فالتعلم أمر عظيم؛ لكنَّنا في بعض الأحيان نفقد الدافع للاستمرار فيه، وقد يمسي هذا الأمر أكثر صعوبةً إذا أردتَ تعلُّم شيء غير مألوف لديك أو حتى أمراً لم تفكر من قبل في تعلُّمه.
إنَّ إيجاد الدافع هو الركيزة التي يُبنى عليها الاستمرار في التعلم، سواء كنتَ تتابع تعلُّمك في المجالات المألوفة نفسها لديك أم أردتَ تجربة شيء جديد؛ لكن يبقى السؤال هو كيفية إيجاد هذا الدافع للتعلم.
فيما يلي 10 طرائق لمساعدتك في إيجاد الدافع لتعلُّم أيِّ شيء لستَ معتاداً عليه:
1. معرفة أسباب المماطلة:
المماطلة هي أحد أبرز الأسباب التي تُضعف الرغبة في التعلم؛ لذا فإنَّ معرفة سبب المماطلة وتأجيل التعلم هي الخطوة الأولى لإيجاد مصدر إلهامك. وتوجد مجموعة متنوعة من الأسباب التي تجعلك تستمر في المماطلة ومنها:
- الخوف من الفشل.
- إيجاد التعلم ممل.
- انتظار الوقت الأمثل للبدء.
- الشعور بالارتباك.
- عدم معرفة من أين تبدأ.
بمجرد أن تعرف الأسباب التي تجعلك تفتقر إلى الدافع، يمكِنك البدء في العمل على إيجاد حلول لها واستئناف عملية التعلم.
2. معرفة الهدف الذي يدفعك نحو التعلم:
إضافة إلى معرفة الأسباب التي تجعلك تستمر في المماطلة في تعلُّمك، عليك أيضاً تذكير نفسك بالأهداف التي تدفعك نحو التعلم في المقام الأول، حيث يمكِن أن يكون وضعُ هذا الهدف النهائي في الحسبان الحافز اللازم للبدء بالتعلم.
لدى كلِّ شخص أسبابه الخاصة التي تجعله راغباً في التعلم، فما يحفز صديقك قد لا يكون حافزاً لك البتة، مما يعني أنَّ عليك معرفة الأشياء التي تجذب اهتمامك.
قد يكون الهدف ببساطة تطوير نفسك، أو الارتقاء في السلم الوظيفي، أو التدرب على مهارة مختلفة تماماً للتقدم إلى منصب جديد. وبغضِّ النظر عن الهدف من التعلم، فإنَّ معرفة سبب قيامك بذلك يمكِن أن يحفِّزك على تعلُّم ما هو ضروري في حياتك من جميع الجوانب، مما يساعدك في تحقيق مبتغاك.
شاهد بالفيديو: 12 طريقة لتعزيز حافزك للنجاح
3. تقسيم المادة التي تريد دراستها:
نفتقر في بعض الأحيان إلى الدافع نظراً لشعورنا بالإحباط من كمِّ الواجبات الملقاة على عاتقنا. ورغم أنَّ الأمر قد يبدو واضحاً؛ لكنَّ تقسيم المواد إلى أجزاء صغيرة هو أفضل طريقة لتسهيل عملية التعلم.
فكِّر بصورة واقعية في كمية المعلومات التي يمكِنك تعلُّمها في كل قسم، ثمَّ حدِّد فترةً لدراستها، والتي قد تمتد من يوم إلى أسبوع حسب الموعد النهائي الذي وضعتَه. فبمجرد تقسيم المادة إلى أجزاء أصغر، سيتلاشى خوفك منها وسترى أنَّ بإمكانك الانتهاء منها.
اعلم أنَّك أنت من يتحكم في عملية التقسيم؛ أي باستطاعتك تحديد حجم المادة وعدد المرات التي تحتاج إلى إعادتها.
4. مكافأة نفسك:
نحن مخلوقات بسيطة بطبعنا، نرغب بالحصول على مكافآت في العمل الجيد الذي نقوم به أيَّاً كانت المهمة المطلوبة أو الأمور التي نرغب في القيام بها، وإذا كافأنا أنفسنا، سنكون أكثر ميلاً إلى الاجتهاد أكثر في المرات القادمة، مما يساعدنا في تعزيز حافزنا للتعلم بصورة كبيرة.
يجب ألا تكون المكافأة باهظة بالضرورة، حيث يمكِن أن يمنحك إهداء نفسك قطعة من الشوكولا، أو تخصيص بعض وقت الفراغ لقراءة كتابك المفضل، أو حتى العناية بنفسك شعوراً طيباً أيَّاً كانت المكافأة، وسترغب في المحاولة بجد إن علمتَ أنَّ شيئاً حسناً سيكون بانتظارك.
5. المحافظة على الروتين:
قد لا تبدو فكرة المحافظة على الروتين طريقةً جذابة لتحفيزك على التعلم؛ ولكن في الحقيقة يمكِن أن يكون امتلاك نمط أحد أكثر الأساليب المفيدة التي يجب اتباعها.
