ومع ذلك، هذا لا يعني أنَّ قضاء هذا الوقت الطويل على وسائل التواصل الاجتماعي يفيدك؛ وعلى الرغم من أنَّ عملك قد يتطلب منك أن تظل متصلاً بالإنترنت خلال ساعات العمل، فقد يكون من المفيد جداً التوقف عن استخدامه خلال عطلة نهاية الأسبوع أو في أثناء الإجازة.
وبناءً على ما سبق، نقدم لك فيما يلي 9 فوائد لأخذ استراحة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:
1. التوقُّف عن المقارنة الاجتماعية:
اكتشف العلماء أنَّ معظم الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ينتهي بهم الأمر إلى مقارنة أنفسهم بحياة كل شخص يعرفونه، والمشكلة هنا أنَّه يمكن أن يكون لذلك تأثير خطير على تقديرك لذاتك.
على سبيل المثال، إذا كان كل شخص تعرفه قد تزوج وأنجبَ أطفالاً في الوقت الذي ماتزال فيه عازباً؛ فقد ينتهي بك الأمر إلى الشعور بالعزلة والوحدة، ويمكن أن يؤدي هذا أيضاً إلى الشعور بالاكتئاب الخطير لدى بعض الأشخاص؛ لذا ابتعد عن هذه العادة غير الصحية عن طريق أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي لتتمكن من إعادة التفاعل مع كل الأمور الرائعة في حياتك.
2. حماية خصوصيتك:
تُعدُّ وسائل التواصل الاجتماعي طريقة ملائمة للبقاء على اتصال دائم ومشاركة الصور، ولكنَّها تتطلب منك أيضاً التخلي عن الكثير من خصوصيتك.
على سبيل المثال، ذكرت شركة ريبيوتيشن دفيندر (ReputationDefender) مؤخراً أنَّ آخر تحديث لسياسة الخصوصية لتطبيق واتس آب (WhatsApp) يسمح لتطبيق إرسال الرسائل بمشاركة البيانات مع فيسبوك (Facebook)؛ لذلك، إذا كنت لا تريد أن يتمكن تطبيق فيسبوك من الوصول إلى رقم هاتفك، فاحرص على عدم تثبيت كلا التطبيقين على هاتفك، والأفضل من ذلك، يمكنك التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وحذف تطبيقاتك وحساباتك لتزويد نفسك بأفضل حماية ممكنة للخصوصية.
3. التوقف عن الشعور بالمنافسة الشديدة:
حتى لو لم تكن على علم بذلك، فإنَّ وسائل التواصل الاجتماعي تُظهِر فيك حبك للمنافسة؛ هذا لأنَّ الأساس الرئيس لشبكات التواصل الاجتماعي - مثل فيسبوك - هو جذب الانتباه إلى منشوراتك؛ فكل تفاعل وتعليق هو مقياس لمدى شعبية منشور معين، مما قد يجعلك تسعى جاهداً للتفوق على الآخرين وحتى على نفسك.
لا يعد هذا النوع من التنافسية أمراً صحياً، ويمكن أن يتسبَّب لك بالشعور بالقلق والاكتئاب؛ لذا خذ قسطاً من الراحة لصحتك العقلية عبر الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي لفترة من الوقت.
4. تحسين المزاج العام الخاص بك:
اكتشفت الدراسات أنَّه كلما زاد الوقت الذي تقضيه على مواقع التواصل الاجتماعي، زادت احتمالية إصابتك بالاكتئاب، وبالإضافة إلى ذلك، يرتبط مقدار الوقت الذي تقضيه على هذه المواقع ارتباطاً مباشراً فيما إذا كنت ستشعر بالتوتر أو السعادة أم لا؛ بمعنىً آخر، إذا كنت تشعر بالقلق الشديد أو التوتر أو الاكتئاب، فقد حان الوقت للتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
قد يبدو الأمر غريباً في البداية، ولكن يجب أن يبدأ مزاجك العام في التحسن مع ابتعادك عن استخدام فيسبوك (Facebook) وتويتر (Twitter) وجميع المواقع الأخرى.
