9 نصائح عملية لتتخلص من الانغلاق الفكري وتصفي ذهنك

تدور قائمة الأفكار العشوائية هذه في ذهني بينما أحاول التركيز على كتابة هذه المقالة؛ فكيف يمكنني التخلص من حالة الانغلاق الفكري هذه؟



ملاحظة: هذه المقالة مأخوذة عن المدونة جينيفير ثورييت (Jennifer Theuriet)، والتي تحدِّثنا فيها عن تجربتها في التخلص من حالة الانغلاق الفكري.

إذا كان بإمكانك إلقاء نظرة خاطفة على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص بي، فستراني منكبة على لوحة المفاتيح، وأحدق في أصابعي؛ فأنا خير من يمثِّل حالة قفلة الكاتب، وحتى لو لم تكن كاتباً، أراهن أنَّك قد أحسست بهذا الشعور.

إنَّ الانغلاق الفكري هو الحالة التي تنقطع فيها سلسلة أفكارك، وتفقد القدرة على الاستمرار في العمل؛ إنَّه أمر محبط للغاية؛ حيث تخرج أفكارك عن مسارها بسبب شيء يحدث من حولك، والذي كان جهاز "كروم بوك" (Chromebook)، وتغريدة الرئيس السابق ترامب (Trump)، والمدفأة في حالتي أنا؛ ولكنَّ الحياة لا تتوقف، ولن تتغير المواعيد النهائية لأنَّك ترغب بأخذ قيلولة، وغالباً ما ينتظرك نجاح كبير بعد التخلص من حالة الانغلاق الفكري هذه؛ لذا جرِّب هذه النصائح التسع العملية في المرة القادمة التي تحتاج فيها إلى إعادة أفكارك إلى مسارها الصحيح، والتخلص من الانغلاق الفكري.

1. تذكَّر أنَّ الانغلاق الفكري ليس موجوداً فعلاً:

صحيح أنَّني ذكرتُ قائمةً من الأسباب التي تمنعني من الكتابة في الوقت الحالي، ولكنَّ الحقيقة هي أنََّني ما زلت أكتب؛ حيث حاولت التغلب على العراقيل التي كان يضعها عقلي أمامي، وأجبرت نفسي على الكتابة، وتخلصت من كل توقعاتي، ويُعدُّ هذا الأمر مفتاح تخلُّصك من هذه الحالة؛ إذ عليك أن ترفض تقبُّل وجود الانغلاق الفكري، وإنجاز عملك بأيَّة طريقة؛ لذا دعنا نطبق هذه التقنية على مثال خارج سياق عالم العمل، لنفترض أنَّك تواجه مشكلةً في تربية طفلك المراهق، ولا تنجح أي طريقة تجرِّبها، وتحاول جاهداً التواصل معه بلا جدوى، كما أنَّك تخاف من تغيير أساليب التربية التي تتبعها معه، لأنَّك تخشى أن يؤدي ذلك إلى إفساده أكثر، ولكن عليك أن تتشجَّع، وتجرِّب طريقةً ما، وتتجاوز السعي نحو الكمال؛ إذ يمكنك أن تكتب له رسالةً تعبِّر فيها عن حبك له، وعن مشاعر الإحباط التي تغمرك، ليس بالضرورة أن تقوم بلفتة كبيرة؛ فكما قال رجل الأعمال، والمؤلف "سيث غودين" (Seth Godin): "ابدأ بخطوات صغيرة، ولكن ابدأ الآن".

وبمجرد أن تتخذ الخطوة الأولى، ستتلقى استجابةً لمحاولاتك، وستغمرك السعادة بالتقدم الذي تحرزه، وبعدها، يمكنك إما الاستمرار في اتخاذ خطوات صغيرة إلى الأمام، أو التخلي عن هذه الفكرة وتجربة أمر جديد.

2. تجنَّب اللجوء إلى المنبهات أو غيرها لتتجاوز محنتك:

يمكن أن تساعدك القهوة، أو السكر، أو غيرها في التخفيف عنك برهةً من الزمن، ولكنَّها لن تحل جميع مشكلاتك كلياً، ولكن لا تخف؛ فهذا لا يعني أن تتخلى عن الاستمتاع باحتساء فنجان قهوتك في الصباح، أو تمتنع عن تناول قطعة من الكعك للاحتفال بأحبائك؛ فأنا أتكلم عن اللحظة التي تود فيها تناول فنجان قهوة إضافي لمضاعفة جهودك في إنجاز عرض تقديمي كبير عليك تقديمه، فلن تساعدك المنبهات في تجاوز الصعوبات التي تعاني منها حينما تشعر بالعجز؛ بل ستتضاعف مشكلاتك، وقد تؤدي إلى تفاقم حالة الانغلاق الفكري التي تعاني منها؛ لذا، التزم بالتغذية الجيدة بدلاً من ذلك.

