إستراتيجية لمكافحة العطش في رمضان

يشتد شعور الصائم في شهر رمضان بالعطش مع دخوله في فصل الصيف، فكيف يمكننا أن نساعد أجسامنا في الحفاظ على الماء ودفع الشعور بالعطش والتقليل من حدّته؟



يشتد شعور الصائم في شهر رمضان المبارك بالعطش مع دخوله في فصل الصيف، حيث يمتد الصيام إلى أكثر من 14 ساعة في اليوم، فيستمر الجسم في فقد الماء على مدار تلك الساعات ليصل إلى الإفطار وهو في حاجة ماسة لتعويض فوري وكافٍ لما فقدته الأنسجة من سوائل.

ويمكننا أن نساعد أجسامنا في الحفاظ على الماء ودفع الشعور بالعطش والتقليل من حدّته، باتباع أسس التغذية الصحية خلال شهر الصوم، فبذل بعض الجهد لتجنّب العطش أسهل من تحمّل معاناة الشعور به.

أولاً: حلفاؤنا ضد العطش

1. الماء:

سيد المشروبات ولا يمكن تعويضه بمشروب آخر، وينصح الخبراء بتناول لتر ونصف لتر يومياً، ويفضل تناول الماء المحتوي على الأملاح المعدنية، لتعويض ما يفقده الجسم من الأملاح، خاصة في العرق.

ويراعى عند التعامل مع المياه الملاحظات التالية:

  • لا تترك زجاجة المياه لفترة طويلة بعد فتحها والشرب منها بدون استخدام، لأنّ البكتريا المتواجدة في الفم والبيئة من حولنا قد تنشط بها وتكون مصدراً للعدوى.
  • اغسل الزجاجة وغطاءها بالماء الساخن والصابون عند إعادة ملئها، مع تغييرها من فترة لأخرى.
  • يمكنك إضافة بعض العناصر الصحية لكوب الماء الذي تشربه مثل شرائح الليمون أو أوراق النعناع الطازجة أو الزنجبيل المبشور.
  • للتخلّص من طعم الكلور عليك بصب الماء في إناء كبير وتركه لمدة ساعة تقريباً قبل شربه.
إقرأ أيضاً: أهم فوائد مشروب الماء الدافئ والليمون

2. السوائل بجميع أنواعها:

خاصة المشروبات وعصائر الفواكه الطبيعية المرطبة، والتي تحتوى على أملاح، وينصح بتجنّب العصائر المحتوية على مواد مصنعة وملونة اصطناعياً، والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكر، لأنّها تسبب أضراراً صحية وحساسية.

إقرأ أيضاً: 8 مشروبات رمضانيّة تقليديّة منعشة

3. الخضراوات والفواكه الطازجة:

يفضل تناول الخضراوات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور، حيث تحتوي على كميات جيدة من الماء والألياف التي تمكث فترة طويلة في الأمعاء، ممّا يقلّل من الإحساس بالجوع والعطش.

ويعد الخيار من أشهر الخضراوات التي تدفع الشعور بالعطش، لأنّه يسكن العطش ويبرّد الجسم، ويساعد على تخفيف الاضطرابات العصبية، فضلاً عن احتوائه على "ألياف السيليلوز الغذائية" التي تسهّل عملية الهضم وتطرد السموم وتنظّف الأمعاء.

4. تأخير السحور:

تنصح السنّة المطهرة بتأخير السحور، لذا يفضّل أن يكون السحور بعد منتصف الليل، حتى يتمكّن الصائم من مقاومة الشعور بالعطش، خاصة في الأيام الأولى للصيام، ويفضّل أن تحتوي وجبة السحور على غذاء خفيف.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح صحية التزم بها عند تناول وجبة السحور

ثانياً: لصوص يسرقون ماء الجسم

1. ملح الطعام:

الأطعمة والأغذية المالحة تزيد من حاجة الجسم إلى الماء؛ لذا ينصح بتجنب وضع الكثير من الملح على الطعام، والابتعاد عن الأطعمة شديدة الملوحة، كالأسماك المالحة والمخللات، ويفضّل استبدال قطرات من الليمون بدلاً من الملح على السلطة.

2. البهارات والتوابل:

الوجبات والأغذية المحتوية على نسبة كبيرة من البهارات والتوابل تتطلّب شرب كميات كبيرة من الماء بعد تناولها، لأنّ هذه الأطعمة تمتص الماء أثناء تناولها من البلعوم والفم والمعدة، محدثة جفافاً في الجسم، ومن ثم الإحساس بالعطش؛ لذا على الصائم أن يتجنّب تناول الأطعمة الغنية بالبهارات، خاصة في وجبة السحور.

3. المنبّهات:

ينصح الصائم بالتقليل من‏ ‏شرب المنبهات كالشاي والقهوة، لاحتوائها على الكافيين الذي يزيد من نشاط الكلى ويعزّز دورها في التخلّص من الماء، وبالتالي فالمنبهات تزيد من عملية فقدان الماء ‏‏من الجسم.

كما يجدر التنبيه إلى أنّه لا يمكن اعتبار الشاي والقهوة بديلاً عن الماء، لأنّ طبيعتها الساخنة لا تمكّن الصائم من شرب كمية كبيرة منها.

4. المشروبات الغازية:

والتي تحتوي على الكربون الذي يسبب الانتفاخ والشعور بالامتلاء، ويمنع الجسم من الاستفادة من السوائل؛ لذا لا بد من تجنبها أثناء الإفطار.

إقرأ أيضاً: 6 أمراض تُسببها المشروبات الغازية للإنسان

5. أشعة الشمس المباشرة:

على الصائم أن يتّقي التعرّض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، ومن وسائل التخفيف من حرارة الشمس وبالتالي:

  • تجنّب الإكثار من الاستحمام بالماء الفاتر لتبريد الجسم، واستخدام الصابون للتخلّص من زيوت الجسم التي قد تسدُّ المسام العَرَقية.
  • احجب أشعة الشمس عن دخول المنزل أثناء فترة الظهيرة قدر الإمكان، عن طريق غلق الشيش أو الستائر.
  • ارتدِ ملابس فاتحة اللون فضفاضة، ويفضّل أن تكون قطنية لتمتص العرق.
  • الراحة بالقدر الذي يتناسب والجهد المبذول، وذلك لتجديد طاقة الجسم الحيوية.

ثالثاً: 6 خرافات لقهر العطش في رمضان

1. تناول كميات كافية من السوائل عالية التركيز من السكر يعمل على تروية الجسم ودفع العطش.

الحقيقة: السوائل عالية التركيز من السكر تحث الجسم على إدرار البول وزيادة الشعور بالعطش، لذا ينصح الصائم بالاعتدال في تناول الحلويات والمشروبات الرمضانية عالية التركيز من السكر.

2. شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور يحمي من الشعور بالعطش أثناء الصيام.

الحقيقة: المياه الزائدة عن حاجة الجسم تطردها الكلية بعد ساعات قليلة من تناولها، ممّا يؤدّي إلى قلق الصائم أثناء النوم لحاجته للذهاب إلى الحمام، وهذا يسبب إرهاقاً أثناء فترة النهار.

3. شرب الماء البارد جداً أو المثلج عند بداية الإفطار يروي العطش.

الحقيقة: شرب الماء المثلج عند بداية الإفطار يؤثّر بشدة على المعدة، حيث يقلّل كفاءة الهضم، ويؤدّي إلى انقباض الشعيرات الدموية، وبالتالي يُحدث بعض الاضطرابات الهضمية، ولهذا يجب أن تكون درجة الماء معتدلة أو متوسطة البرودة، وأن يشربها الصائم متأنياً، وليس دفعة واحدة.

إقرأ أيضاً: مشاكل صحيّة في رمضان وأهم النصائح الغذائية

4. دفع الطعام بالماء أثناء الأكل يوفّر فرصة أكبر للحصول على هضم جيد.

الحقيقة: شرب الماء أثناء الأكل يعطل نزول اللعاب على الأطعمة، فلا تمتزج جيداً في الفم باللعاب، فيصعب هضمها ويقل انتفاع الجسم بها، ولهذا ينصح الأطباء بعدم شرب الماء أثناء تناول الطعام إلّا بنسبة قليلة جداً لتساعد على بلع الطعام.

5. شرب كمية وافرة من الماء بعد الانتهاء من الطعام مباشرة يساعد عملية الهضم ويقمع العطش.

الحقيقة: شرب كمية وافرة من الماء بعد الانتهاء من الطعام مباشرة يعرقل عملية الهضم، ويمنع الجهاز الهضمي من إتمام مهمّته على الوجه المطلوب من الجودة، لأنّ كثرة الماء تمنع إفراز العصارة المعدية، والصحيح أن يتناول الإنسان قليلاً من الماء بعد الإفطار لقمع العطش، وأنسب الأوقات لشرب كمية وافرة من الماء هو بعد الإفطار بنحو ساعتين، ومن الأفضل أن يشرب الصائم كميات قليلة من الماء في فترات متقطعة من الليل طوال الفترة بين الفطور والسحور وعدم الاعتماد على الإحساس بالظمأ من أجل الشرب.

6. كثرة شرب الماء تؤدّي إلى السمنة.

الحقيقة: أظهرت الدراسات الحديثة أنّ الماء يلعب دوراً مهماً في تخفيف الوزن، حيث يعمل على زيادة إفراز هرمون نوردادريتالين الذي يزيد من نشاط الجهاز العصبي، ويزيد من حرق الدهون، ممّا يساعد في التخلّص من الوزن الزائد.

 

المصدر: شبكة الشفاء الاسلامي




مقالات مرتبطة