فن الإقناع: 20 مهارة تجعل الجميع يوافق على ما تقوله

سواء كنت قائداً، أم رائد أعمال، أم مسوقاً، أم مديراً تنفيذياً، أم مديراً عاماً؛ وطالما لديك علاقات مع الناس، خاصة تلك العلاقات من نوع "رئيس ومرؤوس"؛ فيجب أن تتمتع بمهارات الإقناع.



لا يعني الإقناع إكراه الآخرين على فعل شيء ما، بل قدرة الشخص على حملهم على تنفيذ مهام محددة عن طيب خاطر، واتباع الطريقة التي يضعها لتحقيق أهداف وغايات محددة. إنَّ المشكلة التي تواجه معظم الناس هي عدم قدرتهم على فهم هذا الفن، وعدم الرغبة في اكتساب المهارات الحيوية اللازمة لإقناع الناس.

لا تعطيك مهارتك في الإقناع الحق بالتلاعب أو ابتزاز الآخرين، إذ لا يتعدى الأمر إقناعهم دون إكراه؛ فإذا أردت إقناع الآخرين بتنفيذ مجموعة من المهام بحماس ودون تردد، أو الإيمان بالأفكار التي تطرحها؛ فيجب أن تتمتع بمهارات الإقناع التي سنذكرها في هذا المقال.

يبدأ كل شيء بمهارات التخطيط:

تعتمد قدرتك على إقناع الناس بنجاح في كل مرة على التحضير المسبق، إذ لا يتحقق شيء دون تخطيط، والأمر الأهم هنا هو الحصول على معلومات كافية عن الأشخاص والظروف من حولك، حيث يزيد التخطيط من قدرتك على الإقناع بفاعلية.

يقول "جيف هادن" (Jeff Haden): "بدلاً من تقديم الدليل مباشرة، ابدأ بعبارات أو مقدمات تعلم أنَّ جمهورك يتفق معها، وأسس لمزيد من التوافق، وتذكر أنَّ الجسم المتحرك يميل إلى البقاء في حالة حركة، وينطبق هذا أيضاً على إيماء الرأس بالموافقة".

1. مهارات رواية القصص:

يُعدُّ سرد القصص أمراً رائعاً للغاية عندما تحاول إثبات وجهة نظرك؛ حيث تتمكَّن من خلال القصص المشوقة من إقناع الناس والتأثير فيهم، ويبدو أنَّ درجة اهتمام الناس تزداد عندما يستمعون إلى سرد أو توضيح شيِّق مقارنة بتقديم حقائق وأرقام جامدة.

عند توضيح فكرتك أو استراتيجيتك من خلال سرد القصص، سيفهمك الناس بشكل أفضل؛ فكما يقول مارتن زويلينج (Martin Zwilling): "غالباً ما تكون القصص مقنعة أكثر من الحقائق البسيطة"؛ فإذا تمكنت من دمج الناس مباشرة في قصة مشوقة، فسيكون التأثير المحتمل أكبر بالتأكيد.

2. المهارات التحفيزية:

يرتبط الإقناع بالتحفيز إلى حد بعيد؛ فلن تستطيع إقناع الناس دون معرفتك بفن التحفيز.

إنَّ تحفيز الناس مَهمَّة صعبة لأنَّها تعتمد على الشخصية؛ فقد تختلف العوامل التي تحفز شخصاً ما عن تلك التي تحفز شخصاً آخر، ويساعد فهم الأسباب التي تجعل الناس متحفزين في التأكد من أنَّ الناس قد وصلوا إلى المرحلة التي يكونون فيها أكثر إنتاجية؛ ومن أجل إقناعهم بنجاح، يجب أن يكون المرء قادراً على معرفة ما يلزم لتحفيز كل واحد منهم.

3. مهارة حل المشكلات:

يوجد في عالمنا المعاصر الكثير من المسائل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية العالقة؛ لذلك يحظى الأشخاص الذين يمتلكون مهارات حل المشكلات باحترام كبير، ويكتسبون القدرة على إقناع الناس للإيمان بأفكارهم. يبحث الناس باستمرار عن الأشخاص القادرين على حل المشكلات؛ فإن كنت قادراً على تحليل المشكلات والتوصل إلى أفضل البدائل التي تحل مشكلة معينة، فسيطلب منك الناس المساعدة وينحنون لقوتك في الإقناع.

4. مهارة التفكير الاستراتيجي:

هل فكرت يوماً في كبار المخترعين ورجال الأعمال الأثرياء في عالمنا المعاصر؟ إنَّهم مفكرون رائعون تمكنوا من إحداث تأثير هائل في حياتنا.

ينظر الناس إلى وارن بافيت (Warren Buffett) بكونه واحداً من أنجح المستثمرين في العالم؛ وكذلك مارك زوكربيرج (Mark Zuckerberg) الذي يعدُّ رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لفيسبوك (Facebook)، والتي تنافس "مايكروسوفت" (Microsoft)، التي تعدُّ بدورها أكبر شركة برمجيات في العالم. هؤلاء الرجال عظماء اليوم؛ ذلك لأنَّهم مفكرون استراتيجيون، ويمكنهم من خلال هذه المهارة إقناع الناس لتبنِّي أفكارهم بسهولة.

إقرأ أيضاً: نماذج التفكير الاستراتيجي

5. الثقة بالنفس:

تعدُّ الثقة بالنفس شرطاً مسبقاً للقدرة على الإقناع؛ فلن يُقدِّر أحد أفكارك وآراءك ووجهات نظرك إذا أدرك أنَّك تفتقر إلى الثقة بالنفس.إذا كنت تثق بنفسك وبما تفعله حقاً، ستتمكن دائماً من إقناع الآخرين بفعل ما هو مناسب لهم، وتحصل على ما تريده في المقابل.

6. مهارات الإصغاء:

الأشخاص المؤثرون هم من يمتلكون موهبة الإصغاء الفعال؛ فهم يهتمون بكل شكوى وحوار، ممَّا يجعل الناس يحبونهم.

هل سألت نفسك يوماً لماذا يقول معظم الناس "شكراً على إصغائك"؟ ذلك لأنَّ الناس يشعرون بالسعادة عندما يصغي شخص ما إلى مشكلاتهم؛ إذ يجعل اكتساب ثقتهم بهذه الطريقة التأثير فيهم أسهل.

7. الشخصية الجذابة (الكاريزما):

تنبع الجاذبية ممَّا تقوله وتفعله، وليس من شخصك بحد ذاته؛ حيث تلعب كلٌّ من أفعالك العفوية والتلميحات الاجتماعية والتعبيرات الجسدية والطريقة التي تعامل بها الآخرين دوراً هاماً في تطوير جاذبيتك الشخصية. تؤثر الجاذبية الشخصية تأثيراً كبيراً؛ فعندما يحبك الناس بشكل طبيعي بسبب طريقة حديثك ورباطة جأشك وشخصيتك الهادئة وسلوكك المرن وغيرها من الصفات الحميدة، تتمكن من التأثير فيهم بفاعلية.

شاهد بالفيديو: 9 أشياء تجعلك أكثر جاذبية.

8. الألفة والوئام:

تعدُّ هذه الصفة ضرورية لتطوير الثقة المتبادلة والصداقة مع فرد أو مجموعة من الأفراد؛ فبمجرد إنشاء علاقة شخصية جيدة مع هؤلاء، ستحظى بفرصة للتواصل معهم ومشاركتهم بعض الأفكار والقيم.

يقول جيسون نازار (Jason Nazar): "من خلال محاكاة السلوكات المعتادة للآخرين ومطابقتها -مثل: لغة الجسد، ونبرة الصوت، وأنماط اللغة، وما إلى ذلك- يمكنك خلق شعور بالألفة والوئام؛ حيث يشعر الناس بمزيد من الراحة معك، ويصبحون أكثر انفتاحاً على اقتراحاتك".

9. الولاء:

نسمع الناس يقولون دائماً "الاحترام يُكتسَب ولا يُفرَض"؛ وذلك لكون الناس يتوقعون من أولئك الذين يحترمونهم أن يبادلوهم مشاعرعم وأفعالهم بطريقة مماثلة؛ إذ يجب أن تكون مخلصاً كي تكون قادراً على جذب انتباه الآخرين الذين تريد التأثير فيهم.

10. مهارة البحث:

يجب أن يكون الشخص الذي يرغب في امتلاك القدرة على الإقناع باحثاً جيداً من أجل مناقشة أي موضوع بدقة وثقة؛ حيث تتمكن من خلال امتلاك مهارة البحث من استكشاف معرفة غير محدودة بالنقاط والأفكار والآراء التي تريد مناقشتها، وتمنحك معرفتك الواسعة بالتالي ميزة إضافية لاستخدامها في إقناع الآخرين للإيمان بأفكارك.

11. مهارة العلاقات الإنسانية:

تُعدُّ مهارة العلاقات الإنسانية أمراً بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بالإقناع، وقد فشل منظرو الإدارة التقليديون جزئياً بسبب إهمالهم نهج العلاقات الإنسانية لإدارة الموظفين؛ فإذا أردت أن تكون مقنعاً عظيماً، يجب أن تفهم آلام ومشكلات الناس أولاً.

إنَّ الأشخاص المقنعين محبوبون ومؤثرون لأنَّهم يهتمون باحتياجات الآخرين أكثر من اهتمامهم باحتياجاتهم الخاصة؛ فعندما تحاول فهم الآخرين ودوافعهم بصدق، ستتمكن من إقناعهم بفاعلية أكبر.

12. مهارة التواصل:

يُعدُّ التواصل أمراً ضرورياً عندما تريد إقناع شخص ما أو مجموعة من الناس بنجاح، ويجب أن يكون التواصل حواراً بين طرفين، حيث يُشجَّع الطرف الآخر على المشاركة وإبداء الرأي. يكمن فن الإقناع في التفاعل وتشجيع الردود للتأكد من الحالة الذهنية والدوافع ووجهات نظر الأفراد الذين نريد إقناعهم باتباع مسار عمل معين.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لتعزيز مهارات التواصل مع الآخرين

13. مهارة اللغة:

نتيجة للعولمة، أصبحنا نقابل أشخاصاً من دول مختلفة، والذين يتحدثون لغات مختلفة ولديهم قيم ومعايير وثقافة مختلفة. تتمثل إحدى طرائق إقامة علاقات شخصية معهم في فهم لغاتهم والتحدث بها، لذا سيمنحك التواصل المستمر معهم الفرصة لمشاركة أفكارك والتأثير في آرائهم.

14. مهارة الإرشاد والتوجيه:

عادة ما يحترم الناس المرشدين، خاصة العباقرة منهم. ليس من الصعب امتلاك مهارة التوجيه والإرشاد، إذ كلُّ ما عليك فعله هو أن تجمع الناس من حولك وتخبرهم عن معتقداتك وأفكارك وأهدافك، حيث ستقنعهم باتباع نهجك طالما أنَّك ناجح فيما تفعله.

15. مهارة التفكير النقدي:

إنَّ المنطق نتاج التفكير النقدي؛ لذا لا تتوقع إقناع الناس إذا كنت لا تعرف شيئاً عنهم. يجعل التفكير النقدي المرء متعلماً نشطاً، وليس متلقياً سلبياً للمعلومات؛ لذلك تجد أنَّ المفكرين النقديين يستخدمون الملاحظة والتحليل والتفسير والتفكير والتقييم والاستدلال والشرح لجعل الناس يصدقونهم.

16. مهارات الخطابة:

لكي تنجح في إقناع الناس، يجب أن تتقن فنَّ الخطابة؛ إذ إنَّ مهارة التحدث أمام الجمهور شرط أساسي لا غنى عنه.

يتطلب التحدث أمام الجمهور امتلاك الثقة بالنفس والتخطيط والبحث والتركيز ورواية القصص ومعرفة الجمهور، والكثير من المهارات الأخرى؛ حيث تشكل هذه الأمور مجتمعة مهارة التحدث أمام الجمهور.

17. مهارة العلاقات العامة:

يتطلب فن الإقناع مهارة علاقات عامة جيدة، خاصة عندما يكون المرء شخصية عامة؛ ومن الصفات التي يحتاجها المرء لإقناع الناس بنجاح: المرونة، والجرأة، والقدرة على التكيف.

18. مهارة التعاون مع الآخرين:

لا يمكن لشخصين أو ثلاثة العمل معاً إلَّا إذا كانت لديهم الرغبة في التعاون؛ فالمهارات التعاونية هي السلوكات التي تساعدهم على العمل مع بعضهم بعضاً في أثناء تنفيذ مَهمَّة ما. لا يمكنك التأثير في الناس دون معرفتهم جيداً، وتكمن أفضل طريقة لتعرفهم وتفهمهم في التعاون معهم.

19. الإبداع:

يجب أن تكون مبدعاً في تقديم شيء جديد، أو أن توجِدَ طريقة جديدة تماماً للقيام بالأشياء، بحيث تجذب انتباه الناس؛ إذ يحب الناس المفكرين المبدعين، ويتمنون مشاركتهم شعورهم. تقول ليندا نيمان (Linda Naiman)، مؤسِّسة موقع (Creativity at Work): "تتمتع المنظمات التي يقودها قادة مبدعون بمعدل نجاح أعلى في الابتكار وإشراك الموظفين والتغيير والتجديد".

إقرأ أيضاً: مفهوم الإبداع ومعوقات التفكير الإبداعي

20. مهارة صنع القرار:

إنَّ حياتنا اليومية مليئة بالقرارات البسيطة والمعقدة، كما تعتمد معظم المهارات المذكورة آنفاً على صنع القرار؛ فعلى سبيل المثال: اختيار مجموعة الأفراد التي تريد إقناعها، واختيار نوع التواصل والاستراتيجيات والتقنيات اللازمة لإقناعهم هي عناصر هامة تتطلب صنع القرار، ولا يمكن للمرء دون هذه المهارة أن يحقق الكثير عند محاولة إقناع الآخرين.

المصدر




مقالات مرتبطة