لماذا يجب عليك التوقف عن العمل ساعات طويلة؟ وكيف تفعل ذلك؟ - الجزء (2)

لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من المقال عن العوامل التي تدفع الناس نحو العمل ساعاتٍ طويلة، وناقشنا الأسباب التي تفسر الحاجة إلى التوقف عن ذلك. فتابِع معنا قراءة الجزء الثاني من المقال لتتعرف إلى أبرز نصائح الخبراء للتخلُّص من عادة العمل ساعاتٍ طويلة.



كيف تتوقف عن العمل ساعاتٍ طويلة؟

إليك 10 نصائح تبيِّن لك ماذا يجب أن تفعل لتُحقِّق مزيداً من الإنجازات دون أن تعمل ساعاتٍ أطول، وكيف تتخلص من عادة العمل ساعاتٍ طويلة. صحيحٌ أنَّ التغيرات لن تتحقَّق بين عشيَّةٍ وضحاها، إلَّا أنَّك باتِّباع هذه النصائح تستطيع أن تضمن ألَّا يتحول العمل ساعاتٍ طويلة إلى عادة تُدمِّر نجاحاتك.

1. خطِّط:

من الهام أن تخصِّص وقتاً للتخطيط بشكلٍ صحيح، وحينما تؤدي عملك عشوائيَّاً، أنت لا تُهدر وقتك فحسب؛ بل تبذل وقتاً أطول في إنجاز مهامك أيضاً، حيث يمنحك تخصيص بعض الوقت لوضع خطة تنظم أيامك، وأسابيعك، وشهورك الترتيب الذي أنت في أمسِّ الحاجة إليه، ويبيِّن لك بوضوحٍ الطريق الذي يجب عليك أن تسلكه للوصول إلى أهدافك بسرعة.

استثمِر التقنيات التي في متناول يديك؛ ثمَّة العديد من الأدوات التي يمكِنها أن تساعدك في التخطيط، والتذكُّر، وتنفيذ المهام بطريقةٍ آلية من أجل تنظيم حياتك بصورةٍ أفضل.

2. امنح الأولوية لنفسك:

من الصعب أن تجد مكاناً في جدول أعمالك لأنشطة الاعتناء بالنفس حينما يكون الجدول مكتظَّاً بالالتزامات؛ لذا ابدأ بطقوس الاعتناء بالنفس التي لا يمكِن التنازل عنها والتي توفر لك الراحة الذهنية والجسدية التي أنت في أمسِّ الحاجة إليها لاستعادة الطاقة وتعزيز الإنتاجية، ومن خلال اكتساب هذه العادة، ستدرك سريعاً كمَّ الإنجازات التي تستطيع تحقيقها بفضل استعادة الطاقة والتركيز.

إقرأ أيضاً: علامات تدل على الإصابة بمتلازمة الاحتراق النفسي المهني

3. رتِّب أولوياتك:

ولأنَّ ليس كل شيءٍ هامَّاً، تُعَدُّ قائمة المهام أداةً رائعةً لتذكُّر المهام التي تحتاج إلى أن تعيرها اهتمامك، لكنَّها من السهل أن تخرج عن السيطرة وتجعلك تشعر بالإخفاق إذا كانت بلا نهاية.

حدِّد مهمَّةً أو مهمتَين من المهام ذوات الأولوية التي تحتاج إلى إنجازٍ اليوم؛ حيث تُعَدُّ هذه المهام أساسيةً، في حين يمكِن ترك باقي المهام في قائمة الانتظار، وتذكَّر تقسيم هذه المهام إلى أجزاء يسهل التحكم بها، لأنَّ ضخامة المهام من المُحتمَل أن تدفعك إلى المماطلة في تنفيذها حتى يحين الموعد النهائي، مما يُصعِّب عليك مَهمة وضع خطط ملائمة.

4. تعلَّم الرفض:

من الرائع مساعدة زملائك، لكن احرص على ألَّا تدفع ثمن ذلك، وإذا تأثَّر عملك؛ فارفض المساعدة وتمسَّك بموقفك؛ وستدرك أنَّك بذلك لا تساعد نفسك فقط؛ بل تساعد زميلك أيضاً من خلال جعله أكثر استقلالية.

شاهد بالفديو: 6 طرق لتجنّب إحراج قول كلمة لا في العمل

5. التزِم بالوقت:

عندما تقرر بدء العمل في وقتٍ محدد وإنهاءه في وقتٍ محدد، من مصلحتك أن تحاسب نفسك وتلتزم بالأوقات التي حددتَها؛ فقد لا يكون الاستيقاظ باكراً أمتع شيءٍ تفعله، لكنَّه قد يكون مفيداً للغاية؛ فمعظم الناس يجدون أنَّهم قادرون على تركيز الانتباه تركيزاً كبيراً في أولى ساعات الصباح، حيث يساعدك هذا في التعامل مع أهم الأولويات قبل بدء مستويات الطاقة بالانخفاض.

من الهام أن تتدرَّب على مغادرة العمل في نهاية وقت العمل، وإذا بذلتَ جهدك كله في أثناء العمل؛ فلن تشعر بالذنب إذ غادرتَ حينما ينتهي وقت العمل.

إقرأ أيضاً: 5 أمور عليك الابتعاد عنها في آخر ساعة من يوم العمل

6. تخلَّص من السعي إلى الكمال:

يمكِن أن يكون السعي إلى الكمال مؤذياً فعلاً؛ عوضاً عن ذلك، تقبَّل وجود العيوب، وابذل أقصى ما في وسعك، وتأكَّد أنَّ هذا يكفي، وإذا كنتَ تعمل ساعاتٍ طويلةً لأنَّك تشعر دائماً أنَّك تستطيع تحسين عملك قليلاً؛ فقد حان وقت التخلص من السعي إلى الكمال. حدد كم من الوقت يجب على المهمة أن تستغرق منطقيَّاً، والتزِم بالوقت الذي حددتَه، وابذل كل ما في وسعك خلال تلك المدة، وستضمن إحراز نتائج جيدة.

7. أغلِق الإشعارات:

تُعَدُّ الإشعارات من أبرز الأمور التي تبدد الوقت والتي يمكِن التخلص منها بكل سهولة وكَسب مزيدٍ من الوقت لتركيز الاهتمام على المهام الهامة، فإنَّ ترك البريد الإلكتروني مفتوحاً طوال النهار عادةٌ سيئةٌ جدَّاً تجعلك مُشتَّت الذهن دائماً؛ إذ أظهرت الدراسات أنَّ مراقبة صندوق الرسائل الواردة باستمرار يزيد التوتر دون أن يحسِّن الكفاءة، وإنَّ إشعارات البريد الإلكتروني التي تغريك للتحقق مما يجري تجعلك تترك المَهمة التي تؤديها، وهذا يجبر عقلك على بذل مزيد من الجهد حينما يُضطر إلى العودة إليها.

8. توقَّف عن استقبال المعلومات:

ثمَّة كثيرٌ من المعلومات التي تأتينا من العديد من الجهات، ومواكبة كل شيءٍ بحاجةٍ إلى بذل كثيرٍ من الجهد، ومِن الرائع أن تكون شخصاً واسع الاطلاع، لكنَّ هذا يشتت انتباهك كثيراً؛ فحدِّد المصادر التي تريد الاستمرار في تلقِّي المعلومات منها وتخلَّص من الباقية، وخصِّص وقتاً محدداً تقضيه في متابعة كل مصدر والحصول منه على معلوماتٍ تكفي للاطلاع على ما يجري، ثمَّ عُد إلى أولوياتك.

9. تجنَّب تعدُّد المهام:

على الرغم من الترحيب الذي يُلاقَى به تعدُّد المهام، إلَّا أنَّه يُعَدُّ مؤذياً جدَّاً للإنتاجية والصحة الذهنية. والواقع أنَّ تعدُّد المهام يعني التنقُّل بينها، وكلما زاد عدد المهام التي تتنقَّل بينها خلال وقتٍ قصير، ازداد عقلك إرهاقاً، حيث يؤدي هذا إلى ارتكاب مزيدٍ من الأخطاء، ويزيد عدد المهام التي ستُضطر إلى تأديتها لاحقاً، كما تُشير تقارير نُشِرَت في صحيفة الجارديان (The Guardian) إلى أنَّ تعدُّد المهام يزيد إفراز الدماغ للكورتيزول والأدرينالين، وهذا يولِّد مشاعر توتر تؤذي الصحة وتقلل الإنتاجية.

إقرأ أيضاً: كيف يؤثر تعدد المهام في الإنتاجية والصحة العقلية؟

10. قسِّم المهام إلى مجموعات متشابهة:

يوفِّر لك أداء انتظار وجود ما يكفي من المهام المتشابهة وإنجازها معاً عوضاً عن إنجاز المهام حالما تُسنَد إليك كثيراً من الوقت، حيث تُعَدُّ هذه طريقةً فاعلةً تتيح لك قضاء وقتٍ أقل في زيادة الإنتاجية.

في النهاية:

قد يبدو العمل ساعاتٍ طويلة أمراً طبيعيَّاً بالنسبة إلى الأشخاص المغرمين فعلاً بأعمالهم؛ فإذا بدا العمل أقرب إلى هواية، سيستمتع الموظف بكل دقيقةٍ من اليوم، ولكنَّ أجسامنا، وعقولنا، وصحتنا العامة بحاجةٍ إلى التصرف بشكلٍ متوازن.

لا يُعَدُّ العمل ساعاتٍ طويلة بين الفينة والأخرى أمراً سيئاً، لا سيَّما حينما يُسنَد إليك تنفيذ مهامٍ مُستعجَلة؛ فالمشكلة هي حينما يتحول هذا إلى عادة، كما يمنحك البحث عن أسباب ذلك إشاراتٍ واضحةً تَدُلُّك على الجوانب التي تحتاج إلى إصلاح، وقد يكون كلٌّ من العمل، والمال، والنجاح، والشهرة أموراً هامة، لكنَّ لكل شيءٍ ثمن.

لا يؤدي العمل ساعاتٍ طويلة إلى تعزيز الإنتاجية وإحراز مزيدٍ من النجاحات دائماً، وقد تكون تكلفة العواقب على الأمد البعيد أكبر بكثيرٍ من المكاسب قصيرة الأمد، ومن الهام أن تعي نمط الإنتاجية لديك وأن تتبعه لتحقيق مزيدٍ من الإنجازات في الوقت المتاح، ويمنحك وضع خطَّةٍ تُنظِّم وقتك دفعةً من الإنتاجية أنت في أمسِّ الحاجة إليها، ويعزز صحتك وسعادتك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة