أسباب التفكير الزائد قبل النوم وطرق علاجه

يُعاني العديد من الأشخاص كثرة التفكير قبل النوم، مما يُسبب لهم الأرق والتعب النفسي طوال الليل، لذلك نرى كثيراً منَّا يأوي إلى سريره ويبدأ التقلُّبَ فيه من كثرة التفكير، ليصل إلى حالة عدم القدرة على النوم بسبب التفكير.



يبدأ الشخص بالتفكير في موضوع معين قد يكون مشكلة أو تخيُّلٍ يريده أن يتحقق، وتبدأ حينها سلسلة لا متناهية ومتشعِّبة من التفكير مما يسبب الأرق لدى الشخص ولا يستطيع النوم بسببها؛ لذا سنتحدث في مقالِنا هذا عن أهم الأسباب المؤدية إلى كثرة التفكير قبل النوم، كما سنطرح طرائق وأساليب التخلص من كثرة التفكير الزائد قبل النوم.

أسباب كثرة التفكير الزائد قبل النوم:

هُناك أسباب كثيرة تدعو الأشخاص لكثرة التفكير قبل النوم، ومنها أنَّ الدماغ يحاول استرجاع ما حدث عندما يكون الشخص على سريره، حيث إنَّ كثيراً من الأشخاص يكون يومهم مُمتلئ بالعديد من الأحداث وضغوطات الحياة، وخلال تلك الضغوطات لا يُفكر الإنسان كثيراً كونهُ يكون منشغلاً كثيراً بما بين يديه، لذلك عندما يأوي الشخص إلى فراشه يكون الجو ملائماً للتفكير، ويبدأ عندها التفكيرَ بما حدث معه خلال اليوم وبأسباب وطرائق حل المشاكل التي تعرَّض لها.

كما تُعد التكنولوجيا سبباً رئيساً في التفكير الزائد، حيث إنَّ هُنالك مؤثرات كثيرة تجعل الشخص لا يستطيع النوم، والذي بدوره يجعل الفرد أكثر قلقاً وإرهاقاً، ومن هذه المؤثرات الإضاءة التي تخرج من شاشة الجوال، إذ يقلُّ إفراز هرمون السيروتونين، والذي يساهم مساهمة كبيرة في عملية الاسترخاء، لذلك ينصح كثير من الأطباء إبعاد الجوال عن أماكن النوم من أجل عدم تأثيرها على النوم الصحي.

إقرأ أيضاً: 7 عادات خطيرة تؤذي الدماغ توقف عنها حالاً

بالإضافة لما ذُكر توجد أسباب مباشرة تجعل الأشخاص يفكرون تفكيراً زائداً والتي تُسبب لهم بدورها الأرق والتعب والإرهاق، ومن هذه الأسباب:

1. الضغوطات النفسية وكثرة الإجهاد:

تُعدُّ الضغوطات النفسية وكثرة الإجهاد عند الأشخاص من الأسباب التي تجعلهم يفكرون بكثرة قبل النوم، ومِن الضغوطات النفسية التي يتعرض لها الأشخاص هي الخوف من عدم تأمين حياة كريمة ينعمون بها، وكذلك المخاوف المتعلقة بالعمل أو ما يخص الأسرة والصحة والعلاقات الاجتماعية؛ وكُل هذه الأمور تُعدُّ من مُسببات التفكير الزائد، والتي بدورها تسبب الأرق والإرهاق لدى الأشخاص.

2. كثرة التحليل ليلاً:

يكثر في الليل تحليل ومعالجة المعلومات وذلك بسبب كثرة الانشغال في النهار، ولكون التحليل ومعالجة البيانات من وظائف الدماغ الأساسية، مما يؤدي إلى التفكير الزائد.

3. كثرة ساعات العمل الطويلة:

إنَّ كثرة الساعات الطويلة في العمل والانشغال تجعل الفرد لا يلتزم بساعة نوم مُعينة، لذلك يُصيبهُ الأرق نتيجة عدم ثبات ساعات النوم لديهِ، بالإضافة إلى أنَّ بعض الأشخاص لديهم اضطرابات في النوم نتيجة جدول غير منتظم فيما يخص نومهم، وكذلك النوم في ساعات مُتفرقة في النهار، كما أنَّ تناول وجبات الطعام في آخِر الليل وقبل النوم فوراً والإفراط في التدخين وشرب المنبهات التي تحتوي على الكافيين وشرب الكحول تجعل الفرد يزيد من تفكيره قبل النوم وتسبب له الأرق والتعب والقلق.

4. الأزمات النفسية:

من الأمور المُسببة لقلة النوم والتفكير الزائد قبل النوم هي الاضطرابات النفسية التي يعاني منها كثير من الأشخاص.

5. الأمراض العضوية:

إنَّ الحالة الصحية لها تأثير كبير في كثرة التفكير وقلة النوم، ومنها خدر الذراعين أو الساقين، بالإضافة إلى أمراض القلب والسكر والضغط وفرط في نشاط إحدى الغدد وأهمها الغدة الدرقية، كذلك الأزمات التي تحدث لبعض الأشخاص مثل أزمة التنفس والربو، بالإضافة إلى وجود بعض الأدوية التي تكون من أعراضِها الجانبية القلق والأرق وقِلة النوم.

إقرأ أيضاً: 12 حقيقة عن قلة النوم.. هكذا يقودك السهر إلى الهلاك!

كيف أطرد التفكير قبل النوم؟

تُعدُّ معرفة أسباب عدم النوم بشكل جيد والتفكير الزائد من الخطوات الأولى للعلاج، فعند معرفة السبب يُمكن التوجه نحو علاج معين، كونها تُعدُّ مرحلة تشخيص للحالة التي يمر بها الشخص، ولكنَّنا سنطرح لكم فيما يلي أهم طرائق التخلص وعلاج التفكير الزائد للحالات الشائعة لدى الأشخاص، وكذلك كيفية التخلص من التفكير الزائد قبل النوم، ومنها:

  1. أولاً علينا أن نعلم فيما إذا كانت الحالة سببها عضوي أم لا، لذلك يُنصح في الذهاب إلى طبيب مختص لاستشارته من أجل معرفة فيما إذا كان السبب عضوياً أم لا.
  2. عند تكرار حالات التفكير الزائد قبل النوم، حاول الابتعاد عن السرير مع الأخذ بعين الاعتبار ألا تُشغل نفسك في شيء يجعلك أكثر نشاطاً، مثل تصفح الإنترنت أو مشاهدة التلفاز؛ حيث يَنصح الخبراء بتدوين ما يُشغل الدماغ من أجل تخفيف عبء التفكير والرجوع إلى النوم.
  3. يَنصح الخبراء والأطباء بأن يكون هناك حالة استرخاء قبل الذهاب إلى السرير بساعة واحدة، مع عدم ممارسة أي عمل أو الانشغال بأي شيء، فهذا الأمر يعزز قدرةَ الفرد على النوم بسهولة دون تفكير زائد يسبب له القلق والتوتر.
  4. ذهب بعض الأطباء في نصح الأشخاص بأن يفعلوا خلاف ما يريده الدماغ، فإن كان الشخص يريد أن ينام وبدأ بالتفكير، فعليه أن يقوم ويشغل نفسه بأي شيء.
  5. الساعة البيولوجية، حيث تفعل الساعة البيولوجية ما تفعله ساعة المنبه، لذلك نجد كثيراً من الأشخاص وقد اعتادوا النهوضَ من النوم عند صلاة الفجر دون أي منبه خارجي، وكذلك الذي تعوَّد أن ينهض إلى العمل في ساعة معينة تراه يستيقظ في تلك الساعة على الدوام، لذلك ينصح الأطباء الذين يعانون من التفكير الزائد قبل النوم أن يُعيدوا ضبط ساعتهم البيولوجية.
  6. هناك ارتباط وثيق بين تناول الطعام في ساعات متأخرة من الليل وبين الصعوبة في النوم، لذلك ينصح الأطباء بالامتناع عن تناول العشاء في وقت متأخر من الليل.
  7. الابتعاد عن كُل ما هو منبه من الكافيين والنيكوتين والكحول قبل الذهاب إلى السرير.
  8. تحفز عملية التنظيم ووضع خطة عمل لليوم التالي الدماغ على عدم التفكير بأي شيء سوى النوم من أجل تنفيذ ما خُطط له، حيث تساعد عملية التخطيط - من خلال تفريغ ما تفكر أن تُنجزه على ورقة أو دفتر ملاحظات - على الاسترخاء أكثر من أجل الاستعداد لليوم التالي.
  9. يقرأ الدماغ ما تقوم به ويجعله عادةً لك، لذلك عند التفكير وأنت مُستلق على السرير، سيجعل من ذلك عادةً لك، فتتطور هذه العادة وتتفاقم مع الوقت مما يُسبب قلقاً وتوتراً يلازمك.
  10. التأمل قبل النوم، حيث تساعد جلسات التأمل قبل النوم على إخراج كافة الأفكار السلبية من الدماغ والاسترخاء والذي يساعد على النوم بطريقة صحية، بحيث لا تتجاوز عملية التأمل الـ15 دقيقة.
  11. إنَّ الحصول على تدليك يساعد على الاسترخاء ويساعد أيضاً على عدم التفكير بالأشياء السلبية التي تسبب القلق والأرق والتوتر.
  12. إنَّ البرنامج الغذائي الصحي يساعد في علاج الكثير من المشاكل منها الأرق والقلق والتوتر والشعور بالإرهاق، ويساعد أيضاُ على النوم بشكل جيد، لذلك ينصح الأطباء بشرب أنواع معينة من الشروبات التي تساعد على ما ذكرناه قبل قليل، مثل البابونج واليانسون، وذلك على عكس الأغذية التي تسبب الأرق والتفكير الزائد وعدم القدرة على النوم، مثل الأطعمة التي تحتوي على الدسم، والمشروبات الغازية التي تحتوي على السكريات والكافيين.
  13. يساعد التعرُّض لأشعة الشمس في النهار على الاسترخاء وعدم التفكير الزائد قبل النوم لأنَّ الجسم يكون مشبعاً بالفوائد التي يتلقاها من أشعة الشمس.

علاج التفكير الزائد والوسواس قبل النوم:

كثيراً ما تمر على كل فرد منا بعض الليالي التي لا يستطيع فيها الواحد منا أن يبقي عقله صامتاً ليستغرق في النوم، فتراودنا الذكريات القديمة، وأحياناً يوميات العمل التي كنا فيها، وقد تظهر لنا أخطاء حياتنا في تلك اللحظات، ومع يرافقها من ندم ووساوس يجعل النوم يطير من العيون، وهذا أمر يتطلب من المرء البحث عن علاج قلة النوم والتفكير، إذ إن الاستمرار بهذه الحالة لفترات طويلة تؤثر على الصحة العقلية والجسدية للفرد، فشرط النوم الأساسي هو أن يكون هادئاً، ونستعرض معاً بعض الطرائق التي يمكن استخدامها من أجل طرد الوساوس والحد من التفكير الزائد، وهذه الطرائق هي:

أولا: صرف انتباهك بقوائم عقلية لا معنى لها

فكر في شيء آخر، بدلاً من ما يقلقك، كأن تفكر في قصة قرأتها، أو أي شيء يثير اهتمامك، تذكر هدف لاعبك المفضل مثلا، تذكر لقطات الفيلم الذي تحبه، مارس التخيل، وأطلق العنان له، فتخيل سيارتك الفارهة وطائرتك الجميلة ومنزلك الجبلي الذي تقضي به صيفك، فكر في كل الأشياء التي تبعدك عن الواقع الذي عشته والذي يستحضر في دماغك ليحيل ليلك إلى قلق.

ثانيا: تراجع وانظر إلى كيفية استجابتك

الطريقة التي تستجيب بها لأفكارك يمكن أن تبقيك أحيانًا في دائرة اجترار أو تفكير متكرر، غالبًا ما يتسبب اجترار الأفكار عواقب سلبية على الصحة العقلية للشخص؛ لذا عليك أن تراقب ذاتك لترى كيف تؤثر تلك الأفكار على مزاجك، هل تشعرك بالغضب أم التوتر أم القلق؟ وما هي المشاعر الأساسية وراء تلك الأفكار؟ وهنا يمكن القول أنّ الوعي الذاتي الذي تملكه هو المفتاح لتغيير طريقة تفكيرك.

ثالثاً: تقسيم والتغلب على مخاوفك

ليس غائبا عن أحد منا أن هناك مخاوف يمكننا السيطرة عليها، وأخرى لا يمكننا أن نسيطر عليها، وهي التي تسبب لنا الوساوس والتفكير الزائد التي يُذهب النوم من العيون، وهنا فإن الخطوة الأولى لمعالجة هذا الأمر يكمن في تحديد تلك المخاوف وقبولها، ومعرفة الآثار المترتبة من جراء الاستسلام لها، لذا من الأفضل على المرء التركيز على إيجاد حلول هذه المشكلة من خلال معرفة أسباب تلك المخاوف وكيفية التخلص منها، من خلال وضع خطة مدروسة والإجابة على بعض الأسئلة المهمة مثل:

  • لماذا حدث هذا؟
  • ماذا لو حدث شيء سيء؟
  • كيف يمكن لي تحقيق أفضل نتيجة من ذلك الموقف السيء؟
  • كيف يمكنني التصالح مع تلك المخاوف وتقبلها؟

إن الإجابة على تلك الأسئلة تزيح كثيرا من مخاوف المرء، وتضع تلك المخاوف والأفكار تحت سيطرته، فيقودها بدلا من أن تقوده.

رابعاَ: احصل على حياة مشغولة

على الجميع أن يعرف أنّ القلق هو عاطفة إنسانية طبيعية، وليس عاطفة نحتاج إلى الخوف منها، فعندما تحتاج إلى منع نفسك من الإفراط في التفكير في أمر ما أو اجترار شيء يزعجك، خذ لحظة لجمع نفسك وتقييم مخاوفك وإعادة توجيه طاقاتك إلى السعي الذي تجده ذا مغزى.

حتى في حالة القلق المتزايدة، نحن قادرون على القيام بذلك؛ لذا ركز وقتك وطاقتك على السلوكيات والأنشطة التي تتماشى مع قيمك، فإن شعرت بأنك تفكر بكثير من الأشياء قبل نومك، ولا تستطيع النوم، فلا بأس من سماع بعض الموسيقى، أو القيام من الفراش وحتى ممارسة بعض الرسم مثلا، أو مشاهدة فيلم، أو قراءة كتاب وغيرها من الأنشطة التي يمكن أن تعيد التوازن للمرء، ويصفي دماغه.

لقد تحدثنا في مقالنا هذا عن التفكير الزائد وعدم القدرة على النوم بسبب التفكير، وقد أوضحنا من خلال مقالنا هذا الأسباب التي تؤدي إلى التفكير الزائد ومنها كثرة تحليل المعلومات والضغوطات النفسية التي يعاني منها الأفراد، وزيادة الإرهاق من خلال ساعات العمل الطويلة، والأزمات النفسية التي يعاني منها الأشخاص، بالإضافة لما يعانيه الأشخاص من أمراض عضوية تجعلهم يقظين طوال الليل، والمركبات الدوائية التي تكون أعراضها الجانبية كثرة التفكير والأرق المصاحب لمن يتناول هذه العقاقير، كما عددنا أخيراً طرائق التخلص والعلاج لمشكلة التفكير الزائد وما هي أهم النصائح التي قدمها الأطباء من أجل تجاوز هذه المشكلة المنتشرة بين الأشخاص.

المصدر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة