9 طرق لتحسين القوة العقلية تمكنك من اجتياز أي تحد في حياتك

تتعلق القوة العقلية في الواقع بالمهارة أكثر من تعلقها بالرصانة؛ إذ لا يتطلب خوض تحديات الحياة الحقيقية أن تكون "صلباً"؛ وإنَّما يتطلب التعرف إلى خفايا العقل والتعامل معه تعاملاً ذكيَّاً، ويجيب الكثير من الخبراء على الأسئلة التي نسمعها كثيراً عن بناء القوة العقلية؛ لذا استخدم استراتيجياتهم لتحسين قوتك.



1. الخروج من منطقة الراحة:

يقول إيبنزير سامويل (Ebenezer Samuel) الحاصل على شهادة معتمدة في مجال القوة والتكيف ومدير قسم اللياقة البدنية في مجلة صحة الرجال (Men’s Health): "لا يمكن للجسم أن يتكيف إلا إذا واجه شيئاً جديداً، ولن تكون التحديات الجديدة مريحة دائماً"، فالجواب هو أنَّك لا يمكن أن تصبح أقوى دون أن تخرج من منطقة الراحة؛ حيث يجب أن يتكيف عقلك أيضاً مع الانزعاج، وأن تُعَزَّز قوتك العقلية والبدنية.
السر في تجاوز هذا هو أن تبدأ بخطوات صغيرة؛ حيث يقول سامويل: "أضف كل أسبوع هدفاً صغيراً إلى أي هدف تسعى إليه، سواءً عنى ذلك القيام بتمرين رياضي إضافي، أم إضافة دقيقة أخرى إلى حصة الجري الصباحية، أم القيام بتمرين بلانك لمدة ثانية أخرى".

2. التوقف عن التفكير في الأخطاء:

ابدأ بالتفكير كما يفكر لاعب كرة السلة الشهير مايكل جوردان (Michael Jordan). لقد عدَّ نفسه فاشلاً؛ إذ قال: "لقد أضعت أكثر من 9 آلاف تسديدة، وقد خذلت الفريق في 26 مرَّةً أُسندَت إلي فيها مهمة تسديد الرمية التي كانت ستمنحه الفوز، وقد فشلت مراراً وتكراراً في حياتي".

فكيف تجاوَزَ تلك الصعاب إذاً؟ لقد مضى قُدُماً إلى الأمام، تقول ليزا ستيفن (Lisa Stephen)، الحاصلة على درجة الدكتوراه، ومدرِّبة الأداء المهني والشخصي والرياضي وصاحبة شركة إيجنايت بيك بيرفورمانس (Ignite Peak Performance) التي يقع مقرها في ولاية فيرمونت (Vermont) في الولايات المتحدة الأمريكية: "إنَّ ارتكاب الخطأ هو مجرد تغذية راجعة تخبرك بأنَّك قد خرجت عن مسارك؛ لذا استخدم هذه البيانات للتركيز على ما يجب فعله بعد ذلك، ثم انسَ الخطأ، ويمكنك أن تتخيل نفسك ترميه في البحر أو تطلقه كما تطلق بالوناً ليحلق إلى السماء، فالهدف هو ترك الخطأ وراءك والبناء على ما تعلمته، ولا يمكنك تقديم أفضل أداء ممكن من خلال التركيز على أسوأ ما لديك".

3. التعامل بلطفٍ مع الآخرين:

تقول الطبيبة النفسية تريسي ماركس (Tracey Marks)، الحائزة على شهادة الدكتوراه في الطب النفسي من مركز ماركس للطب النفسي (Marks Psychiatry) في ولاية جورجيا (Georgia): "الأسلوب الفعال للتخلص من الغيرة والسلبية هو ممارسة الأعمال اللطيفة"؛ لذا ابدأ بالثناء على الآخرين وتقديم تغذية راجعة إيجابية لهم، وإذا كنت تشعر بالسخاء تحديداً، فعبِّر عن سخائك في المقهى أو في أثناء القيادة، وهناك بعض الأدلة على أنَّ التصرفات التي تُعبِّر عن السخاء ترتبط بزيادة النشاط في مناطق الدماغ المسؤولة عن السعادة.

ومع ذلك، إذا كان العطاء يحبطك ويجعلك تفكر في احتياجاتك، فحاول الشعور بالامتنان من دون القائمة، كما تقول الدكتورة ماركس، فقط اقض لحظة كل صباح في التفكير فيما أنت ممتن له.

إقرأ أيضاً: 15 طريقة بسيطة لنشر السعادة واللطف من حولك

4. تعلُّم قول "لا":

يتعلَّم بعض الأشخاص كيفية قول كلمة "لا" طبيعياً ولكنَّ بعضهم الآخر يتعلَّم هذا ببطء؛ حيث لا يستخدمها الكثير من الناس؛ وذلك لأنَّهم يخشون أن يفقدوا الفرص أو أن ينظر إليهم أرباب العمل أو العملاء على أنَّهم غير راغبين في أداء العمل، وفي الواقع، يمكن أن يكون العكس هو الصحيح.

تقول إليزابيث داي (Elizabeth Day)، صاحبة المدوَّنة الصوتية التي تحمل عنوان كيف تفشل (How to Fail) ومؤلفة كتاب فلسفة الفشل (Failosophy): "كانت تزداد قيمتي عندما أقول لا، فعندما تحترم نفسك، يحترمك الآخرون أكثر أيضاً"، وعلى أي حال، يُعَدُّ رفض العمل على مشروع آخر أفضل من أن تصل إلى مرحلة لا تستطيع فيها التعامل مع الوظيفة كلها".

5. تنظيم الوقت:

لنتجاوز فكرة انتظار الإلهام الإبداعي أو الوقت المناسب لفعل ما يجب فعله، فلن يكون هناك أبداً وقت مناسب لإنجاز العمل، وإذا كنت تنتظر الحالة المزاجية الملائمة، فسوف تنتظر وقتاً طويلاً.

يؤيد جيمس كلير (James Clear)، مؤلف كتاب "العادات الذرية" (Atomic Habits) الذي تصدَّر في يومٍ من الأيام قائمة الكتب الأكثر مبيعاً، الالتزام بجدول زمني بدلاً من الالتزام بموعد نهائي، فإذا كانت الحياة تقف في طريق ما تحتاج إلى القيام به، فقلل من حجم المهمة، اقضِ عشر دقائق عليها بدلاً من الثلاثين دقيقة التي كنت تنوي أن تقضيها، ولكن التزم دائماً بالجدول الزمني، ولا تجعل تفويت هذه الدقائق العشر ضمن خياراتك.

شاهد بالفديو: 5 خطوات فعالة تساعدك على تنظيم وقتك

6. التعبير عن المشاعر:

لا تعني القوة كبح جماح المشاعر والدموع؛ حيث تقول الدكتورة ماركس: "تتجلى القوة بألا تخاف من الكشف عن ألمك، فعندما يتأذى الجميع، فإنَّ الأشخاص الذين يعتمدون عليك سوف ينظرون إليك كقدوةٍ في التعامل مع أنفسهم"، وإذا كنت تكبت كل مشاعرك، فقد تشير إلى أنَّ الحزن أمر مخزٍ؛ لذا لكي تكون قوياً، أظهر ما تشعر به.

7. الامتناع عن متابعة الأخبار السيئة:

هذا مفهوم؛ إذ تسبب الأخبار التوتر بسبب اليأس ومشاعر الظلم التي يمكن أن تثيرها، ولمعالجة الانزعاج من الأخبار السيئة، حاول إنشاء حدود تنظم كيفية حصولك عليها وابحث عن أشخاص يجرون محادثات مُجديةً حولها، كما يوصي الطبيب النفسي جريجوري سكوت براون (Gregory Scott Brown)، وبما أنَّ الأخبار المزعجة يمكن أن تثير فيك غريزة القلق، افعل شيئاً لتهدئة نفسك، مثل التأمل أو على الأقل مشاهدة عرض ممتع لا يحتوي أخباراً مأساوية.

