كيف تجعل تطوير الذات هاجساً لديك؟

تتطلع طبيعة النَفس البشريَة دائماً للأفضل والأرقى، فلكلٍ منَا رغبة وحلم دائمين في تطوير ذاته، وأن يُصبح نسخة جديدة وأفضل عن نفسه السَابقة، هذا الأمر يحتاج لاجتهاد وتعب الإنسان على نفسه، ومهارات معيَنة يجب أن يمتلكها.



ما هو تطوير الذات:

التَعريف العلمي لتطوير الذَّات حسب علم النَفس هو إلمام الشَخص بنقاط ضعفه وقوَته ومحاولته تحسينها والعمل على تقوية النَقص فيها، وتطوير ما يُجيده.

مهارات تطوير الذات:

يتطلَب تطوير الذَّات، مهارات معيَنة يجب أن يعمل الإنسان على امتلاكها والتَدريب عليها لينجح في تطوير ذاته، وأهمُ هذه المهارات:

  • الإيمان بالذَات: من أهمِ مهارات تطوير الذَات، أن نؤمن بأنفسنا وبإمكانيَاتنا، وأنَّنا قادرون، وأنَّنا نستحق الأفضل.
  • تحديد أهدافنا: من أهم متطلَبات تطوير الذَات، وشحذ الهمة والحماس لمزيد من العمل والتَقدُم، وأن تكون أهدافنا نُصب أعيننا لنتذكَرها دائماً ونتخيَلها؛ لذا يؤكِد علماء التَنمية البشريَة على ضرورة تخيُل أهدافنا، وشعورنا وكأنَّنا نعيشها بالواقع، الأمر الَذي يُحفِز العقل الباطن لتصديقها، فيسعى لتحقيقها.
  • اكتشاف ذواتنا: وذلك يعني معرفة نقاط القوَة والضَعف لدينا، والتَركيز على نقاط القوَة وتعزيزها، والعمل على تطوير الذَات، وتلافي نقاط الضَعف الموجودة.
  • الطُموح والشَغف: من أهمِ عوامل تطوير الذَات أن يكون الإنسان طموحاً يطمح لتطوير نفسه وحياته، ويُفكِر دائماً بأنَّ هناك وضعاً أفضل يستحقه ويجب الوصول إليه، فلا يرضى أن يقضي عمره وهو يُراوح مكانه دون أي تغيير.
  • القراءة والمطالعة: تجعل قراءة الكتب من الإنسان شخصاً آخر، بفكرٍ مختلف ونظرة مختلفة للأمور، حيث تتوسَع مداركه، وتزداد خبرته ومعلوماته؛ فالقراءة تنقل إلينا كل ثقافات العالم ونحن جالسين في أماكننا.
  • تعلُم لغات جديدة: يُشير علماء النَفس إلى أهميَة تعلُم لغة جديدة، وما للأمر من فوائد كثيرة، لأنَّه يزيد من مستويات الذكاء في الدِماغ، إضافة إلى أنَّه وسيلة للانفتاح على ثقافة جديدة، وأفكار ومعتقدات جديدة، وكل هذا يُعزِز من تطوير الإنسان لنفسه وذاته.
  • ترتيب الأولويَات: حتى ينجح الإنسان فلابدَ من ترتيب أولويَاته، بحيث يركِز على الأمور المهمَة التي من شأنها أن تقدِم له قيمة وتطوير لذاته، والابتعاد عن الأمور غير المهمة التي تُضيع وقته وطاقته.
  • تنظيم الوقت: إنَّ ما يُميِز الأشخاص النَاجحين من غير النَاجحين هو مهارة تنظيم الوقت، وتخصيص وقت لكل أمر في يومنا؛ بمعنى ألا يمرُ أيُ وقت بدون تحقيق فائدة للإنسان.
  • التَخلُص من العادات السَيِئة: لينجح الإنسان في تطوير نفسه، لابدَ أن يتخلَص من عادات سيَئة فيه، ويكون الأمر بالتَدريب، وحسب علماء النَفس إنَّ التَخلص من عادة قديمة، أو تعلُم عادة جديدة يحتاج 21 يوماً.
  • المرونة: من أهمِ الصِفات التي يجب تدريب النَفس عليها، فحتَى ننجح في تطوير أنفسنا، يجب أن تكون لدينا مرونة في تقبُل أيِ ظروف أو مستجدَات لم تكن في الحسبان والتَكيُف معها، بحيث لا تُضعف من عزيمتنا وإصرارنا لتطوير أنفسنا والوصول لهدفنا.
