المفاتيح الأساسية للتعرف إلى الأمور التي تحفزك على النجاح في الحياة

متى كانت آخر مرة ابتسمت فيها، ليس لأنَّك شعرت بالرغبة في ذلك؛ بل لمجرد الابتسام فحسب؟ ولربما كنت ستفعل ذلك كثيراً إن علمت أنَّ الابتسام يجعلك أكثر سعادة، فإذا قمت باستخدام جميع تعابير الوجه التي تقوم بها عندما تكون متحمِّساً ومبتهجاً وسعيداً، فستُلاحظ تحسُّناً فورياً في مزاجك حتى إن لم تكن تشعر بالفعل بهذه المشاعر، وذلك لأنَّ مزاجك هو أهم شيء، وخاصَّة عندما يتعلَّق الأمر بما يدفعك للنجاح في الحياة.



خذ لحظة من وقتك لتبتسم الآن، فما الذي يجعل الابتسامة تمتلك هذا القدر الكبير من القوة لتحفيزك؟ وكيف يكون شعورك جسدياً وعاطفياً عندما تسمح لنفسك بالابتسام؟

قد يفسِّر عقلك الأحداث التي تمر بها ضمن الإطار الذي تحدده لنفسك، وهذا يعني أنَّ مزاجنا وحالتنا الذهنية هما اللذان يُحدِّدان إلى حد كبير ما إذا كانت التجربة إيجابية أم سلبية؛ لذا إن فكَّرت في الأمر ستكتشف أنَّ العاطفة والمعنى الذي تربطه أذهاننا بالأحداث هما أكثر أهمية من التجارب نفسها في نهاية المطاف؛ وذلك لأنَّها تحدِّد رغبتنا في خوضها والسعي وراءها، فهذا هو المفتاح لكشف ما يحفِّزك في الحياة، وكيفية استخدامه لتحقيق أحلامك.

ما الذي يدفعك للنجاح في الحياة؟

يُقسِّم الباحثون عموماً الدافع إلى نوعين مختلفين: داخلي، وخارجي؛ إذ يأتي الدافع الداخلي من رغبتك الشخصية في تلبية احتياجاتك البشرية، فعندما تمتلك دافعاً داخلياً، يعني أنَّك تريد أن تفعل شيئاً ما، وذلك لأنَّ قيامك به سيمنحك شعوراً معيناً؛ وليس لأنَّك تودُّ أن تقوم به من أجل شخص آخر.

تتضمَّن أمثلة الدوافع الداخلية ما يأتي:

  1. المساهمة: المساهمة هي واحدة من أكثر احتياجاتنا البشرية أهمية، وذلك لأنَّها تُحقِّق لنا الإشباع، فإذا كنت ترغب في التطوع ورد الجميل، فمن المُحتمل أن يكون الدافع وراء ذلك هو رغبتك بالمساهمة.
  2. النمو: كما يُقال: "إن لم تكُن تنمو، فأنت تحتضر"؛ فالنمو هو حاجة إنسانية قوية تدفعنا إلى إتقان مهارات جديدة، وتسلُّق السلم الوظيفي وغيرها الكثير.

على الجانب الآخر، ينبع دافعك الخارجي من أشخاص من محيطك الخارجي، كمديرك أو زملائك في العمل أو شريكك، فعندما تشعر بالتحفيز الخارجي، فأنت ترغب في ربح مكافأة من شخص آخر.

بعض الأمثلة على الدوافع الخارجية:

  1. المال: يُعد الدافع الذي يُحفِّز الكثير من الناس، هو اكتساب أشياء مادية، ومع ذلك قد يجدون في نهاية المطاف أنَّ هذا الحافز لا يحقِّق لهم الإشباع في الحياة، فقد تحتاج إلى التعمُّق أكثر لاكتشاف ما الذي يحفِّزك على النجاح في الحياة خارج نطاق المال.
  2. الثناء: إنَّ شغفنا بالثناء ولفت الانتباه هو جزء من حاجتنا العميقة إلى الشعور بالأهمية؛ أي أن نشعر بأنَّنا استثنائيون وهامُّون ومميَّزون؛ إذ يمكن لهذه الحاجة أن تكون وسيلة فعَّالة للوصول إلى أهداف قصيرة الأمد، لكن سيزول الحافز لذلك عندما يزول الثناء.

قد يؤدي كلا النوعين من التحفيز دوراً في الأمور التي تُحفِّزك في الحياة اعتماداً على ما تريد تحقيقه، فعلى سبيل المثال، من المستغرب أنَّ الحوافز الخارجية، كالمكافآت المالية لا تُعد فعَّالة عندما يتعلَّق الأمر بالإنجازات في مكان العمل، مثل إكمال المهام، أو أن تكون أكثر ابتكاراً.

إقرأ أيضاً: كيف تتغلب على نقص التحفيز وتبقى متحمساً دائماً؟

كيف تكتسب الدافع؟

سواء كنت تعمل نحو هدف طويل الأمد، أم تريد أن تتعلَّم كيفية تحفيز الآخرين على التحرك واتخاذ إجراء، فإنَّ الأمر كلَّه يبدأ بك؛ إذ يبدأ تغيير مؤسسة، أو شركة، أو بلد، أو حتى العالم باتخاذ خطوة يسيرة لتغيير نفسك؛ لذا كُن شجاعاً واستمر باندفاعك نحو النجاح من خلال النصائح التحفيزية الآتية:

أولاً، راجع حالتك المزاجية:

يمكن للحالة الذهنية الإيجابية أن تُشكِّل حافزك في الحياة، ويمكن أن تكون الحالة الذهنية السلبية هي التي تعوقك؛ إذ يتأثر المزاج بشيئين مختلفين: فيزيولوجيا الجسم، وطاقتك.

إنَّ علم وظائف الأعضاء هو الذي يُحدد مزاجنا تحديداً جزئياً؛ لذا ضع في الحسبان العلامات والمشاعر التي تشعُّ من خلال الشخص المتحمِّس، فهم يبتسمون ويضحكون بتفاؤل كبير في أغلب الأحيان، وغالباً ما يتمتَّعون بهيئة جسد أفضل ولغة جسد أكثر وداً من الأشخاص غير المتحمِّسين.

صحيح أنَّ بعض الأهداف والتجارب تسبِّب ردود الفعل هذه، لكن هذا نصف الحقيقة فقط، فبفضل قانون الجذب، يجعلك كونك سعيداً ومنفتحاً على التغيير ومتفائلاً، مُستعداً للتقييم الإيجابي للمهمة التي تقوم بها ولحياتك ولِما يجلبه المستقبل في حال حققت أهدافك، الأمر الذي قد يساعدك على البقاء مُحَفَّزاً واكتشاف الأمور التي تُشكِّل دافعاً لك.

ثانياً، قيِّم مستويات طاقتك:

تتأثر الحالة المزاجية في مستويات الطاقة أيضاً؛ لذلك من الهام تناول الطعام المناسب، وممارسة الرياضة، والاعتناء بنفسك كثيراً، فكيف يمكن أن نتوقَّع أن تتعامل عقولنا وأجسادنا مع مسؤولياتنا وطموحاتنا عندما نحرمها من المُغذيات والراحة والحب والعناية؟ فعندما تلتزم بالحفاظ على مستويات طاقتك من خلال الوسائل الطبيعية؛ كالأكل الصحي، وممارسة التمرينات الرياضية التي تستمتع بها، ستجد أنَّ حالتك الذهنية ستتحسَّن مع مرور الوقت أيضاً.

لكن كيف يمكننا الحفاظ عليها؟ إنَّ اهتمامك بجسدك وعقلك بطريقة مناسبة من خلال التمرينات والنظام الغذائي، له دور كبير في معرفة كيفية التحفيز، وتوجد عوامل أخرى أيضاً، كالتأكُّد بأنَّك تتنفَّس تنفُّساً صحيحاً؛ إذ ستندهش من مقدار الطاقة التي تأتي من التنفس، ومنح نفسك الوقت الكافي للتفكير والتأمل الصباحي.

فإذا كنت جادَّاً حيال استعادة هذا الشغف والدافع للنجاح - ليس فقط على المستوى المهني؛ وإنَّما في جميع جوانب حياتك - عليك بالنظر في مستويات طاقتك التي ستُمكِّنك من تحسين حياتك ومزاجك ودافعك اليومي.

عليك أيضاً أن تقتنع أنك مُحَفَّزٌ بالفعل في حال كنت ترغب في اكتساب الدافع، وتذكَّر المشاعر التي تشعر بها عندما تكون مُتحمِّساً لشيء ما، وضعها في الحسبان عند العمل على مشاريع وأهداف جديدة، وعامل جسدك جيداً، وحافظ على توازنك الكيميائي، وتناول الأطعمة المناسبة، وتذكَّر أن تتنفَّس؛ لتصبح بذلك جاهزاً لتحويل تجاربك إلى معتقدات، ومعتقداتك إلى قناعات.

شاهد بالفديو: المبادئ 12 لتحقيق أهداف النجاح

ثالثاً، حوِّل المعتقدات إلى قناعات:

"للمعتقدات القدرة على البناء والتدمير؛ إذ يتمتَّع البشر بقدرة رائعة على خوض أي تجربة في حياتهم، إمَّا ابتكار معنىً يُثبِّط قوتهم أو ينقذ حياتهم حرفياً". المؤلف "توني روبينز" (Tony Robbins).

إنَّ معتقداتنا هي من تنشِئ عالمنا؛ إذ لها مستويات متفاوتة من الشدة العاطفية، وتمتلك القدرة على تغيير أفعالنا، وتوجد ثلاث فئات من المعتقدات بقدرات متفاوتة لتحفيزك، وسيُمكنك فهم كل نوع من الأنواع الثلاثة لهذه المعتقدات وكيفية التكيُّف معها، من الربط بين الفعل والتحفيز في كل مجال من مجالات حياتك، وهي:

1. الآراء:

هي الشيء الذي نشعر باليقين تجاهه نسبياً، لكن اليقين مؤقَّت فقط، ويمكن أن يتغيَّر بسهولة، فعلى سبيل المثال، قد تعتقد أنَّ رئيس قسم المحاسبة في شركتك غير مؤهَّل لمنصبه، لكن قد يتبدَّل رأيك بسرعة عندما ترى مدى فاعلية إدارته لموظفيه.

2. المعتقدات:

المعتقدات التي تتشكل من ناحية أخرى، عندما تقوم بتطوير قاعدة مرجعية أكبر بكثير؛ والتي غالباً ما ترتبط بعواطف راسخة، وتستند إلى الخبرة؛ إذ يمكن للمعتقدات أن تُنشِئ مثل هذا المستوى من اليقين لدرجة أنَّها تقرِّب الناس من الأفكار الجديدة، وقد يظنُّ بعض الناس أنَّ المال يساوي النجاح، ومع أنَّه قد يكون لدى الأشخاص الآخرين اعتقاد مختلف عمَّا يعنيه النجاح بالفعل، فإنَّهم يشعرون حياله بذات القدر من الشغف.

3. القناعة:

تتفوق القناعة على المعتقدات؛ ويعود ذلك أساساً إلى الحدَّة العاطفية التي يربطها الشخص بالفكرة؛ إذ يشعر الشخص الذي لديه قناعة بأنَّه متيقِّنٌ، وإلى درجة الهوس غالباً، من أنَّه سيتمكَّن من مقاومة أي آراء جديدة؛ إذ إنَّ رفع معتقداتك إلى مستوى القناعات هو أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لتحقيق إتقان في أي مجال من مجالات حياتك؛ فالقناعات هي جوهر ما يدفعك للنجاح في الحياة.

ولأنَّ القناعة تُلهِم الشغف، فلديها القدرة على أن تقودك إلى العمل، وتدفعك للخروج من جميع أنواع العقبات التي تواجهك، فسيُجبرك الاقتناع بعدم السماح لنفسك بألَّا تفقد اللياقة على اتباع عادات غذائية صحية باستمرار؛ الأمر الذي سيُمكِّنك من الاستمتاع أكثر بحياتك على الأمد الطويل، ويمكن أن تكون قناعتك بأنَّك شخص ذكي وواسع الحيلة هي ما سيحفِّزك في حياتك خلال الأوقات الشديدة الصعوبة.

إذاً، كيف ستتمكَّن من تعزيز معتقد ما وتحويله إلى قناعة تُساعدك على إحداث تغيير إيجابي ودائم في حياتك؟

  • تحديد الاعتقاد الأساسي الذي تُريد تحويله إلى قناعة.
  • ترسيخ اعتقادك من خلال إضافة مراجع قوية تدعمه، فلبناء قناعة عن أسلوب حياة صحي، يمكنك البحث في العواقب الطبية لزيادة الوزن، ثمَّ التحدث إلى الأشخاص الذين فقدوا الوزن والتزموا بذلك، فكلما توسعت بمزيدٍ من المراجع، زادت قوة قناعتك.
  • كونك بحاجة إلى رفع الشدة العاطفية للاعتقاد، عليك أن تبحث عن حدث مثير، أو تصنع حدثاً خاصاً بك، فإذا كنت ترغب في الإقلاع عن التدخين، يمكنك زيارة جناح العناية المركزة في المستشفى لمعرفة آثار انتفاخ الرئة.
  • اتخاذ إجراء، فنحن نعلم أنَّه يوجد ارتباط وثيق بين العمل والتحفيز؛ فكل إجراء تقوم به يقوِّي التزامك، ويرفع مستوى شدتك العاطفية وقناعتك.

فاختر أحد معتقداتك، وأنشِئ خطة عمل باستخدام الخطوات الأربع المذكورة آنفاً، للتأثير في الأمور التي تُحفِّزك، وتذكَّر أن تضع جدولاً زمنياً لخطتك، لتحافظ على تقدُّمك، وتقوم بتتبُّع مستمر له.

إقرأ أيضاً: كيف تحقّق النجاح المهني وتصل إلى أهم الإنجازات

استراتيجيات تحديد الأهداف:

نمتلك جميعاً القدر نفسه من الساعات في اليوم، ولكنَّ الناس الناجحون هُم من يعرفون كيفية استخدامها بالشكل الأمثل، فقد تشعر بإلهام عميق، واستعداد لاتخاذ الإجراءات، ولكنَّك لن تتمكَّن أبداً من الاستفادة من الأمور التي تُحفِّزك على النجاح في الحياة في حال لم تحدِّد أهداف واستراتيجيات إدارة الوقت تحديداً فعَّالاً، ومن هذه الاستراتيجيات:

1. وضع أهداف محددة:

إذا كنت ترغب في تأليف كتاب، حدِّد هدفاً ملموساً؛ كأن تقول مثلاً: "أُريد أن أكتب مئتي صفحة". فلا تُضيِّع قوتك بتتبُّع أهداف غير محددة؛ إذ ستتمكَّن عند تحديد المقاييس من حساب مدى تقدُّمك، والحصول على التغذية الراجعة الإيجابية التي تحتاجها للشعور بالدافع والحافز للاستمرار، وعندما تصل إلى أهدافك، احتفِ بذلك، وذلك لأنَّ السعادة والتفاؤل يولدان الإنتاجية، لذلك كلما حقَّقت المزيد؛ شعرت بتحسُّن واستطعت المضي قدماً.

2. تقسيم مهامك إلى أهداف يمكن تحقيقها:

ستقاوم بهذه الطريقة الشعور بالإرهاق، لكن الأهم من ذلك، أنك ستُضيف أهمية عاطفية إلى أهدافك. تحويل الأمور التي يُفضَّل القيام بها إلى واجبات، وجعل أهدافك أولوية، وذلك لأنَّك إذا لم تقم بذلك، فلن تحقِّقها.

3. الالتزام:

كافِئ نفسك بشيء ذي مغزى عندما تحقِّق هدفاً يمثِّل جزءاً من خطة عملك، وإذا كنت ما تزال تشعر بانعدام التحفيز؛ استخدم الالتزام، كأن تعاقب نفسك مالياً إذا لم تُكمل مهمتك، وسواء تبرعت بالمال لجمعية خيرية أم لأطفالك أم لصديق، فأنفق المال على الأقل لسبب وجيه.

شاهد بالفديو: المبادئ المفاتيح الأساسية للتعرف إلى الأمور التي تحفزك على النجاح في الحياة

اتباع عادات صحية:

تكون القدرة على اتخاذ الإجراءات هي التي تؤدي إلى التحفيز وليس العكس، لذلك عليك أن تعتني بنفسك كي تحصل على الطاقة والحيوية؛ لذا حفِّز نفسك من خلال تبنِّي عادات صحية:

  1. تغذية عقلك عندما تُفكِّر فيما يحفِّزك في الحياة؛ إذ يقوم الناس العاديون يومياً بأشياء غير عادية، فاقرأ قصص النجاح، والكتب، والمدونات، والاقتباسات الملهمة؛ لتُبقي شُعلتك التحفيزية مضيئة، واستمر بإخبار نفسك أنَّه في حال تمكَّن أولئك الأشخاص من تحقيق أهدافهم، ففي إمكانك القيام بذلك أيضاً.
  2. إعادة شحنٍ لطاقتك: يمكن للتنفس العميق إخراج السموم، وملء خلاياك بالأوكسجين، كما عليك أيضاً الحصول على النوم الكافي للوصول إلى ذروة أدائك.
  3. الحصول على كوتش يُقيِّم لك النتائج: يصعب أحياناً امتلاك وجهة نظر مُحايدة تجاه أهدافك، وتقدُّمك، ونقاط قوتك وضعفك؛ لذلك، يمكن لكوتش مختص بتقييم النتائج أن يمنحك التغذية الراجعة المفيدة والتحفيز الذي قد تفتقده الآن، ويمكن أيضاً أن يكون شخصاً موضوعياً وأهلاً للثقة.

المصدر




مقالات مرتبطة