الأمر المذهل في الروتين أنَّه شيء يمكِننا التعود عليه، فعندما تفعل الشيء نفسه، وفي الوقت نفسه، أو بالترتيب نفسه، ستبدأ ممارسة الأمر بصورة تلقائية بدلاً من التفكير فيه كثيراً. صحيح أنَّه عليك التركيز على عملية تعلُّمك؛ لكنَّ عدم الاضطرار إلى التفكير في المهمة التي أمامك يعني ألَّا تختلق الأعذار للتقاعس عن القيام بها.
6. السعي إلى الفهم وليس الحفظ:
يعتقد الكثيرون أنَّ عملية التعلم قائمة على تشرُّب الذهن لجميع المعلومات مثل الإسفنج والاحتفاظ بها، ولا ننفي صحة هذا الادعاء؛ لكن يجب عليك دائماً أن تبذل قصارى جهدك لفهم ما تتعلَّمه.
لن يعينك هذا على اكتساب المعرفة فحسب؛ بل سيساعدك أيضاً على التركيز في أثناء محاولتك فِهم الموضوع بدلاً من مجرد قراءته وحفظه عن ظهر قلب. وعندها ستجد الموضوع أكثر إثارة للاهتمام، مما يبقيك متحمساً ويدفعك نحو تحقيق هدفك النهائي في التعلم.
7. تقسيم الدراسة إلى فترات قصيرة ومريحة:
قد تجد صعوبةً في الدراسة لفترات طويلة من الوقت، خاصة إن كنتَ مثقلاً بكثير من الهموم الأخرى في حياتك التي تتطلب التركيز؛ لذا إن أردتَ الحفاظ على دوافعك للتعلم، فاجعل الفترات الدراسية قصيرة ومريحة.
عندما تدرس على فترات قصيرة، ستتمكن من التركيز على المهمة التي بين يديك، ثمَّ الحصول على استراحة، حيث تبقيك هذه الاستراتيجية متحمساً، كما بإمكانك حتى تقسيم تلك الفترات بشرط توزيعها جيداً على مدار اليوم.
8. إدراك أنَّك لن تستطيع الإبقاء على حماستك دائماً:
عليك أن تفعل كلَّ ما في وسعك للإبقاء على حماسك، كما عليك أن تتذكر أنَّ الحافز قد يخمد لديك في بعض الأحيان، فلن تشعر لا أنت ولا حتى أنجح الأشخاص باتِّقاد الحماس طوال الوقت، ولا تقلق، فهذا لا يعني أنَّك أقل تفانياً أو حظاً في تحقيق مسعاك.
عندما تدرك أنَّه من المسموح ألا تكون متحمساً طوال الوقت، ستتمكن من إدراك ما يمكِنك فعله لاستعادة هذا الدافع ودفع نفسك قُدماً.
9. الانضمام إلى مجموعات دراسية:
قد تشعر أنَّ الوحدة والدراسة بمفردك هما السبب وراء عدم وجود الدافع للتعلم، وهذا ممكن؛ فنحن مخلوقات اجتماعية نحتاج إلى أن نكون قرب الآخرين لنشعر بالراحة والإيجابية.
لا ينطبق هذا الأمر على الصداقات فحسب؛ بل والتعلم أيضاً، وسيُشعرك وجود شخص آخر للدراسة معه بمزيد من الحافز للتعلم؛ حيث ستنتظر قضاء الوقت معه بفارغ الصبر، وتتشارك معه الأفكار أيضاً؛ كما ستشعر أنَّك ملزم إلى حد ما بالدراسة معه، مما يزيد من رغبتك في التعلم ونهلِ أكبر قدر ممكن من المعرفة.
10. الاعتناء بنفسك:
عندما تريد لذهنك أن يعمل بطاقة أكبر، سيكون عليك الاعتناء به جيداً، ولهذا السبب من الهام الاعتناء بنفسك عموماً.
يقولون: العقل السليم في الجسم السليم؛ لكنَّ هذا ليس كافياً، حيث يشمل الاعتناء بالنفس جوانبه الجسدية والنفسية والعاطفية جميعها، كما توجد العديد من الطرائق التي تستطيع من خلالها الاعتناء بنفسك، وإن رغبتَ بالتركيز على عملك الإضافي، فيجب على الأقل معرفة أساسيات رعاية نفسك.
عليك أن تحرص جيداً على شرب الكثير من الماء والعصائر، كما عليك أيضاً الحفاظ على نشاطك وممارسة الرياضة قدْر الإمكان؛ لأنَّ نشاطك يعزز مدى تركيزك.
عليك أيضاً الحرص على الحصول على عدد ساعات نوم كافية، كيلا يؤثِّر الإجهاد في عملية التعلم لديك، كما يجب الابتعاد عن المواد الضارة بصحتك؛ كالتدخين والأطعمة المصنعة التي تفتك بالخلايا العصبية.
الخلاصة:
يرجع الأمر إليك حقاً للعثور على الدافع الخاص بك للتعلم؛ فماذا تنتظر؟ فكِّر فيما تدرُسه وكم من الوقت لديك، وكيف يمكِنك إدارة الأمور بسهولة أكبر، وبعد ذلك، ستتمكن من بلوغ الأهداف النهائية جميعها التي وضعتَها.
أضف تعليقاً