الإدمان على المخدرات:
يحسب آخر الإحصاءات العالمية هناك 27 مليون شخص مدمن على المخدرات في العالم، وللأسف عبر العقود الأخيرة بلغت أعداد ضحايا المخدرات ما يقارب المليار شخص، وهذه النسب المرتفعة دفعت المنظمات الدولية للحثّ على محاربة الإتجار بالمخدرات.
ما هي المخدرات؟
هي مواد سامّة تدخل إلى الجسم إما بالحقن أو بالشم، ولها أنواع عديدة مثل المنشطات (أمفيتامين، كوكايين) والمُهدّئات أو المُنوّمات (ميثاكوالون، باربتيورات، بنزودايزينات) والفيونات (مورفين و كودين، هيروين، فينتانيل) والعقاقير المهلوسة.
أسباب الإدمان على المخدرات:
- البيئة الاجتماعية: العيش وسط بيئة ينتشر فيها الجريمة والفوضى والانحلال الأخلاقي والرذيلة يزيد من احتمال انزلاق الشخص وراء الإدمان على المخدرات.
- وقت الفراغ: الجلوس بدون عمل لوقت طويل يدفع الشخص أحيانًا للتفكير بأشياء غير سوية مثل تجريب الإدمان على المخدرات، أو ممارسة الزنى، أو السرقة.
- عدم الاهتمام الأسرية: 80% من المدمنين يعيشون ضمن أسرهم وهذا يشير إلى مدى عدم اهتمام الأهل بأبنائهم، والانشغال عنهم، وعدم مراقبة تصرّفاتهم وسلوكياتهم.
- حبّ الفضول: في الكثير من الأحيان يتعاطى الشخص المخدرات بدافع الفضول، وخاصة فئة المراهقين والشبان فيقومون بتجريبه ومن ثم يدمنون عليها.
- إثبات الذات: بعض الناس وبشكل خاص المراهقين يظنّون أنّ إدمان المخدرات سيثبت للجميع مدى استقلاليتهم وقوّتهم فيندفعون للإدمان عليه بدون وعي.
- طلاق الوالدين: انفصال الوالدين وكثرة المشاكل التي تواجهها الأسرة تدفع أفرادها للانخراط بالسلوكيات الخاطئة، وتعاطي بعض المواد المخدرة.
اقرأ أيضاً: 6 نصائح من خبراء علم النفس لاستغلال وقت الفراغ
الأضرار التي تلحقها المخدرات بالصحة:
لتعاطي المخدرات أضرار خطيرة على الصحة الجسدية والنفسية، يمكن تلخيص هذه الأضرار بالنقاط التالية:
- التعب العام، وعدم القدرة على القيام بأي نشاط مهما كان بسيط.
- فقدان الشهية، وعدم الرغبة في تناول الطعام ما يؤدي إلى نزول الوزن.
- اسوداد منطقة تحت العينين، واصفرار الوجه، كما أنّ بياض العين يصبح محمرًا.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي، والتعرّض للإسهال والإمساك والانتفاخات، والغازات.
- ضعف القدرة الجنسية، وعدم القدرة على الإنجاب.
- سوء الحالة المزاجية، وتدمير خلايا الدماغ، وضعف الذاكرة.
علاج الإدمان على المخدرات:
علاج الإدمان أمر معقد حيث يمر بمراحل عديدة لكنه غير مستحيل فبالصبر، والإصرار يمكن علاجه والشفاء منه تمامًا:
- مرحلة الانسحاب: هي المرحلة الأولى من العلاج ويتم خلالها سحب المخدر من الجسم وفقًا لنوعه، وتستمر لمدة أسبوعين، وخلال مرحلة الانسحاب يعاني الشخص المدمن من أعراض مؤلمة مثل قلق وتوتر نفسي، تقلّصات عضلية، تعب عام، غثيان وقيء، إسهال، اضطرابات في النوم، ويتم التعامل مع هذه الأعراض من خلال أدوية تساعد على تخفيفها.
- مرحلة العلاج السلوكي: من أهم المراحل فخلال جلسات العلاج السلوكي يتم تدريب الشخص على تعلّم تقنيات ومهارات تساعده على التكيّف مع وضعه الجديد وعدم العودة للإدمان مرة أخرى.
- الاستشارات النفسية: يخضع الشخص لجلسات العلاج النفسي قد تكون جلسات جماعية أو فردية، وخلالها يسمح له أن يُعبّر عن معاناته في مراحل التعافي من المخدرات، وخلال الجلسات يكتشف الطبيب الأسباب التي دفعته لتعاطي المخدرات، ووضع حلول جذرية لها.
- العقاقير الطبية: لحسن الحظ أنّ هناك أنواع معينة من الأدوية التي تدعم عملية الإقلاع عن المخدرات، وتدخل كجزء من البرنامج العلاجي حيث يتم وصفها تحت إشراف الطبيب، وكل دواء يوصف بحسب نوع المخدر الذي يتعاطاه الشخص.
الإدمان على المشروبات الكحولية:
بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية يتسبّب الإدمان على المشروبات الكحولية في وقوع 3.3 مليون حالة وفاة كل عام، هذا يمثل 5.9% من جميع الوفيات، لقد تحول الإدمان على المشروبات الكحولية ظاهرة شائعة الانتشار وخاصة في صفوف الشبان، والمراهقين.
ما هي المشروبات الكحولية؟
هي المشروبات التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الكحول وخاصة الكحول الإيثيلي وقد تكون مخمرة (مثل البيرة)، أو مقطرة (مثل الويسكي)، ويكون مصدرها من الفاكهة مثل العنب، والتمر، والزبيب، والتفاح، والإجاص، أو الحبوب مثل الحنطة، والشعير، والذرة أو العسل، والبطاطس، والنشا، والسكر.
أسباب الإدمان على المشروبات الكحولية:
- الوضع الأسري: تجاهل مراقبة الأبناء، وعدم توعيتهم وإرشادهم على أضرار المشروبات الكحولية، وانعدام الترابط الأسري يتسبّب في ميل أفرادها إلى الإدمان على المشروبات الكحولية.
- إدمان أحد الأبوين: الأب والأم هما المثال الأعلى للأبناء، لذا إذا ترعرع الطفل والمراهق في ظلّ أسرة يُدمن بها الأبوين على شرب الكحوليات، سيندفع إلى تقليد هذا السلوك عندما يكبر.
- حبّ الاستطلاع والتجريب: تمتلك الفئات الصغيرة في السن رغبة في معرفة طعم المشروبات الكحولية، وعند توفر الفرصة يندفعون لاحتساء كأس على سبيل التجربة، وتكون تلك البداية للإدمان.
- المعلومات المغلوطة: هناك معلومة مغلوطة يظنّها البعض هي أنّ الكبار في السنّ لا يمكن أن يدمنوا الكحول، هذا التصوّر ليس له أي أساس علمي بل إن الإنسان في أي مرحلة عمرية مُعرّض لإدمان الكحول.
- الاعتقاد أنّ الكحول يمنح الدفء: يلجأ البعض لشرب الكحول ظنًا منهم أنّه يمنح بعض الدفء في أيام الشتاء البارد، والحقيقة أنّ الكحول يوسّع الأوعية الدموية فيعطي الجسم دفء مؤقت ليعود بسرعة الإحساس بالبرد.
- الكحول يُنسي الأحزان: المشروبات الكحولية تلغي العقل ولذلك الكثير من الناس يلجؤون لشرب الكحول كنوع من الهروب من المشاكل والضغوط النفسية، وبعدة فترة يصبح الشخص مدمن عليها.
الأضرار التي تُلحقها المشروبات الكحولية بالصحّة:
إدمان المشروبات الكحولية يترك أضرار خطيرة على صحّة الإنسان، من هذه الأضرار:
- إدمان المشروبات الكحولية لفترة زمنية طويلة يتسبّب في تعرّض الكبد للتشمع.
- تترك المشروبات الكحولية أضرارها على القلب فتتسبّب له باعتلال عضلة القلب وارتفاع ضغط الدم.
- يتأثر الدماغ والجهاز العصبي بالكحول ما يُعرّضه للسكتات الدماغية وتلف خلايا الدماغ.
- تعاطي المشروبات الكحولية يزيد من احتمال إصابة الشخص بالخرف والزهايمر.
- يؤدي الإدمان على المشروبات الكحولية في الإصابة بالتهاب البنكرياس، وارتفاع احتمال الإصابة بالسكري.
- تؤثر المشروبات الكحولية على المعدة فتتعرّض للقرحة وارتجاع المريء، كما تضعف هذه المشروبات الجهاز المناعي.
علاج الإدمان على المشروبات الكحولية:
- إزالة سمية الكحول (ديتوكس): يتم العلاج في البداية في التوقف عن شرب الكحول، ويتم استبدال المشروبات الكحولية بأدوية لها تأثيرات شبيهة لمنع متلازمة الانسحاب الكحولي، من أعراض انسحاب الكحول الاكتئاب والقلق وتسمر هذه الحالة أسابيع، أو شهور لتتلاشى تمامًا.
- العلاج الجماعي أو العلاج النفسي: يسعى هذا العلاج إلى التعامل مع المشاكل النفسية المرتبطة بإدمان الكحول، وتزويد الشخص ببعض المهارات التي تمنع الانتكاس والعودة للإدمان على المشروبات الكحولية.
- أسلوب المساعدة والمشورة الجماعية: من أهم العلاجات على الإطلاق حيث يجتمع عدّة أشخاص كان لديهم حالة إدمان على المشروبات الكحولية ليتحدثوا عن تجربتهم ومعاناتهم من الكحول، وتقديم المعلومات التي من شأنها أن تساعد الآخرين على الشفاء.
- العقاقير الطبية: تدخل الأدوية كعنصر أساسي في البرنامج العلاجي لمدمني المشروبات الكحولية، حيث تقوم الأدوية بتخفيف أعراض انسحاب الكحول، أشهر هذه الأدوية ديسلفيرام، ونوعين من نالتريكسون، وأكامبروسيت.
الإدمان على التدخين:
يقدّر عدد المُدّخنين في العالم وفق منظمّة الصحة العالمية بحوالي مليار شخص، وهم يستهلكون كلّ سنة 5700 مليار سيجارة ويُخلّفون حوالي مليون طن من أعقاب السجائر، ويقضي شخص واحد نُحبّه كل ست ثوان تقريبًا من جرّاء تبغ السجائر والأراجيل.
ما هو التدخين؟
هو عملية يتم فيها حرق مادة والتي غالبًا ما تكون التبغ وبعدها يتم تذوق الدخان أو استنشاقه، يتكون تبغ السجائر والأرجيلة من سبعون مادة سرطانية مثل الزرنيخ، نيكوتين، سيانيد الهيدروجين، أول أكسيد الكربون، هيدروكربونات، فورمالديهايد، غاز الأمونيا، يورانيوم، نتروزامين، بنزين، رصاص، أوراق التبغ المصنعة، القطران.
اقرأ أيضاً: مخاطر التدخين وأضراره
أسباب الإدمان على التدخين:
- التقليد الأعمى: الترعرع في ظلّ أسرة يدخن بها الأبوين يدفع الأبناء لتقليدهم، فيدخنون السجائر أو الأرجيلة في البداية بالسر، ومن ثم في العلن وأمام كل الناس.
- أصدقاء السوء: يقوم أصدقاء السوء بتشجيع معارفهم على تجريب السجائر والأرجيلة، ويقومون بالتهجم والضحك على أي شخص لا يشاركهم هذا الفعل، ما يدفع الشخص للتدخين كنوع من إثبات الشخصية.
- وسائل الإعلام: تُروّج وسائل الإعلام من خلال ما تبثه من مسلسلات وبرامج ومواد للتدخين، حيث تُظهر المدخن على أنه رجل مستقل، وقوي، ومثقف فيتشجع الشخص لتجريب التدخين وفيما بعد الإدمان عليه.
- الهروب من العذاب: يظنّ الشخص أنّ التدخين بشراهة ينسيه الظروف الصعبة التي يعيشها ويجعله بحالة أفضل طبعًا هذا الاعتقاد خاطئ، فالتدخين يضر بالصحة ولا يجلب أي حلول للمشاكل.
- حبّ الفضول: في كثير من الأحيان يلجأ الشخص لتجريب التدخين كنوع من حب الفضول، ومع الوقت تتغلغل المواد المضرة في جسمه ويدمن على شرب السجائر، أو الأرجيلة.
اقرأ أيضاً: 8 أنواع من الأصدقاء لا يستحقون البقاء في حياتك
الأضرار التي يلحقها إدمان التدخين بالصحة:
من الصعب إحصاء الأضرار التي يلحقها التدخين بكل أنواعه على الصحة، لكن سنذكر فيما يلي أخطر الأضرار.
- التدخين خلال فترة الحمل يزيد من مخاطر الولادة المبكرة ويتسبّب في التشوهات الخلقية للأجنة.
- يتسبب التدخين في ضعف الرغبة الجنسية عند الرجال لأنه يضيق الأوعية الدموية في المناطق التناسلية فيمنع حدوث الانتصاب.
- أثبتت الدراسات أنّ التدخين يُعرّض المرأة لخطر انقطاع الطمث المبكر لتصبح عرضة للإصابة بمرض هشاشة العظام.
- يؤثر التدخين على صحّة الأسنان فيصفر لون السن ويتصبغ، كما يُعرّضها لمخاطر التسوس.
- يدمر التدخين ألياف الكولاجين في البشرة ما يعرض الجلد لظهور التجاعيد الدقيقة، وتسريع حدوث الشيخوخة.
- التدخين هو المسبب الأول للإصابة بأمراض الدم، والأوعية الدموية.
- يلعب التدخين دور أساسي في الإصابة بمختلف أنواع السرطان وخاصة الرئة، الفم، الثدي، المبيض.
علاج الإدمان على التدخين:
علاج التدخين سهل حيث يتمكن الشخص خلال فترة قياسية من أن يتخلص من عادة الإدمان عليه، تشمل خطة العلاج عدة أمور هي:
- استخدام بدائل النيكوتين: مثل: علكة النيكوتين، ولصقات النيكوتين، وأجهزة الاستنشاق، والبخاخات فهي تعمل على مد الجسم بحاجته من النيكوتين دون الحاجة إلى استخدام التبغ الموجود في السجائر والنرجيلة، وتعتبر هذه الطريقة من أفضل الطرق لعلاج الإدمان على التدخين.
- العلاج السلوكي: يتم في إطار فردي أو جماعي، ويقوم هذا العلاج على خلق تغيير سلوك المقلعين عن التدخين على المدى الطويل من خلال مناقشة المخاوف المرتبطة بالإقلاع عن التدخين مثل زيادة الوزن، والتعامل مع هجمات الحنين إليه، وكيفية التعامل معها.
- الأدوية: لحسن الحظ هناك بعض الأدوية التي يمكن استخدامها خلال فترة العلاج من الإدمان على التدخين من هذه الأدوية تشانكس، وزيبان تغير هذه الأدوية الموادّ الكيميائية الموجودة في الدماغ، ما يقلّل من الرغبة في استنشاق التبغ الدخان وبالتالي زيادة القدرة على التخلّص منه.
إذا كنت تعاني عزيزي من أحد أنواع الإدمان السابقة استعن بالمعلومات الواردة في المقال، واستشر الطبيب المختص حتى يشرف على علاجك، وتعود لحياتك الطبيعية من جديد.
المصادر:
أضف تعليقاً