الحيوانات الأليفة: أنواعها وفوائدها ومخاطرها

يُضفي وجود الحيوانات الأليفة في المنزل، جوَّاً من السعادة والبهجة على كل أفراد الأسرة، وخاصةً إن كان الجميع مهتمين بتربية الحيوانات، ولكن في الوقت نفسه، وجود هذا الحيوان بيننا لن يكون أمراً سهلاً؛ بل سيضعنا أمام كثيرٍ من المسؤوليات الجديدة والمخاطر التي ربما لم نحسب حساباً لها؛ لذلك سنتعرف في هذا المقال إلى أهم الأشياء التي علينا وضعها في بالنا، عند إقدامنا على اقتناء حيوان ألي، كما سنتعرف أيضاً إلى فوائد هذه الحيوانات والمخاطر المحتملة لوجودها.



ما هي الحيوانات الأليفة؟

الحيوانات الأليفة هي الحيوانات التي يستطيع الإنسان اقتناءها واستخدامها لغرض معيَّن، قد يكون للتسلية أو الحراسة أو غيرها من الأمور، واقتناء الحيوانات الأليفة ليس أمراً جديداً؛ بل يعود لعصور ما قبل التاريخ، ومن المرجَّح أنَّ الكلب هو أول حيوان ربَّاه الإنسان كحيوان أليف، ثم إنَّ أسباب تربية الحيوانات من قبل الإنسان مختلفة، فبعض الناس يستخدمونها للتخفيف من الوحدة التي يشعرون بها، ولإضفاء جوِّ من النشاط والفرح في المنزل، في حين يستخدمها بعضهم الآخر للحراسة أو الصيد أو لتحقيق الربح.

في حال قررت تربية حيوان أليف، عليك قبل الإقدام على إحضاره إلى المنزل أن تنتبه جيداً وتضع النقاط التالية في بالك:

  • التأكد من عدم وجود حساسية من الحيوانات، سواء لديك أم لدى أحد أفراد الأسرة، كما أنَّه من الهام الحصول على موافقة جميع أفراد الأسرة قبل إحضاره، وأن تكون لديك أيضاً القدرة الجسدية على الاهتمام والعناية بالحيوان الذي ترغب في اقتنائه.
  • تجهيز المكان والبيئة المناسبان لضمان استمراره في الحياة، كما يجب أن تأخذ بالحسبان حجم الحيوان الذي تريد تربيته، وتجهيز مكان بمساحة كافية له، تعينه على الحركة بحُرِّية.
  • التأكد من قدرتك على تحمُّل المسؤولية، واختيار حيوان مناسب لجدول أعمالك ونشاطاتك ونمط حياتك، حتى تكون قادراً على تقديم الرعاية التي يحتاج إليها.
  • التواصل مع طبيب بيطري واستشارته وسؤاله عن كل نقطة تتعلق بالحيوان الذي اخترته.
  • أخذ موضوع الميزانية بالحسبان، فأسعار بعض الحيوانات الأليفة قد تكون عالية جداً، كالببغاوات النادرة، وأيضاً علينا التفكير في سعر طعام الحيوانات وتكلفته مع المكملات الغذائية اللازمة للعناية بصحتهم، فضلاً عن أنَّ هناك حيوانات تحتاج في غذائها إلى كميات كبيرة من اللحوم، وهذا ما يزيد من العبء الاقتصادي على العائلة.

ولا يجب أن ننسى الحاجة الطبية الدائمة، من كشف دوري ولقاحات وعمليات جراحية أحياناً، وأدوية ومضادات حشرية، إضافةً إلى تكلفة مكان السكن وتوفير الظروف الملائمة داخله، وأدوات التنظيف والطعام والشراب ومكان الفضلات، فإذا لم تمتلك ميزانية كافية، لا تتورط وتشترِ حيواناً أليفاً.