  • الصَبر: يقول شكسبير"ما أشقى من لا صبر لهم!"، فطريق النَجاح مفتاحه الصَبر، لو نظرنا إلى قصص الشَخصيَات الناجحة في الحياة، لرأينا كم إنَّهم صبروا، وصمَموا على المتابعة رغم الصِعاب، فرحلة تطوير أنفسنا و الوصول بها إلى القمَّة مليئة بالصُخور والمطبَات، والتي نحتاج للتَحلِي بالصَبر لتجاوزها.
  • التَفكير الإيجابي: من أهمِ المهارات لتطوير الذَات، التَركيز على الجوانب الإيجابيَة للأمور، والابتعاد عن السَلبيَة والإحباط، فالشَخص الإيجابيُ ينظر للفشل على أنَّه فرصة للتعلُم، وينهض من جديد ليُكمل رحلته بتطوير الذَات والوصول لهدفه. قال توماس أديسون عندما اخترع المصباح الكهربائيَ بعد أكثر من ألف محاولة فاشلة: "لقد اكتشفت أكثر من ألف طريقة لا تنجح في صنع مصباح كهربائي"؛ أي أنَّه نظر لفشله على أنَّه فرصة للتَعلُم.
  • القدوة: أن يأخذ الإنسان من الأشخاص النَاجحين قدوة له يكونون بمثابة حافز له، يتعلَم منهم كيف طوَروا أنفسهم، وتجاوزوا الصُعوبات والفشل، ويُفكِر في نفسه ويقول: "كما استطاعوا هؤلاء الأشخاص، ونجحوا في الوصول، أنا أستطيع وسأنجح في الوصول".
  • التَواصل مع الآخرين: من المهارات المفيدة للإنسان والتي تساعده في تطوير ذاته، التواصل الجيد مع الأشخاص والاستماع لهم وتبادل وجهات النظر، حيث يُصبح الإنسان متحدثاً جيداً، وتتوسع آفاقه، ويكون له رأيه الخاص، كل هذا ينعكس إيجاباً على تطوير الذات.
  • الابتعاد عن المخاوف والقلق: الخوف عدو الإنسان، فعندما نخاف لن نستطيع خوض أي تجربة، ولا تعلُّم أي جديد، فتطوير ذواتنا يبدأ بمحاربة الخوف في داخلنا والقضاء عليه، ومن الكتب المفيدة في هذا الخصوص كتاب "دع القلق وابدأ الحياة" للمبدع الشهير دايل كارنيجي.
  • الكوب الممتلئ: يجب ألا نكون كالكوب الممتلئ، الذي لا يستوعب المزيد بل سينسكب، ويعني ذلك أن نقوم بتطبيق كل ما تعلمناه وترسيخه في حياتنا؛ فالتعلم من دون تطبيق يعني أنَّنا لم نستفد شيئاً، بل سنكون كالكوب الممتلئ وسينسكب منا كل ما نتعلم.
  • البحث المستمر: العالم اليوم في تطور مستمر، ولِيطور الإنسان نفسه وقدراته، يجب أن يُواكب هذا التطور بالبحث المستمر والاطلاع على كل ما هو جديد في كل المجالات، خاصة في مجال العمل الذي يختص فيه ولا يكتفي بما لديه من معلومات، كما أنَّ علم التنمية البشرية اليوم في تطور دائم، ويجب الاستفادة منه ومتابعة آخر اكتشافاته في مجال تطوير الذات.
  • الارتقاء بالتفكير: أي الترفع عن صغائر الأمور، وعدم التركيز في أحوال وأخبار الآخرين، والابتعاد عن كل سجال أو جلسة لا تُقدم للإنسان أي قيمة، وتجاوز كل ما يضيع وقت ويصرف طاقته فيما لا يُفيد.
  • ألعاب الذكاء: من المفيد بين الفترة والأخرى لعب ألعاب الذكاء كالشطرنج والدومينو وغيرها من الألعاب التي تُنمِّي الذكاء والتركيز، وتُقوي مهارة التفكير لدينا.
  • ممارسة الرياضة: المقصود ممارسة الرياضة ممارسةً منتظمةً ويوميةً، حيث تؤكد الدراسات على الآثار الإيجابية للرياضة على صحتنا الجسدية والنفسية، فهي نوع من التفريغ للطاقة السلبية التي تكون بداخل الإنسان نتيجة ضغوطات الحياة، كما أنَّها تُساعد على زيادة  النشاط والحماس، مما يزيد من رغبة الإنسان في مزيد من العمل لتطوير نفسه.
إقرأ أيضاً: مفهوم تطوير الذات وأهم الأسرار لتطوير ذاتك وتنميتها

الثقة بالنفس وتطوير الذات:

