ما هي منطقة الراحة؟
منطقة الراحة عبارة عن مجموعة من السلوكات والإجراءات المألوفة، وتشمل عاداتك ونشاطاتك اليومية التي تترتَّب عليها مستويات منخفضة من التوتر والقلق دون مواجهة المخاطر، والأشخاص الذين يوصفون بأنَّهم "يعيشون في منطقة راحتهم" يجازفون مجازفات صغيرة، ولا يحصلون سوى على مكافآت صغيرة.
ماذا يجب أن تتوقَّع عند الخروج من منطقة راحتك؟
ربما تعتقد أنَّ هناك خيارين فقط، إمَّا أن تكون داخل أو خارج منطقة راحتك، ولكنَّ هذا المفهوم الرائع والمخيف يحمل في طيَّاته أكثر من ذلك؛ لذا إليك ما يجب أن تعرفه عن المراحل الأربعة للخروج من منطقة راحتك، ودخول منطقة نموك:
1. منطقة الراحة:
هي حالة تشعر فيها بالأمان وبالسيطرة، لأنَّك معتاد عليها وتعرف ما يمكن توقعه، على سبيل المثال، تناول وجبة الإفطار نفسها كل صباح ورفض تناول أي طعام آخر لأنَّه مختلف.
2. منطقة الخوف:
هذه هي المرحلة الثانية التي تبدأ فيها الشعور بالخوف والقلق، وقد تواجه بعض العقبات عند محاولة مغادرة منطقة الراحة ودخولها، مثل اختلاق الأعذار، وانعدام الثقة بالنفس، ومحاولة إقناع نفسك بالبقاء في منطقة راحتك، على سبيل المثال، ربما تعلم أنَّ حليب الشوفان سيكون بديلاً مغذياً لحليب البقر في وجبة الإفطار، لكنَّك لم تجربه من قبل وهذا يخيفك.
3. منطقة التعلُّم:
منطقة التعلم هي علاج منطقة الخوف، فهنا تتعرَّف إلى المسعى الجديد الذي أنت على وشك الإقدام عليه، فتكتسب مهارات جديدة للتغلُّب على التحدي، على سبيل المثال، ربما تكتشف أنَّ فوائد حليب الشوفان تفوق فوائد الحليب الذي اعتدت احتساءه.
4. منطقة النمو:
هنا يمكنك تطبيق ما تعلَّمته، فمنطقة النمو هي المكان الذي تتعلَّم فيه تحديد أهداف جديدة والعمل عليها، بصرف النظر عن مدى نجاحك، ما يهمُّ هو إدراكك لنقاط قوتك واستثمارها للحصول على نتائج جديدة، على سبيل المثال، لنفترض أنَّك استبدلت حليب البقر بحليب الشوفان في وجبة الإفطار التالية، سواء أعجبك أم لا، ستكون جرَّبته وطوَّرت مهاراتك في اختيار الأطعمة الجديدة وتجربتها.
شاهد بالفيديو: كيف تتجاوز منطقة الراحة؟
20 طريقة للخروج من منطقة راحتك:
إليك 20 شيئاً يمكنك فعله حالاً إذا كنت تريد الخروج من منطقة راحتك:
1. وضع قائمة بأمور تجدها غير مريحة:
ما هي الأشياء التي تُشعِرُك بعدم الارتياح؟ ربما الاستحمام بالماء البارد، والاستيقاظ مبكِّراً والجري، أو ركوب الدراجة بدلاً من السيارة، والاتصال بوالدتك على الهاتف؛ إذ إنَّ تعداد الأشياء الواقعة خارج منطقة راحتك طريقة رائعة للعثور على شيء يمكنك القيام به.
الإجراء:
أنشئ قائمة واكتب فيها 10-20 شيئاً يمكنك فعله في أي يوم وتُشعِرُك بعدم الارتياح، واختر بعضاً منها لتطبيقه كل يوم.
2. تسجيل مقطع فيديو لنفسك:
قد يكون الوقوف أمام الكاميرا كابوساً بالنسبة إلى شخص انطوائي، لكن يمكن أن يساعدك ذلك على تعزيز ثقتك بنفسك، فالسرُّ هو أن تفعل شيئاً تستمتع به كثيراً لدرجة أن تنسى وجود الكاميرا فقد يكون الأمر غير مريح بعض الشيء في البداية، لكن ستتحسَّن مهاراتك حين تلتزم به.
