في هذا المقال، سنستكشف مفهوم التنمية البشرية بعمق، أهدافها الرئيسية، وأهم الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك على تحسين حياتك من خلال تطبيق مبادئها. سواء كنت تبحث عن طرق لتحفيز نفسك، أو تسعى لتطوير مهاراتك، أو ترغب في تحقيق توازن أكبر في حياتك، فإن هذا الدليل الشامل سيوفر لك كل ما تحتاج معرفته حول التنمية البشرية.
ما هي التنمية البشرية؟ الفكرة التي تصنع النجاح
في عالم يتسارع فيه التغيير، تبرز التنمية البشرية كركيزة أساسية للتقدم والازدهار. إنها ليست مجرد مجموعة من البرامج أو المبادرات، بل هي رؤية شاملة تركز على الاستثمار في الإنسان، وتمكينه من تحقيق أقصى إمكاناته.
مفهوم التنمية البشرية
التنمية البشريّة هي العمليّة التي تركز على الإنسان وتسعى لتطوير مهاراتهِ وقدراتهِ ليصل بمجهودهِ الشخصي لمستوى معيشي جيّد، وكان للحروب العالميّة والآثار المُدمرة لها دورًا أساسيًا في ظهور هذا المفهوم، التي ساعدت على إعادة تنمية المجتمع والتنيمة الإدارية والثقافيّة والسياسيّة في البلدان كافةً.
تعريف التنمية البشرية
يقوم تعريف التنمية البشرية على أنّ البشر هم الثروة الحقيقيّة للأمم، وأنّه عمليّة توسيع خيارات البشر، حيثُ أنّها لا تنتهي عند تكوين القدرات البشريّة كتحسين الصحة، وتطوير المعرفة والمهارات، بل تعتمد إلى أبعد من ذلك من حيث الانتفاع بها سواء في مجال العمل من خلال توفر فرص الإبداع، والتمتّع بوقت الفراغ، والاستمتاع باحترام الذات وضمان حقوق الإنسان، والمساهمة في النشاطات الإقتصاديّة والسياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة.
رحلة عبر التاريخ: كيف بدأ كل شيء؟
تعود جذور التنمية البشرية إلى الفكر الإنساني القديم، الذي أكد على أهمية التعليم والتنمية الذاتية. ومع ذلك، فإن المفهوم الحديث للتنمية البشرية اكتسب زخماً في القرن العشرين، مع ظهور الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقد ساهمت العديد من الشخصيات البارزة، مثل الاقتصادي الهندي أمارتيا صن، في تطوير هذا المفهوم، وتأكيد أهمية الحرية والعدالة الاجتماعية في تحقيق التنمية المستدامة.
أنواع التنمية البشرية
التنمية البشرية ليست مفهوماً واحداً، بل هي منظومة شاملة تتضمن عدة أنواع ومجالات تهدف إلى تحسين حياة الإنسان وتطوير قدراته في مختلف جوانب حياته، إليك فيما يلي نظرة موسعة على أبرز أنواعها:
1. التنمية الاقتصادية البشرية
تركز على تحسين مستوى معيشة الأفراد وتوفير فرص اقتصادية مستدامة، وتشمل برامج التدريب المهني، ودعم المشاريع الصغيرة، وتوفير فرص العمل، كما تهدف إلى تمكين الأفراد من تحقيق الاكتفاء الذاتي والمساهمة في الاقتصاد الوطني.
2. التنمية الاجتماعية البشرية
تهتم بتحسين جودة الحياة الاجتماعية للأفراد والمجتمعات، وتشمل برامج التعليم، والرعاية الصحية، والإسكان، والثقافة، والرياضة، حيث تهدف إلى تعزيز التماسك الاجتماعي، وتقليل الفوارق الاجتماعية، وتوفير فرص متكافئة للجميع.
3. التنمية الفكرية والثقافية البشرية
تركز على تنمية القدرات الفكرية والإبداعية للأفراد، وتشمل برامج التعليم المستمر، ودعم البحث العلمي، وتشجيع الإبداع والفنون، وتهدف إلى بناء مجتمع مثقف ومبدع، قادر على مواكبة التطورات العالمية.