إقرأ أيضاً: 8 عادات خاطئة تهدد صحتك

3. خُذ قسطاً من الراحة:

بدلاً من التوجه إلى المطبخ لتنشيط تفكيرك، جرِّب نيل قسط من الراحة؛ حيث يُعدُّ النوم أحد أفضل الطرائق التي تساعدك في تصفية ذهنك.

إنَّني أحب أخذ قيلولة، ولكنَّني أعلم أنَّ الجميع لا يوافقونني الرأي؛ فحينما يرغب دماغك المشوش بتناول جرعة من الكافيين، حاول الاستلقاء لمدة 20 دقيقة، لعلَّك لن تغفو، ولكن لا بأس بذلك؛ يكفي أن تدع تفكيرك يجول هنا وهنا، فقد يكون هذا الوقت المستقطع الذي تريح فيه عقلك من حل المشكلات هو الانفراجة التي تحتاجها، وحينما تُرهق نفسك كثيراً من خلال النوم في وقت متأخر والاستيقاظ مبكراً، فإنَّ أفضل ما يمكنك فعله هو التوقف وأخذ قسط من الراحة.

فلنفترض أنَّ الساعة قد قاربت العاشرة مساءً، وأنت منكبٌّ على عملك أمام حاسوبك، وتبذل قصارى جهدك لمواصلة التركيز على تفاصيل تصميم موقع الويب الخاص بعميل، بدلاً من المعاناة بين خيارات نص العنوان الفرعي لمدة نصف ساعة أخرى، أغلق الحاسوب وتوجَّه إلى النوم؛ ستعرف تلقائيَّاً أنَّك قضيتَ وقتاً طويلاً جدَّاً في العمل، وحتى إن كان عليك الالتزام بموعد نهائي يوشك على الانتهاء، فإنَّك ستتمكن من اتخاذ قرارات أفضل في وقت أقل بكثير عندما يتمتع ذهنك براحة تامة.

4. مارِس التمارين الرياضية:

سبق وقلنا جميعاً: "سأخرج في نزهة لأصفِّي ذهني" حتى باتت جملةً مبتذلةً للغاية، ولكنَّها أصبحت كذلك لأنَّها دائماً ما تنجح.

هل تعتقد أنَّ المشي تمرين عادي بالنسبة لك؟ جرِّب الجري إذاً؛ وإذا كنت لا تحبِّذ الجري، يمكنك تجربة نظام تمارين بيلاتس؛ إذ ثمة الكثير من التمارين التي يمكنك ممارستها بانتظام حتى لو كنت مشغولاً للغاية، لا يهم كيف تفضِّل تحريك جسدك؛ يكفي أن تتحرك.

إقرأ أيضاً: 9 فوائد صحية للرياضة

5. هز رأسك لتعيد التركيز:

هل سبق لك أن رأيت طالباً غارقاً في أحلام اليقظة في أثناء الدراسة؟ حيث مجرد كلمة بسيطة منك كفيلة بأن تعيده لوعيه؛ فتراه يهز رأسه، ويعود إلى حل واجباته؛ فهي حركة بسيطة وتلقائية؛ في المرة القادمة التي تجد فيها تركيزك عالقاً في المشكلة ذاتها التي تدور في ذهنك مراراً وتكراراً، جرِّب هز رأسك، وتخيل ذلك كوسيلة لإعادة تنشيط ذهنك، ثم حاول مرةً أخرى.

6. دوِّن ما يدور في عقلك:

لعلَّك سمعت من قبل النصيحة التي تقول بأنَّه عليك أن تدوِّن ما يدور في خلدك، ولكن يختلف الأمر قليلاً هنا؛ إذ ثمة طرائق عديدة للكتابة، والتي عليك أن تختار منها ما يحررك من حالة الانغلاق الفكري.

  • العصف الذهني: تناول ورقةً أو مفكرةً رقمية، ودوِّن عليها أي فكرة تخطر في بالك؛ إنَّني أفضِّل إنشاء الخرائط الذهنية في أثناء ممارسة العصف الذهني.
  • كتابة اليوميات: تتشابه كتابة اليوميات مع العصف الذهني، ولكنَّ الفرق أنَّك ستدوِّن أفكارك باستخدام جمل كاملة دون أي بنية رسمية؛ فأنت تصف سيل أفكارك بالكلمات، ألا تعرف ما الذي ستكتبه؟ إذاً جرِّب كتابة جملة: "لا أعرف ماذا سأكتب" مراراً وتكراراً؛ قد لا يساعدك ذلك، ولكن قد تخرج بفكرة أيضاً.
  • إنشاء قائمة بالإيجابيات والسلبيات: تفيد استخدام هذه الطريقة إذا كنت متردداً في اتخاذ قرار ما.
  • كتابة مقال: تخيل أنَّك عدت إلى المدرسة، وطلبت منك المعلمة كتابة مقال مُقنِع عن حالة الانغلاق الذهني الذي تعاني منه.