وهنالك حل آخر: استبدل متابعة الأخبار السلبية بالحوارات البنَّاءة، فإذا تحدَّثنا مثلاً عن حركة حياة السود مهمة (Black Lives Matter)، يشير إيويجين إليس (Eugene Ellis)، مؤسس ومدير شبكة العلاج النفسي للسود والإفريقيين والآسيويين (Black, African, and Asian Therapy Network)، إلى فوائد التحدث مع الآخرين عن الصحة العقلية، ويمكن أن يساعدك هذا أيضاً على معرفة الإجراءات التي يجب اتخاذها؛ حيث يقول: "إنَّه ترياق لمشاعر الضعف التي يعاني منها الكثير منا، فعندما تبدأ بالحديث، ستكتشف أنَّ ثمَّة علاقةً بين مشاعر اليأس والعلاقات، وعندما تكتشف هذه العلاقة، يكون من الأسهل معرفة ما يجب فعله".

8. الاهتمام بالصحة العقلية:

يقول مايكل وارديان (Michael Wardian)، عداء سباقات التحمل المحترف الذي كان واحداً من ثلاثة أشخاص فقط أكملوا مجموعة سباقات المئة ميل التي أُجريت في مدينة ليدفيل (Leadville)، والذي فاز أيضاً بسباق باكيارد ألترا (Backyard Ultra) لعام 2020: "يعتمد الجزء الأكبر من سباقات الماراثون على الأرجح على العقل، بينما يعتمد جزءٌ ضئيلٌ منها على الجسد".

لتحقيق إنجاز هائل أو أي إنجاز تحمُّل، يجب أن يكون لديك دافعٌ كبير، فلا يقتصر الأمر على الركض لتنشر ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وإنَّما أيضاً يجب أن تفعل ذلك من أجل أطفالك أو لإثبات شيء ما لنفسك، فمن المفيد أيضاً أن تعتمد على "تجزئة الأهداف"؛ أي تحديد أهداف صغيرة مثل الوصول إلى صندوق البريد التالي أو محطة المساعدة، وليس عليك دائماً الجري لبناء قوتك العقلية، ويقول وارديان: "عوِّد نفسك على فعل الأشياء التي تضايقك"؛ مثل ضبط المنبه على 4:00 صباحاً أو غسل الأطباق.

إقرأ أيضاً: 12 طريقة مثبتة لتحسين العافية الذهنية

9. ممارسة اليوغا:

تقول الدكتورة ماركس: "تعدُّ اليوغا طريقة ممتازة للتخلص من التوتر، وهي جيدة للأشخاص الذين لا يستطيعون الجلوس لفترة كافية للتأمل"، كما أنَّها تقلل التوتر بطريقتين: كما هو الحال مع التأمل، فأنت تركز على التنفس، مما يساعد على استرخاء الجسم، وتشرح قائلة: "عن طريق شد العضلات المتيبسة، فإنَّك تخفف التوتر"، فليس عليك أن تكون مرناً لممارسة اليوغا، وفي هذه الأيام هناك الكثير من الخيارات الافتراضية لممارستها.

من التطبيقات الأفضل لممارسة اليوغا ألو موفز (Alo Moves) وأبل فيتنس بلس (Apple Fitness+)؛ حيث يقدِّم كلاهما مجموعة واسعة من الدروس، بدءاً من تمرينات تخفيف التوتر التي تستمر لمدة ساعة إلى تمرينات اليوغا الخفيفة التي تستمر لمدة عشر دقائق.

ملحوظة جانبية: يستحق التأمل حقاً المثابرة؛ لذا استمر فيه، وجرب تطبيقاً مثل كالم (Calm) أو هيدسبيس (Headspace) أو تين بيرسنت هابير (Ten Percent Happier) لجعله أقل مللاً.

المصدر




مقالات مرتبطة