أنواع الحيوانات الأليفة:

هناك العديد من الحيوانات التي تُعدُّ تربيتها أمراً شائعاً، كالقطط والكلاب والطيور، ولكن قد نتفاجأ أنَّ بعض الناس يحبون تربية أنواع مختلفة من الحيوانات، كالتماسيح أو النمور مثلاً، وهنا نلاحظ أنَّ تلك الحيوانات لن تتمكن من العيش فترة طويلة؛ وذلك لأنَّه من الصعب جداً تأمين البيئة المناسبة لهم للاستمرار في الحياة، وتُقسم الحيوانات الأليفة حسب المكان الذي تُربَّى فيه إلى الأنواع الآتية:

  • الحيوانات المنزلية: وهي الأنواع التي يمكن للإنسان الاحتفاظ بها داخل المنزل، ولن تشكل عبئاً أو خطراً عليه، كالقطط مثلاً.
  • حيوانات تحتاج إلى بيئة مناسبة: وهي الحيوانات التي يتم الاحتفاظ بها داخل حظائر زجاجية، فهي تحتاج إلى بيئة خاصة تتوفر فيها شروط محددة من الحرارة والرطوبة، كالأفاعي أو الضفادع أو السلاحف.
  • الحيوانات التي تعيش في المنزل ضمن أحواض مائية: من هذه الحيوانات أسماك الزينة.
  • حيوانات تعيش في الأقفاص: يمكن تربيتها داخل المنزل أو خارجه، وفي حال وجِدت خارج المنزل، يجب توفير ظروف الحماية لها، ومن هذه الحيوانات الأرانب، والهامستر وغيرها.
  • الحيوانات التي تعيش في الإسطبل: تعيش في إسطبلات خارج المنزل، كالخيول والبغال.

تُقسم الحيوانات أيضاً حسب الهدف من تربيتها إلى الأنواع الآتية:

  • الحيوانات الصديقة: وهي الحيوانات التي يتم تربيتها لتكون صديقة للإنسان، كالطيور والأسماك.
  • حيوانات العمل: تُستخدم للاستفادة منها، كحيوانات الصيد أو الحيوانات التي تُستخدم لإرشاد العميان.
  • حيوانات العروض: تحتاج هذه الأنواع إلى كثيرٍ من العناية والتدريب، ويستطيع صاحبها تحقيق كثيرٍ من الربح من وراء تربيتها، ولكن في الوقت نفسه، سيتطلب الأمر منه الكثير من المسؤوليات والتكاليف الباهظة جداً.
إقرأ أيضاً: 5 نصائح لتربية القطط المنزلية

فوائد تربية الحيوانات الأليفة:

لا توجد الكثير من الدراسات التي تناولت الفوائد المتوقعة للاتصال والتفاعل بين الإنسان والحيوان، ولكن على الرغم من ذلك، هناك العديد من الفوائد التي يمكن ملاحظتها وتلخيصها بالآتي:

  • تُربَّى الحيوانات الأليفة في بعض الحالات عند الأشخاص الذين يعيشون وحدهم من دون عائلاتهم، للتخفيف من شعور الوحدة، ولتعديل الحالة المزاجية للشخص، وللقضاء على الفراغ الذي يعيشه.
  • الإحساس بالسعادة؛ إذ غالباً ما ينتج هذا الإحساس بسبب العطاء الذي يقدمه الشخص إلى حيوانه الأليف، ونتيجةً لاهتمامه ورعايته لهذا الكائن الذي أصبح جزءاً من حياته.
  • يُعدُّ وجود الحيوانات سبباً للقيام ببعض النشاطات البدنية، كالجري والمشي، وهذا ما يحدث عند أخذ الكلاب للتمشي، أو عند اللعب معهم في الحديقة.
  • قد يساعد المنظر الجمالي لبعض الحيوانات الأليفة على التخفيف من التوتر، وهذا ما يحصل عند مراقبة أسماك الزينة وهي تسبح بألوانها الجذابة، كما أنَّ الكلاب تساعد أيضاً على التخفيف من القلق والتوتر؛ لهذا نجد أنَّ بعض المستشفيات ودور المسنين تستخدم الكلاب للتقليل من قلق وتوتر المرضى.
  • خفض هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون المرتبط بالإجهاد، كما تساعد الحيوانات الأليفة على خفض ضغط الدم والشحوم الثلاثية.
  • حماية المنزل؛ حيث يتم استخدام بعض الحيوانات، كما ذكرنا آنفاً، لأغراض الحراسة وتوفير الأمن للمنزل أو الممتلكات الأخرى.
  • تقليل الإصابة بالربو والحساسية، فقد أثبتت الدراسات أنَّ وجود الحيوانات الأليفة مع الأطفال من عمر مبكر، سيخفف من خطر الإصابة بالحساسية والربو، مع الانتباه طبعاً لعدم كون الطفل مصاباً بالحساسية في الأصل.
  • في دراسة أُجريت على عدد من المراهقين المصابين بالسكري، تبيَّن أنَّ المجموعة التي أوكلت إليها مهمة الاهتمام والعناية بأسماك الزينة، قد سجلت معدلات التزام أكثر بإجراء فحص مستوى الجلوكوز في الدم، وهذا يدل على أنَّ الاهتمام والرعاية التي يقوم بها هؤلاء المراهقون لأسماك الزينة، قد زادت لديهم نسبة الشعور بالمسؤولية.

مخاطر تربية الحيوانات الأليفة:

لا يوجد الكثير من الأضرار والمخاطر لتربية واقتناء الحيوانات؛ حيث يمكن تلخيص بعضها فيما يأتي:

  • تنتقل العديد من الأمراض من الحيوانات الأليفة إلى الإنسان؛ وذلك بسبب انتقال الجراثيم والطفيليات التي تحملها الحيوانات. وتُسمَّى هذه الأمراض التي تنتج عن العدوى من الحيوانات، بالأمراض حيوانية المنشأ، وأكثر الناس المعرضين لانتقال العدوى إليهم هم الأطفال والحوامل، وسنعدد فيما يلي بعضاً من الأمراض التي تحدث بسبب العدوى من الحيوانات:
    • الإنفلونزا: ينتقل هذا المرض من القطط المصابة إلى الإنسان، وقد ينتقل مرض إنفلونزا الطيور إلى الإنسان أيضاً.
    • الطاعون: يحدث الطاعون عندما يقوم الحيوان بعضِّ أو خدش الإنسان، كما أنَّه ينتقل إلى الإنسان أيضاً عندما يتنفس الهواء الملوَّث ببكتيريا الطاعون.
    • السالمونيلا: ينتقل هذا المرض عند لمس السلاحف المصابة، أو عند لمس أدواتها ومسكنها.
    • داء الكلب: ينتقل من القطط والكلاب، ويؤثِّر في الجهاز العصبي للإنسان.
    • مرض الببغائية: يحدث بسبب تربية الببغاء في المنزل، وهو التهاب رئوي يحدث بسبب الإصابة ببكتيريا الكلاميديا.
    • وهناك الكثير من الأمراض الأخرى، مثل داء البريميات، المكورات العنقودية الذهبية، مرض خدش القطة، السخانية.
  • من المخاطر أيضاً، الإصابة بالاكتئاب عند فقدان الحيوان الأليف، فمن المهم الانتباه إلى أنَّ عمر بعض الحيوانات قصير، وقد يموت بعد تعلُّق أفراد الأسرة به، وهذا ما سيكون سبباً لكثيرٍ من الحزن والألم.
  • الإصابة بالحساسية.
  • قد تفتح عينيك لتجد نفسك أمام مسؤولية كبيرة، فقد تضطر إلى السفر أو قد تمرُّ بظروف صعبة، ولا تستطيع إيجاد من يعتني بالحيوان الذي تملكه.
إقرأ أيضاً: 10 أمراض شائعة لدى الكلاب عليك الحذر منها

بعض النصائح لتربية الحيوانات الأليفة:

بعد أن يصبح الحيوان الأليف عندك بالفعل، هناك مجموعة من النصائح التي يجب أن تضعها بالحسبان:

  • لا تعتمد على الفوضى في تقديم الطعام والشراب إلى الحيوان؛ بل يجب الأخذ بالحسبان حجم الحيوان وحاجته من دون زيادة أو نقصان.
  • اختر الحيوان المناسب للعائلة؛ وذلك من خلال التعرُّف إلى كل نوع من أنواع الحيوانات المقترحة، وصفاتها، وطريقة الاعتناء بها، والوقت الذي تحتاج إليه من الرعاية.
  • لا تترك الحيوان مدَّة تزيد عن ثماني ساعات وحده.
  • اهتمم بالنظافة جيداً، واغسل يديك جيداً بعد لمس الحيوان، وعلِّم الأطفال ودرِّبهم على قواعد النظافة، وعلِّمهم عدم وضع أيديهم في أفواههم بعد لمس الحيوانات أو اللعب معهم، كما يجب الاهتمام بنظافة الحيوانات، والعناية بنظافة أسنانها وتقليم أظافرها دائماً.
  • تخلَّص بسرعة من فضلات الحيوانات، واستخدم الكفوف عند القيام بذلك.
  • لا يجب إدخال الحيوانات أبداً إلى المنزل إذا كانت من الأنواع البريَّة، كالقوارض أو الراكون.
  • احرص على تقديم اللقاحات اللازمة للحيوانات ولا تنساها.

تأثير وجود الحيوانات الأليفة في الأطفال:

كثيراً ما يراودنا السؤال التالي، هل يتأثر الأطفال بوجود حيوان في المنزل؟

بالطبع، هناك تأثير لوجود الحيوانات في الأطفال؛ إذ قد تكون آثاراً إيجابية يمكن اختصارها بالآتي:

  • تُعلِّم الأطفال المسؤولية والثقة بالنفس، وتُعزِّز مهارات التواصل لديهم، كما يساعدهم وجود الحيوانات في المنزل على التخلص من خوفهم منها، وقد ذكرنا آنفاً دور الحيوانات في التخفيف من إصابة الأطفال بالربو والحساسية.
  • تساعد الحيوانات الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط على التركيز؛ لذلك يتم إحضار الكلاب إلى الصفوف الدراسية في بعض الأحيان.
  • تساعد الحيوانات الأليفة الأطفال المصابين بالتوحد على الهدوء.

أمَّا بالحديث عن الآثار السلبية للحيوانات الأليفة في الأطفال، فيمكن أن نذكر الآتي:

  • حدوث طفح جلدي عندما تقوم الحيوانات بلمس الطفل، وقد يسبب الأمر ارتفاعاً في درجات الحرارة.
  • انتقال الطفيليات كالديدان الشريطية إلى الطفل، عن طريق براز الحيوانات التي قد يلمسها برجله.
  • التسبب بأمراض خطيرة للأطفال، فعندما تلاحظ تورماً أو احمراراً أو ظهور خرَّاج، يجب مراجعة الطبيب فوراً.
  • حدوث التهاب شعب هوائية لدى الطفل بسبب وبر الحيوانات وريش الطيور.

في الختام:

نعيد ونؤكد على أنَّ اقتناء حيوان أليف ليس أمراً سهلاً؛ بل على العكس، هو موضوع يجب دراسته دراسة كافية ووافية قبل اتخاذ قرار بشأنه؛ لذا يُفضَّل زيارة الجمعيات والمراكز المهتمة برعاية الحيوانات والاهتمام به، لأخذ نصيحتها وفهم كل النقاط التي يجب الانتباه لها قبل إحضار الحيوان إلى المنزل، فالحيوان في نهاية الأمر روح يجب حمايتها وعدم تعريضها للأذى سواء عن قصد أم من دون قصد.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة