كيف تركز على نفسك وتحقق أهدافك في الحياة؟

كم مرة تركز على نفسك؟ هل في أثناء التأمل الصباحي، أم قبل النوم، أم عندما تكون على وشك الانتهاء من فعل شيء ما؟



إذا كنت ترغب في تحقيق أهدافك، فيجب أن تكون هذه الأهداف ثابتة؛ كما يجب أن تضع نفسك في المرتبة الأولى، حتى لو اضطررت إلى رفض طلبات الآخرين. يدور التركيز على نفسك بشكل أساسي حول الانتباه، فما الذي تريده حقاً؟ وما الذي يقف عائقاً بينك وبين سعادتك وتحقيق أهدافك؟

التركيز على نفسك ليس تصرفاً أنانياً:

أنت تستحق الحصول على ما تريده من الحياة كأي شخص على هذا الكوكب، ولا يعني هذا أنَّك شخص أناني، بل يعني ببساطة أنَّك وحدك من يجب أن تعمل على تحقيق ما تريد.

لنفترض أنَّ هدفك في الحياة هو أن تكون والداً رائعاً، ويعني ذلك العناية بأطفالك على مدار الأسبوع، بما في ذلك: إطعامهم، والاهتمام بهم، والتنظيف لتأمين بيئة صحية لهم؛ لكن لن تتمكن من القيام بذلك ما لم تكن مستقراً مهنياً، كما لن تتمكن من تقديم الدعم لهم وتعليمهم كيفية إدارة صحتهم النفسية ما لم تعتني بنفسك أولاً.

قبل أن تقدم أفضل ما لديك للآخرين، يجب عليك أن ترتب أولوياتك الخاصة؛ ومرة أخرى: يجب أن تكون هذه الأولويات ثابتة، فقد تتغير أهدافك، وهذا أمر مقبول؛ لكن من غير مقبول التركيز على الآخرين على حساب نفسك.

كيف تركز على نفسك وتحصل على ما تريد في الحياة؟

يجب أن يكون تحقيق أحلامك هو مسعاك مدى الحياة؛ لذا يمكنك اتباع هذه النصائح للسعي نحو أهدافك والسير في المسار الأفضل في حياتك:

1. فصِّل أحلامك:

يعتقد كثير من الناس أنَّ الخطة الأمثل تتمثل في الحصول على تعليم جامعي، ثمَّ على وظيفة لجني الكثير من المال، ثمَّ الارتقاء في الوظيفة.

قد لا تناسبك هذه الرؤية التقليدية للنجاح؛ لذلك اسأل نفسك أولاً: كيف تبدو الحياة التي تريدها حقاً؟

إنَّ وضع رؤية لحياتك المستقبلية أمر يعود لك، ولا يتعيَّن عليك معرفة كل التفاصيل، حيث يمكنك أن تكتفي بوضع بعض الخطوط العريضة لما تريده.

لنفترض أنَّك تستمتع بالتاريخ والكتابة، وقد تشمل الخطوات الرئيسة لتحقيق رؤيتك ما يأتي:

  • العمل لدى المتحف التاريخي في منطقتك.
  • العمل ككاتب مستقل.
  • كتابة رواية تاريخية خيالية.
  • ربح جائزة بوكر (Booker Prize) للخيال.
  • أن تكون بمثابة تولستوي (Leo Tolstoy) عصرك.

أو لنفترض أنَّك تعمل في مجال الرعاية الصحية؛ فرغم أنَّك قد لا تريد تغييراً وظيفياً كاملاً، إلَّا أنَّك تحتاج معرفة الاتجاه الذي تسلكه، ويمكنك بدء البحث عن برامج عبر الإنترنت تسمح لك بالحصول على شهادات دون الحاجة إلى العودة إلى الجامعة.

إقرأ أيضاً: تحديد الأهداف

2. تدرَّب باستمرار:

قال رالف والدو إيميرسون (Ralph Waldo Emerson): "أنجز الأشياء لتمتلك القوة، فهذا كل ما يتطلبه تحقيق أهدافك".

يجب عليك وضع كل مهاراتك في العمل بطريقة أو بأخرى، إذ لا يمكن للمهارات أن تبني نفسها بنفسها، تماماً مثلما لا تكون الأسرة قوية بغياب أحد الوالدين.

الخبر السار هنا هو أنَّه لا يجب أن تفعل كل شيء في يوم واحد، بل يمكنك تقسيم أهدافك إلى أجزاء صغيرة يمكن التحكم بها؛ فإذا كانت قراءة كتاب هي كل ما تحتاجه لاتخاذ خطوة تدفعك إلى أن تكون كاتباً مستقلاً، فابدأ بقراءة 10 صفحات يومياً فقط، ويعني هذا 300 صفحة شهرياً، وهو ما يشكل كتاباً كاملاً؛ حيث تتعلم بذلك الكتابة وأساليب العمل ككاتب مستقل في شهر واحد.

تتراكم الخطوات الصغيرة؛ ممَّا يمكنك من إحراز تقدم ملحوظ بعد فترة من الزمن، والاقتراب من تحقيق أهدافك التي ظننتها مستحيلة فيما مضى.

3. واجه مخاوفك:

لقد تعلمتَ أنَّ عليك تجنب الأشياء التي تخشاها، لكن عندما يتعلق الأمر بالتركيز على نفسك، فهذه ليست نصيحة جيدة؛ إذ لن تطور نفسك إذا تهربت من كل مشكلة تواجهها؛ وإذا كنت تريد حقاً التركيز على نفسك، فعليك أن تواجه مخاوفك وتتعامل معها.

لنفترض أنَّك تسعى إلى شغل منصب عام؛ فإذا كنت ترغب في تحقيق هدفك هذا، يتعين عليك أن تفعل أشياء قد تخيفك، بما في ذلك:

  • التحدث إلى جمهور.
  • رفض طلبات الناس أحياناً.
  • تقبل التهجم على شخصك برحابة صدر.
  • العمل مع أشخاص لا تتوافق معهم.

تذكر أنَّك تنمو أكثر عندما تواجه التحديات، حيث يعني التركيز على نفسك وضعها في مواقف صعبة والتعامل معها.

4. استفد من حدسك:

إنَّ التركيز على نفسك ليس علماً بحد ذاته، إلَّا أنَّ إيجاد مسارك الخاص يتطلب منك التواصل مع حدسك؛ فعندما تمتلك حدساً وبصيرة، يمكنك اكتشاف العلاقات السيئة قبل الانخراط فيها أكثر مما ينبغي.

وفقاً للمؤلف المشهور مالكوم جلادويل (Malcolm Gladwell)ِ: يمكنك تقييم الناس بدقة تبلغ نحو 70% في غضون خمس دقائق فقط؛ وقد تتساءل كيف يُعقَل ذلك؟

ذلك معقول بسبب فاعلية خبراتك السابقة، فالحدس هو تعبير آخر لاستخدام تجربتك ورؤية ما يخفيه الموقف؛ فمن أجل التركيز على نفسك، عليك اكتساب ثقة عالية بالنفس؛ ومع ذلك، قد لا يصدق الحدس دائماً، فلا تدعه يمنعك من رؤية الأمور الجلية أمامك، فمثلاً:

  • يتأثر حدسك بتحيزاتك؛ فإذا وجدت شخصاً جذاباً، فقد تكون أكثر عرضة إلى التغاضي عن خصائصه السيئة.
  • إذا كنت في مزاج سيئ، فقد تكون متشائماً بشكل مفرط؛ لذا ألقِ نظرة أخرى على الموقف بمجرد أن تشعر بتحسن.
  • الإشاعات ليست قاعدة جيدة للحدس، فلا تنجر كثيراً وراء ما يقوله الآخرون.

والخلاصة من ذلك: أصغِ إلى غرائزك، لكن لا تنجرف خلفها.

إقرأ أيضاً: هل يجب أن نثق بشعورنا الغريزي عند اتخاذ القرارات؟

5. جرب أموراً جديدة:

لا يعني التركيز على نفسك أن تكون متشبثاً وعنيداً؛ ولذلك إذا كنت ترغب في تحقيق أهدافك، فأنت بحاجة إلى خبرات جديدة لمساعدتك على الارتقاء في وظيفتك.

جرب شيئاً جديداً بين الحين والآخر، ولا يهم إذا لم ترغب في أن تفعل ذلك مرة أخرى، فالهام أنَّك تعلمت شيئاً عن نفسك فعلاً؛ وإذا لم تكن متأكداً من أين تبدأ، جرب واحدة ممَّا يأتي:

  • جرب تسلق الجبال.
  • تعلَّم لغة أجنبية.
  • اصبغ شعرك.
  • سافر إلى دولة أخرى.
  • أصلح مشكلة غير مألوفة في السيارة أو المنزل بنفسك.
  • اقلب جدول مواعيدك.

يساعدك التجريب على بناء المهارات وتعزيز إحساسك بالذات، وكلاهما هام إذا كنت ترغب في الوصول إلى أهدافك.

إقرأ أيضاً: 16 نصيحة تجعلك تحب نفسك

6. ضع صحتك في المقام الأول:

هل يوجد أفضل من إعطاء الأولوية لصحتك كطريقة للتركيز على نفسك؟

عندما تشعر بتحسن، تنجز أفضل ممَّا تفعل عندما تكون مرهقاً ومتعباً، كما يساعدك اتباع بعض النصائح كي تقطع شوطاً طويلاً في العناية بصحتك، مثل:

  • احصل على ما لا يقل عن 7-8 ساعات من النوم كل ليلة.
  • تمرن لمدة 30 دقيقة على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع.
  • تناول الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة.
  • اقضِ وقتاً أقل على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • تأمل لمدة 10 دقائق في اليوم.
  • تجنَّب المخدرات والكحول.
  • خذ فترات راحة في كثير من الأحيان.
  • اطلب المساعدة عند الحاجة إليها.

إذا كنت تكافح من أجل الحفاظ على عادات صحية مثل ممارسة التمرينات بانتظام، حاول جعلها أكثر متعة؛ فعلى سبيل المثال: ابدأ ركوب الدراجات مع الأصدقاء.

شاهد بالفيديو: 8 طرق بسيطة للعناية بالنفس.

7. ابدأ مشروعاً جانبياً:

إنَّه لمن السهل التركيز على نفسك وتحقيق أهدافك عندما تكون مهتماً بها، وقد تساعدك الأعمال الجانبية على اتخاذ القرارات بنفسك.

تُعلِّمك المشاريع الجانبية حب العمل أيضاً، والمفتاح هنا هو اختيار المشاريع التي تتماشى مع أهداف حياتك؛ فعلى سبيل المثال:

  • إذا كنت تريد أن تصبح فناناً مشهوراً، اعمل كمصمم جرافيك.
  • إذا كنت تريد أن تصبح سائقاً محترفاً، اعمل كسائق أوبر (Uber) في مدينة كبيرة.
  • إذا كنت تريد أن تصبح طبيباً بيطرياً، تطوع في جمعية الرفق بالحيوان.
  • إذا كنت تريد أن تصبح موسيقياً مشهوراً، انضم إلى فرقة موسيقية محلية.

رغم أنَّ كسب بعض الدخل الإضافي من خلال عمل جانبي أمر جيد، إلَّا أنَّ هذا لا ينبغي أن يكون هدفك؛ وإذا كان الأمر كذلك، فابحث عن وظيفة مختلفة؛ فالهدف من المشاريع الجانبية هو استكشاف الذات.

ومع ذلك، يمكن أن تساعدك المشاريع الجانبية في تعزيز مهمتك الرئيسة؛ حيث يُظهِر الانخراط في واحدة من هذه الأعمال لأصحاب العمل المحتملين أنَّك على استعداد لبذل جهد إضافي، وتتيح لك إنشاء مجموعة عمل تعكس اهتماماتك الحقيقية، على عكس العديد من الأعمال التقليدية.

8. فكر بطريقة عكسية:

عندما تصبح كبيراً في السن، ما نوع الحياة التي تتمنى أن تعيشها؟

يمكن أن يساعدك تصور نتائج المستقبل في رؤية مواضع القصور في خططك الحالية؛ فعلى سبيل المثال: قد يكون حلمك أن تعيش في عدة بلدان مختلفة؛ ومع ذلك، فقد يزعجك الشعور بأنَّك لن ترتبط فعلياً بأي مكان.

إنَّ التفكير بطريقة عكسية أشبه بإجراء تقييم سلبي لنفسك؛ لذا تأكد من أنَّ أهداف حياتك لا تتطلب منك إجراء مقايضة غير مقبولة على طول الطريق.

الخلاصة:

ما الإرث الذي ترغب في تركه؟ هل أنت على استعداد للعمل وقبول العواقب؟

أجرِ تغييراً هاماً اليوم، وستخطو الخطوة الأولى والأكثر أهمية في طريق تحقيق أهدافك المستقبلية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة