دليلك الشامل للأسئلة الأكثر شيوعاً في مقابلات التوظيف - الجزء (3)

لقد تحدَّثنا في الجزء الأول والثاني من هذا المقال عن نوعين من أسئلة مقابلات التوظيف، هما الأسئلة التقليدية، والأسئلة التي تتعلَّق بتاريخك المهني، وسوف نناقش بقيَّة الأسئلة المحتملة في هذا الجزء.



أسئلة تتعلَّق بك وبأهدافك:

من الهام أن يتعرَّف مدير التوظيف إلى المرشَّح جيداً؛ لذا قد يسألك أسئلة تدور حول طريقتك في العمل، وعمَّا تبحث عنه في الوظيفة والفريق والشركة والمدير، وما هي أهدافك، ويُعدُّ هذا السؤال علامة جيدة على اهتمام المديرين بشخصية أعضاء فرقهم والتأكُّد من أنَّهم سيضيفون قيمة للشركة ولبعضهم بعضاً.

1. ما الذي تبحث عنه في الوظيفة الجديدة؟

يجب أن تكون دقيقاً عند الإجابة عن هذا السؤال، ويُفضَّل أن تكون محدداً قدر الإمكان وتقول نفس الأشياء التي قد يقدِّمها لك هذا المنصب.

شاهد بالفديو: كيف تعزّز وجودك في عملك الجديد؟

2. ما نوع بيئة العمل التي تفضلها؟

لكي تكون إجابتك مثالية، صِف بيئة عمل مشابهة لبيئة الشركة التي تتقدم إليها.

3. ما هو أسلوب الإدارة الذي تفضله؟

يكون أفضل المديرين فعالين ومرنين في الوقت نفسه، وهذا ما يتعيَّن عليك قوله في إجابتك؛ لذا قُل شئياً مثل: "في حين أنَّ كل موقف وكل عضو في الفريق يتطلب استراتيجية مختلفة تقريباً، فإنِّني أميل إلى التعامل مع الموظفين بصفتي كوتشاً"، ثم تحدَّث عن بعض أفضل مواقفك الإدارية، مثل العمل على تنمية مهارات فريقك أو تدريب موظف ضعيف الأداء ليصبح أفضل مندوب مبيعات في الشركة.

4. كيف يصفك رئيسك وزملاؤك في العمل؟

أولاً، يجب أن تكون صريحاً في هذا الشأن؛ لأنَّك إذا وصلت إلى الخطوة النهائية، سيتصل مدير التوظيف برؤسائك وزملائك السابقين للحصول على بعض المعلومات عنك؛ لذا تحدَّث عن نقاط القوة والسمات التي لم تناقشها في جوانب أخرى من المقابلة، مثل أخلاقياتك العالية في العمل أو استعدادك للمشاركة في مشروعات إضافية إذا تطلَّب الأمر.

5. كيف تتعامل مع الضغوطات أو المواقف العصيبة؟

ربما ترغب في تجنُّب هذا السؤال لمحاولة إثبات أنَّك المرشح المثالي الذي يمكنه التعامل مع أي شيء يواجهه، ولكن من الهام عدم تجاهل هذا الأمر أو إنكاره، أي لا تقُل: "أنا ألتزم الصمت حتى يمرُّ الموقف"، أو "أنا لا أشعر بالتوتر"؛ بل تحدَّث عن استراتيجياتك للتعامل مع التوتر، سواء كان ذلك من خلال التأمل لمدة 10 دقائق كل يوم، أم الذهاب للجري، أم تخصيص قائمة مهام مفصَّلة تساعدك على التعامل مع الموقف.

واذكر أيضاً كيف تتواصل مع الآخرين، وكيف تحاول تخفيف حدة الضغوطات بصورة استباقية، وإذا كان بإمكانك إعطاء مثال حقيقي لموقف باعث على التوتر استطعت التعامل معه، فهذا أفضل بالتأكيد.

6. ماذا تحب أن تفعل خارج العمل؟

قد يسألك المحاور عن هواياتك أو اهتماماتك خارج العمل من أجل التعرف عليك بصورة أفضل، ومعرفة ما أنت شغوف به، وما تخصِّص له الوقت خلال ساعات الراحة، وهذه في الواقع فرصة رائعة لإبراز شخصيتك؛ فكُن صريحاً، ولكن تحدَّث باحترافية وانتبه للإجابات التي قد تجعل الأمر يبدو وكأنَّك تقضي كل وقتك في التركيز على شيء آخر غير الوظيفة التي تتقدم إليها.

7. هل تخطط لإنجاب أطفال؟

قد يسألك مدير التوظيف أسئلة تتعلَّق بوضعك العائلي، أو جنسيتك، أو دينك، ليس بنيَّة سيئة عادةً، ولكن دون أن ينتبه إلى أنَّ هذه الأسئلة لا يجب طرحها (هي أسئلة يعاقب عليها القانون في بعض الدول)، وللأسف ما زالت هذه الأسئلة تُطرح بصورة متكررة؛ لذا عليك أن تحوِّل الإجابة عن هذه الأسئلة إلى الحديث عن العمل، على سبيل المثال: "لم أقرِّر بعد، لكنَّني مهتم بالمسارات الوظيفية في شركتكم للغاية، فهل يمكن أن تخبرني المزيد عن هذا الموضوع؟".

إقرأ أيضاً: 5 نصائح عليك التقيد بها قبل الذهاب لمقابلة العمل

8. كيف تحدِّد أولويات عملك؟

يريد القائمون على المقابلات معرفة مهاراتك في إدارة الوقت، والتفكير بعقلانية، والتواصل بفاعلية، وإحداث التغيير إذا تطلَّب الأمر؛ لذا افتتح الإجابة بالحديث عن أي استراتيجية تناسبك للتخطيط اليومي أو الأسبوعي، سواء كان تطبيق قائمة مهام أم جدول بيانات، ويجب أيضاً أن تقول مثالاً عن هذا.

استمر في وصف كيفية تفاعلك مع طلب يُقدَّم في اللحظة الأخيرة، أو وقت استطعت فيه تغيير أولوياتك بسرعة، بما في ذلك كيفية تقييمك للموقف، وتحديد ما يجب القيام به، وكيف تواصلت مع مديرك وزملائك في الفريق بشأن ذلك.

9. ما الذي يثير شغفك؟

قد يسأل مدير التوظيف هذا السؤال للتعرُّف إليكَ أكثر، فأنت لست روبوتاً مبرمجاً على القيام بعملك فقط؛ بل إنسان في نهاية المطاف. قد يود المحاور التعرُّف أكثر على شخصيتك وأهدافك، ومن الجيد أن تجعل إجابتك عن هذا السؤال مرتبطة بالوظيفة التي تتقدَّم إليها، على سبيل المثال: إذا كانت الوظيفة الشاغرة هي مصمم رسومات، فقل أنَّك تقضي وقت فراغك في إنشاء الرسومات التوضيحية وتصورات البيانات لنشرها على "إنستجرام" (Instagram).

لا تخشَ التحدُّث عن هواية مختلفة عن عملك اليومي، وأضِف نقاطاً تُظهِر أنَّ بإمكانك أن تخطو خطوة أخرى إلى الأمام، وأنَّ ما يثير شغفك سيجعلك مرشحاً ممتازاً للمنصب الذي تترشَّح إليه، على سبيل المثال: إذا كنت مطوِّر برامج تحب أن تخبز في أوقات فراغك، فقد تتحدث عن أنَّ الطهي والخبز يعزز قدرتك على أن تكون مبدعاً ودقيقاً في التعامل مع الرموز والأكواد.

10. ما الذي يحفزك؟

قبل أن تفزع بشأن الإجابة عن هذا السؤال الذي يبدو سؤالاً وجودياً، ضَع في اعتبارك أنَّ القائم على المقابلة يريد التأكُّد من أنَّك متحمس لهذا المنصب في هذه الشركة، ومن أنَّك ستكون متحمساً للنجاح إذا اختاروك؛ لذا فكِّر فيما أشعل حماسك في الوظائف السابقة، وحدِّد ما الذي حفَّزك عندما قرأت هذا الوصف الوظيفي، واحرص على أن تختار شيئاً واحداً يتوافق مع الوظيفة والشركة التي تُجري المقابلة معها، وحاول نسج قصة تساعدك على توضيح وجهة نظرك، وإذا كنت صادقاً -ويجب أن تكون كذلك- سوف يلمس مديرو التوظيف حماسك هذا بكل تأكيد.

11. ما هي الأمور التي تستفزك؟

قد تقلقك الإجابة عن هذا السؤال، ولكنَّها ستصبح أسهل عليك إذا كنت تعرف لماذا يسأل المحاور عن ذلك، فهو يريد التأكد من أنَّك ستنجح في هذه الشركة، وأن يحصل على لمحة عن كيفية تعاملك مع النزاعات؛ لذا احرص على اختيار شيء لا يتعارض مع الثقافة والبيئة في هذه المؤسسة، وكُن صادقاً بشأن هذا، ثم اشرح ماذا فعلت لمعالجة الأمر، وابذل قصارى جهدك للحفاظ على هدوئك وتماسكك، واجعل ردَّك قصيراً ولطيفاً؛ فما من داعٍ للإسهاب في الحديث عن شيء يزعجك.

12. ما هو أسلوب الإدارة الذي تريد أن تُدار به؟

يُعدُّ هذا السؤال من الأسئلة التي تتطلَّب إيجاد الخيار المناسب لك، سواء من وجهة نظر الشركة أم من وجهة نظرك؛ لذا فكِّر في أسلوب الإدارة الذي كنت تفضِّله في الوظائف السابقة، والأساليب التي لم تُفضِّلها أيضاً، وفيما فعله الرؤساء السابقون وساعدك على النجاح واكتساب التحفيز والنمو، واختر شيئاً أو شيئين للتركيز عليهما، وعبِّر عنهما بطريقة إيجابية، وإذا كنت تفضِّل أسلوباً معاكساً لما كان يقوم به مديرك السابق، فعبِّر عنه، وقد يجعل إعطاء مثال إيجابي عن رئيس عظيم قد عملت معه إجابتك أكثر تحديداً.

13. أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟

إذا طُرحَ عليك هذا السؤال، فكُن صريحاً ومحدداً بشأن أهدافك المستقبلية، ولكن ضَع في حسبانك أنَّ مدير التوظيف يريد أن يعرف:

  • إذا كنت قد حدَّدت توقعات واقعية لمسيرتك المهنية.
  • إذا كنت شخصاً طموحاً.
  • إذا كان المنصب يتوافق مع أهدافك ونموِّك.

إنَّ أفضل طريقة للإجابة هي التفكير واقعياً في الوجهة التي يأخذك هذا المنصب إليها، والإجابة وفقاً لذلك، وإذا لم يكن المنصب سيؤول بك إلى ما تريد بالضرورة، فلا بأس في أن تقول إنَّك لا تعرف ما يخبئه لك المستقبل، ولكنَّك تعلم أنَّ هذا المنصب سيساعدك على معرفة ذلك واتِّخاذ القرارات المناسبة.

إقرأ أيضاً: كيف تجيب عن السؤال الأصعب في مقابلة التوظيف: أين ترى نفسك بعد 5 سنوات؟

14. ما هي وظيفة أحلامك؟

وعلى نفس المنوال، يريد المحاور معرفة إذا كان هذا المنصب يتوافق حقاً مع أهدافك المهنية، وأفضل ما يمكنك فعله هو التحدُّث عن أهدافك وطموحاتك، وكيف ستقربك هذه الوظيفة من تحقيقهما.

15. ما هي الشركات الأخرى التي تُجري مقابلات معها؟

قد يسألك المحاور عن الشركات التي تجري معها مقابلة توظيف لعدَّة أسباب: فربما يريد معرفة مدى جديتك بشأن هذا المنصب أو المجال أو يحاول معرفة مَن الشركات التي تنافسه على توظيفك، وهنا عليك أن تعبِّر عن حماسك لهذه الوظيفة، ولكن في الوقت نفسه، لا تمنح الشركة أي نفوذ أكثر مما تمتلكه بالفعل من خلال إخباره بأنَّك لا تجري مقابلات مع شركات أخرى في الوقت الذي تفعل ذلك؛ لذا تحدَّث عن المقابلات التي تجريها مع الشركات الأخرى، ثم اذكر كيف ولماذا يبدو هذا المنصب بالأخص مناسباً لك.

شاهد بالفديو: 12 نصيحة من أجل مقابلات العمل

16. ما الذي يجعلك متميزاً؟

يرغب المحاور في معرفة الإجابة عن هذا السؤال حقاً؛ لذا عليك أن تقدِّم له سبباً يميِّزك عن المرشحين الآخرين، وتكمن الفكرة في جعل إجابتك مرتبطة بالمنصب الذي تتقدم إليه ارتباطاً مباشراً؛ إذ لن تساعدك مواهبك التي لا علاقة لها بالعمل في الحصول على الوظيفة، فاغتنم هذه الفرصة لإخباره بشيء يميِّزك عن منافسيك على هذا المنصب.

ولاكتشاف ذلك، يمكنك أن تسأل بعض الزملاء القدامى، أو تفكر في السمات الإيجابية الموجودة في التغذية الراجعة التي تحصل عليها منهم، أو تحاول استخلاص سبب ميل الناس إليك، ركِّز على شيء أو اثنين، ولا تنسَ دعم كل ما تقوله بالأدلة.

17. ما الذي لا يوجد في سيرتك الذاتية ويجب أن أعرفه؟

قد يكون اهتمام مدير التوظيف بأكثر ممَّا يوجد في سيرتك الذاتية علامة جيدة؛ إذ تعني أنَّه ربما نظر فيها ورأى أنَّك قد تكون مناسباً لهذا المنصب ويريد أن يعرف المزيد عنك، ولجعل إجابتك أفضل، حاول التحدُّث عن سمة إيجابية أو قصة أو تفاصيل تكشف المزيد عنك وعن خبرتك، أو مَهمة أو هدف يجعلك متحمساً لهذا المنصب أو هذه الشركة.

كان هذا الجزء الثالث من هذا المقال، وسوف نستكمل بقيَّة الأسئلة والإجابات المناسبة في الجزء الرابع والأخير.

 

المصدر




مقالات مرتبطة