4. التنمية الصحية البشرية
تهتم بتحسين صحة الأفراد ورفاهيتهم الجسدية والنفسية، وتشمل برامج الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية، والتوعية الصحية، وتوفير الغذاء الصحي، وتهدف إلى بناء مجتمع صحي ومنتج، قادر على تحقيق التنمية المستدامة.
5. التنمية السياسية البشرية
تركز على تعزيز المشاركة السياسية للأفراد وتمكينهم من اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم، وتشمل برامج التوعية السياسية، وتنمية مهارات القيادة، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتهدف إلى بناء مجتمع ديمقراطي ومسؤول، يشارك فيه جميع أفراده في صنع القرار.
6. التنمية الذاتية البشرية
تهتم بتطوير القدرات الشخصية للأفراد، مثل الثقة بالنفس، والتواصل الفعال، وإدارة الوقت، وتشمل برامج التدريب على المهارات الحياتية، والتنمية الشخصية، والتدريب على القيادة، وتهدف إلى تمكين الأفراد من تحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية.
هذه الأنواع المختلفة للتنمية البشرية تتكامل مع بعضها البعض لتحقيق هدف واحد وهو تحسين حياة الإنسان وتمكينه من تحقيق أقصى إمكاناته.
شاهد بالفيديو: نصائح واقتباسات من أكبر خبراء التنمية البشرية
أهداف التنمية البشرية وأهميتها في حياتك
- توفير الوسائل الضروريّة التي تُسهّل على الناس في المجتمع الواحد الحصول على فرص التعليم الصحيح، والعمل المستمر من أجل محو الجهل والأميّة في المجتمعات كافةً.
- العمل من أجل الحدّ من ظاهرة البطالة والسعي للحصول على فرص عمل مناسبة في كل من المناطق الحضاريّة والمدن الكبيرة والمناطق الريفيّة البسيطة.
- العمل من أجل تطوير الرعاية الصحيّة، وتقديم العون والمساعدة الصحيّة والطبية للأطفال والمحتاجين والمُسنين.
- السعي وراء تحسين المستوى المعيشي للفرد، وتوفير جميع الإحتياجات الضروريّة له، والحد من انتشار الجوع، وزيادة معدلات التغذية.
- تحسين ثقة الإنسان بنفسهِ، وشعورهِ بكفاءتهِ الذاتيّة، لتحسين صورتهِ عن ذاتهِ، وذلك ليشعر بالنمو والارتقاء الشخصي.
- تحسين مهارات الفرد الشخصيّة والمعرفيّة لرفع معنوياتهِ، وتأمين الاستقرار النفسي لهُ، والتعرف على مواهب الإنسان وتنميتها كالحفظ، الذاكرة، الرسم، فن الإقناع، فن الطهي، والفنون اليدوية.
- تحسين أداء الفرد في العمل، وتدريبهِ على فن إتقان العمل، وذلك عن طريق تنمية الخبرات العمليّة لديهِ وصقلها.
- استبدال المعتقدات الضّارة للإنسان بمعتقدات مفيدة ،كالإعتقاد بأنك قادر على النجاح والتخلّص من الإعتقاد بأنّ النجاح صعب أو مستحيل.
- استبدال العادات الضّارة بعادات مفيدة مثل المحافظة على الوقت، احترام المواعيد، الابتعاد عن التسويف، إتقان العمل، والتعاون مع الزملاء.
- تنمية الصفات الإيجابيّة والحميدة في الإنسان كالصدق، الإيمان، الثقة بالنفس، حب العمل، الصبر، المثابرة، الرضا، هدوء الأعصاب، والكرم.
مقومات التنمية البشرية الناجحة
التنمية البشرية الناجحة ليست صدفة، بل هي نتيجة لجهود متكاملة ومستدامة، تعتمد على مجموعة من المقومات الأساسية التي تضمن تحقيق أهدافها، وهذه المقومات تشكل الأساس الذي يبنى عليه مجتمع مزدهر ومنتج، قادر على مواجهة تحديات المستقبل، وفيما يلي أبرز مقوماتها الناجحة:
1. التعليم والتعلم المستمر
التعليم هو حجر الزاوية في التنمية البشرية، فهو يزود الأفراد بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق طموحاتهم والمساهمة في مجتمعهم، فالتعلم المستمر ضروري لمواكبة التغيرات السريعة في عالمنا، وتطوير القدرات باستمرار لضمان القدرة على المنافسة والإبداع.
حيث يشمل التعليم والتعلم المستمر توفير فرص التعليم الجيد والمتواصل، وتطوير المهارات والمعارف اللازمة للفرد ليكون قادراً على تحقيق طموحاته والمساهمة في تنمية المجتمع.
فالإنسان لا يستطيع أن يُحقّق النجاح والأهداف التي يحلم بها دون التعليم، حيث يُساهم التعليم في تذليل الصعوبات العديدة التي قد تواجهُ الإنسان، ويُسهّل له طريق الريادة والابتكار، لينجح في إثبات نفسهِ وقدراته في المجتمع الذي يعيش فيهِ.
2. التدريب
إنّ التدريب يُساهم وبشكلٍ فعّال في نقل المهارات والخبرات والأفكار والممارسات التقنية التي يتمتع بها الإنسان من المستوى النظري إلى المستوى التطبيقي، وهذا ما يُساهم في دفع الإنسان للعمل والابتكار والاحتراف، لإظهار كافة المهارات التي يمتلكها وصقلها للوصول إلى أهدافهِ كافةً.
3. الثقافة
إنّ المخزون الثقافي في المجتمع يُساهم في دراسة سلوك الفرد حسب نوع الثقافة السائدة في مجتمعهِ، فالثقافة العامة تكمّل التعليم وهي حجر أساس لهُ، فالشاب المثقف مثلًا يكون مدركًا تمامًا لكل الأشياء التي يحتاجها والتي يقوم به، ولا يتصرف على الإطلاق بطريقةٍ عشوائيّة وغير مُنظمة، وعادةً ما يعتمد على خطة عمل تساعدهُ على تنفيذ أهدافهِ والسير في الطريق الصحيح في غضون أشهر محددة ووقت زمني معين.
4. البيئة الاجتماعية الداعمة
تعتبر البيئة الاجتماعية الداعمة من مقومات التنميّة البشرية الأساسيّة التي تهتم برعاية الأحداث من النواحي النفسيّة، والصحيّة، والاجتماعيّة، لتوجيهم بشكلٍ صحيح ليُصبحوا مواطنين منتجين، وفاعلين، عن طريق إخراج الإمكانيات الكامنة داخلهم، والاستفادة منها بشكلٍ عملي لبناء مستقبل جديد وزاهر.
حيث أن البيئة الاجتماعية الداعمة توفر للأفراد الشعور بالأمان والانتماء، وتشجعهم على المشاركة الفعالة في المجتمع، حيث تشمل توفير فرص متكافئة للجميع، وتعزيز العدالة الاجتماعية، ومكافحة التمييز، فهي التي تحفظ للإنسان حقوقه وكرامته وتقوم على العدالة الاجتماعية تسهل كثيراً تنمية الأشخاص وتطويرهم وتحسين مستواهم المعيشي.
5. الصحة الجسدية والعقلية
الصحة الجسدية والعقلية هي أساس الرفاهية والسعادة، وهي تمكن الأفراد من تحقيق إمكاناتهم الكاملة، فالاستثمار في الصحة يعني توفير الرعاية الصحية الجيدة، وتعزيز الوعي الصحي، وتوفير بيئة صحية وآمنة، ويتضمن توفير الخدمات الصحية الأساسية والوقاية من الأمراض، وتعزيز الصحة العامة ورفاهية الفرد.
معوقات التنمية البشريّة
التنمية البشرية هي رحلة مستمرة نحو النمو والتحسين، ولكنها ليست خالية من العقبات، حيث تواجه الأفراد والمجتمعات العديد من المعوقات التي تعيق تقدمهم وتطورهم، بعضها خارجي وبعضها داخلي، وفيما يلي سوف نستعرض أبرز هذه المعوقات:
1. العقبات النفسية مثل الخوف من الفشل
الخوف من الفشل هو أحد أكبر العوائق النفسية التي تمنع الأفراد من المخاطرة وتجربة أشياء جديدة، حيث أنه يخلق شعوراً بالقلق والتردد، ويجعل الأفراد يتجنبون التحديات والفرص التي قد تؤدي إلى النجاح، كما يمكن أن يؤدي الخوف من الفشل إلى تضييع فرص النمو والتطور، ويحد من قدرة الأفراد على تحقيق أهدافهم.
2. المعتقدات السلبية وتأثيرها على التطور الشخصي
المعتقدات السلبية هي أفكار وتقييمات سلبية عن الذات والعالم، وتؤثر بشكل كبير على التطور الشخصي، حيث يمكن أن تشمل هذه المعتقدات الشعور بعدم الكفاءة، أو الاعتقاد بأن النجاح مستحيل، أو الخوف من الرفض، وقد تؤدي المعتقدات السلبية إلى تقويض الثقة بالنفس، وتثبيط العزيمة، وتقليل الدافعية، مما يعيق عملية التنمية البشرية.
3. كيفية الاستمرار في التطور رغم العقبات
التغلب على العقبات النفسية يتطلب وعياً ذاتياً وجهداً مستمراً، لذا من المهم تحديد المعتقدات السلبية وتحديها، واستبدالها بأفكار إيجابية وداعمة، حيث يمكن أن يساعد تطوير مهارات إدارة القلق والتوتر في التعامل مع الخوف من الفشل، ومن المهم أيضاً التركيز على نقاط القوة والإنجازات، وتحديد أهداف واقعية وقابلة للتحقيق.
كما أنه من المهم أيضاً طلب الدعم من المختصين في مجال علم النفس والتنمية البشرية، فهم يساعدون في تخطي وتجاوز العقبات، وتطوير الذات عن طريق القراءة وتنمية المهارات، ويجب أيضاً تغيير البيئة المحيطة لتكون أكثر إيجابية وداعمة.
4. المشاكل السياسيّة
تؤدي المشاكل السياسيّة لإعاقة عمليّة سير التنمية البشرية في المجتمعات العالميّة، وذلك نتيجة الآثار السلبيّة لهذهِ المشاكل كالحروب، الحصار الإقتصادي، وغياب الأمان والاستقرار النفسي للإنسان.
5. المشاكل الإقتصاديّة
تؤثر الأوضاع الإقتصاديّة السيئة على سير التنمية البشرية وانتشارها في المجتمعات العالمية، وذلك بسبب الفقر، وتدهور البُنى التحتيّة، وانتشار البطالة، وقلة فرص العمل.
6. المشاكل الصحيّة
وهي المشاكل التي تتسبّب في تدهور الحالة الصحيّة للإنسان، تنيجة الحروب السياسيّة والإقتصاديّة، كالتعرض لسوء التغذية، والنتشار العديد من الأمراض الخطيرة والأوبئة التي يصعب القضاء عليها.
7. المشاكل التعليميّة
إنّ غياب التعليم والمؤسسات التعليميّة يؤثر سلباً على نجاح عمليّة التنمية البشرية في المجتمعات كافةً، وذلك لأنّ التنميّة تعتمد على تعليم الإنسان وتزويدهِ بالمعرفة.
8. المشاكل الثقافيّة والإجتماعيّة
إنّ معاناة المجتمع من بعض المشاكل الثقافيّة والإجتماعيّة يعيق وبشكلٍ كبير من نجاح التنمية البشرية ومن أداء دورها الصحيح، وذلك بسبب نشوب الخلافات بين أبناء المجتمع الواحد، بالإضافة لانتشار الجهل والتعصب الفكري.
المراحل التاريخيّة للتنميّة البشريّة
1. المرحلة الكلاسيكيّة، بعد الحرب العالميّة الثانيّة
وفي هذهِ الفترة ارتبطت التنمية البشرية مع العديد من المفاهيم الأخرى كالتنميّة الإقتصاديّة، وفيها اهتمّ العلماء بدراسة الوضع الإقتصادي لزيادة الناتج القومي للبلاد وتطوير المعيشة ورفع دخل الفرد، وهنا ظهرت النظرية الكلاسيكيّة في الإقتصاد، هذهِ النظرية التي اعتمدت على آراء بعض العلماء المهمين في ذلك الوقت مثل آدم سميث، توماس مالتوس، ديفيد ريكاردو.
وتنص هذهِ النظرية على أنّ السكان ورؤوس الأموال هما المكونان الأساسيان اللذان يُساهمان في الوصول إلى التنميّة الإقتصاديّة، وهنا أصبح الطابع الإقتصادي مؤثرًا بشكلٍ واضح، وفي أواخر الستينات اتجهت هذه العملية للاهتمام بتنفيذ مجموعة من السياسات التي تهدف لتقليل الفقر، وتوزيع الدخل بين الأفراد بشكلٍ عادل.
2. مرحلة الفترة الزمنيّة من السبعينات إلى التسعينات
وفي هذهِ المرحلة أصبح التأثير الإجتماعي في التنمية البشرية أكبر بكثير من التأثير الإقتصادي، وعملت المجتمعات الغربية على تحقيق تطورات كبيرة في معيشتها، ولكنها لم تساهم أو تهتم بتحقيق السعادة للناس بشكلٍ عام.
ولكن ومع حلول سنة 1970، عملت الأمم المتحدة على إعادة دراسة وتعريف مفهوم التنميّة البشرية وأهدافها، وتوصلّت في النهايّة إلى مجموعة من الحقائق والمعلومات المهمة وهي أنها تهدف إلى تحقيق الرفاهيّة للإنسان وتوفير العديد من الفوائد للمجتمع، كما وتهدف إلى بثّ العدالة وتحقيقها عن طريق توزيع الناتج القومي على الجميع، ليشعر الناس بالاستقرار والسعادة النفسيّة.
التنمية البشرية وتطوير الذات
"في داخلك إنسان، إنسان قادر على كل شيء، قادر على الخوض والمجابهة، قادر على الحب والعطاء، قادر على العيش بسعادة، قادر على تقبُّل تحديات الحياة ومواجهتها، داخلك إنسان قادر وأنت من تقيده، فلا تشتكِ، أطلقه وعش أسطورتك"، بهذه الكلمات بدأ أحد كتب التنمية البشرية، فالتنمية البشرية هي تطوير الذات وجميع جوانب الحياة لدى الفرد؛ وذلك من خلال تقديم الأدوات وتعريفه بالوسائل الموصلة للنجاح.
حيث تساعد الإنسان على الاستفادة من الطاقة الكامنة بداخله وتوظيفها بشكلها الصحيح الذي يجعل منه منافساً على المستوى العالمي، وذلك من خلال مساهمتها في:
- تعزيز قيم الإنسان: القيم هي المبادئ التي توجِّه السلوك العام مثل الحب، المثابرة، الاجتهاد، التسامح، العزيمة، الانتماء، الولاء، المرونة.
- تعزيز مهاراته الأساسية: هي المهارات التي يحتاجها الإنسان كأساس في التعليم مثل القراءة والكتابة والمهارات الرقمية في العصر الحالي.
- تزويد الإنسان بالمهارات التي يحتاجها في المستقبل: مثل مهارات التفكير العليا ومهارات التواصل الاجتماعي الفعال، مهارات الذكاء العاطفي، المهارات البدنية والعملية، تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال.
شروط التنمية البشرية
تحتاج التنمية البشرية لكي تنجح إلى مجموعة من الشروط اللازمة لتحقيقها، ومن جملة هذه الشروط:
- التعليم: التعليم يؤدي إلى تحسين المعرفة والمهارات والقدرات العامة للأفراد وتحقيق إمكاناتهم.
- التدريب: التدريب من الشروط الرئيسة لنجاح التنمية البشرية وتحسين الأداء في مجالات معينة، وهذا يزيد من فرصة الحصول على فرص عمل أفضل.
- الصحة: يحتاج الفرد إلى التمتع بالصحة الجيدة ليحقق إمكاناته الكاملة؛ لذا لا بد من توافر الرعاية الصحية.
- الحرية الاجتماعية والاقتصادية: مثل حرية الرأي وحرية التعبير والاستقلال المادي لكي يستطيع الالتحاق ببرامج التنمية التي تتطلب بعض الرسوم المادية.
- العدالة الاجتماعية: من الهام توافر فرص متساوية للجميع للوصول إلى برامج التعليم والصحة والتدريب وفرص العمل أيضاً دون أي تمييز.
- الدعم الحكومي: تؤدي الحكومات دوراً محورياً في تحقيق التنمية البشرية؛ من خلال تمويلها للبرامج التعليمية والتدريبية والصحية.
- التعليم والتدريب: يؤهل التعليم والتدريب الأفراد للمشاركة في سوق العمل والحصول على وظائف تناسب مهاراتهم وميولهم.