7. ابقَ وحدك:

يتطلب الانغلاق الفكري الذي يرتبط بمشكلة معقدة تفكيراً مركَّزاً ومستفيضاً، ويحدث التفكير المستفيض حينما يكون ذهنك مسترخياً، وتأتيك الأفكار دون أي جهد (مثل تلك اللحظات التي تصرخ فيها قائلاً "وجدتها" في أثناء الاستحمام)؛ بينما يتطلب التفكير المركَّز مزيداً من الجهد، ومكان عمل هادئ؛ حيث سيصعب الأمر بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في ظل الحجر الصحي المنزلي مع عائلة كبيرة؛ فمتى كانت آخر مرة وصلت فيها إلى حالة من تدفق الأفكار في أثناء العمل باستخدام حاسوب محمول مسنَد على منضدة مطبخك، وأسرتك تضج من حولك؟

سأبوح لك بسِرٍّ إذا كنت تعاني من هذا الوضع: عليك تخصيص وقت للعمل حينما يكون الجميع نائمون؛ اضبط المنبه ليرن عند الساعة الخامسة صباحاً، وعالِج حالة الانغلاق الفكري التي تعاني منها، أما إذا كنت ممن يفضِّلون السهر ليلاً، ابق مستيقظاً، وخصِّص وقتاً للعمل بمفردك بعد أن ينام الجميع.

8. عالِج المشكلة الحقيقية:

قد يكون الأمر بهذه البساطة أحياناً؛ فلنقل مثلاً أنَّك عاجز عن الخروج بأفكار تتعلق بكيفية تحسين المبيعات، لقد حددت موعداً للاجتماع بفريق التسويق، ولكنَّ حملة إطلاق المنتج الجديد تتهاوى؛ فمصدر إلهامك الإبداعي غائب، ولا يسعك التفكير إلا بذلك الشجار الذي خضته الليلة الماضية مع أحد أفراد عائلتك.

لذا، حان الوقت لتتصل بذلك الشخص، لتجدوا حلَّاً لتلك المشكلة؛ إذ لن يتوقف عقلك عن التفكير فيما حدث إلى أن تتكلم عنها، وتعالج الأمر، إذا كانت المشكلة واضحة، فهذا هو الأمر الذي يمنعك من المضي قدماً في عملك؛ حيث لا تنفك تدور في ذهنك في كل مرة تجلس فيها للعمل، لعلَّ الأمر بسيط، ولكنَّه قد لا يكون بتلك السهولة.

9. انظر للأمر من زاوية مختلفة:

حاول النظر إلى مشكلتك من وجهة نظر طفل صغير، والأفضل من ذلك أن تسأل طفلك عن أفكاره حول كيفية التخلص من حالة الانغلاق الفكري التي تعاني منها، حيث يُبدي الأطفال دهشتهم عندما ينظرون إلى العالم؛ وبسبب قلة خبرتهم في المشكلات التي نواجهها، فإنَّ آراءهم مبتكرَة ومميزة؛ تخيل أن تترك طفلك أمام خزانة مليئة بأواني المطبخ البلاستيكية؛ حيث سيستمتع باللعب بها لساعات إما ببناء أبراج منها، أو رميها على الأرض، أو الطَّرق عليها، أو حتى قد يتظاهر بأنَّهم سيارات تدور حول المطبخ، وآخر شيء سيفكر به هو أن يملأها بطبق اللحم الذي زاد من الليلة الماضية، ويضعها في الثلاجة، لا يمكنك أن تتوقع بالطبع أن يكتشف طفلك استراتيجية تسويق لإطلاق منتجك، ومع ذلك، إنَّني متأكدة من أنَّه يمكنك الحصول على بعض الأفكار المثيرة للاهتمام من طفل يبلغ من العمر عشر سنوات إذا أصغيت إليه باهتمام؛ فكل ما تحتاجه أحياناً هو وجهة نظر جديدة.

إقرأ أيضاً: 7 طرائق عملية لتغيّر تفكيرك وحياتك

الخلاصة:

دعني أخبرك هذه القصة المضحكة التي حدثت معي في أثناء كتابة هذه المقالة، لقد تلقيت مكالمةً هاتفيةً من مدرسة ابني؛ حيث كان يشتكي من ألم في بطنه؛ لذا أرسلوه إلى المنزل.

لقد أمضيتُ ما تبقى من فترة ما بعد الظهر أُجري اختبارات فيروس كورونا، وتقبَّلتُ واقع قضاء 14 يوم في الحجر الصحي برفقة طفلي؛ لذا حان الوقت لأطبِّق ما كنت أتحدث عنه!

لقد قررت أن أحذو حذو ابني فيما أراد فعله لقضاء الوقت بعد أن عبَّر عن رأيه بخصوص الوضع الراهن قائلاً: "الحجر الصحي ممل"؛ فقد استغلَّ الوقت في كتابة قائمة الامتنان التي يخطط مشاركتها في عيد الشكر، وأنا كتبت هذا المقال، إنَّني لا أكتب عن كل هذا كي أنال عطفك، بل لأُريك أنَّه من الممكن التخلص من حالة الانغلاق الفكري، وتصفية ذهنك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة