ملاحظة: هذه المقالة مترجمة للكاتب دانيل وونغ.
وبينما كان "ديف" يجري في حديثه تحدّث أحد الجالسين على الطاولة محاولاً تحويل الحديث إلى حوارٍ يشارك فيه جميع الحاضرين، لكنَّ محاولته هذه بائت بالفشل للأسف، واستخدم "ديف" التعليق الذي أدلى به ذاك الشخص لبدء الحديث عن قصته التالية.
أواجَهْتَ من قبل موقفاً مشابهاً؟
المشكلة ليست في أنَّ القصص التي رواها "ديف" لم تكن مثيرةً للاهتمام، بل في أنَّ اهتمامه كان مُنصبَّاً على نفسه فقط مما جعل جميع الجالسين على طاولة الغداء يشعرون بالانزعاج دون أن يستطيعوا فعل أي شيء. قد يبدو ما أقوله قاسياً لكنَّني أتمنى حقاً ألَّا أتناول الغداء مع "ديف" مرةً أخرى.
لكنَّ تجربة الغداء هذه جعلتني أفكّر في طريقة تفاعلي مع الآخرين، أأتحدث كثيراً عن نفسي؟ أأُبدي اهتماماً صادقاً بالآخرين؟ أأتحدث كما لو أنَّ مشاكلي أهم من مشاكل الآخرين جميعاً؟ أَسَبَق أن جعلْتُ الآخرين يشعرون بأنَّهم عديمي القيمة؟
لدى البشر ميلٌ طبيعي إلى الاهتمام بأنفسهم والاعتقاد بأنَّ العالم يدور حولهم، لكنَّنا ندرك جميعاً في الوقت نفسه مدى أهمية العلاقات. تُبنى العلاقات من خلال التواصل مع الآخرين وهذا يعني أنَّ اهتمامنا يجب ألَّا يتركز على أنفسنا فقط إذا أردنا أن نبني علاقاتٍ مفيدة.
حينما يتعلّق الأمر بطريقة تفاعلنا مع الآخرين فإنَّ عاداتنا هي التي تُحدّد سلوكياتنا، إذ إنَّنا في أغلب الأحيان نمارس التواصل بطريقةٍ معينة ليس لأنَّها الطريقة الأفضل بل لأنها الطريقة التي اتّبعناها لسنوات.
ومن المحتمل أنَّ لدينا، مثل "ديف"، بعض الأخطاء التي لا نستطيع أن نراها.
25 خطأً تمنعنا من الحصول على علاقاتٍ أفضل:
إليك قائمةً تتضمن 25 خطأً لاحظْتُ أن الناس يرتكبونها فتمنعهم من التواصل مع الآخرين وبناء علاقات أفضل:
1. إكثار الشخص من الحديث عن نفسه:
نحن نميل إلى الاعتقاد بأنَّنا أكثر الأشخاص الموجودين في المكان إثارةٍ للاهتمام لكنَّ هذا غير صحيحٍ على الأرجح. وإذا لم تكن "وارن بافيت" أو "مارك زكربيرغ" لن يرغب الناس في أن يستمعوا إلى أحاديثك الطويلة المملة طيلة اليوم.
2. عدم الاهتمام بحياة الآخرين:
يُعَدُّ طرح الأسئلة والاهتمام بسماع إجاباتها اهتماماً كاملاً طريقةً جيدةً تُظهر للناس اهتمامك بهم.
3. التذمر:
من الصعب أن تبني علاقةً مع شخصٍ يفيض بالسلبية.
4. عدم السماح للآخرين أن ينهوا أحاديثهم:
حاول أن تقاوم الرغبة في مقاطعة الآخرين حتى لو كان لديك فكرة رائعة تود أن تطرحها.
5. المزاودة على الآخرين:
قد يكون من المشوق أن تحكي قصصك الرائعة للآخرين لكنَّ ذلك قد يجعل الآخرين يشعرون بانعدام الأهمية والإحراج.
6. ألَّا تطلب من الناس أن يكملوا أحاديثهم بعد أن يقطعها حدثٌ ما:
كلنا نعرف الشعور الفظيع الذي ينتابنا حينما يقطع حديثنا نوعٌ من أنواع الضجيج ويمنعنا من إنهائه.
7. عدم متابعة أخبار الآخرين:
من المهم جداً بالنسبة إلى الآخرين أن تبذل جهداً في تذكر مواعيدهم الطبية أو ذكريات زفافهم على سبيل المثال.
8. تجاهل الرسائل الإلكترونية أو الرسائل النصية التي يرسلها لك أحدٌ ما:
يُعَدُّ هذا واحداً من الأخطاء التي أعلم أنَّي أرتكبها دائماً. إذا كنت مشغولاً ولم يكن لديك وقتٌ لكتابة رد كامل، تستطيع كتابة ملاحظة مقتضبة لتخبر صديقك أنَّك ستكتب له ردَّاً أطول لاحقاً.
9. الرد فوراً على الشخص بعد أن يتحدث:
إذا انتظرت لحظةً قبل الرد على الشخص سيبيِّن هذا أنَّك فكرت في الإجابة قبل أن تقولها.
10. الغموض في عبارات الشكر والثناء:
إنَّ تأثير عبارتي "شكراً لك" أو "عملٌ جيد"، ليس كالتأثير الإيجابي الذي تتركه عبارتا "شكراً لك على كتابة تقريرٍ مفصَّلٍ ومنظمٍ تنظيماً جيداً كهذا التقرير" أو "لقد سهَّل التحليل المستفيض الذي أجريته للحالة إنجاز الفريق أهدافه".
11. الافتراض أنَّ الوقت مناسب لمقاطعة الآخرين:
قد تريد التحدث عن أمرٍ عاجل مع شخصٍ ما، لكنَّ هذ الشخص قد يكون مشغولاً بمشاكله، لكنَّ طرح سؤالٍ بسيط مثل "هل الوقت الآن مناسبٌ لأتحدث معك؟" يُظهِر اهتمامك بالشخص واكتراثك بأمره.
12. التأخر:
يُعَدُّ هذا الخطأ خطأً فادحاً إذا ارتُكِبَ في أول لقاء لك مع الشخص.
13. تذكير الناس بعيوبهم:
حينما تسمع شخصاً ما يسعل أو ترى أنَّ ثمَّة اسوداداً حول عينيه، قد يكون من المغري أن تقول له ذلك، لكنَّ السكوت يُعَدُّ خياراً أفضل لأنَّه لا يوجد أحد يريد أن يتذكر ضعفه ولا يوجد أحدٌ يحب ذلك.
14. أن تقول للآخرين أنَّه يجب عليهم ألَّا يشعروا بما يشعرون:
يتحدث الناس في معظم الأحيان عن مشاكلهم ومشاعرهم لأنَّهم يحتاجون إلى من يسمعهم، وحينما نقول للآخرين أنَّه يجب عليهم ألَّا يشعروا بالحزن، أو الغضب، أو خيبة الأمل، أو الإحباط فنحن نستخف بمشاعرهم.
15. تقديم النصائح دون أن يطلب أحدٌ منك ذلك:
يُعَدُّ هذا خطأً إلَّا إذا طلب منك الشخص الآخر ضمنياً أن تقدم رأيك.
16. انتقاد أفكار الآخرين:
لقد سمعْتُ من قبل من يقول: "يُعَدُّ الاعتراض على كل شيء دون اقتراح أي شيء استهتاراً"، فإذا لم يكن لديك اقتراحات لتحسين الفكرة من الأفضل ألَّا تقول شيئاً أبداً.
شاهد بالفيديو: 8 تصرّفات تكسبك احترام الآخرين
17. الحديث بطريقةٍ توحي أنَّك تعرف كل شيء:
من المفاجِئ أنَّ العديد من الأشخاص يُبدون آرائهم في مواضيع لا يعرفون عنها إلَّا القليل، سواءً أكان الأمر له علاقة بالصحة، أم بالاستثمار، أم بالسياسة، أم بالدين. إذا لم تكن مُلِمَّاً بجميع جوانب الموضوع –وهذا أمرٌ مُستبعَد– حاول ألَّا تتحدث كما لو كنت فعلاً كذلك.
18. التباهي:
قد تكون فخوراً بإنجازاتك أو إنجازات أبناءك لكن لا تتحدث عنها إذ لم يكن ثمَّة حاجة إلى ذلك.
19. التقليل من أهمية إنجازات الآخرين:
يمكن أن تعرف الكثير عن شخصٍ ما من خلال طريقة تعامله مع أخبار الآخرين السارة، فالقول أنَّ إنجازات الآخرين ليست مهمة يُعَدُّ أمراً غير مقبول حتى لو كان هذا ما تظنُّه.
20. الحديث بسوءٍ عن شخصٍ ما:
يجب عليك ألَّا تفعل ذلك سواءً كان الشخص موجوداً أو غير موجود، فإذا تحدثت عن شخصٍ ما بسوءٍ في غيابه سيبدأ الآخرين يتساءلون ما إذا كنت تغتابهم أيضاً.
21. الانشغال بشيءٍ ما حينما تتحدث مع شخصٍ ما:
أجريْتُ مرةً حواراً امتد خمس دقائق مع شخصٍ لم يُزِحْ عينيه عن شاشة الكمبيوتر مرةً واحدةً طيلة الوقت. يُعَدُّ الانشغال بالهاتف أو الكمبيوتر طريقةً مضمونة لجعل الشخص الآخر يشعر بانعدام الأهمية والتجاهل.
22. عدم التواصل بالعينين:
أعلم أنَّ ثمَّة أشخاصاً لا يحبون التواصل البصري في أثناء الحوار، لكنَّ ذلك يُعَدُّ ضرورياً فعلاً إذا كنت تريد التعبير عن صدقك وإخلاصك.
23. ربط كل حديث بحياتك الخاصة:
بعض الناس بارعون في استثمار كل موضوح يُطرَح في محادثة جماعية للبدء في الحديث عن قصصهم الخاصة، وهذه مهارةٌ إذا استخدمتها بإفراط ستجعل الناس يرغبون في تجنُّب الحديث معك.
24. الافتراض بأنَّك تعرف بما يشعر به الآخرون:
حينما تُكثِر من قول عباراتٍ مثل "يجب عليك أن تشعر أنَّك تعرضت للخيانة"، أو "يجب عليك أن تُصاب بخيبة الأمل"، قد يجعل هذا الشخص الآخر يشعر بأنَّك تتعالى عليه.
25. ألَّا تبتسم حينما تقابِل الآخرين:
إحدى أبسط الطرائق للتواصل مع الآخرين هي أن تقابلهم بابتسامةٍ عريضة. لا تخف من أن تُبدي للآخرين مدى سعادتك بمقابلتهم (إذا كنت بالفعل سعيداً بذلك).
في الختام:
العلاقات هي جوهر الحياة لكن في خضم الأشغال التي تملأ حياتنا ننسى غالباً أن بناءها يحتاج مِنّا إلى بذل الجهود. وكما كتبت في هذه المقالة، فقد اتخذت قراراً بألَّا أرتكب هذه الأخطاء الـ 25 التي أعلم أنَّني لا زلت أرتكب العديد منها، فدعونا نبدأ معاً رحلة بناء علاقاتٍ جادة وحياةٍ هادفة.
أضف تعليقاً