هناك أنواع مختلفة من الضغوطات النفسية، بعضها جيد، وبعضها سيء. في الحقيقة، هناك ثلاثة أنواع مختلفة على الأقل: الضغط النفسي المفيد (eustress)، والضغط النفسي الحاد والضغط النفسي المزمن:
- الضغط النفسي المفيد: هو استجابة جسمنا لمُحفّزات الإثارة والبهجة. ويشار إليه عادة باسم "الضغط الجيد - good stress". فكر في عشائك الرومنسي الأول مع الشريك، أو تخيل أنَّك قد دُعيت لتناول العشاء مع نجمك المفضل.
- الضغط النفسي الحاد: هو استجابة أجسامنا لمحفز فوري (إيجابياً كان أم سلبي)، والذي يخمد بعد أن نتصدى له. تخيَّل نفسك وأنت تمشي في زقاق مظلم وتسمع فجأةً خطوات سريعة تأتي من خلفك.
- الضغط النفسي المزمن: وهو الضغط النفسي الثابت والمكثف، والذي يجعلنا نشعر وكأنَّنا محاصرون ومرهقون. فكِّر في علاقات الزواج المتوترة أو بالتَّنمر في مكان العمل.
شاهد بالفديو: 6 نصائح علميّة للتخلص من الضغط النفسي
إنَّه لمن المهم لصحتك بشكل عام أن تكون قادراً على تحديد أعراض التَّوتر السَّلبي. لذا، هل سبق لك أن واجهت إحدى السيناريوهات التالية؟
1. تعاني من ضغط نفسي لا ينتهي
إذا كنت تشعر بضغطٍ نفسيٍّ متواصل على مدى فترات طويلة، فهذا بمثابة إشارة خطر، وعلى الرَّغم من أنَّ الضغط النفسي جزء طبيعي من حياتنا، وأنَّ بعض أنواعه لا يمكن تجنّبها (الضغط النفسي الحاد، على سبيل المثال)، إلا أنَّه إذا كنت تتعرض باستمرار لوابلٍ من مشاعر العذاب والارتباك والقلق، فقد تتعرّض صحتك لخطرٍ شديد.
نصائح: خذ استراحة من روتينك الاعتيادي. وضع الرعاية الذاتية في قمة أولوياتك، وتحدث مع أحدهم عما تعانيه. فربما تتموضع بعض التحولات البسيطة في موضعها الصحيح، ويمكن أن تساعد في إدارة حملك النفسي الزائد.
2. الضغط النفسي يضرّ بمصدر رزقك وعلاقاتك
عندما يسمم الإجهاد حياتك، يمكن أن يؤثر ذلك على قدرتك على العمل بفعالية أو على علاقاتك. ولأنَّه يؤثر على أخلاقيات عملك وتفاعلك مع الآخرين، فمن المحتمل أن يعود عليك ذلك ببعض الملاحظات غير المرغوب بها بناءً على سلوكك.
نصائح: راقب علامات انخفاض الأداء أو ضعفه، وانتبه فيما لو كنت تبدو سلبياً أو حادَّ الطِّباع عندما تتعامل مع الآخرين. ولا تكن انفعالياً إذا ما تلقيت ملاحظاتٍ منهم (لأنَّك ستفعل ذلك على الأرجح). نمِّ وعيك الذاتي عبر الانتباه بشدّة للمًحفّزات أثناء تفاعلاتك الشخصية، وانتبه لأي تأثير حاصلٍ على تواصلك اللفظي وغير اللفظي. أخيراً، خصص وقتاً تستعرض فيه سلوكك بموضوعية، وكن منفتحاً على الطرق الإيجابية التي يمكن أن تساعدك في معالجته.
3. أنت لا تنم جيداً
إنَّ النوم الجيد هو جزء لا يتجزأ من الصحة النفسية العامة. فإن كنت لا تحصل على ما يكفي منه، فربما يكون جسمك لا ينتج ما يكفيه من مواد كيميائية عصبية تجعلك تدخل مرحلةَ النوم الصحي؛ مثل البروجسترون والاستروجين و السيروتونين والميلاتونين. هذا يعني أن دورات نومك غير منتظمة، ولربما تسهر طوال الليل وتشعر بتعبٍ غير مألوف عند الاستيقاظ. فبدون نوم مريح، لن تكون جاهزاً أبداً للعمل بشكل فعال خلال اليوم.
نصائح: ضع لنفسك روتين استرخاء يساعد على عزل عقلك وجسمك عن العالم الخارجي. قد يشمل ذلك حماماً ساخناً والخلود للنوم باكراً، وإغلاق هاتفك الخلوي أو غيره من عوامل تشتيت الانتباه.
4. لم تعد تعتني بنفسك جيداً
عندما تشعر بالإنهاك الشديد، فقد يكون من السَّهل تجاهل العادات اليومية التي تساعدك على أن تشعر بالرضا عن نفسك. قد تشمل تلك العادات الذهاب للصالة الرياضية أو إعداد وجبة غداء صحية أو الاستيقاظ باكراً أو حتى العناية بالنظافة الشخصية.
إذا ما وجدت أنَّ هذه العادات الروتينية لم تعد أولوية لديك بسبب ما تعانيه من ضغطٍ نفسي، فقم بالإقرار بمشكلتك وتصدى لها مباشرة قبل أن ينعكس غياب تلك العادات على مناطق أخرى من حياتك.
نصائح: ضع نفسك مجدداً على المسار الصحيح، عبر العودة إلى عاداتك الجيدة واحدةً تلو الأخرى. ونظراً لأنَّك منهكٌ أصلاً، فإنَّ محاولة إعادة جميع العادات إلى روتينك اليومي سيكون لها عواقب وخيمة. لذا ابدأ بأكثر عاداتك سهولة، وأعد بناء روتينك بدءاً من هذه النُّقطة. ثم كافئ نفسك عند إعادة دمج كل منها. ستشعر بالتحسن على الفور، وستكون أيضاً في طريقك لزيادة صحتك وعافيتك.
آمل ألا تشعر بضغطٍ نفسيٍّ سيء. لكن إن كان الأمر كذلك، فلا تدخل في حالة إحباط. واستخدم هذه النصائح لتساعد نفسك في تحديد وتجاوز تلك الأعراض، حتى تتمكن من وضع نفسك على طريق تحقيق المزيد من النجاحات.
أضف تعليقاً