فقد يكونُ النَّجاح بالنسبة لك؛ خسارةَ كيلوغراماتٍ زائدة من وزنِك، أو ربَّما الحصول على ترقيةٍ في مجال عملك، وقد يكون النَّجاح من وجهة نظرك؛ أنْ تدَّخرَ من راتبك المتواضع لتشتري سيَّارةً وتتغلَّب على ظروفك.
بجميعِ الأحوال، وأياً يكن النَّجاح الذي تصبو إليه، فإنَّ الطريقَ إليه لن يكونَ مفروشاً بالورود، فالنَّجاح له ثمنٌ من الجِّهد، والصَّبر، واستمرارية السَّعي، وتجاوز العقبات التي تكاد تكون في كثيرٍ من الحالات نقطَ نهايةٍ مُحتمَلة تتحطَّمُ عندها آمالُ الكثيرين.
في هذا المقال، سوف نتحدَّث عن تحدِّيات النَّجاح، وكيف نستطيع التغلُّب على العقبات للوصول إلى أهدافنا وتحقيق طموحنا.
كيف نستطيع التغلب على العقبات للوصول إلى أهدافنا وتحقيق طموحنا؟
أولاً: حدد أهدافك بوضوح
أريُد أنْ أخسرَ وزناً زائداً، أريدُ أنْ أستلمَ منصباً مرموقاً في الشَّركة، سأشتري سيارةً يوماً ما، كلُّ هذه الأهداف غير مُحدَّدةٍ، فهي غير واضحةٍ بما يكفي، فأنت لم تُحدِّد عدد الكيلوغرامات التي ستخسرها أو المدَّة المفترضة لذلك، ولا موعداً نهائياً لانتهاء عمليات الادِّخار لشراء السيارة، ولا المنصب الذي تطمح للوصول إليه، وهذا سيشكِّل عائقاً بالنسبة إليك.
إنَّ تحديدَ الأهدافِ خطوةٌ أساسيَّةٌ على طريق النَّجاحِ، فمن خلال تحديد ما تريد تحقيقه يمكنك التَّركيز على جهودِكَ، واتِّخاذ خطوات ملموسة لتحقيق أهدافك.
فوائد تحديد الأهداف في النَّجاح:
- التَّركيز: يُساعدُك تحديدُ الأهداف على التَّركيز على ما هو هام وتجاهل ما هو غير هام.
- التَّحفيز: يمنحُك تحديدُ الأهداف حافزاً للعمل الجَّاد وتحقيق أهدافك.
- القياس: يسمحُ تحديدُ الأهدافِ لكَ بقياس تقدُّمك والتأكُّد من أنَّكَ على المسارِ الصحيح.
- الكفاءة: يُساعدُك تحديدُ الأهداف على استخدامِ وقتك وطاقتك بشكلٍ أكثرَ كفاءة.
- الشُّعور بالإنجاز: يمنحك تحقيقُ الأهداف شعوراً بالإنجاز، والرضى عن النفس.
ثانياً: توقع العقبات
نعلمُ أنَّ توقُّعَ العقباتِ مهارةٌ أساسيَّةٌ للنجاح ولتجاوزِ العوائق التي تحولُ دون وصولنا إليه، فمن خلال توقُّع العقبات التي قد تواجهها، يمكنُك الاستعدادُ لها بشكلٍ أفضل، والتغلُّب عليها بسهولةٍ أكبر؛ فأنت قد خطَّطتَ لخطَّةٍ بديلة في حال واجهتك.
الطرائق التي يساعد بها توقُّع العقبات على النَّجاح:
- التَّحضير: يساعدُك توقُّعُ العقبات على التَّحضير لها بشكلٍ أفضل، ويمكنك جمعُ المعلومات والموارد التي ستحتاجها للتغلب عليها، مثلاً: إذا كُنتَ تخطِّط لإعداد تصميمٍ ما على حاسبك المحمول في الخارج، عليك أنْ تتوقَّع نفاد بطاريَّته مثلاً، لذا يمكنك أن تحتاطَ عبر أخذِ بطاريَّةٍ احتياطيَّة أو "باور بانك".
- التَّفكيرُ الإبداعي: يُجبرُكَ توقُّعُ العقبات على التَّفكير بشكلٍ إبداعيٍّ، وإيجاد حلولٍ جديدة للمشكلات.
- التَّحفيز: يمنحُكَ توقُّعُ العقبات شعوراً بالحذرِ والتَّحفيز للعمل الجَّاد.
- الثِّقة بالنفس: يمنحُكَ التغلُّبُ على العقبات شعوراً بالثِّقة بالنَّفس والإيمان بقدراتك.
- المثابرة: يمنحُكَ توقُّعُ العقبات المثابرةَ للتَّعامل مع التحدِّيات وعدم الاستسلام.
نصائح لتجاوز العقبات التي يمكن أن تعترض طريقك عبر توقعها:
من أجل أنْ تتجاوَزَ العقبات التي يمكنُ أنْ تعترضَ طريقك عبر توقُّعها، حاوِلْ تطبيقَ الَّنصائح الآتية:
- حدِّدْ أهدافكَ: ما هي أهدافك؟ ما الذي تريد تحقيقه؟
- أجرِ أبحاثك: ما هي العقبات التي واجهها الآخرون في تحقيق أهداف مماثلة؟
- توقَّعْ أسوأ سيناريو: ما هو أسوأ الأشياء التي يمكن أنْ تحدثَ؟
- ضَعْ خُططاً احتياطيَّة: ماذا ستفعل إذا واجهتَ عقباتٍ غير متوقَّعة؟
- كُنْ مرناً: كُنْ مستعدَّاً لتغيير خططك إذا لزم الأمر.
أمثلة عن توقُّع العقبات:
- إذا كنتَ تريدُ إنقاصَ وزنك: توقَّع أنْ تواجهَ صعوباتٍ في الالتزام بنظامٍ غذائيٍّ وبرنامج تمرينٍ، ووجود مغرياتٍ من الأطعمة غير الصحيَّة.
- إذا كنت تريدُ تعلُّمَ لغةٍ جديدة: توقَّع أنْ تواجهَ صعوباتٍ في تعلُّمِ القواعد والمفردات.
- إذا كنت تريد الحصولَ على ترقيةٍ في العمل: توقَّع أنْ تواجهَ صعوباتٍ في التَّنافس مع زملائك في العمل.
مع توقُّع العقبات الصَّحيحة والعمل الجاد، يمكنك التغلُّبُ على أيِّ تحدٍّ وتحقيق أهدافك.
شاهد بالفيديو: 8 طرق لتحسين مهارات المثابرة لديك
ثالثاً: ثابِر
المُثابرة هي الصِّفة التي تُمكِّنكَ من الاستمرارِ في العمل حتى عند مواجهة التحدِّيات والصُّعوبات، وهي من أهمِّ الصِّفات التي يجب أن يتمتَّع بها أي شخصٍ يسعى للنجاح.
الطرائق التي تُساعد بها المُثابرة على تحقيق النَّجاح وتجاوزِ العقبات:
- التعلُّم من الأخطاء: يُخطئُ الجميع، لكنَّ المثابرةَ تُمكِّنُك من التعلُّمِ من أخطائك وعدم تكرارها، مثلاً: قد تضعف أمام مغرياتِ الطَّعام ذات مرة، ولكنَّ المثابرةَ عوَّدتك الالتزام بالحِمية وعدم الاستسلام.
- التَّركيز على الأهداف: تُمكِّنُك المثابرةُ من التَّركيز على أهدافكَ وعدم الاستسلام بسهولةٍ، مثلاً: عند فشلك في امتحانِ القيادة، فَكِّرْ في نفسك تقودُ سيَّارتك على الطريق السَّريع، وأعِدْ التَّحضير للامتحان.
- الثِّقة بالنفس: تُعزِّزُ المثابرةُ على التغلُّب على التحديات ثقتَكَ بنفسك، وتُمكِّنك من تحقيق مزيد من الإنجازات، مثلاً: عندما تتحدَّى الطَّقس البارد لتخرجَ للركضِ، سوف تزيدُ ثقتك بنفسك وقدرتك على الالتزام بنمط حياةٍ صحيٍّ.
- الشعور بالإنجاز: تُعطي المثابرة رغم المعوقات شعوراً بالإنجازِ والسَّعادة، فتشعر بأنَّك شخصٌ كفؤٌ للقيام بأيِّ مهمَّةٍ.
نصائح لتنمية مهارة المثابرة في العمل:
من أجل تنمية مهارة المثابرة في العمل لأجل الوصول إلى الهدف وتحقيق النَّجاح، إليك هذه النصائح:
- حَدِّدْ أهدافاً واقعَّيةً: ضَعْ أهدافاً قابلةً للتحقيق حتى لا تشعرَ بالإحباط.
- قسِّمْ أهدافك إلى خطواتٍ صغيرة: سيساعدك ذلك على البقاء مُتحفِّزاً لتحقيق التقدُّم.
- كافِئْ نفسك على إنجازاتك: سيساعدك ذلك على البقاء مُتحفِّزاً وعلى المسار الصحيح.
- توقَّعْ العقبات: كُنْ مستعدَّاً للتحدِّيات، ولا تستسلمْ بسهولة.
- تعلَّمْ من أخطائك: لا تدَع الأخطاء تعوقك، بل تعلَّم منها، واستمر في المضي قدماً.
أسماء بعض الاشخاص الذين ثابروا في العمل الجاد وكبحوا جماح رغبتهم بالاستسلام وحققوا النجاح:
تذكَّرْ أنَّه مع المثابرة والعمل الجاد، يمكنك تحقيق أي شيءٍ تريده، وبينما أنت تكبحُ جماحَ رغبتك بالاستسلام، وتقاوم السُّقوط، تذكَّرْ هؤلاء الأشخاص:
- توماس أديسون: فشلَ "توماس أديسون" في اختراع المصباح الكهربائي أكثرَ من 1000 مرَّةٍ قبل أن ينجحَ أخيراً.
- أوبرا وينفري: تعرَّضَت "أوبرا وينفري" للإيذاء الجَّسدي والجِّنسي في طفولتها، لكنَّها تمكَّنَت من التغلُّبِ على هذه التحدِّيات، وأصبحت إحدى أنجح النِّساء في العالم.
- نيلسون مانديلا: قضى "نيلسون مانديلا" 27 عاماً في السِّجن؛ بسبب نضاله ضدَّ نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، لكنَّه لم يستسلمْ وواصلَ نضاله حتى حقَّقَ المساواة لجميع الناس في جنوب إفريقيا.
رابعاً: كن إيجابياً
تؤدي الإيجابيَّة دوراً مصيريَّاً في تحقيق النَّجاح، لأنَّ الإيجابيَّةَ تجعلكَ ترى كلَّ تحدٍّ أو فشلٍ على أنَّه فرصةٌ للتعلُّم أو الحصول على مهارة جديدة، ومن خلال التَّركيز على الأفكار الإيجابيَّة، يمكنُك تحسينُ فرصك في تحقيق أهدافك.
نصائح لتنمية الشعور بإيجابية عند مواجهة العقبات، بدلاً من التذمُّر والغضب أو الاستسلام:
- تدرَّبْ على الامتنان: خصِّصْ بعضَ الوقت يوميَّاً للتَّفكير في الأشياء الجيِّدة من المشكلة أو العقبة التي تمرُّ فيها، فربما تأخُّرك عن موعد امتحان القيادة كانَ سبباً للقائك أحد الأشخاص الذين سيكون لهم أثرٌ هامٌّ في حياتك.
- تجنَّبْ الأفكار السلبيَّة: حاولْ التَّركيزَ على الأفكار الإيجابيَّة وتجاهُلَ الأفكار السلبيَّة، فالأفكار السلبيَّة تُحبطُك وتحطُّ من عزيمتك وتعوقك عن بلوغ أهدافك.
- تواصَلْ مع أشخاصٍ إيجابيين: سينعكس قضاءُ الوقت مع أشخاصٍ إيجابيين إيجاباً عليك، فالأشخاص السلبيُّون سوف يصوِّرون لك العقبات على أنَّها مقبرةُ النَّجاح، بينما الإيجابيون ينظرون دوماً إلى الجانب المُشرِق، ويبحثون عن مواطن الخيرِ حتى في أقسى التجارب.
- مارِسْ الرياضة بانتظام: تُحسِّن الرياضة من مزاجك، وتُساعدُك على الشُّعور بالإيجابية.
- احصلْ على قسطٍ كافٍ من النوم: تُسبِّبُ قلَّة النوم التوتُّر والإرهاق، وهذا قد يُؤثِّر سلباً في شعورك بالإيجابيَّة.
خامساً: اطلب المساعدة
ليس من المُعيب أبداً ألا تكون مُلِمَّاً بكافَّة تفاصيلِ مشروعك أو مراحل بلوغ هدفك، إنَّما المعيب أنْ تخجلَ من سؤال المختصين وأهل الخبرة وأصحاب التجربة، فطلبُ المساعدة لا يعني الاتِّكال على الآخرين؛ إنَّما يعني أخذ رأيهم ومشورتهم دون أن تكون مضطراً للالتزام به، وهو من أهمِّ المهارات التي يجب أن يتمتَّع بها أيُّ شخصٍ يسعى للنجاح، فمن خلالِ طلب المُساعدة من الآخرين، يمكنك الاستفادةُ من خبراتِهم ومهاراتِهم، وتحسينُ فرصك في تحقيق أهدافك.
الطرائق التي يؤثِّرُ فيها طلب المساعدة في تحقيق النَّجاح:
- تسريعُ التعلُّم: يمكن للآخرين مساعدتك على تعلُّمِ مهاراتٍ جديدةٍ واكتساب معرفة جديدة بشكل أسرع، ومن ثم تجنُّب الوقوع في عقباتٍ وقعوا - هُم - بها قبلك.
- تجنُّبُ الأخطاء: يمكن للآخرين مساعدتك على تجنُّبِ الأخطاء التي ارتكبوها في الماضي.
- الحصولُ على الدَّعمِ: يمكنُ للآخرين تقديم الدَّعم والتَّشجيع لكَ عندما تواجه صعوبات.
- توسيعُ شبكتك: يمكن لطلبِ المساعدة من الآخرين مساعدتك على توسيع شبكتك وبناء علاقات جديدة.
- الحصولُ على فرصٍ جديدة: يمكن للآخرين مساعدتك على الحصول على فرصٍ جديدة لم تكن على علمٍ بها.
ما لا يجب ان تنساه عند طلب المساعدة:
عند طلب المساعدة من أشخاصٍ ذوي خبرةٍ واطِّلاعٍ لمنحك خلاصة معرفتهم وتجاربهم في تجاوز العقبات الموجودة في طريق النَّجاح، لا تنسَ ما يأتي:
- حدِّدْ ما تحتاجه: حدِّدْ بوضوحٍ ما تحتاج إلى المساعدة فيه.
- ابحَثْ عن الشَّخص المُناسبِ: ابحثْ عن شخصٍ يمتلكُ الخبرةَ والمهارات التي تحتاجها.
- كُنْ محدَّداً: اشرحْ بوضوحٍ ما تحتاجُ إلى المساعدةَ فيه، وما تتوقَّعه من الشَّخص الآخر.
- كُنْ شكوراً: عبِّرْ عن امتنانك للشخص الآخر على مساعدته.
سادساً: تعلم من أخطائك
الخطأُ والسُّقوط في عقبةٍ ما لا يعني الفشلَ وعدمَ النَّجاح، بل قد يكونُ نجاحاً في حدِّ ذاته، فهو يمنحُك الخبرةَ والمعرفةَ التي سوف تستفيد منها في المرَّات القادمة، لذا لا بُدَّ من التَّعلمِ من الأخطاء فهو مهارةٌ أساسيَّة للنَّجاح، فمن خلال التعلُّم من أخطائك، يمكنك تحسينُ فرصك في تحقيق أهدافك، وتجنُّبُ تكرار نفس الأخطاء في المستقبل.
النصائح التي يمكنك اتِّباعُها للتعلُّمِ من أخطائك:
- اعترِفْ بخطَئكَ: الخطوة الأولى هي الاعترافُ بارتكابكَ الأخطاء، لا تحاوِلْ إنكارَ أخطائكَ أو لوم الآخرين.
- حدِّدْ سببَ الخطأِ: حاوِلْ معرفة سبب ارتكابك للخطأ، ما الذي كان يجب عليك فعله بشكلٍ مُختلفٍ؟
- تعلَّمْ من الخطأ: استفِدْ من الخطأ وتعلَّم منه، حدد الدُّروس التي يمكنك تعلُّمها من هذا الخطأ.
- طبِّقْ ما تعلَّمته: لا تكرِّرْ نفس الخطأ مرَّة أخرى، طبِّقْ ما تعلمته من الخطأ، وحاوِلْ أنْ تفعلَ الأمور بشكلٍ أفضل في المرَّة القادمة.
في الختام:
كانت هذه نصائحنا التي تساعدُك على التغلُّبِ على العقباتِ التي تواجهك في طريقك نحو النَّجاح، ولا تنسَ أنَّ من يُريد العسل عليه أنْ يتحمَّلَ لسع النَّحلِ، ومهما بدَتْ نجاحاتُ الآخرين سهلةً ومبهرةً، تذكَّرْ أنَّهم قد فشلوا في الخفاء آلاف المرَّات، دون أنْ يعلمَ بهم أحد، لكنَّهم أحسنوا الاستفادة من الدروس والمواقف التي مرَّوا بها، وحوَّلوا الحجارة التي كانت تُرمى في طريقهم إلى سلمٍ تسلَّقوه نحو النَّجاح.
أضف تعليقاً