الإجراء:
سجِّل مقطع فيديو لنفسك تتحدث فيه، سواء كان المقطع في أثناء تمرين في صالة الألعاب الرياضية، أم جزءاً من روتينك اليومي في العمل، أم مجرد هواية ممتعة.
3. طرح أسئلة عميقة:
إجراء محادثات عميقة وصريحة بانتظام عن موضوعات مختلفة هو أسلوب سهل يمكن أن يؤدي إلى نتائج مثيرة، ومعرفة كيفية طرح أسئلة وجيهة هو أيضاً مهارة أساسية يمكن استخدامها لمعرفة ما تخشاه وتوسيع معارفك.
الإجراء:
اطرح أسئلة عميقة في المرة القادمة التي تريد فيها التعرف إلى شخص ما.
4. التحدث إلى شخص غريب:
عند إجراء محادثة مع شخص غريب، ستدخل منطقة الخوف ومنطقة التعلُّم معاً، وقد تنتهي المحادثة بتشكيلك علاقة قوية، أو تعلُّم شيء جديد.
الإجراء:
تحدث مع شخص غريب، وأطرِ على لباسه، أو شيء يحمله معه، مثل قطعة مجوهرات أو أي شيء آخر؛ إذ يحب الناس التحدث عن اهتماماتهم.
5. البدء بخطوات صغيرة:
غيِّر سلوكك المعتاد قليلاً، على سبيل المثال، إذا كنت تأكل دائماً بمفردك في مكتبك، بدلاً من تناول الطعام مع زملائك، فحاول الانتقال إلى طاولة في مطعم وتناول الطعام بمفردك، وإذا كنت مرتاحاً بما يكفي فادعُ زملاءك للجلوس معك والدردشة في أثناء تناول الغداء.
الإجراء:
ابحث عن هذا الشيء الصغير الذي يمكنك القيام به لإحداث فرق كبير والخروج من منطقة راحتك.
6. خوض تجارب جديدة:
قد يكون لديك صديق يقول بحماسة: "دعونا نجرِّب هذا المطعم الجديد"، أو "لنذهب في رحلة في البرية"؛ ربما لا تعجبك فكرة تجربة طعام جديد، وقد تكون خائفاً بعض الشيء من مغادرة المدينة، لكنَّ قول "نعم" سيساعدك على مغادرة منطقة راحتك.
الإجراء:
حاول أن توافق على 3 أشياء يومياً خارج منطقة راحتك، ويمكن حتى أن تكون أشياء سريعة تريد القيام بها لتحسين نفسك، مثل قراءة بضع صفحات من كتابك المفضَّل، أو ممارسة التأمُّل لمدة عشر دقائق.
7. تعلُّم مهارة جديدة:
ستدخل منطقة التعلُّم من خلال تجربة شيء جديد؛ لذا حاول تعلُّم مهارة جديدة لم تخطِّط لها من قبل.
8. فتح المجال للمفاجأة:
يمكن أن يكون تخفيف سيطرتك على التفاصيل في حياتك طريقة رائعة للخروج من منطقة راحتك، لأنَّك عندما لا تحاول التحكُّم بكل شيء، فإنَّك تُنشِئ فرصاً لعنصر المفاجأة ولمواقف تتطلَّب منك التكيُّف مع أحداث غير متوقعة، فبعد فعل ذلك ستشعر بأنَّك قادر على التعامل مع المواقف المفاجئة تعاملاً أفضل، كما ستتَّسع منطقة راحتك في المستقبل.
الإجراء:
اختر وجهة عشوائية لعطلتك التالية، أو اخرج مع صديقك إلى مطعم غير محدد، أو ابحث عن صالة رياضية محلية جديدة، فقط كن مرناً.
9. التمرُّن بطريقة جديدة وممتعة:
تُخرجك هذه التقنية من منطقة راحتك عقلياً وجسدياً؛ إذ ستزداد مرونتك العصبية عند تجربة تمرين مختلف عن المعتاد، ممَّا يمنحك القدرة على مواجهة تحديات جديدة، وتعلُّم كيفية التعامل مع مواقف مختلفة.
الإجراء:
تعرَّف إلى طرائق جديدة في التمرين.
10. النظر إلى التوتر نظرة إيجابية:
قد يكون الشعور بالقلق والتوتر بشأن الخروج من منطقة راحتك بمكانة عائق حقيقي، فلماذا لا تغيِّر طريقة تفكيرك فيه؟
الإجراء:
جرِّب في المرة القادمة التي تشعر فيها بالسلبية حيال القيام بشيء جديد، التخلُّص من تصنيف "جيد" أو "سيئ"، واستخدام الشعور فقط بوصفه حافزاً للمشاركة في نشاط جديد رائع.
11. علاج الرفض:
يشعر معظمنا بالخوف، ولهذا لا نجرِّب أي شيء جديد لنتجنَّب "الرفض"، لكنَّ الفشل بحدِّ ذاته يمكن أن يكون فرصة ذهبية.
الإجراء:
حاول متعمداً أن تطلب أشياء تعرف مسبقاً أنَّها ستُقابل بالرفض، وابدأ على مستوى صغير، مثل طلب النقود من شخص.
12. التحدث علناً:
يعاني 77% من الناس من رهاب التحدث أمام جمهور؛ لذا للتغلُّب على مخاوفك، حاول فعل ذلك عن عمد، ومع مرور الوقت، سيقلِّل التحدُّث أمام الجمهور من خوفك، وسيزيد من مرونتك العصبية، وهذا سيفيدك في جوانب أخرى من الحياة.
الإجراء:
هناك أشكال عديدة للتحدث أمام الجمهور؛ لذا حاول الانضمام إلى المسرح، أو المشاركة في الفعَّاليات المحلية، أو إلقاء خطاب أمام مجموعة أصدقاء.
13. البدء بنشاط إبداعي:
يمكن أن تكون الأعمال الإبداعية واحدة من أكثر الأنشطة الذهنية الممتعة والمجزية التي يمكنك ممارستها، لأنَّ الإبداع يعني الدخول إلى عالم المجهول والتعلم في بيئة جديدة.
الإجراء:
جرِّب بعض التحديات الإبداعية مثل الرسم.
14. مكافأة نفسك:
واحدة من أفضل الطرائق لضمان متابعتك في فعل ما تفعله هي مكافأة نفسك على كل مهمة تقوم بها.
الإجراء:
بعد أن تُنجز مهمة غير مريحة، كافئ نفسك بإحدى الأشياء التي تحب القيام بها، على سبيل المثال، ركوب الدراجة، أو مشاهدة برنامج تلفزيوني، أو التحدث مع صديقك المفضَّل، أو أخذ قيلولة؛ إذ إنَّ مكافأة نفسك فكرة ممتازة لتعزيز الدافع لتجربة شيء جديد.
15. قراءة كتاب عشوائي:
يمكن أن تساعد قراءة كتب تناقش موضوعات لم تكن على دراية بها على توسيع منظورك، وتدفعك إلى التفكير بطرائق جديدة.
الإجراء:
اختر من المكتبة المحلية أو من الإنترنت موضوعاً لا تعرف عنه الكثير، على سبيل المثال، إذا كنت من هواة التاريخ، فحاول اختيار رواية، وإذا كنت مهتماً ببرمجة الكمبيوتر، فجرِّب القراءة عن التصميم الجرافيكي، أو يمكنك أن تختار بطريقة أقل عشوائية، على سبيل المثال، إذا كنت تحب القراءة عن المطبخ الغربي، جرِّب أن تقرأ عن المطبخ الشرقي.
16. التصرف بإيجابية على الإنترنت:
إذا كنت انطوائياً ستحب الإنترنت، لأنَّه يسمح لك أن تبقى مجهول الهوية؛ إذ يُعدُّ التعبير عن أفكارك عبر الإنترنت طريقة رائعة لتعزيز الثقة بالنفس دون القلق بشأن العواقب كما في العالم الواقعي.
الإجراء:
انضم إلى المنتدى المفضَّل لديك أو غرفة دردشة وشارك أفكارك؛ إذ يمكنك تنزيل تطبيق مثل "كلوب هاوس" (Clubhouse)، أو الانضمام إلى منتدى "ريديت" (Reddit).
17. التغيير في نظامك الغذائي:
تُظهر إحدى الدراسات أنَّ أنواعاً معينة من الأطعمة التي نتناولها، مثل الأرز الكامل والخضروات والتوابل حتى سمك السلمون، يمكن أن تحسِّن تفكيرنا وقدراتنا العقلية.
الإجراء:
جرِّب بعض الأطعمة الجديدة والصحية.
18. الإطراء:
قد يكون من الصعب مجاملة الآخرين، خاصة عندما لا نكون معتادين على ذلك، لكن يمكن لمجاملة مختارة بعناية أن تُحسِّن المزاج عند تقديمها في الوقت المناسب.
الإجراء:
قدِّم مجاملة صادقة لزميل أو قريب.
19. تسهيل المهام على نفسك:
عند محاولة القيام بشيء جديد، قد تعتقد أنَّه يجب عليك بذل كل ما لديك، أو عدم المحاولة على الإطلاق، لكنَّ هذا ليس هو الحال على الإطلاق؛ لذا سهِّل المهام على نفسك قدر الإمكان، على سبيل المثال، إذا كنت تتعلَّم قيادة السيارة، لا يجب أن تبدأ مباشرة بالقيادة على الطريق السريع، بدلاً من ذلك، يمكنك أن تتدرَّب على طريق أقل ازدحاماً وأبطأ حتى تشعر بالراحة وتطوِّر مهاراتك.
الإجراء:
ألقِ نظرة على المهام في قائمتك، واستبدلها بأسهل الأشياء التي يمكنك القيام بها، لتصل مع الوقت إلى منطقة نموك.
20. العثور على مجتمع:
سواء كنت ترغب في لعب رياضة جماعية، أم تغيير نظامك الغذائي ليصبح صحياً، أم الإقلاع عن شيء ما، أم بدء شيء جديد، فهناك مجتمع موجود سيساعدك عبر تقديم الدعم؛ لذا أحِط نفسك بالأشخاص الذين يشجِّعونك ويحفِّزونك في أثناء مواجهة هذه التحديات الجديدة.
الإجراء:
ابحث عن مجموعة تشعر بالترحيب بين أفرادها، على سبيل المثال، جرِّب المجموعات على الإنترنت، مثل منصة "فيسبوك" (Facebook) للعثور على مجتمع يناسبك.
شاهد بالفيديو: 10 طرق للخروج من منطقة راحتك
فوائد الخروج من منطقة الراحة:
هناك إيجابيات وسلبيات للبقاء في منطقة راحتك:
أولاً: إيجابيات الخروج من منطقة الراحة
1. زيادة الثقة بالنفس:
تُحسِّن المشاركة في الأنشطة يومياً من مهاراتك، وعندما تستفيد من تجربتك السابقة في أداء المهمة وتصبح أفضل فيها، تزداد ثقتك بنفسك.
2. التقليل من المخاطر:
البقاء في منطقة راحتك مفيد إذا كنت تريد التركيز فيما تفعله حالياً دون التعامل مع محفِّزات أو أنشطة جديدة، فالأنشطة الروتينية أقل خطورة من الأنشطة المجهولة.
3. التجديد:
بعد مغادرة منطقة راحتك لتجربة شيء جديد، يمكن أن تساعدك العودة إلى الأشياء المألوفة على إعادة شحن طاقتك جسدياً ونفسياً لمواجهة مواقف أكثر إثارة للقلق، وينطبق هذا خاصة على الانطوائيين الذين يحبون قضاء الوقت بمفردهم.
ثانياً: سلبيات الخروج من منطقة الراحة
1. محدودية المهارات الجديدة:
من خلال البقاء في منطقة راحتك، قد تفوتك فرصة تطوير مهارات جديدة وفرصة تحسين نقاط ضعفك.
2. الخمول:
يمكن أن يتسبَّب عدم القيام بأنشطة جديدة بحالة من الخمول، وقد تفوتك فرص النمو بسبب عدم مواجهة تحديات جديدة، ونتيجة لذلك تشعر بالملل في الحياة، وأنَّك بلا حافز.
3. لا توجد مكافأة بلا مخاطرة:
لن تُنجِز أي شيء جديد إذا لم تجرِّب شيئاً جديداً، فحتى لو كانت المخاطرة ضئيلة، قد تعود بمكافآت كبيرة لأولئك الذين يحاولون خوض غمارها.
في الختام:
يمنحك الخروج من منطقة راحتك تجارب جديدة وأدوات جديدة يمكنك الحفاظ عليها وتطويرها في أثناء تقدمك نحو منطقة نموك، وتذكَّر أنَّ كل شيء يبدأ بخطوة واحدة فقط.
أضف تعليقاً