  • هناك إجماع من الكثيرين، حول أنَّ العلاقة بين الثقة بالنفس وتطوير الذات علاقة متبادلة، وكلما زادت ثقة الإنسان بنفسه زادت رغبته بتطوير ذاته، وأيضاً كلما طور من ذاته زادت ثقته بنفسه.
  • تطوير الذات يحتاج إلى الثقة بالنفس كخطوة أولى، فكيف ستتولد رغبة لدى الإنسان بتطوير ذاته، وهو غير واثق من نفسه وإمكانياته، فالشخص الواثق من نفسه يؤمن بنفسه وبأنَّه يستحق الأفضل، ويكون قادراً على اتخاذ القرار السليم، ومواجهة المواقف الصعبة بشجاعة، وقادراً على الاعتراف بأخطائه وإصلاحها، ولا يسمح للأشخاص السلبيين من إحباطه، وينظر لنفسه بإيجابية واحترام ويطمح لعلوِّ شأنها، لذا نجده متجه دائماً للتعلم و تطوير ذاته.
  • وأيضاً كلما نجح الإنسان في تطوير ذاته، وتحسين أدواته ومهاراته، زادت ثقته بنفسه، وزاد طموحه في تحقيق المزيد من النجاح والتطوير.

شاهد بالفديو: 20 قول في تطوير الذات والنجاح في الحياة

عبارات تحفيزية عن تطوير الذات:

  • سأظل أتعلم من الحياة حتى أصل إلى مستوى يليق بي، وسأظل أتعثر حتى أتقن ما أريد تعلمه.
  • يرى الناجح حلاً لكل مشكلة، أما الفاشل فيرى المشكلة في كل حل.
  • تجاهل الناس الذين يُرددون كلمة مستحيل.
  • لا تقل أبداً أنِّي سوف أفشل، لأنَّ عقلك الباطن لا يأخذ الأمر بشكل هزلي، بل إنَّه يُشرع فوراً في تحقيقه.
  • لا تبقَ مُنتظراً حتى تأتيك سفينتك، بل اسبح إليها.
  • إنَّ الشيء الوحيد الذي تمتلك السيطرة عليه هو تفكيرك، فاستخدمه جيداً.
  • فكِّر دائماً بما يُسعدك، وابتعد دائماً عما يُقلقك.
  • الفاشلون ينحنون للعقبات، الأبطال يجعلون العقبات تنحني لهم؛ وهذا هو الفرق.
  • إذا أردت أن تفعل شيئاً، ستبحث بكل تأكيد عن الطريقة المناسبة، أما إذا لم ترِد فعله، فستبحث عن عذر.
  • الحكمة في هذه الحياة ليست في التعثر، وإنَّما في القيام بعد كل مرة تتعثر فيها. -نيلسون مانديلا
  • رماني الناس بالحجارة، فجمعتها وبنيت بيتاً.
  • ثق بنفسك، فأنت تعرف أكثر مما تعتقد.
  • عندما يتراكم عليك كل شيء، وتصل إلى نقطة لا تتحملها، احذر أن تستسلم، ففي هذه النقطة يتم تغيير قدرك.
  • الفشل هو سبب لنجاح قادم، فلتستغله ولا تجعله يُدمرك.
  • اجعل النهاية السعيدة حاضرة في ذهنك، واحرص في كل يوم أن تعمل كي تقترب منها.
  • ليس الخطأ أن تولد فقيراً، لكنه خطؤك أن تموت فقيراً.
  • في اليوم الذي لا تُواجه فيه أية مشكلة، تأكد أنَّك في الطريق الخطأ.
  • لا تُقارن نفسك مع أي شخص في العالم، فإن فعلت ذلك فإنَّك تهين نفسك.
  • كل الإنجازات وكل الثروات التي تم تحقيقها كانت في البداية عبارة عن فكرة.
  • يقول ماسلو عن الصفات التي يتميز بها الناجحين وهي:
    • إدراك الحقائق.
    • يتقبَّلون كل شيء من حولهم ويتكيفون معه.
    • الناجحون دائماً يتحلون بحس الفكاهة.
    • يهتمون بسعادة كل من حولهم.
    • قادرين على تقدير المواقف والتجارب في الحياة.
    • ينظرون إلى الحياة نظرة موضوعية سليمة.
إقرأ أيضاً: 5 نصائح ريادية لتحفيز الذات

اجعل تطوير ذاتك هاجساً لديك:

يجب أن يكون موضوع "تطوير الذات" هاجساً لديك ليل نهار، في كل الأوقات وفي كل الأعمال، اسأل نفسك دائماً: "هل أنا في حالة تطوير للذات؟"؛ وتذكر دائماً أنَّه لا يُمكن أن تنجح في تطوير ذاتك، ما لم تُؤمن بها، وتثق بإمكانياتك وأنَّ لديك طاقات كامنة، وأنَّك يستحق الأفضل في كل شيء، والأهم ألا تخشى الفشل أو مواجهة التحديات، بل على العكس أن ترى فيها دروساً للتعلم وحافزاً للتحدي وإثباتاً للذات.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة