل عائلة التنقل بين الأنواع الرئيسة الثلاثة من الحدود:
1. الحدود الواضحة:
الحدود الواضحة هي تلك التي يتم التعبير عنها مباشرة، وهي مرنة وقابلة للتكيف، يُلاحَظ وجود دفء ودعم واستقرار داخل العائلة، ومع ذلك يمكن لكل عضو أن يكون حازماً، وأن يعبر عن احتياجاته، وأن يطور اهتماماته الخاصة.
2. الحدود الصلبة:
الحدود الصلبة هي تلك الحدود المغلقة وغير القابلة للتكيف، تشبه جداراً لا يدع شيئاً خارجياً يدخل أو يخرج منه، وتتميز بقلة المشاركة وزيادة العزلة داخل العائلة وفي العالم، وقد قد يعاني أفراد العائلة من عدم القدرة التواصل بشكل جيد والتعبير عن الفرادة عندما تكون الحدود صلبة.
3. الحدود المفتوحة:
الحدود المفتوحة (تُسمى أيضاً الحدود المشتتة) ليست واضحة، وربما تكون حتى غامضة أو فضفاضة، وقد يكون من الصعب على أفراد العائلة تلبية احتياجاتهم، ويمكن أن تكون العائلات ذات الحدود المفتوحة متشابكة وتظهر مزيداً من سمات التبعية المتبادلة.
أمثلة عن الحدود العائلية:
الشيء الذي يجب فهمه عن وضع حدود واضحة مع العائلة - أو أي شخص آخر في حياتك على وجه الخصوص - هو أنَّ حدودك هي ملكك فقط، فالحدود الشخصية هي الحدود التي تضعها لتحديد ما هو مقبول وضمن منطقة راحتك.
لديك كل الحق في التعبير عن نفسك عندما لا تشعر بالراحة، فيُسمح لك بإخبار أفراد العائلة بالأفعال أو الكلمات التي تجدها تعترض خصوصيتك أو تكون عدوانية، ويمكن أن تتعلق حدودك بأي شيء، ومن ذلك رغبتك في:
- أخذ وقت لنفسك.
- بقاء المعلومات الشخصية خاصة.
- احترام مشاعرك وعواطفك.
- حرية تغيير رأيك.
- احترام مبادئك ومعتقداتك.
- تلبية احتياجاتك الجسدية والعاطفية.
- التحرر من الطاقة السلبية والتحكم.
- القدرة على قول لا.
- التحرر من اللوم.
- القدرة على مشاركة مشاعرك.
- هويتك الخاصة.
- القدرة على طلب المساعدة.
- القدرة على الدفاع عن نفسك.
- إدارة وقتك كما تراه مناسباً لك.
11 نصيحة لوضع حدود صحية مع عائلتك:
تكون معرفة كيفية وضع حدود واضحة مع عائلتك أمراً صعباً، ولكن باتباع النصائح التي نقدمها هنا، يمكنك القيام بها، والاستعداد يعني أنَّك قد تكون مستعداً تماماً ومجهزاً بشكل كامل بما قد تحتاجه لضمان أنَّك تشعر بالأمان والاحترام في علاقاتك العائلية.
شاهد بالفيديو: 5 خطوات لوضع حدود شخصية لنفسك
إليك 11 نصيحة لوضع حدود صحية مع عائلتك:
1. تحدَّث مع أخصائي نفسي قبل أن تتحدَّث مع عائلتك:
يمكن للأخصائي النفسي مساعدتك على وضع الحدود الشخصية التي ترغب في تحديدها، ويمكنه أيضاً مساعدتك على فهم كيفية سير العملية، ويساعدك التحضير لإجراء محادثة متوترة محتمَلة مع أفراد عائلتك على البقاء قوياً وثابتاً على طول الطريق.
2. تمرَّن:
من المرجح أنَّك إذا وصلت إلى مرحلة تحتاج فيها إلى تحديد حدود واضحة، فإنَّك قد شعرت بالتجاوز أو التجاهل من قبل فرد ضار في العائلة في الماضي، وقد تميل إلى الاستسلام أو الشعور بالضعف في وجوده.
يكون التمرن على قول كلمة لا، أو الدفاع عن نفسك، شيئاً محورياً عند التعامل مع أشخاص يتخطون حدودك، وهذه أيضاً أحد أهم الخطوات في كيفية وضع حدود مع شخص يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية.
ربما تكون الشخص الذي يحب إرضاء الآخرين أو الذي لا يريد أن يخيِّب آمال الآخرين، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّك لا تستطيع قول لا؛ لذا تعلم قول لا أو المطالبة بأن تُحترَم حدودك مسبقاً، فيمكن أن يتيح لك ذلك الشعور بالجاهزية والاستعداد والقدرة على فرض حدودك في اللحظة المناسبة.
3. آمن أنَّ احتياجاتك هامة:
قبل أن تبدأ في وضع حدود مع الوالدين أو الأشقاء أو أفراد العائلة الآخرين، يجب أن تؤمن أنَّ احتياجاتك صحيحة وهامة، فقد تشعر بالخوف من مشاركة حدود لأنَّك قلق بشأن إيذاء أحد أفراد العائلة، ومع ذلك، من الهام أن تفهم حقاً أنَّ احتياجاتك هامة تماماً كما هو الحال مع أي شخص آخر.
لا يعني وضع حدود صحية أن تكون جارحاً، بل على النقيض من ذلك، تتيح لك الحدود العائلية التي تحددها بناء علاقة أفضل وأكثر احتراماً وفائدة مع الجميع في عائلتك وأصدقائك.
4. كن واقعياً:
كن واقعياً في تحديد ما هو صحي بالنسبة إليك بعد وضعك لحدودك، فيعد ذلك خطوة ضخمة بالفعل نحو العناية بالنفس وفعل ما يُناسبك.
5. كن قوياً ولطيفاً في الوقت نفسه:
لكي يحترموا حدودك، ستحتاج إلى أن تكون قوياً عند مشاركتك لها، ومع ذلك، لا يعني أن تكون قوياً بالضرورة أن تكون غير لطيف، فأن تكون لطيفاً، وهادئاً، وصبوراً يمكن أن يؤدي في كثير من الأحيان إلى نتائج أكبر.
ملحوظة: هذا لا يعني التردد فيما يتعلق بحدودك، فالقوة هي العنصر الأساسي هنا.
6. كن مباشراً:
عندما تكون في جدال يتعلق بالحدود التي ترغب من الآخرين احترامها، قد يكون الأمر محرجاً، فأن تكون مباشراً هو أفضل وسيلة للتعامل مع الأمور؛ لذا كن قوياً وواضحاً فيما يتعلق باحتياجاتك، وكن مفصَّلاً قدر الإمكان، حتى لا تتعرض للارتباك في نهاية المحادثة.
7. ابتعِد عندما تحتاج إلى ذلك:
ليس عليك أبداً البقاء في موقف خطير أو سام، فإذا لم تُحترَم حدودك، يمكنك دائماً المغادرة، ويمكنك محاولة التحدث والتفاوض إذا شعرت أنَّها الطريقة الأفضل، ولكن إن كان الأمر صعباً، يمكنك المغادرة ببساطة.
لا تحتاج إلى الاعتذار، ولا تحتاج إلى الشرح لأي شخص ما لم تشعر بالرغبة في ذلك، لقد حدَّدت حدودك، وإذا لم تُحتَرَم، يمكنك الابتعاد ببساطة.
8. تذكَّر أنَّك مسيطر:
جزء كبير من وضع حدود صحية هو الإيمان بأنَّك مسيطر على حياتك الخاصة، وبمجرد أن تضع الحدود، يجب عليك أن تتذكر أنَّ لديك القوة والقدرة على فرضها.
قل لنفسك: لا يمكن لأحد أن يجعلك تشعر بأي شيء، فلا أحد يستطيع أن يجعلك تفعل أي شيء، إنَّك مسيطر وتتوقع من الأشخاص حولك - حتى أفراد عائلتك - أن يحترموا حدودك.
9. كن حازماً:
أن تكون حازماً قد يكون أمراً صعباً، خاصةً عند محاولة وضع حدود مع العائلة، وغالباً ما نتعلم أن نكون محترمين، خاصةً عند التعامل مع كبار السن؛ لذا قد يشعر المرء بالغرابة عند وضع القوانين والحدود مع أفراد العائلة الأكبر سناً.
مع ذلك، لا يعني أن تكون حازماً أن تكون غير محترم، وهذا مفهوم هام يجب فهمه عند وضع حدود مع العائلة، فيجب أن تكون قوياً جداً وأن تدافع عن نفسك.
10. اكتب قائمة باستراتيجيات التكيُّف الخاصة بك:
إذا كنت قد وضعت حدوداً وأنت الآن تستعد لمواجهة تفاعلك الأول حيث سيتم اختبارها، قد يكون من المفيد إعداد قائمة باستراتيجيات التكيف الخاصة بك، فخطِّط مسبقاً لما ستفعله إذا واجهت شخصاً في عائلتك لا يحترمك، قد تقرر:
- تذكيره بلطف بالحدود التي اتفقتم عليها.
- الابتعاد عن الموقف والقيام بنزهة قصيرة.
- الاتصال بصديق، فيجب أن تكون مخططاً مسبقاً للحصول على حليف.
- التأمل أو ممارسة تمرينات التنفس العميق.
- مغادرة الموقف تماماً.
11. ضع عواقب:
للأسف، وضع الحدود لا يكفي، فيجب أن يعرف أحباؤك عن عواقب عدم احترام حدودك، ويجب أيضاً أن تكون لديك فكرة واضحة في ذهنك عما ستفعله إذا لم يستطع أحد أحبائك العيش مع الحدود التي وضعتها.
الحدود الصحية مقابل الحدود غير الصحية:
تسمح الحدود الصحية لكل شخص في العلاقة أو العائلة بالتواصل برغباته واحتياجاته، مع احترام رغبات واحتياجات الآخرين.
أولاً: الحدود الصحية
تشمل بعض الأمثلة عن شخص يظهر حدوداً صحية:
- القدرة على قول "لا" وقبول رفض الآخرين.
- القدرة على التواصل بوضوح بشأن الرغبات والاحتياجات.
- احترام احتياجاتهم الشخصية واحتياجات الآخرين.
- احترام قيم ومعتقدات وآراء الآخرين، حتى إذا كانت مختلفة عن الخاصة.
- الشعور بالحرية في الكشف عن المعلومات ومشاركتها بما يناسب السياق.
- المرونة دون المساس بالنفس بطريقة غير صحية.
ثانياً: الحدود غير الصحية
في حالة وجود حدود غير صحية، تتأثر سلامة العلاقة، وقد يؤدي ذلك إلى علاقات غير وظيفية، لا تتم فيها تلبية احتياجات الأفراد.
تشمل بعض الأمثلة عن شخص يظهر حدوداً غير صحية:
- صعوبة قول "لا".
- صعوبة في قبول الرفض من الآخرين.
- عدم التواصل بوضوح بشأن الاحتياجات والرغبات.
- التنازل بسهولة عن القيم الشخصية والمعتقدات والآراء الشخصية لإرضاء الآخرين.
- استخدام الترغيب أو التلاعب لإجبار الآخرين على فعل شيء لا يرغبون فيه.
- المشاركة الزائدة للمعلومات الشخصية.
في الختام:
قد تتحوَّل الحدود غير الصحية بسرعة إلى إساءة، والإساءة - سواء كانت جسدية أم جنسية أم عاطفية - هي انتهاك للحدود.
الأشخاص الذين تمت معاملتهم بشكل سيئ في الطفولة قد لا يعرفون الحدود الصحية، وغالباً ما ينشؤون وهم يفتقرون إلى السيطرة على حدودهم الشخصية والجسدية، وقد يتكرر هذا النمط مع شركاء عنيفين لأنَّه يعد مألوفاً ومريحاً.
أضف تعليقاً