الفرق بين الخربز والشمام: دليل شامل لعشاق الفواكه

الخربز والشمام تشابه في الشكل واختلاف في الطعم

الخربز والشمام من الفواكه الصيفية المنعشة التي تنتمي إلى عائلة القرعيات، ورغم تشابهها الكبير في الشكل، إلا أنَّ هناك فروقات واضحة بينهما تتعلق بالطعم والشكل والفوائد الصحية. فكلاهما يتمتع بمذاق لذيذ ومغذٍ، لكنَّ الفرق بين الخربز والشمام يكمن في التفاصيل التي تجعل كلاً منهما فريداً.

الخربز

الذي يعرف أيضاً باسم (الكنتالوب) في بعض المناطق، يتميز بلونه البرتقالي الغني ونكهته الحلوة والعطرية التي تجعل مذاقه أكثر حلاوة. قشرته خشنة ويُراوح لونه من الأخضر الداكن إلى اللون الذهبي أو الكريمي في بعض الأحيان.

يحتوي الخربز على نسبة عالية من السكر؛ مما يساهم في إعطائه الطعم الحلو المميز. كما يُعد من الفواكه التي تظهر في نهاية الصيف وبداية فصل الشتاء. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي على نسبة عالية من الماء التي تساعد في ترطيب الجسم، فضلاً عن احتوائه على فيتامينات وأملاح معدنية مفيدة.

الشمام

يتمتع بلونه الأصفر أو الأخضر الفاتح من الخارج مع قوام أكثر ليونة مقارنة بالخربز. لونه برتقالي في الداخل ونكهته تكون أقل حلاوة والقشرة ناعمة أو ملساء، مما يجعله سهل التقشير. ويُعرَف الشمام بمحتواه العالي من مضادات الأكسدة التي تُعد هامة في الوقاية من السرطان وأمراض القلب والأمراض العصبية، كما تساهم في تأخير علامات الشيخوخة. وعلى الرغم من أنَّ نكهته أقل حلاوة من الخربز، إلا أنَّه يحتوي على كميات أعلى من الفيتامينات، مثل فيتامين (A وC)، بالإضافة إلى البوتاسيوم.

كلا الفاكهتين غنية بالماء والفيتامينات؛ مما يجعلهما من الخيارات المثالية في فصل الصيف لإشباع الجسم بالترطيب والانتعاش. ومع ذلك، تختلف كل منهما في خصائصها، مما يسمح لك باختيار الأنسب حسب ذوقك واحتياجاتك الصحية.

الفرق بين الخربز والشمام من ناحية الخصائص الفيزيائية

تتميز الفواكه بشكلها وحجمها الذي يعكس هوية كل نوع منها، إضافة إلى الاختلافات في اللون والنسيج والبذور:

1. الشكل والحجم

يُعد الخربز أكبر حجماً من الشمام، وغالباً ما يكون شكله أقرب إلى الكمثرى أو البيضاوي؛ مما يضفي عليه مظهراً مميزاً يسهل تمييزه عن الشمام. بالمقابل، يظهر الشمام بحجم أصغر نسبياً وشكل كروي؛ مما يجعله أشبه بكرة صغيرة يَسهُل حملها وتناولها.

2. اللون

الفرق بين الخربز والشمام من ناحية اللون هو تفاوت لون القشرة الخارجية بينهما بصورة ملحوظة، فقشرة الخربز غالباً ما تكون سميكة وتكتسي بلون أخضر داكن. تبرز هذه القشرة كدرع يحمي الثمرة، بينما تأتي قشرة الشمام أنحف وذات لون أصفر أو أخضر مصفر؛ مما يعطيه مظهراً أكثر إشراقاً ونضارة وسهولة في التقشير.

3. النسيج

يختلف النسيج الداخلي أيضاً بين الفاكهتين، حيث يتميز لب الخربز بلون أصفر فاتح ويمتاز بنكهة معتدلة الحلاوة؛ مما يجعله مثالياً لمحبي النكهات الأقل سكرية. أما لب الشمام، فهو برتقالي اللون وأقرب إلى الطراوة في قوامه مع نكهة أكثر حلاوة؛ مما يجعل طعمه محبباً لدى عشاق الفواكه السكرية.

وتأتي بذور الخربز كبيرة الحجم وذات لون بني، مما يسهل تمييزها عن بذور الشمام التي تكون أصغر حجماً وأغمق لوناً يميل إلى الأسود. هذا التفاوت في حجم البذور وشكلها قد يكون دليلاً سهلاً للتمييز بينهما، خاصة عند شراء الفاكهة أو تحضيرها.

الفرق بين الخربز والشمام من ناحية الطعم والنكهة

الخربز

يتميز بنكهة عطرية واضحة ترافقها حلاوة معتدلة، تجعل من طعمه منعشاً وخفيفاً على الحلق. وطعمه الحلو يأتي متوازناً وغير مبالغ فيه، مما يجعله خياراً محبباً لمَن يفضلون النكهات الحلوة الطبيعية دون أن تكون مفرطة في السكرية.

تشعر بتوازن النكهة والعطر في كل قضمة، وخاصة عند تقطيع الخربز، حيث تنبعث منه رائحة زكية تضفي عليه طابعاً فريداً يجذب الانتباه ويزيد من متعة تناوله. قوامه الصلب إلى حد ما يمنحه ملمساً مميزاً مع كل قضمة، مما يعزز شعور الانتعاش ويجعله خياراً مثالياً في أيام الصيف الحارة، سواء تم تناوله بمفرده أو كجزء من سلطة فواكه متنوعة.

الشمام

يتميز بنكهة سكرية غنية وأقرب إلى الطعم المكثف. ويحتوي الشمام على نسبة عالية من السكر الطبيعي، مما يمنحه طعماً أكثر حلاوة من الخربز، مع ملمس طري وسلس يعطي شعوراً دافئاً ولطيفاً عند تناوله.

يستخدم الشمام غالباً في الحلويات الطبيعية والعصائر بسبب حلاوته المميزة، إذ يضيف نكهة طبيعية غنية وسكرية. تظهر رائحة خفيفة حلوة عند تقطيع الشمام، لكنَّها غير قوية مثل الخربز، مما يجعلها ملائمة لمَن يفضلون روائح الفواكه الأكثر نعومة.

هذا الفرق بين الخربز والشمام في النكهة والقوام يجعل لكل نوع منهما تجربة مميزة بحد ذاتها، حيث يتميز الخربز بالانتعاش والحلاوة المعتدلة، فيما يبرز الشمام بطعمه السكري الغني وقوامه الطري، ليلبّي أذواقاً مختلفة ويلائم مناسبات متنوعة، سواء كان في طبق سلطة فواكه، أو كوجبة خفيفة بعد الظهر، أو حتى كتحلية صيفية خفيفة.

الفرق بين الخربز والشمام من ناحية القيمة الغذائية

يتميز الخربز والشمام بتركيبة غنية بالماء والعناصر الغذائية الأساسية، مما يجعلها إضافة ممتازة للنظام الغذائي الصحي، خاصة في فصل الصيف. إليكم تفصيلاً عن محتوياتها الغذائية وأهميتها الصحية:

1. السعرات الحرارية

يحتوي كوب من الشمام أو الخربز الطازج على نحو 55 سعرة حرارية، وهي كمية منخفضة نسبياً تجعل من هذه الفواكه خياراً مثالياً للوجبات الخفيفة. تأتي هذه السعرات الحرارية بصورة أساسية من الكربوهيدرات، مما يوفر طاقة سريعة ومنعشة.

2. الكربوهيدرات والألياف

يحتوي الكوب على 14 جراماً من الكربوهيدرات، تشمل 6 جراماً من السكر الطبيعي الذي يضيف حلاوة لطيفة. يحتوي على 1.3 جراماً من الألياف، حيث تكون الألياف غير قابلة للذوبان في الغالب، مما يساعد في تحسين الهضم مع وجود بعض الألياف القابلة للذوبان التي تسهم في الشعور بالشبع. هذه التركيبة تجعل الشمام والخربز مفيدين لدعم صحة الجهاز الهضمي بفضل الألياف التي تُسهّل حركة الأمعاء.

شاهد بالفديو: 10 خطوات للتخلص من إدمان السكر

3. الدهون

لا تحتوي هذه الفواكه تقريباً على أي دهون كمعظم الفواكه، مما يعزز فائدتها كخيار غذائي منخفض الدهون، يلائم أنظمة الحمية الغذائية ويخفّض استهلاك الدهون اليومية.

4. البروتين

يحتوي كل كوب من الخربز أو الشمام على3 جرام من البروتين، وهي كمية صغيرة لا تغطي الاحتياج اليومي من البروتين؛ لكنَّها توفر إضافة بسيطة. هذا يجعل الخربز والشمام مفيدين عند تناولهما مع مصادر أخرى للبروتين.

5. الفيتامينات والمعادن

يُعد الخربز والشمام مصادر غنية بالفيتامينات والمعادن الهامة، وخاصة البوتاسيوم الذي يسهم في تنظيم ضغط الدم والحفاظ على صحة القلب. يحتويان أيضاً على الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور وهي معادن أساسية لصحة العظام والعضلات.

كما أنَّهما غنيان بفيتامين C الذي يعزز مناعة الجسم، وفيتامين A الضروري لصحة الجلد والعينين، إضافةً إلى الفولات الذي يسهم في تعزيز وظائف الخلايا ويساعد على تجديد الأنسجة.

هذا المزيج من العناصر الغذائية، المكوَّن من الخربز والشمام، يُعد إضافة صحية متكاملة؛ إذ يوفر ترطيباً فعّالاً بفضل محتواه العالي من الماء إلى جانب دعمهما لصحة الهضم والمناعة وتجديد خلايا الجسم.

الفوائد الصحية المشتركة بين الخربز والشمام

يقدم الخربز والشمام فوائد صحية متشابهة، حيث يحتويان على مجموعة غنية من الفيتامينات والمعادن الأساسية التي تدعم بناء الجسم والحفاظ على وظائفه بصورة صحية.

1. دعم المناعة

تحتوي هاتان الفاكهتان على مضادات أكسدة قوية تساهم في تعزيز جهاز المناعة، مما يساعد في الحماية من الأمراض المختلفة، ويدعم الشعور بالنشاط والحيوية.

2. صحة القلب والأوعية الدموية

يؤدي كل من الخربز والشمام دوراً هاماً في الوقاية من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، بفضل احتوائهما على العناصر الغذائية التي تساعد في تنظيم ضغط الدم وتعزيز صحة القلب.

3. خفض مستويات الكولسترول

يساعد تناول الشمام والخربز في الوقاية من ارتفاع مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم، مما يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية.

4. تحسين صحة الجهاز الهضمي

يعزز تناول الخربز والشمام كفاءة الجهاز الهضمي نظراً لاحتوائهما العالي على الماء والألياف، حيث تساهم الألياف في تسهيل حركة الأمعاء وتقليل مشكلات الهضم.

5. دعم صحة الجلد والعيون

تسهم مضادات الأكسدة والفيتامينات الموجودة في الشمام والخربز في الحفاظ على صحة الجلد والعينين، حيث تساعد في محاربة علامات الشيخوخة ودعم صحة النظر.

6. المساعدة في إنقاص الوزن

بفضل محتواهما العالي من الألياف والماء، يساعد تناول الخربز والشمام على الشعور بالشبع لفترات أطول، مما قد يكون مفيداً في فقدان الوزن بصورة صحية.

أصناف الخربز والشمام

يتنوع الخربز والشمام في أصناف عديدة، ولكل منها ميزاته الخاصة من حيث الشكل والطعم والخصائص الغذائية، مما يوفر خيارات متنوعة لعشاق هذه الفواكه الصيفية. وإليك الفرق بين الخربز والشمام من حيث التصنيف:

1. الكنتالوب

يُعد من أشهر أصناف الخربز، ويتميز بقشرته السميكة ذات اللون البني الفاتح أو الأخضر الغامق مع لب برتقالي حلو الطعم وعطري. والكنتالوب غني بالفيتامينات، مثل فيتامين (C وA)، مما يجعله خياراً مغذياً ومفيداً لدعم صحة المناعة والجلد.

2. الخربز الأملس (الشمام الياباني)

يمتاز بقشرته الناعمة ولونه الأخضر الفاتح أو الكريمي مع لب أصفر أو أخضر باهت وهو أقل حلاوة من الكنتالوب؛ مما يجعله مناسباً لمن يفضلون الطعم اللطيف والمنعش. كما يحتوي على نسبة عالية من الماء، مما يساعد في ترطيب الجسم.

3. الشمام البرتقالي

يُعد هذا النوع من الشمام شائعاً أيضاً، ويتميز بقشرته الرقيقة ذات اللون الأصفر الفاتح ولبه البرتقالي الغني. يتميز بنكهة سكرية مركزة، مما يجعله خياراً مثالياً لمحبي الطعم الحلو. ويحتوي على نسبة عالية من فيتامين (A) والبوتاسيوم، مما يساهم في تعزيز صحة العينين والقلب.

4. شمام الهني ديو (Honeydew Melon)

يُعرَف هذا الصنف بلونه الأخضر الفاتح أو الأصفر من الخارج، بينما يكون لبه أخضر باهت مع نكهة خفيفة وحلاوة معتدلة. ويُعد الهني ديو غنياً بفيتامين(C) والبوتاسيوم، ويُعد خياراً منعشاً خلال فصل الصيف لاحتوائه العالي على الماء وخصائصه المرطبة.

5. شمام الأناناس

يتميز بنكهة تجمع بين طعم الشمام ونكهة الأناناس، وهو ذو لب برتقالي مائل للأصفر وقشرة ناعمة. يتميز بمذاق حلو ومنعش، ويُعد خياراً مثالياً لإضافة نكهة مميزة إلى سلطة الفواكه والعصائر الطبيعية.

تمنح هذه الأصناف المتنوعة خيارات متعددة لعشاق الخربز والشمام، كل نوع منها يضيف نكهة خاصة وفوائد غذائية متنوعة، مما يجعله إضافة رائعة إلى قائمة الفواكه الصيفية.

نصائح لاختيار الخربز والشمام

عند اختيار الخربز أو الشمام، هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في اختيار الفاكهة الأكثر نضجاً وجودة:

1. الشكل والمظهر

يجب أن يكون كل منهما خالياً من التصدعات أو الكدمات. اِختر الفاكهة التي تكون متماسكة، ولكن ليست صلبة جداً. عند اختيار الخربز، اِبحث عن قشرة سميكة ومجعدة قليلاً في بعض الأصناف، مثل الكنتالوب. أمّا الشمام، فيجب أن يكون لونه موحداً مع قشرة ناعمة وخالية من البقع الداكنة.

2. الرائحة

تُعد الرائحة العطرة من أفضل المؤشرات على نضج الفاكهة. إذا كانت الرائحة قوية وعطرة، فهذا يعني أنَّ الفاكهة ناضجة ومستعدة للتناول.

3. اللمس

اِضغط برفق على الجزء العلوي من الفاكهة بالقرب من الساق، يجب أن تشعر بالنعومة. فإذا كانت الفاكهة قاسية فهذا يشير إلى أنَّها لم تنضج بعد.

استخدامات الخربز والشمام

طرائق تناول الخربز والشمام متنوعة، سواء كوجبات خفيفة أو كجزء من أطباق متنوعة:

1. تقديمهما طازجاً

يمكن تقطيع الخربز والشمام إلى مكعبات صغيرة أو شرائح وتقديمها كوجبة خفيفة منعشة في الأيام الحارة. ويمكن أيضاً مزجهما مع فواكه أخرى في سلطة فواكه متنوعة.

2. في العصائر

الفاكهتان مثاليتان لتحضير العصائر الطازجة والسموذي، حيث يمكن مزجهما مع مكونات أخرى، مثل المانجو أو الليمون لخلق نكهات فريدة ومنعشة.

3. السلطات

يمكن إضافة قطع الشمام والخربز إلى السلطات المالحه مع جبن الفيتا أو الجرجير لجعل الطبق أكثر تنوعاً. كما يمكن إضافة بعض المكسرات أو زيت الزيتون لإضفاء نكهة غنية.

4. الحلويات

يمكن استخدامهما في الحلويات، مثل الكعك والتيراميسو أو الفطائر. ويمكن تحضير حشوات حلوة لهما، أو إضافة قطع الفاكهة إلى مكونات الحلويات للحصول على طعم طبيعي مميز.

5. الطبخ

يمكن أيضاً استخدام الشمام والخربز في بعض الأطباق المطبوخة، مثل الحساء البارد أو الأطباق التي تحتوي على اللحوم المشوية. يمكن مزجها مع مكونات أخرى، مثل الأعشاب الطازجة والبهارات لصنع أطباق مبتكرة وفريدة.

في الختام

كل من الخربز والشمام خياراً مثالياً للاستمتاع في أيام الصيف الحارة. على الرغم من التشابه الكبير بينهما في الشكل والمذاق، إلا أنَّ كل فاكهة تتميز بخصائص فريدة من حيث اللون والقوام وطعمها الذي يناسب مختلف الأذواق، فإن أحببتهما شارك معلوماتك عنهما مع مَن تحب.