- الصحة والتغذية والرعاية الصحية: الصحة تحدد مقدار المشاركة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
- المساواة بين الجنسين: تحقيق المساواة بين الذكور والإناث في جميع المجالات لا سيما التعليم والصحة والسياسة والاقتصاد.
- التنمية الاجتماعية : الاهتمام بتحقيق التوافق في العلاقات الاجتماعية وإكساب الفرد مهارات التواصل الاجتماعي.
- التنمية الاقتصادية: تركز على توفير الفرص الاقتصادية للجميع وتعزيز النمو الاقتصادي وإنشاء فرص عمل وتعزيز ريادة الأعمال.
- التنمية الثقافية: تمكين النشاطات الثقافية وتطوير مدارك الفكر وطرائقه وأخلاقياته.
- الحقوق الإنسانية: التركيز على نيل الإنسان كافة حقوقه المنصوص عليها دولياً مثل العيش بكرامة، والمساواة، والتعليم، والتمتع بالصحة الجيدة، والحرية الدينية، والحرية السياسية وغيرها.
- المشاركة الديمقراطية: تهدف إلى تشجيع المشاركة المدنية والديمقراطية من خلال عملية تمكين المجتمعات.
مجالات التنمية البشرية
- التعليم والتدريب: يؤهل التعليم والتدريب الأفراد للمشاركة في سوق العمل والحصول على وظائف تناسب مهاراتهم وميولهم.
- الصحة والتغذية والرعاية الصحية: الصحة تحدد مقدار المشاركة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
- المساواة بين الجنسين: تحقيق المساواة بين الذكور والإناث في جميع المجالات لا سيما التعليم والصحة والسياسة والاقتصاد.
- التنمية الاجتماعية : الاهتمام بتحقيق التوافق في العلاقات الاجتماعية وإكساب الفرد مهارات التواصل الاجتماعي.
- التنمية الاقتصادية: تركز على توفير الفرص الاقتصادية للجميع وتعزيز النمو الاقتصادي وإنشاء فرص عمل وتعزيز ريادة الأعمال.
- التنمية الثقافية: تمكين النشاطات الثقافية وتطوير مدارك الفكر وطرائقه وأخلاقياته.
- الحقوق الإنسانية: التركيز على نيل الإنسان كافة حقوقه المنصوص عليها دولياً مثل العيش بكرامة، والمساواة، والتعليم، والتمتع بالصحة الجيدة، والحرية الدينية، والحرية السياسية وغيرها.
- المشاركة الديمقراطية: تهدف التنمية البشرية إلى تشجيع المشاركة المدنية والديمقراطية من خلال عملية تمكين المجتمعات.
نصائح لمدربي التنمية البشرية
1. العقل المُنفتح
يجب على مدرب التنمية البشرية أن يتمتع بعقليّة منفتحة وقادرة على تقبل الطرف الآخر، واستيعاب الآراء المختلفة التي قد يُصادفها في حياتهِ اليوميّة، ويكون هذا عن طريق اطلاعهِ على كل القضايا التي تدور في المجتمع المحلي الذي يعيش فيه والمجتمع العالمي، لينجح في الحكم على المواقف المختلفة بشكلٍ صحيح بعيدًا عن الحدة والإنفعاليّة.
2. التمتّع بالثقافة العامة
من الضروري أن يتمتّع المدرب بثقافةٍ عامة وواسعة، ويكون هذا عن طريق الاطلاع المستمر والدائم على مختلف العلوم والمواضيع الأدبيّة، والسعي وراء تحليلها وتكوين رؤية معرفيّة واضحة حيالها، كما ويجب عليه أن يحرص على القراءة والمطالعة، والسعي وراء حضور مختلف الندوات الأدبيّة والثقافيّة التي تزودهُ بالكثير من الملعومات المهمة.
3. الثقة بالنفس
وهي من أهم الصفات التي يجب أن تتوافر في مدرب التنمية البشرية لكي يكون ناجحًا ومتألقًا في مهنتهِ هذهِ، حيث أنّ الثقة بالنفس تنعكس وبشكلٍ إيجابي على حضورهِ أمام الآخرين ومدى تقبلهم لكل الأفكار والنصائح التي يُوجهها لهم، ولكن على المدرب أن ينتبه لضرورة ألّا تتحوّل هذه الثقة إلى غرورٍ قد يُدمر كل محاولاتهِ في بناء جسر متين وإيجابي للتواصل الفعّال مع الآخرين.
شاهد: 6 أسرار تمنحك الثقة بالنفس
4. تنمية المهارات الشخصيّة
يجب أن تتوافر في مدرب التنميّة البشرية مجموعة من المهارات الشخصيّة التي تساعده على النجاح والتألق في مهنتهِ، كالقدرة على الإستمتاع بساعات العمل، تقديم المساعدة والنصائح الإيجابيّة للآخرين، القدرة على الاستماع لمشاكل الناس وإيجاد الحلول المناسبة لها، امتلاك مهارات التواصل البناء مع الآخرين، النظرة الإيجابيّة حيال كل أمور ومستجدات الحياة، القدرة على التفاؤل والابتعاد عن التشاؤم، والسعي وراء إحداث تغيير إيجابي في حياة طلابهم.
5. المشاركة في الأعمال التطوعيّة
تُعزز الأعمال التطوعيّة من قدرة مدرب التنمية البشرية على العمل بجهدٍ ومثابرة بعيدًا عن الشعور بالملل، كما وتُعزز من قدراتهِ على الدخول في المجتمع ومشاكلهِ والمساهمة في معالجتها، لهذا يجب على المدرب أن يتطوع للإهتمام بمجالات مختلفة، كالتعليم، الصحة، المياه، الصرف الصحي، تحسين مستوى معيشة الإنسان، والسعي وراء زيارة الجمعيات الخيريّة والسؤال عن أحوال الفقراء والمحتاجين وبث الروح الإيجابيّة في نفوس كل الأشخاص الذين يُقابلهم.
6. الحصول على المؤهلات التعليميّة اللازمة
من الضروري أن يحصل مدرب التنمية البشرية على بعض المؤهلات والتخصصات العملية اللازمة له في عمله ويجب أن تكون في مجال الأعمال التجاريّة، الموارد البشريّة، العلوم الإجتماعيّة، ومجالات التدريب والتطوير، بالإضافة لإتقان علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات التي تلعب دورًا أساسيًا في نجاحهِ وقدرتهِ على أداء عملهِ بشكلٍ صحيح.
7. التحلّي بالصبر
إنّ الصبر هو السر وراء نجاح مدرب التنمية البشريّة في عملهِ، وذلك لأنّ هذهِ الأنواع من الأعمال تتطلب من الإنسان التعامل مع أنواع مختلفة من الشخصيات والعقول التي تحتاج إلى صبر طويل لتتأقلم مع الأفكار المهمة التي تُطرح عليها، لهذا فإنّ المدرب الذي يفتقد لصفة الصبر سيفشل حتمًا في تحقيق النجاح والتقدم في هذه المهنة.
أشهر خبراء ومدربي التنمية البشرية في الوطن العربي والعالم
د. إبراهيم الفقي، سلطان العُصيمي، عبدلله بن علي الحمود، د. طارق سويدان، أحمد قدوس، أحمد أمجد، سامر عوض، إيهاب ماجد، وليد صلاح الدين، منصور المغربي، أكرم رضا، بريان تريسي، أنتوني روبنز، جاك كانفيلد، ستيفن كوفي.
افضل كتب التنمية البشرية
- كتاب 48 قانونًا للقوة للمؤلف روبرت غرين
- كتاب أيقظ العملاق الذي في داخلك للمؤلف أنتوني روبنز
- كتاب لا تهتم بصغائر الأمور ريتشارد كارلسون
- كتاب فكّر كيف تُصبح غنيًا للمؤلف نابليون هيل
- كتاب العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعليّة للمؤلف ستيفن كوفي
- كتاب قوة التفكير الإيجابي للمؤلف نورمان فينسينت بيل
- كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس للمؤلف ديل كارنيجي.
في الختام
كما رأيت فإنّ التنمية البشرية عالمٌ كبير ومليئ بالأفكار والمفاهيم والمقومات التي تساهم وبشكل كبير في تقدم المجتمعات العالميّة وتطوّرها، وفي تقدم العقول البشريّة وإبعادها عن الجهل.
أضف تعليقاً