عملية شد البطن: أنواعها، وفوائدها، وكيفية الاستعداد لها
تُعدُّ عملية شد البطن، الخيار الأمثل للأشخاص الذين يُعانون من ترهل الجلد الزائد في منطقة البطن. ولكن، ما مخاطر وعيوب هذه العملية؟ ما مميزاتها، وما أهم أسبابها؟ هذا ما سنطلعكم عليه أعزاءنا القرَّاء في هذا المقال؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.
أسباب عملية شد البطن:
توجد عدة أسباب تؤدي إلى ضرورة إجراء عملية شد البطن. ومن أهم هذه الأسباب نذكر لكم:
- ضعف عضلات البطن بسبب الحمل المتتالي.
- وجود ترهلات جلدية في منطقة البطن؛ إذ يعود وجود هذه الترهلات لأحد الأسباب الآتية: (الشيخوخة، أو الحمل المتتالي، أو الوراثة، أو فقدان الوزن، أو جراحة سابقة).
- بقاء الدهون في منطقة البطن بعد ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم، والقيام بحميةٍ غذائيةٍ صحيةٍ لإنقاص الوزن؛ إذ يعود سبب وجود هذه الدهون للآتي: (الخضوع لحميات غذائية فقيرة بالبروتينات، أو عدم ممارسة أي أنشطة، أو شرب المشروبات الغازية بكثرة، أو انقطاع الطمث، أو بكتيريا المعدة الضارة، أو تناول أطعمة لا تحتوي على الكميات التي يحتاج إليها الجسم من الألياف، أو الضغط النفسي والكوليسترول، أو بسبب الدهون المتحولة، أو شرب الكحول، أو عدم الحصول على القسط الكافي من النوم، أو بسبب التدخين).
- عدم ظهور البطن بشكل مسطح، بسبب وجود جلد إضافي في المنطقة المحيطة بالمعدة.
أنواع عمليات شد البطن:
1. شد البطن الكامل:
هي عملية شد البطن التقليدية، والتي يتم دمجها مع شفط الدهون من أسفل البطن، ويمكن أن يتم فيها شفط الدهون من الجزء العلوي من البطن، إذا اقتضى الأمر، ومن ثم إزالة الجلد المترهل الزائد في أسفل البطن. وفي حال كانت عضلات البطن تعاني من مشكلات الانفصال والتباعد، يتم إصلاحها وتقويتها.
يُعدُّ هذا النوع الخيار الأمثل لمن يُعاني من إفراطٍ في دهون البطن، أو جلد مترهل، أو عضلاتٍ ممتدة، حيث يمكن لهذه العملية أن تُقلل 2 إلى 4 بوصات من محيط بطن المريض. تتم هذه العملية بإجراء شق يمتد طوله بين عظمي الفخذ، أي في المنطقة التي تدعى: "شق خط البكيني الكامل".
2. شد البطن المُصغر:
يتم إجراء عملية شد البطن المُصغر للمرضى الذين يعانون من دهون مُفرطة مركزية أسفل سرة البطن، بالإضافة إلى كمية صغيرة من الجلد المترهل الرخو في هذه المنطقة. وتُجرى هذه العملية من خلال شق صغير يتراوح طوله ما بين 4 إلى 8 بوصات على طول خط البكيني، حيث يمكن للطبيب الجراح شفط جيوب صغيرة من الدهون، وإزالة الجلد المترهل، وشد عضلات أسفل البطن.
3. شد البطن المحدود:
ويسمى أيضاً، شد البطن المعتدل أو المتوسط؛ إذ تشبه الإجراءات الجراحية فيه، عملية شد البطن المُصغر، غير أنَّ الشق فيه أطول قليلاً. ويتم هذا الإجراء الجراحي للأشخاص الذين يُعانون من وجود جلد مترهل في أعلى البطن، بالإضافة إلى وجود كمية أكبر من الجلد المترهل في أسفل البطن.
4. شد البطن الممتد:
ويدعى هذا النوع أيضاً، شد البطن الموسعة؛ حيث تُجرى هذه العملية للأشخاص الذين يُعانون من ترهل الجلد في منطقة البطن بالكامل والجذع، بالإضافة إلى وجود جلد مترهل في الجزء العلوي من البطن، وأسفل الصدر، والظهر. ويقوم الطبيب الجراح في هذه العملية بإجراء شق أفقي على طول خط البكيني، بالإضافة إلى إجراء شق في منتصف الظهر الكامل، بهدف إكمال عملية إزالة الجلد الزائد على الصدر السفلي، والظهر، والبطن.
فوائد عملية شد البطن:
عملية شد البطن لها عديدٌ من الفوائد؛ نذكر لكم أهمها فيما يأتي:
1. الحصول على الشكل المرغوب للجسم:
تساعد عملية شد البطن على التخلص من الدهون الزائدة، والجلد المترهل في منطقة البطن، خاصةً عند النساء بعد الحمل والولادات المُتعددة والمتتالية، وعند الأشخاص الذين خسروا وزناً كبيراً؛ حيث إنَّ عضلات البطن تكون مترهلة ورخوة، ولا يمكن إرجاعها إلى وضعها الطبيعي، حتى باتباع الحميات الغذائية الصحية، وممارسة التمرينات الرياضية بشكلٍ مُكثفٍ ومتواصل؛ لذلك تساعد هذه العملية في إصلاح العضلات، وتقويتها؛ الأمر الذي يساهم بشكلٍ فعَّال في دعم العمود الفقري وتقويته.
2. علاج مرض السلس البولي أو التخفيف من حدته:
يمكن لبعض النساء أن يُصبن بمرض السلس البولي الإجهادي، وخاصةً بعد الولادة الطبيعية. وهو مرض يُصيب المثانة، ويجعلها غير قادرة على منع البول، والتحكم فيه، في حالات العطس، أو السعال، أو عند ممارسة بعض التمرينات الرياضية. يتم علاج هذا المرض من دون الحاجة إلى الجراحة، ولكن بيَّنت الدراسات أنَّ عملية شد البطن فعَّالة جداً في معالجة مثل هذه الحالة، خاصةً عند النساء اللواتي لم يلدن ولادةً قيصرية.
من الأشخاص غير المسموح لهم بالخضوع لعملية شد البطن؟
توجد مجموعة من الأشخاص الذين لا يمكنهم الخضوع لعملية شد البطن. وهؤلاء الأشخاص هم:
- النساء اللواتي يُفكرن في الحمل مستقبلاً.
- الأشخاص الراغبون في فقدان كميةٍ كبيرة من وزنهم.
- الأشخاص الذين يعانون من حالةٍ مرضيةٍ مزمنةٍ حادة، مثل: مرض السكري، أو مرض القلب.
- الأشخاص الذين خضعوا لعمليةٍ جراحيةٍ سابقة في منطقة البطن، نتج عنها ندب كبير.
- الأشخاص الذين يمتلكون مؤشر كتلة جسم أكبر من 30.
- الأشخاص المدخنين.
مخاطر مضاعفات عملية شد البطن:
يمكن أن ينتج عن عملية شد البطن مخاطر ومضاعفات عديدة؛ نذكر لكم من أهمها:
1. ضعف التئام جرح العملية:
في بعض الحالات، يمكن أن يكون التئام جرح العملية بطيئاً، أو يمكن أن يسوء شفاء وتعافي المناطق الموجودة على طول جرح العملية؛ إذ يمكن في بعض الحالات أن تبدأ التباعد والانفصال، ممَّا يسبب خطر الإصابة بالعدوى؛ لذا يجب تناول المضادات الحيوية في أثناء وبعد العمل الجراحي، للوقاية من تلك الحالات.
2. التورم المصلي:
ويُقصد بـ "التورم المصلي"، تراكم السوائل تحت الجلد في منطقة العمل الجراحي؛ لذا يلجأ الطبيب الجراح إلى إزالتها، بعد الانتهاء من العملية، باستخدام الإبرة والمحقن، أو قد يترك أنابيب التصريف في مكانها بعد الانتهاء من العملية الجراحية.
3. تغيُّر لون الجلد:
يُمكن أن يؤثر تغيير موضع أنسجة البطن، خلال إجراء العملية، في الأعصاب المنتشرة في هذه المنطقة. ويمكن في حالاتٍ نادرة، أن يتغيَّر شكل المنطقة الواقعة أعلى الفخذين، فضلاً عن شعور الشخص الخاضع لهذه العملية، بإحساس من الخدر أو التقلص في منطقة أسفل البطن، ولكن يخفُّ هذا الشعور تدريجياً في الأشهر القليلة التي تلي العمل الجراحي.
4. تلف الأنسجة أو الوفاة:
خلال إجراء عملية شد البطن، يمكن أن تتلف الأنسجة الدهنية العميقة تحت الجلد في منطقة البطن، ويمكن أن يتسبب بذلك بالوفاة. ويُعدُّ التدخين واحداً من أهم الأسباب التي قد تزيد من نسبة هذه المخاطر. وفي المقابل، يمكن أن تتعافى هذه الأنسجة بشكلٍ طبيعي وتلقائي، أو يمكن أن يتطلب الأمر خضوعاً لجراحةٍ تكميلية، وذلك تبعاً لحجم المنطقة.
كيفية الاستعداد لعملية شد البطن:
خلال الزيارة الأولى إلى جراح التجميل الذي سيقوم بعملية شد البطن، يمكن أن تحدث الأمور الآتية:
1. مراجعة التاريخ الصحي:
عند زيارة المريض عيادة الطبيب الجراح للمرة الأولى، لا بدَّ من قيام الطبيب بمراجعة تاريخه الصحي، وذلك من خلال الأسئلة الآتية:
- ما الإجراءات الجراحية التي خضع لها المريض؟
- ما الأدوية التي يتناولها المريض، أو تلك التي تناولها في الفترة الأخيرة؟
- هل لدى المريض حساسية تجاه أي نوع من الأدوية؟
- هل رغبة المريض في إجراء عملية شد البطن مرتبطة بإنقاص الوزن؟
- أسئلة دقيقة ومفصلة حول زيادة وإنقاص وزن المريض.
2. الفحص البدني:
سيقوم الطبيب الجراح بفحص بطن المريض، لتحديد خيارات العمل الجراحي الخاصة به. ويمكن أيضاً أن يقوم الطبيب بتصوير بطن المريض، لإضافة الصور إلى سجله الطبي.
3. مناقشة التوقعات:
يجب على المريض أن يوضِّح الهدف الذي يريده من إجراء عملية شد البطن، وما المظهر الذي يرجوه بعد الخضوع للعملية، ومناقشة فوائد ومخاطر هذا العمل الجراحي. ثم إنَّ على المريض أن يضع في اعتباره، أنَّ خضوعه لجراحةٍ سابقةٍ في منطقة البطن، قد تحد من النتائج والتوقعات المرجوة.
نصائح مهمة قبل الخضوع لعملية شد البطن:
قبل إجراء عملية شد البطن، توجد عدة نصائح يجب الالتزام بها؛ من أهمها نذكر لكم الآتي:
1. عدم تناول أدوية معيَّنة:
يجب الامتناع عن تناول الأدوية التي تؤدي إلى زيادة النزيف، مثل: الأسبرين، أو المكملات الغذائية العشبية، أو الأدوية المضادة للالتهاب، أو غيرها.
2. الإقلاع عن التدخين:
يجب الإقلاع عن التدخين قبل الخضوع لعملية شد البطن، وفي أثناء مرحلة التعافي، لما له من أضرار كثيرة؛ حيث إنَّ التدخين يزيد من خطر التعرض لتلف الأنسجة، ويُقلل من تدفق الدم في الجلد، ويمكن أن يساهم في إبطاء عملية الشفاء.
3. تناول مضادات التخثر:
قبل الخضوع لعملية شد البطن بمدةٍ قصيرة، يجب تناول مضادات التخثر للوقاية من تخثر الدم.
4. الحفاظ على وزنٍ ثابت:
إن كان لدى المريض وزن زائد بشكلٍ مفرط، فيجب أن يُنقص وزنه قبل العملية للحصول على النتائج المطلوبة، ويجب المحافظة على الوزن المطلوب مدة سنة تقريباً قبل الخضوع لعملية شد البطن.
وبذلك أعزاءنا القرَّاء نكون قد قدمنا إليكم شرحاً عن أهم أسباب عملية شد البطن، ومميزاتها، ومخاطرها وعيوبها، فضلاً عن عدد من النصائح المهمة قبل إجراء هذا العمل الجراحي.