مفهوم التنمية البشرية:
التنمية البشريّة هي العمليّة التي تركز على الإنسان وتسعى لتطوير مهاراتهِ وقدراتهِ ليصل بمجهودهِ الشخصي لمستوى معيشي جيّد، وكان للحروب العالميّة والآثار المُدمرة لها دورًا أساسيًا في ظهور مفهوم التنمية البشرية، التي ساعدت على إعادة تنمية المجتمع والتنيمة الإدارية والثقافيّة والسياسيّة في البلدان كافةً.
كما ويقوم تعريف التنمية البشرية على أنّ البشر هم الثروة الحقيقيّة للأمم، وأنّ التنمية البشريّة هي عمليّة توسيع خيارات البشر، حيثُ أنّها لا تنتهي عند تكوين القدرات البشريّة كتحسين الصحة، وتطوير المعرفة والمهارات، بل تعتمد إلى أبعد من ذلك من حيث الانتفاع بها سواء في مجال العمل من خلال توفر فرص الإبداع، والتمتّع بوقت الفراغ، والاستمتاع باحترام الذات وضمان حقوق الإنسان، والمساهمة في النشاطات الإقتصاديّة والسياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة.
تخصص التنمية البشرية:
يهتم مجال التنمية البشرية بكامل فترة حياة البشر، من الطفولة إلى الشيخوخة، وإذا اخترت التخصص في هذا المجال، فسوف تدرس العمليات البيولوجية التي تميز كل مرحلة من مراحل الحياة، وترى كيف ننتقل جسدياً من مرحلة إلى أخرى.
كما ستتعلم كيف تؤثر هذه العوامل البيولوجية على علم النفس، وكيف يتغير السلوك الاجتماعي بمرور الوقت، وستدرس مفاهيم العمل والمدرسة والمجتمع، وستتعلم كيف تختلف وجهات نظر التنمية البشرية بين الثقافات.
تجمع العديد من البرامج بين التنمية البشرية والدورات الدراسية في دراسات الأسرة، وفي هذه الحالة، ستتعلم عن تكوين الأسرة، والتفاعلات الأسرية، والعلاقات بين البالغين والأطفال، ومشاكل الأسرة، وسترى كيف يتفاعل الأفراد والأسر في المجتمع، وستكتشف كيف تتغير الأسر مع تقدم الناس في السن واكتساب الأعضاء وفقدانهم.
التنمية البشرية هي تخصص متعدد يشمل مجالات مثل علم النفس والفلسفة وعلم الاجتماع والعمل الاجتماعي وعلم الأحياء والتعليم، وقد يُطلب منك التخصص في مجال معين مثل خدمات الشيخوخة أو الخدمات الإنسانية المجتمعية؛ تقدم برامج أخرى مساراً أكثر عمومية، ومهما كانت حالتك، فسوف تكتسب فهماً واسعاً لكيفية تغير البشر ونموهم، وما هو مهم بالنسبة لهم على طول الطريق.
أهداف التنمية البشرية:
- توفير الوسائل الضروريّة التي تُسهّل على الناس في المجتمع الواحد الحصول على فرص التعليم الصحيح، والعمل المستمر من أجل محو الجهل والأميّة في المجتمعات كافةً.
- العمل من أجل الحدّ من ظاهرة البطالة والسعي للحصول على فرص عمل مناسبة في كل من المناطق الحضاريّة والمدن الكبيرة والمناطق الريفيّة البسيطة.
- العمل من أجل تطوير الرعاية الصحيّة، وتقديم العون والمساعدة الصحيّة والطبية للأطفال والمحتاجين والمُسنين.
- السعي وراء تحسين المستوى المعيشي للفرد، وتوفير جميع الإحتياجات الضروريّة له، والحد من انتشار الجوع، وزيادة معدلات التغذية.
- تحسين ثقة الإنسان بنفسهِ، وشعورهِ بكفاءتهِ الذاتيّة، لتحسين صورتهِ عن ذاتهِ، وذلك ليشعر بالنمو والارتقاء الشخصي.
- تحسين مهارات الفرد الشخصيّة والمعرفيّة لرفع معنوياتهِ، وتأمين الاستقرار النفسي لهُ، والتعرف على مواهب الإنسان وتنميتها كالحفظ، الذاكرة، الرسم، فن الإقناع، فن الطهي، والفنون اليدوية.
- تحسين أداء الفرد في العمل، وتدريبهِ على فن إتقان العمل، وذلك عن طريق تنمية الخبرات العمليّة لديهِ وصقلها.
- استبدال المعتقدات الضّارة للإنسان بمعتقدات مفيدة ،كالإعتقاد بأنك قادر على النجاح والتخلّص من الإعتقاد بأنّ النجاح صعب أو مستحيل.
- استبدال العادات الضّارة بعادات مفيدة مثل المحافظة على الوقت، احترام المواعيد، الابتعاد عن التسويف، إتقان العمل، والتعاون مع الزملاء.
- تنمية الصفات الإيجابيّة والحميدة في الإنسان كالصدق، الإيمان، الثقة بالنفس، حب العمل، الصبر، المثابرة، الرضا، هدوء الأعصاب، والكرم.
مقومات التنمية البشرية:
1- التعليم:
لا يستطيع الإنسان أن يُحقّق النجاح والأهداف التي يحلم بها دون التعليم، حيث يُساهم التعليم في تذليل الصعوبات العديدة التي قد تواجهُ الإنسان، ويُسهّل له طريق الريادة والابتكار، لينجح في إثبات نفسهِ وقدراته في المجتمع الذي يعيش فيهِ.
2- التدريب:
إنّ التدريب يُساهم وبشكلٍ فعّال في نقل المهارات والخبرات والأفكار والممارسات التقنية التي يتمتع بها الإنسان من المستوى النظري إلى المستوى التطبيقي، وهذا ما يُساهم في دفع الإنسان للعمل والابتكار والاحتراف، لإظهار كافة المهارات التي يمتلكها وصقلها للوصول إلى أهدافهِ كافةً.
3- الثقافة:
إنّ المخزون الثقافي في المجتمع يُساهم في دراسة سلوك الفرد حسب نوع الثقافة السائدة في مجتمعهِ، فالثقافة العامة تكمّل التعليم وهي حجر أساس لهُ، فالشاب المثقف مثلًا يكون مدركًا تمامًا لكل الأشياء التي يحتاجها والتي يقوم به، ولا يتصرف على الإطلاق بطريقةٍ عشوائيّة وغير مُنظمة، وعادةً ما يعتمد على خطة عمل تساعدهُ على تنفيذ أهدافهِ والسير في الطريق الصحيح في غضون أشهر محددة ووقت زمني معين.
4- الإهتمام بوسائل الحماية الاجتماعية:
وهو من مقومات التنميّة البشرية الأساسيّة الذي يهتم برعاية الأحداث من النواحي النفسيّة، والصحيّة، والاجتماعيّة، لتوجيهم بشكلٍ صحيح ليُصبحوا مواطنين منتجين، وفاعلين، عن طريق إخراج الإمكانيات الكامنة داخلهم، والاستفادة منها بشكلٍ عملي لبناء مستقبل جديد وزاهر.
معوقات التنمية البشريّة:
1- المشاكل السياسيّة:
تؤدي المشاكل السياسيّة لإعاقة عمليّة سير التنمية البشرية في المجتمعات العالميّة، وذلك نتيجة الآثار السلبيّة لهذهِ المشاكل كالحروب، الحصار الإقتصادي، وغياب الأمان والاستقرار النفسي للإنسان.
2- المشاكل الإقتصاديّة:
تؤثر الأوضاع الإقتصاديّة السيئة على سير التنمية البشرية وانتشارها في المجتمعات العالمية، وذلك بسبب الفقر، وتدهور البُنى التحتيّة، وانتشار البطالة، وقلة فرص العمل.
3- المشاكل الصحيّة:
وهي المشاكل التي تتسبّب في تدهور الحالة الصحيّة للإنسان، تنيجة الحروب السياسيّة والإقتصاديّة، كالتعرض لسوء التغذية، والنتشار العديد من الأمراض الخطيرة والأوبئة التي يصعب القضاء عليها.
4- المشاكل التعليميّة:
إنّ غياب التعليم والمؤسسات التعليميّة يؤثر سلباً على نجاح عمليّة التنمية البشرية في المجتمعات كافةً، وذلك لأنّ التنميّة تعتمد على تعليم الإنسان وتزويدهِ بالمعرفة.
5- المشاكل الثقافيّة والإجتماعيّة:
إنّ معاناة المجتمع من بعض المشاكل الثقافيّة والإجتماعيّة يعيق وبشكلٍ كبير من نجاح التنمية البشرية ومن أداء دورها الصحيح، وذلك بسبب نشوب الخلافات بين أبناء المجتمع الواحد، بالإضافة لانتشار الجهل والتعصب الفكري.
المراحل التاريخيّة للتنميّة البشريّة:
1- المرحلة الكلاسيكيّة، بعد الحرب العالميّة الثانيّة:
وفي هذهِ الفترة ارتبطت التنمية البشرية مع العديد من المفاهيم الأخرى كالتنميّة الإقتصاديّة، وفيها اهتمّ العلماء بدراسة الوضع الإقتصادي لزيادة الناتج القومي للبلاد وتطوير المعيشة ورفع دخل الفرد، وهنا ظهرت النظرية الكلاسيكيّة في الإقتصاد، هذهِ النظرية التي اعتمدت على آراء بعض العلماء المهمين في ذلك الوقت مثل آدم سميث، توماس مالتوس، ديفيد ريكاردو.
وتنص هذهِ النظرية على أنّ السكان ورؤوس الأموال هما المكونان الأساسيان اللذان يُساهمان في الوصول إلى التنميّة الإقتصاديّة، وهنا أصبح الطابع الإقتصادي مؤثرًا بشكلٍ واضح على التنمية البشرية، وفي أواخر الستينات اتجهت التنمية البشرية للاهتمام بتنفيذ مجموعة من السياسات التي تهدف لتقليل الفقر، وتوزيع الدخل بين الأفراد بشكلٍ عادل.
2- مرحلة الفترة الزمنيّة من السبعينات إلى التسعينات:
وفي هذهِ المرحلة أصبح التأثير الإجتماعي في التنمية البشرية أكبر بكثير من التأثير الإقتصادي، وعملت المجتمعات الغربية على تحقيق تطورات كبيرة في معيشتها، ولكنها لم تساهم أو تهتم بتحقيق السعادة للناس بشكلٍ عام.
ولكن ومع حلول سنة 1970، عملت الأمم المتحدة على إعادة دراسة وتعريف مفهوم التنميّة البشرية وأهدافها، وتوصلّت في النهايّة إلى مجموعة من الحقائق والمعلومات المهمة وهي أن التنمية البشرية تهدف إلى تحقيق الرفاهيّة للإنسان وتوفير العديد من الفوائد للمجتمع، كما وتهدف إلى بثّ العدالة وتحقيقها عن طريق توزيع الناتج القومي على الجميع، ليشعر الناس بالاستقرار والسعادة النفسيّة.
التنمية البشرية وتطوير الذات:
"في داخلك إنسان، إنسان قادر على كل شيء، قادر على الخوض والمجابهة، قادر على الحب والعطاء، قادر على العيش بسعادة، قادر على تقبُّل تحديات الحياة ومواجهتها، داخلك إنسان قادر وأنت من تقيده، فلا تشتكِ، أطلقه وعش أسطورتك"، بهذه الكلمات بدأ أحد كتب التنمية البشرية، فالتنمية البشرية هي تطوير الذات وجميع جوانب الحياة لدى الفرد؛ وذلك من خلال تقديم الأدوات وتعريفه بالوسائل الموصلة للنجاح.
التنمية البشرية تساعد الإنسان على الاستفادة من الطاقة الكامنة بداخله وتوظيفها بشكلها الصحيح الذي يجعل منه منافساً على المستوى العالمي، وذلك من خلال مساهمتها في:
- تعزيز قيم الإنسان: القيم هي المبادئ التي توجِّه السلوك العام مثل الحب، المثابرة، الاجتهاد، التسامح، العزيمة، الانتماء، الولاء، المرونة.
- تعزيز مهاراته الأساسية: هي المهارات التي يحتاجها الإنسان كأساس في التعليم مثل القراءة والكتابة والمهارات الرقمية في العصر الحالي.
- تزويد الإنسان بالمهارات التي يحتاجها في المستقبل: مثل مهارات التفكير العليا ومهارات التواصل الاجتماعي الفعال، مهارات الذكاء العاطفي، المهارات البدنية والعملية، تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال.
فوائد التنمية البشرية:
التنمية البشرية عملية ترتكز على مجموعة من العمليات التي تهدف إلى تحسين المهارات الشخصية والمهنة وقدرات الفرد، فتحقق مجموعة كبيرة من الفوائد منها:
- التنمية البشرية تجعل من الإنسان، مواطناً منتجاً قادراً على تحقيق أكبر قدر ممكن من الرفاهية والاكتفاء الذاتي، ومن ثم تحسن من جودة الحياة.
- التنمية البشرية تسهم في تعزيز ثقة الإنسان بنفسه وتحقيق السعادة والإنجاز والشعور بالاستقلالية، ومن ثم تحسين صحته النفسية والجسدية.
- التنمية البشرية تفتح الفرصة أمام الإنسان ليساهم في عملية بناء المجتمع وتطويره وتعزيز أمنه على جميع الأصعدة.
- التنمية البشرية تعزز مسارات التعلم أمام الإنسان، فتوفر فرص تعليمية لترسيخ القيم، وتربط البرامج التعليمية باحتياجات السوق الفعلية، وتعزز الخبرات العملية والمهنية المرتبطة به، إضافة إلى تقديم النصائح والإرشادات المتعلقة بمقومات الدخول الناجح إلى سوق العمل.
- التنمية البشرية تتيح البرامج التعليمية التي تسمح للكبار بالتعلم وتطوير مهاراتهم بما يناسب ميولهم الشخصية.
- التنمية البشرية تسهم في تحسين المهارات الشخصية والاجتماعية على وجه الخصوص، وهذا يساعد الإنسان على تحسين العلاقات الشخصية والاجتماعية.
- التنمية البشرية تحسِّن الأداء المهني للإنسان، فتعمل بذلك على تأهيله لدخول سوق العمل وتحسين إنتاجيته.
- التنمية البشرية تحسن من فرص التوظيف وتخفف من آثار البطالة، فالتطوير الشخصي والمهني للإنسان الذي تركز عليه التنمية هو الركيزة الأساسية لزيادة فرص العمل.
- التنمية البشرية تحسِّن مستوى المعيشة للأفراد والمجتمع من خلال زيادة الوعي بالصحة والتغذية ومستوى التعليم وتوفير فرص العمل.
- تقليل معدلات الفقر والبطالة في المجتمع وتحسين المستوى التعليمي والثقافي لأبنائه.
شروط التنمية البشرية:
تحتاج التنمية البشرية لكي تنجح إلى مجموعة من الشروط اللازمة لتحقيقها، ومن جملة هذه الشروط:
- التعليم: التعليم يؤدي إلى تحسين المعرفة والمهارات والقدرات العامة للأفراد وتحقيق إمكاناتهم.
- التدريب: التدريب من الشروط الرئيسة لنجاح التنمية البشرية وتحسين الأداء في مجالات معينة، وهذا يزيد من فرصة الحصول على فرص عمل أفضل.
- الصحة: يحتاج الفرد إلى التمتع بالصحة الجيدة ليحقق إمكاناته الكاملة؛ لذا لا بد من توافر الرعاية الصحية.
- الحرية الاجتماعية والاقتصادية: مثل حرية الرأي وحرية التعبير والاستقلال المادي لكي يستطيع الالتحاق ببرامج التنمية التي تتطلب بعض الرسوم المادية.
- العدالة الاجتماعية: من الهام توافر فرص متساوية للجميع للوصول إلى برامج التعليم والصحة والتدريب وفرص العمل أيضاً دون أي تمييز.
- الدعم الحكومي: تؤدي الحكومات دوراً محورياً في تحقيق التنمية البشرية؛ من خلال تمويلها للبرامج التعليمية والتدريبية والصحية.
- التعليم والتدريب: يؤهل التعليم والتدريب الأفراد للمشاركة في سوق العمل والحصول على وظائف تناسب مهاراتهم وميولهم.
- الصحة والتغذية والرعاية الصحية: الصحة تحدد مقدار المشاركة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
- المساواة بين الجنسين: تحقيق المساواة بين الذكور والإناث في جميع المجالات لا سيما التعليم والصحة والسياسة والاقتصاد.
- التنمية الاجتماعية : الاهتمام بتحقيق التوافق في العلاقات الاجتماعية وإكساب الفرد مهارات التواصل الاجتماعي.
- التنمية الاقتصادية: تركز على توفير الفرص الاقتصادية للجميع وتعزيز النمو الاقتصادي وإنشاء فرص عمل وتعزيز ريادة الأعمال.
- التنمية الثقافية: تمكين النشاطات الثقافية وتطوير مدارك الفكر وطرائقه وأخلاقياته.
- الحقوق الإنسانية: تركز التنمية البشرية على نيل الإنسان كافة حقوقه المنصوص عليها دولياً مثل العيش بكرامة، والمساواة، والتعليم، والتمتع بالصحة الجيدة، والحرية الدينية، والحرية السياسية وغيرها.
- المشاركة الديمقراطية: تهدف التنمية البشرية إلى تشجيع المشاركة المدنية والديمقراطية من خلال عملية تمكين المجتمعات.
مجالات التنمية البشرية:
- التعليم والتدريب: يؤهل التعليم والتدريب الأفراد للمشاركة في سوق العمل والحصول على وظائف تناسب مهاراتهم وميولهم.
- الصحة والتغذية والرعاية الصحية: الصحة تحدد مقدار المشاركة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
- المساواة بين الجنسين: تحقيق المساواة بين الذكور والإناث في جميع المجالات لا سيما التعليم والصحة والسياسة والاقتصاد.
- التنمية الاجتماعية : الاهتمام بتحقيق التوافق في العلاقات الاجتماعية وإكساب الفرد مهارات التواصل الاجتماعي.
- التنمية الاقتصادية: تركز على توفير الفرص الاقتصادية للجميع وتعزيز النمو الاقتصادي وإنشاء فرص عمل وتعزيز ريادة الأعمال.
- التنمية الثقافية: تمكين النشاطات الثقافية وتطوير مدارك الفكر وطرائقه وأخلاقياته.
- الحقوق الإنسانية: تركز التنمية البشرية على نيل الإنسان كافة حقوقه المنصوص عليها دولياً مثل العيش بكرامة، والمساواة، والتعليم، والتمتع بالصحة الجيدة، والحرية الدينية، والحرية السياسية وغيرها.
- المشاركة الديمقراطية: تهدف التنمية البشرية إلى تشجيع المشاركة المدنية والديمقراطية من خلال عملية تمكين المجتمعات.
التنمية البشرية في الإسلام:
يدعم الإسلام فكرة تنمية الإنسان في مختلف جوانب حياته، فالتنمية توفر وسائل السعادة وتحقق الرفاهية وتؤمِّن حاجات الإنسان المشروعة، وقد جعل الركيزة الأساسية للانطلاق بمشروع تنمية الإنسان رسوخ مفهوم المحبة والأخلاق الحسنة والعمل التعاوني المتكامل مع الآخر.
توجد مجموعة من الدلائل التي توضح دعم الإسلام لعملية التنمية البشرية منها:
- التعليم: شجع الإسلام على التعليم واكتساب المعرفة، يقول الله تعالى في سورة (الزمر: آية 9): "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ".
- العدل: تحث التنمية البشرية على توفير العدل للإنسان، وقد أكَّد الإسلام كثيراً على تحقيق العدالة في كل شيء، قال تعالى في سورة (المائدة: آية 8): "وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".
- التأكيد على مفهوم العمل: قال تعالى في سورة (النجم: آية 39): "وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ".
- تعزيز المسؤولية الفردية: قال رسول الله صلى الله عليه واَله وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول، والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة، والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول".
- الإصلاح: قال تعالى على لسان نبيه شعيب عليه السلام في سورة (هود: آية 88): (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّه عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).
نصائح لمدربي التنمية البشرية:
1- العقل المُنفتح:
يجب على مدرب التنمية البشرية أن يتمتع بعقليّة منفتحة وقادرة على تقبل الطرف الآخر، واستيعاب الآراء المختلفة التي قد يُصادفها في حياتهِ اليوميّة، ويكون هذا عن طريق اطلاعهِ على كل القضايا التي تدور في المجتمع المحلي الذي يعيش فيه والمجتمع العالمي، لينجح في الحكم على المواقف المختلفة بشكلٍ صحيح بعيدًا عن الحدة والإنفعاليّة.
2- التمتّع بالثقافة العامة:
من الضروري أن يتمتّع مدرب التنمية البشرية بثقافةٍ عامة وواسعة، ويكون هذا عن طريق الاطلاع المستمر والدائم على مختلف العلوم والمواضيع الأدبيّة، والسعي وراء تحليلها وتكوين رؤية معرفيّة واضحة حيالها، كما ويجب عليه أن يحرص على القراءة والمطالعة، والسعي وراء حضور مختلف الندوات الأدبيّة والثقافيّة التي تزودهُ بالكثير من الملعومات المهمة.
3- الثقة بالنفس:
وهي من أهم الصفات التي يجب أن تتوافر في مدرب التنمية البشرية لكي يكون ناجحًا ومتألقًا في مهنتهِ هذهِ، حيث أنّ الثقة بالنفس تنعكس وبشكلٍ إيجابي على حضورهِ أمام الآخرين ومدى تقبلهم لكل الأفكار والنصائح التي يُوجهها لهم، ولكن على مدرب التنمية البشريّة أن ينتبه لضرورة ألّا تتحوّل هذه الثقة إلى غرورٍ قد يُدمر كل محاولاتهِ في بناء جسر متين وإيجابي للتواصل الفعّال مع الآخرين.
شاهد: 6 أسرار تمنحك الثقة بالنفس
4- تنمية المهارات الشخصيّة:
يجب أن تتوافر في مدرب التنميّة البشرية مجموعة من المهارات الشخصيّة التي تساعده على النجاح والتألق في مهنتهِ، كالقدرة على الإستمتاع بساعات العمل، تقديم المساعدة والنصائح الإيجابيّة للآخرين، القدرة على الاستماع لمشاكل الناس وإيجاد الحلول المناسبة لها، امتلاك مهارات التواصل البناء مع الآخرين، النظرة الإيجابيّة حيال كل أمور ومستجدات الحياة، القدرة على التفاؤل والابتعاد عن التشاؤم، والسعي وراء إحداث تغيير إيجابي في حياة طلابهم.
5- المشاركة في الأعمال التطوعيّة:
تُعزز الأعمال التطوعيّة من قدرة مدرب التنمية البشرية على العمل بجهدٍ ومثابرة بعيدًا عن الشعور بالملل، كما وتُعزز من قدراتهِ على الدخول في المجتمع ومشاكلهِ والمساهمة في معالجتها، لهذا يجب على مدرب التنمية البشريّة أن يتطوع للإهتمام بمجالات مختلفة، كالتعليم، الصحة، المياه، الصرف الصحي، تحسين مستوى معيشة الإنسان، والسعي وراء زيارة الجمعيات الخيريّة والسؤال عن أحوال الفقراء والمحتاجين وبث الروح الإيجابيّة في نفوس كل الأشخاص الذين يُقابلهم.
شاهد: 6 فوائد عظيمة للتطوع
6- الحصول على المؤهلات التعليميّة اللازمة:
من الضروري أن يحصل مدرب التنمية البشرية على بعض المؤهلات والتخصصات العملية اللازمة له في عمله ويجب أن تكون في مجال الأعمال التجاريّة، الموارد البشريّة، العلوم الإجتماعيّة، ومجالات التدريب والتطوير، بالإضافة لإتقان علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات التي تلعب دورًا أساسيًا في نجاحهِ وقدرتهِ على أداء عملهِ بشكلٍ صحيح.
7- التحلّي بالصبر:
إنّ الصبر هو السر وراء نجاح مدرب التنمية البشريّة في عملهِ، وذلك لأنّ هذهِ الأنواع من الأعمال تتطلب من الإنسان التعامل مع أنواع مختلفة من الشخصيات والعقول التي تحتاج إلى صبر طويل لتتأقلم مع الأفكار المهمة التي تُطرح عليها، لهذا فإنّ مدرب التنمية البشريّة الذي يفتقد لصفة الصبر سيفشل حتمًا في تحقيق النجاح والتقدم في هذه المهنة.
أشهر خبراء ومدربي التنمية البشرية في الوطن العربي والعالم:
د. إبراهيم الفقي، سلطان العُصيمي، عبدلله بن علي الحمود، د. طارق سويدان، أحمد قدوس، أحمد أمجد، سامر عوض، إيهاب ماجد، وليد صلاح الدين، منصور المغربي، أكرم رضا، بريان تريسي، أنتوني روبنز، جاك كانفيلد، ستيفن كوفي.
شاهد: نصائح واقتباسات من أكبر خبراء التنمية البشرية
افضل كتب التنمية البشرية:
- كتاب 48 قانونًا للقوة للمؤلف روبرت غرين
- كتاب أيقظ العملاق الذي في داخلك للمؤلف أنتوني روبنز
- كتاب لا تهتم بصغائر الأمور ريتشارد كارلسون
- كتاب فكّر كيف تُصبح غنيًا للمؤلف نابليون هيل
- كتاب العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعليّة للمؤلف ستيفن كوفي
- كتاب قوة التفكير الإيجابي للمؤلف نورمان فينسينت بيل
- كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس للمؤلف ديل كارنيجي.
كما رأيت فإنّ التنمية البشرية عالمٌ كبير ومليئ بالأفكار والمفاهيم والمقومات التي تساهم وبشكل كبير في تقدم المجتمعات العالميّة وتطوّرها، وفي تقدم العقول البشريّة وإبعادها عن الجهل.
أضف تعليقاً