ولكي نصبح يقظين ومسؤولين، نحتاج أولاً إلى التخلص من المعتقدات غير الصحية؛ إليك إذاً فكرتين رئيستين قد تساعدانك على تحمل المسؤولية وتحقيق النجاح:
أفكارك تقف في طريق نجاحك:
قد يبدو الأمر قاسياً بعض الشيء، ولكن هذا هو الحال، فإذا فكرت في الأمر، ستجد في حياتك اليومية أدلَّةً تُثبت ذلك على الأرجح؛ فقد يكون لديك على سبيل المثال زميلٌ مُعيَّنٌ لا تُحبه، وتنظر إليه نظرةً سلبية، وفي كل مرة تراه، تكرر عملية التفكير هذه؛ ونتيجة لذلك في كل مرة تتفاعل فيها معه، تكون النتيجة دائماً سلبية وتؤكد معتقداتك عنه.
في الواقع، إنَّها أفكارك التي تقدم هذا الشخص في صورة سلبية؛ فمن خلال إسقاط المشاعر السلبية على شخص ما، فإنَّك تتوقع الأسوأ، وعادةً ما يحصل المرء على ما يتوقعه. وإذا راقبت هذا الشخص وهو يتفاعل مع شخص آخر، فقد تتفاجأ بمدى اختلاف النتيجة؛ إذ إنَّ تغيير أفكارنا يغير الظروف التي نعرف الناس من خلالها، وفي حين قد يستغرق التدرُّب على هذا الأمر بعض الوقت، ولكن بمجرد رؤية النتائج الأولية، سوف تحرص على مراقبة أفكارك والبحث عن الأفكار الإيجابية.
الحياة لا تدين لك بشيء:
لقد فعلنا ذلك جميعاً، إذ حدَّدنا أهدافنا وبنينا آمالاً كبيرة، ولكن لم تحقق لنا الحياة ذلك؛ فنشعر بخيبة أمل لأنَّه كان من المفترض أن تمنحنا الحياة تلك المهنة أو المال أو السيارة أو المنزل.
في الواقع، لا تسير الأمور بهذه الطريقة؛ وكلما أسرعنا في إدراك ذلك، تمكنَّا من التغلب على الإحباط الأولي بسرعة أكبر وبدأنا التصرف بشكل استباقي؛ حيث تبدأ الخطوة الأولى في التفكير الإيجابي وتصوُّر النتيجة الجيدة، لكنَّها لن تغير كل شيء؛ فمن أجل تحقيق أي شيء فعلياً، نحتاج إلى اتخاذ بعض الإجراءات؛ ولكن قد تؤدي الأحلام الكبيرة والتفكير في أنَّ أهدافنا تعود علينا بنتائج عكسية إذا لم نتخذ الإجراءات الصحيحة.
أظهرت دراسة أجرتها جامعة نيويورك (New York University) أنَّ الأشخاص الذين تخيلوا أنَّ أهدافهم الكبيرة قد تحققت كانوا أقل نجاحاً عندما بدؤوا العمل الفعلي على تلك الأهداف، ففي أثناء التفكير بمثالية نتخيل أنفسنا نحقق أهدافاً نعتقد أنَّها غير قابلة للتحقيق، وعندما نبدأ بالتنفيذ، نستسلم بسهولة لأنَّنا لا نعتقد أنَّ ذلك ممكن في المقام الأول.
لذلك، ومن أجل ضبط أهدافنا، علينا أن نجمع بنجاح بين التفكير الإيجابي والعمل؛ فعندما تتخيل النجاح، حدِّد أهدافاً بسيطة يمكن تحقيقها ثم اتخذ إجراءً ما، وهو الجزء الأصعب، خاصةً إذا كنت سلبياً لفترة طويلة من الزمن.
فإذا أصبحنا على دراية بالعقبات، يزداد تحفيزنا، ويزداد احتمال قيامنا ببعض الإجراءات؛ فالبدء بأمور بسيطة، سيزيد من إحساسنا بالإنجاز ويبني الزخم، مما يجعل من السهل مواجهة تحديات أكبر وأكبر؛ إلا أنَّك لن تفوز دائماً، ولن تحصل دائماً على ما تريد، ولكن إذا حافظت على موقفك إيجابياً ولم تستسلم، وصلتَ إلى حيث تريد أن تكون.
إنَّ إدراك أنَّ الحياة لا تدين لنا بأي شيء وأنَّ مسؤولية تحقيق أحلامنا تقع على عاتقنا قد يجعلنا محبطين في البداية، ولكن سرعان ما سنكتشف أنَّها كانت بالفعل الفكرة الأساسية طوال الوقت، وأنَّ أفضل مكافأة هي معرفة أنَّنا حققنا شيئاً بدون مساعدة أحد.
أضف تعليقاً