مفاتيح رضا الموظف

وفقاً لتقرير صادر عن منظمة ذي كانفيرينس بورد (The Conference Board)، يتزايد إحساس الأمريكيين المنتمين إلى مختلف الشرائح العمرية وشرائح الدخل بانعدام السعادة في العمل، وهو أمرٌ يجب أن يثير مخاوف أرباب العمل فعليَّاً على الأمد البعيد.



ويستند التقرير إلى دراسة استقصائية شملت 5000 أسرة في الولايات المتحدة الأمريكية أُجرِيَت لصالح منظمة ذي كانفيرينس بورد والتي وجدت أنَّ 45% فقط من هؤلاء راضون عن عملهم بعد أن وصلت نسبتهم في أول دراسة إحصائية عام 1987 إلى 61.1%.

الأخبار السيئة فيما يتعلق برضا الموظف:

في حين انخفضت نسبة رضا الموظفين الإجمالية إلى 45%، كانت نسبة رضا الموظفين الذين تَقِلُّ أعمارهم عن 25 عاماً هي الأقل؛ إذ بلغت 35,7%، أما الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 34 عاماً فكانت نسبة من يشعر بالرضا منهم 47,2%، ووصلت نسبة الرضا لدى من تتراوح أعمارهم بين 35-43 إلى 43,4%، وسجلت الفئة العمرية بين 45-54 نسبة وقدرها 46.8%، أما الموظفون الذين تتراوح أعمارهم بين 55-64 فبلغت نسبة رضاهم 45,6%، أما من تجاوزت أعمارهم 64 فكانت نسبة الرضا بينهم 43.4%.

إقرأ أيضاً: كيف تعيش حياتك برضا تام

تأثير انخفاض رضا الموظفين في أرباب العمل:

انخفضت نسبة رضا الموظفين انخفاضاً ملحوظاً في السنوات العشرين الماضية حسب الإحصائيات، ويتوقع الخبراء أن تنخفض هذه النسبة أكثر في السنوات القليلة القادمة؛ حيث سيكون هناك مزيج من الأحداث التي ستشكل عاصفة قوية تؤثر في رضا الموظفين.

وقد انضمَّ جيل جديد من الموظفين الذي يؤيدون حق الموظف بالرضا في عمله إلى الأيدي العاملة وغادر الكثير منهم دون خطط، كما غادرت أجيال عدة لم تحقق أحلامها في العمل، وغادر آخرون دون مدخرات وخططٍ للتقاعد وهذا ما أثَّر في رضاهم على نوعية الحياة التي يعيشونها.

ويثير هذا الانخفاض تساؤلات عن مشاركة الموظفين في الولايات المتحدة، ومن ثم عن إنتاجيتهم والاحتفاظ بهم وإبداعهم واستعدادهم للمجازفة والمنتورينغ الذي يمكن تقديمه لهم وتحفيزهم واهتمامهم بالعمل.

وقالت ليندا بارينغتون (Linda Barrington)، المديرة الإدارية للقوى البشرية العاملة في منظمة ذي كانفيرينس بورد: "إنَّ هذه الأرقام لا تبشِّر بالخير بالنظر إلى العوامل المُحرِّكة للقوى العاملة المتعددة الأجيال، كما أنَّ أحدث الإحصائيات الفيدرالية تُبيِّن أنَّ المولودين بعد الحرب العالمية الثانية سيشكلون ربع القوى العاملة في الولايات المتحدة خلال ثماني سنوات، وقد شهدناهم يفقدون الثقة في مكان العمل بشكل متزايد منذ عام 1987".

فقبل عشرين عاماً مضت بلغت نسبة من يشعرون بالسعادة في عملهم 60% وكان جميعهم مولودين بين عامي 1946 و1964 بينما انخفضت نسبتهم اليوم إلى 46%، وقد أعربت بارينغتون عن قلقها إزاء تزايد انخفاض رضا الموظفين بسبب تأثيره المحتمل في نقل المعرفة إلى أجيال الموظفين القادمة وتوجيههم.

شاهد بالفديو: 8 طرق لتدريب العقل على التحلي بمزيدٍ من الإيجابية

ووفقاً لنتائج استطلاعاتٍ أجرتها منظمة ذي كانفيرينس بورد فإنَّ انخفاض الرضا الوظيفي بين عامي 1987 و 2009 شمل جميع الأنواع المُدرَجة في الاستطلاع بدءاً بالاهتمام بالعمل (الذي انخفض بمعدل 18.9نقطة مئوية) إلى الأمن الوظيفي (الذي انخفض بمعدل 17.5 نقطة مئوية) ووصولاً إلى العوامل الأربعة الرئيسة المحرِّكة لمشاركة الموظفين، وهي: تصميم الوظائف والصحة التنظيمية والجودة الإدارية والمكافآت الخارجية.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح مهمة لتحقيق الرضا الوظيفي

ما الذي يمكن أن يفعله أرباب العمل بشأن رضا الموظفين؟

لتوفير بيئة تريح الموظفين ينبغي معرفة العوامل الأكثر تأثيراً في رضاهم؛ لذا عليك إنفاق الوقت والمال والطاقة على البرامج والعمليات والعوامل التي ستؤثر إيجاباً في ذلك، وقد وجدت جمعية إدارة الموارد البشرية (Society for Human Resource Management) في استطلاع أجرته عام 2009 أنَّ هناك 24 عاملاً مرتبطاً برضا الموظفين، وحددوا أهم خمسة منها وهي:

  • الأمن الوظيفي.
  • الاستحقاقات، وخاصة الرعاية الصحية واستحقاقات التقاعد التي تزداد أهمية بالنسبة إلى سن الموظف.
  • التعويضات.
  • الفرص التي تسمح بإظهار واستثمار المهارات والقدرات.
  • الشعور بالأمان في بيئة العمل.

أما العوامل الخمسة التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية فكانت:

  • علاقة الموظف بمشرفه المباشر.
  • تعبير الإدارة عن تقديرها لأداء الموظف.
  • التواصل بين الموظفين والإدارة.
  • العمل بحد ذاته.
  • الاستقلالية في العمل.

وفيما يتعلق بالعوامل التي اتضح أنَّها لا ترتبط ارتباطاً وثيقاً برضا الموظفين فكانت:

  • التزام المنظمة بأن يكون مكان العمل صديقاً للبيئة.
  • فرص التواصل.
  • فرص التطور الوظيفي.
  • برامج التدريب المدفوع وتسديد رسوم التعليم.
  • التزام الشركة بالتنمية المهنية.
إقرأ أيضاً: الاحتراق الوظيفي: تعريفه، أسبابه، طرق علاجه، وعلاقته بالرضا الوظيفي

وعلى النقيض من ذلك، صنَّف الموظفون العاملون في مجال الموارد البشرية العوامل العشرة الأكثر أهمية في رضا الموظفين على النحو التالي:

  • الأمن الوظيفي.
  • العلاقة مع مشرفهم المباشر.
  • الاستحقاقات.
  • التواصل بين الموظفين والإدارة.
  • فرص الاستفادة من المهارات والقدرات.
  • تقدير الإدارة لأداء الموظفين لوظائفهم.
  • التدريب الخاص بوظائف محددة.
  • الشعور بالأمان في بيئة العمل.
  • التعويضات.
  • ثقافة التعاون العامة.

وهذه هي النتائج الموحدة لاستطلاعات رضا الموظفين وآثارها في مكان العمل، والأهم من ذلك أنَّه قد وُفِّرَت بيانات بحثية تُحدد العوامل الأكثر أهمية بالنسبة إلى الموظفين؛ حيث تستطيع استخدامها بينما تواصل سعيك إلى توفير مكان عمل يؤكد على رضا الموظفين كعامل رئيس في التوظيف وبقاء الموظف في عمله.

 

المصدر




مقالات مرتبطة