يُعدُّ فقدان الشهية من الأمراض الشائعة عند الأطفال والمراهقين، ويجب التعاطي معه بحكمة ومعرفة الأسباب المؤدية لحدوثه؛ لذا سنتحدث في مقالنا هذا عن أهم الأسباب التي تجعل المُراهقين يعزفون عن تناول الطعام بشكل منتظم، وما هي الأعراض التي تظهر على المُراهقين الذين يعانون من قلة التغذية.
كذلك سنتحدث عن أنواع المشاكل الخاصة بتجنب المراهقين تناول الطعام، كما أنَّنا سنلقي ضوءاً على المخاطر الصحية التي قد تلحق بالمراهقين الذين لا يتغذون بشكل صحيح، وعلى سُبل العلاج التي يجب اتباعها من أجل صحة الأبناء المُراهقين، وسنقدم حزمة من النصائح التي تُفيد في جعل الأبناء المراهقين يتناولون وجباتهم بشكل منتظم وصحيح.
أسباب اضطرابات التغذية لدى المُراهقين:
1. الضغوطات الاجتماعية:
من الأمور التي تُعدُّ مسببة لمشاكل التغذية عند الأطفال هي الضغوطات الاجتماعية؛ إذ يقوم بعض الناس بتمييز أصحاب الوزن الخفيف عن أصحاب الوزن الثقيل؛ فيُخيَّل في نفس المُراهق أنَّه بدين، وأنَّه ليس محط أنظار الجميع.
لذلك يريد المُراهق في هذا العمر أن يُبرِز شكل جسده النحيف؛ فيلجأ إلى السعي إلى فقدان الوزن بالتقليل من وجبات الطعام، واتِّباع حمية قاسية دون الرجوع الى مختص.
2. الأنشطة التي يزاولها المُراهق:
من الأمور التي تُسبب مشكلات التغذية عند المُراهقين مزاولة أنشطة غير معتادة مثل الأنشطة الرياضية دون الرجوع الى مُختص في هذا المجال، فترى المراهق يتريَّض ويخفف عدد الوجبات اليومية، مما يؤدي الى ضعف بِنيته الجسدية.
3. العوامل الوراثية:
من الأمور التي يغفَل عنها الكثير من الأهالي أنَّ العامل الوراثي له دور كبير في بِنية الجسد، وطريقة الأكل.
4. العوامل النفسية:
يضغط الكثير من الأهالي على أبنائهم في سن المراهقة خوفاً من انحرافهم؛ لذلك يشعر المُراهقون بالقلق والتوتر الدائم بسبب الأهل، ويُعدُّ التوتر من الأسباب الشائعة لكثير من المُراهقين في قلَّة عدد الوجبات.
أعراض اضطرابات التغذية عند المُراهقين:
هناك فارق بين أعراض سوء التغذية وأعراض اضطرابات التغذية عند المُراهقين، سنذكر هنا أهم الأعراض المُرافِقة لاضطرابات التغذية:
- قلَّة عدد الوجبات اليومية بشكل ملحوظ.
- عادات الأكل غير الصحية مثل تناول آلاف السعرات الحرارية في وجبة واحدة أو تخطي الوجبات.
- الاهتمام ومراقبة الوزن بحرص، وذلك من خلال الوقوف على الميزان بشكل متكرر.
- تغيُّر الوزن الشديد.
- الأرق.
- الإمساك.
- جفاف الجلد.
- تسوس الأسنان، وتآكل طبقة المينا.
- تساقط الشعر أو تقصف الأظافر.
- زيادة في النشاط والتريُّض بشكل مبالغ فيه.
أما ما يخص أعرض سوء التغذية عند المُراهقين، فهي:
- فقدان الشهية.
- فقدان الاهتمام بأنواع الطعام وعدم الرغبة في تناول الوجبات.
- التعب الشديد والخمول.
- صعوبات التركيز.
- الشعور الدائم بالبرد.
- ضمور العضلات وفقدان الدهون في الجسم.
- المعاناة من المشاكل الجنسية والخصوبة.
- التنفس بصعوبة شديدة.
- جفاف الجلد.
- تساقط الشعر.
أنواع اضطرابات ومشاكل التغذية عند المُراهقين:
1. عدم الرغبة في تناول وجبة الإفطار:
يُقال افطر كما يفطر الملوك، وتغذى كما يتغذى الأمراء وتعشَّ كما يتعشى الفقراء؛ وذلك لِما لوجبة الإفطار من فائدة كبيرة للجسم، فهي تحتوي على الكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطاقة، كما تساعد على التركيز فهي تحتوي على الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم في الصباح.
2. الوجبات السريعة:
وهي من العادات السلبية التي اعتادها المُراهقون، فقد حذرت منظمة الصحة العالمية من الإفراط في تناول الوجبات السريعة التي تحتوي على الدهون المُشبعة بنسبة عالية، والتي تسبب مشاكل صحية وأمراضاً لا حصر لها.
3. عدم الانتظام في تناول وجبات الطعام:
يقول خبراء من هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA): إنَّ الانتظام في أوقات تناول وجبات الطعام يساعد على ضبط الشهية وإنقاص الوزن، فيما يكسب الاكتفاء بوجبة واحدة كبيرة الجسم سعرات حرارية زائدة يصعب التخلص منها.
4. فقدان الشهية العُصابي:
وهو من المشاكل التي تُصيب الفتيات المُراهقات بنسبة كبيرة، وتكون هذه المشكلة بسبب زيادة خوف الفتيات من زيادة الوزن لديهنَّ، فيمتنعن عن الطعام لفترة طويلة إلى الحد التي يصلن فيه الى عدم الرغبة في تناول الطعام؛ فيبدأ الانخفاض في الوزن تدريجياً.
إنَّ فقدان الشهية العصابي من الأمراض التي توصف بالهستيريا؛ إذ إنَّ أكثر من 80% من الفتيات في هذه المرحلة يشعرن بأنَّ أجسامهنَّ ممتلئة مع أنَّها تبدو للآخرين غير ذلك.
قد يكون المرض مصحوباً بنوع من الوسواس القهري. كما قد يكون فقدان الشهية عرَضاً لمرض الاكتئاب.
5. النَّهم العصبي:
هو من المشاكل التي يعاني منها المُراهقون، وعندما نقول اضطرابات التغذية فهذا لا يعني أنَّ الاضطراب يكون -فقط- بعدم تناول الطعام في سن المُراهقة، بل يحدث العكس تماماً في مرض النَّهم العصبي؛ إذ يكون الإقبال على تناول الطعام كبيراً جداً، ومن أعراض النَّهم العصبي:
- أن يفقد المراهق السيطرة على تحديد كمية الطعام المتناولة.
- أن تصيب المراهق نوبات من الأكل المفرط مرتين في الأسبوع على الأقل، وتستمر لمدة لا تقل عن 3 أشهر.
- قد يستعمل المُراهق الأدوية المحرضة على الإسهال، أو يحرم نفسه من الطعام أو يمارس التمرينات العنيفة للتخلص من الوزن الزائد، وهذا قد يسبب أمراض كثيرة منها فقر الدم، أو الاكتئاب أو التعب المزمن.
6. الطعام غير الصحي:
من المشكلات التي قد تُصيب المُراهقين الإقبال كبير على الوجبات السريعة التي تُعدُّ غير صحية، وقد عزا خبراء الصحة انتشار أمراض السكري والسمنة وترقق العظام بشكل كبير إلى هذه الظاهرة.
إنَّ 90% من الأطعمة السريعة لا تحتوي على أي قيمة غذائية، ومحتواها من الدهون والسعرات الحرارية مرتفع؛ إذ يتراوح في الوجبة الواحدة من 400 إلى 500 سعرة حرارية.
7. عدم وجود ثقافة قراءة محتوى الوجبات:
تُعدُّ هذه المشكلة لدى الكِبار والصغار؛ إذ يتناول الكثير من الأشخاص الطعام دون الانتباه إلى جدول الملصقات الغذائية خلف العبوة، والذي يحتوي على عدد سعرات حرارية وكمية الدهون والألياف وإجمالي الطاقة ونسبة الصوديوم والأملاح.
وفي هذا الشأن ينصح الخبراء بتدريب الصغار على كيفية معرفة ما يحتاجونه من السعرات الحرارية اليومية بأنفسهم وعدم تجاوزها.
8. الشره الانفعالي:
يكون لدى نسبة كبيرة من البالغين والمُراهقين فرط تناول الطعام عند الشعور بالقلق أو الخوف أو التوتر والانفعال النفسي.
9. عدم ممارسة الرياضة:
بحسب معهد الطب الرياضي بأميركا (ASMI) فإنَّ عدم ممارسة الرياضة في مرحلة المراهقة قد يؤثر سلباً في شكل الجسم ومعدل تمثيله الغذائي (الأيض)، ولكن يجب أن تكون ممارسة الرياضة تحت إشراف مدرب مختص كيلا يتأثر الجسم سلباً.
10. التدخين:
من العادات غير صحية والتي تقلل من مناعة الجسم، وتضعف حاستي التذوق والشم، وخصوصاً عند المُراهقين، كونهم في مرحلة تكامل في بناء الجسم.
مخاطر اضطرابات التغذية عند المُراهقين:
من الأمور التي يجب ألَّا يُستهان بها فقد بلغت نسبة الوفَيَات ما بين 15-20% من المُصابين بفقدان الشهية، كما يمكن لاضطرابات التغذية أن تؤثر في المخ والقلب سلباً مما يؤدي إلى الموت.
كما أنَّ المريض الذي يعاني من فقدان الشهية يكون نحيل الجسد مما يضعف المناعة لديه ويكون عُرضة للأمراض، ويعاني أيضاً من هبوط ضغط الدم المستمر، وتباطئ في نبضات القلب، كما تشكل الاضطرابات مشاكل في المعدة والكليتين والجهاز الهضمي.
علاج اضطرابات التغذية عند المُراهقين:
عند حصول اضطرابات في التغذية عند المراهقين يجب زيارة الطبيب؛ لأنَّ هذه الاضطرابات قد تكون أعراضاً لمرض ما، ومن الأمور التي يصفها الأطباء للذين يعانون من مشاكل التغذية؛ شرب الحليب منزوع الدسم، وتناول اللحوم الحمراء، وصفار البيض، والخضروات الطازجة والفواكه، وعصير الليمون والبرتقال، والأغذية الغنية بفيتامين (جـ) مثل البطاطس والجزر والخس والبصل والطماطم، وتناول الأطعمة التى تحتوي على فيتامين (د) مثل "اللبن والسبانخ والموز وفول الصويا"، والأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم وعنصر المنجنيز والبروتينات ومضادات الاكسدة، والأطعمة التي تحتوي على الحديد.
نصائح حول التغذية الجيدة للمُراهقين:
1. مناقشة الأبناء المُراهقين حول التغذية الجيدة:
من الأمور التي تساعد الأبناءَ المُراهقين على اتباع نظام غذائي صحي هي مناقشة الأبناء حول طبيعة غذائهم وما هي الفائدة من اتباعهم لنظام غذائي صحي، وما هي المخاطر التي يُمكن أن تَحدُث في حال تخلفهم عن تناول الأطعمة بشكل صحي وصحيح.
2. تشجيع الأبناء على اختيار نوعية الطعام:
من خلال مشاركتهم الطعام وتعداد الفوائد التي يستطيع الاستفادة منها عند تناوله الطعام الجيد.
3. جعل المُراهق يثق في نفسه:
هي من الأمور الأساسية هي بناء الثقة لدى المراهق؛ لذا فإنَّ زيادة الثقة في نفوس الأبناء تجعلهم في راحة نفسية يستطيعون بسببها أن يغذوا أجسامهم جيداً.
4. توضيح خطر الحمية غير ضرورية:
من الأمور الهامة التي ذكرناها أنَّ كثيراً من الأشخاص يتبعون الحمية القاسية، وخصوصاً الفتيات؛ وذلك من أجل الحصول على جسم نحيل ورشيق، ولكن في حال كان الجسم لا يحتاج تلك الحمية فمن المؤكد أنَّ هذا الحمية تلحق الضرر في الجسم؛ لذلك يجب على الآباء إرشاد أبنائهم المُراهقين حول هذا الأمر.
في الختام:
إنَّ اضطرابات التغذية لدى المُراهقين تُعدُّ من الأمور التي يجب التعامل معها بحزم، لِما لها من تداعيات تؤثر في الجسم كله.
تحدثنا في مقالنا هذا عن اضطرابات التغذية عند المُراهقين، وذكرنا أهم الأسباب المؤدية له، كما أنَّنا تطرقنا إلى الحديث عن أعراض اضطرابات التغذية، وما هو الفرق بينها وبين أعراض سوء التغذية، كما عددنا أنواع اضطراب التغذية عند المُراهقين، وما هي المخاطر التي تنتج عنها، كما ذكرنا أهمية الذهاب الى الطبيب المختص من أجل معالجة هذه الحالة، وقدمنا بعض النصائح المهمة التي تُفيد الأهالي في التعامل مع مثل هذه الحالات.
أضف تعليقاً