ولتقول كلمة لا بفعالية مثلاً قل لا، ليس هناك أي أعذار أو توضيحات، أنا أعني لا، ولا بكل حماس أنت تقول لي لا، ولا عالياً أنت تقول لي لا، ولا شكراً، أنت تحترمني وتحترم طلبي وتقول لي لا، ولا على الإطلاق، أنت تقول لي إن طلبي لن يتحقق أبداً، ولا بحزم هذه كلمة لا ليس فيها مجال للتفاوض، ومرفوض، أنت خدمت في العسكرية أو خدمت فيها من قبل وتقول لي لا، فهناك الكثير من الوضعيات لقول كلمة لا سواء في العائلة أو في العمل أو في أي مكان دون أن تجرح الآخر أو أن تقل بأدبك معه وإنما هي حق من حقوقك الطبيعية.
وتوقّف عن قول ربما، حتى لا تصبح مماطلاً، واتخذ قراراً، ولا تكثر من قول نعم، حتى لا تصبح من الشخصيات الموافقة دائماً وهي من الشخصيات صعبة المراس وغير المحببة، وسادة كلمة لا يعرفون متى يقولون نعم، فأعط نفسك الوقت الكافي للتفكير قبل أن تعلن قرارك، إن وضوح الأسباب التي جعلتك تتخذ القرار سيساعدك على الحفاظ على عزيمتك، وابدأ إجابتك بكلمة لا، وبتعبير آخر أنت تملك الخيار والحق لقول لا، فالكلمة ملك لك وحدك. وكما قال مدرب الدفاع عن النفس كريس بأن كلمة لا هي جملة مفيدة، ويجب أن تؤمن بنفسك أن لك الحق في قول لا. فلا تقلل أبداً من قيمة قوة كلمة لا، وإن قول لا، لا يعني رفضك لشخص الآخر، وإذا ما ركزت على القضايا سيصبح من السهل عليك الحفاظ على عزيمتك، وإن قولك لكلمة لا سوف يشجع الآخرين على قول كلمة لا أيضاً.
وهناك العديد من الكلمات لكي تقول لا ويجب أن تتبعها بالتزامك وإلا فسرعان ما ستتحول لكلمة نعم ومنها لا، ولا وأشكرك، ولا ليس الآن، ولا أبداً، ولن يحدث هذا، وإنني متفهم لحاجتك ولكنني منشغل هذه الأيام، سأقترح اسم أحد الأشخاص الذي يمكنه أن يساعدك، وأبداً، وقطعاً لا، ولن يكون هناك إمكانية للقيام بهذا بتاتاً، وهذا مرفوض رفضاً باتاً، والجواب هو النفي، وهذا مرفوض، وهذا باطل، وممنوع التدخين، وممنوع رمي القاذورات، وأنا لست الشخص المناسب للقيام بهذا العمل وسأدلك على الشخص المناسب، ها هو رقمه/رقمها...، ولا الرجاء شطب اسمي من القائمة، ولن أفعل هذا، ولا أريد أن أفعل هذا، وتوقف، وتوقف حالاً.
اقرأ أيضاً: فن القدرة على قول لا
وكما جاء في السنة، حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام (عبد الله بن عباس -حبر الأمة وترجمان القرآن- رضي الله عنه) وعن يساره أشياخ فقال للغلام أتأذن لي أن أعطي هؤلاء فقال الغلام لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحداً قال فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده، صحيح مسلم. فلم يقل له النبي محمد صلى الله عليه وسلم أبوك لم يحسن تربيتك أو وبخه أو غضب منه بل قبل رفضه، حيث كان الحق له لأنه في اليمين، وقبل منه كلمة لا.
وكما تقول سوزان نيومان في كتابها كيف تقول لا، أن الانسان الموافق دائماً يصبح غير ذي قيمة، ويشعر بالمهانة، ويتورط في المشاكل بسهولة، ويستغله الآخرون، ونتيجة لذلك لا تجده سعيداً، أو تجده ناقماً على نفسه لأنه أصبح انساناً طيعاً، ولا تغلف كلمة لا بكذبة أو تبطنها بأعذار واهية، فهذا يؤدي إلى نتائج عكسية لأنك ستشعر غالباً بالذنب بسبب كذبك وهذا الشعور هو ما تحاول تجنبه من الأساس.
وبقولك لا فأنت تعبر عن رأيك وتدافع عن حقوقك وتوجه حياتك كيفما تحب، وإنك عندما تقول نعم باستمرار للآخرين، فإنك تقول لا لنفسك وتضع مصلحتك في المرتبة الثانية أو الرابعة أو الأخيرة، وعندئذٍ تكون كمن يقول لنفسه ولأسرته إنه ليس مهماً، حيث إن مصلحتهم مقدمة على مصلحته. وإذا كنت ترغب في التمتع باستقلاليتك فعليك حماية نفسك، وهذا يعني أنه يتحتم عليك أحياناً قول لا لمن تحبهم، وإن قول لا عند الضرورة، حتى وإن كان والداك لهما دخل في الموضوع، سوف يدعم استقلالك ويجبرهما على إدراك أنك تستحق الاحترام، وعندما تكون الحياة بطبيعتها الجماعية أكثر عدالة، فسوف يتضاءل شعورك بأنك محتال عليه.
وإن التربية مسألة تدوم مدى الحياة، فإذا كنت تريد حماية وقتك، وتوفير طاقتك، والحفاظ على مواردك، فأكثر من قول لا، سوف تستمر، أو هكذا ينبغي، في قول لا لعقود، لذا تخلص من عقدة الاحساس بالذنب، وإن الأثر الذي تحدثه نغمة صوتك ولغة جسدك في توصيل رسالة الرفض أبلغ من الأثر الذي تحدثه الكلمات الفعلية، أي أن الطريقة التي تقول بها كلمة لا قد تجعلها أكثر قبولاً، ويمكنك أن ترفض بفعالية دون أن تقول كلمة لا، وانتبه لكيلا يسرق عملك الوقت من مسؤوليات حياتك الخاصة، وعندما ترغب في فعل شيء ما، فاعلم أن هذا الشيء صحيح ومناسب، وهذه الرغبة نفسها ينبغي أن تكون هي المحفز عندما تريد قول لا. فلكي تكسب العلاقات وتجذب القلوب لا يتحتم عليك قول كلمة نعم باستمرار، وإنما حق لك أن تقول كلمة لا.
أضف تعليقاً