5. التغلب على مخاوفك من تفويت أمر ما:
أشار موقع "عالم الكمبيوتر" (Computer World) إلى أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي مُصمَّمة لتسبب الإدمان، وهذا الأمر ليس مجرد مبالغة؛ فعند التوقف عن استخدامها أول مرة، يمكنك توقع الشعور بأعراض الانسحاب، حيث يقول العلماء أنَّ هذا يرجع إلى الخوف المتأصل فطرياً من تفويت أمر ما، إذ قد يفوتك حَدَثٌ ترفيهي أو هام إذا ابتعدت عن الكمبيوتر المحمول أو الهاتف الذكي.
يجعل عدد الإشعارات الواردة الابتعاد عن وسائل التواصل صعباً، ولكن أولئك الذين يدمنون عليها قد ينتهي بهم الأمر إلى تدمير علاقاتهم الشخصية والمهنية. يمكنك تقليل هذا التأثير عن طريق تحديد موعد لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المفضلة لديك مرة واحدة يومياً، وبعد الانتهاء من ذلك، لا تتصفحها أبداً خلال اليوم.
شاهد بالفيديو: 6 حلول بسيطة للتخلص من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي
6. إعادة التواصل مع العالم الحقيقي:
هل تتواصل جيداً مع الآخرين عبر الإنترنت، ولكن تجد نفسك لا تجيد التواصل معهم شخصياً؟ يمكن أن يكون هذا الأمر مثالياً للأشخاص الانطوائيين، لكنَّنا جميعاً مازلنا بحاجة إلى بعض التواصل الشخصي.
مع الأسف، ذكر الأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي أنَّهم يشعرون بالوحدة والعزلة في الحياة الواقعية، كما أنَّهم يكونون أكثر عرضة للمعاناة من ضعف جهاز المناعة.
الخبر السار هو أنَّه حتى لو كنت انطوائياً ولا تشعر بالارتياح كثيراً من التفاعل الشخصي، يمكنك تحسين حالتك المزاجية بمجرد الخروج إلى الأماكن العامة؛ لذا اذهب إلى الحديقة أو مطعمك المفضل إذا كنت تُفضِّل أن تكون بمفردك، ويمكنك حتى الذهاب لمشاهدة فيلم أو حضور حفلة موسيقية.
إذا كنت ترغب في تكوين صداقات جديدة، فيمكنك استخدام بعض التطبيقات مثل خدمة "ميت أب" (MeetUp) -هي خدمة تُستخدَم لتنظيم المجموعات عبر الإنترنت التي تستضيف أحداثاً شخصية للأشخاص الذين لديهم اهتمامات متشابهة- للعثور على أشخاص يشبهونك في التفكير.
7. البدء بتركيز الاهتمام على لحظات الحاضر:
هل تنشر كل ما تقوم به على موقع فيسبوك لحظة بلحظة؟ توجد بعض الحالات لأشخاص يقومون بتحديث حالاتهم على فيسبوك وتويتر في الوقت الحقيقي.
تعد هذه الطريقة ممكنة لتوثيق حياتك، لكنَّها قد تصبح عبئاً يمنعك من عيش اللحظة، فإذا كنت تُوثِّق كل لحظة تعيشها على مواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من التفاعل معها مباشرة، فستكون تجاربك أقل جودة وتميزاً.
8. التوقف عن التفكير في الماضي:
هل تقضي الكثير من الوقت في مراقبة التغريدات القديمة على تويتر أو المنشورات على فيسبوك لملاحقة الأخبار السابقة؟ يمكن أن يُبقيك هذا الأمر عالقاً بين الأفكار السلبية، ويجعل التعافي من حادثة انفصال أكثر صعوبة.
يمنحك ترك وسائل التواصل الاجتماعي لفترة من الوقت المساحة التي تحتاجها للتوقف عن المبالغة في التفكير والمضي قدماً في حياتك؛ لذا احرص عندما تعود إلى استخدامها على اتخاذ الخطوة الإضافية المتمثلة في حظر الأشخاص الذين يؤلمونك لمجرد رؤيتهم نشطين على مواقع التواصل، يمكنك أيضاً تعديل ذكرياتك على فيسبوك لإزالة عناصر معينة بحيث لا تتذكرها.
9. الحصول على الكثير من وقت الفراغ:
هل تشعر أنَّك لا تملك الوقت الكافي لممارسة الرياضة أو القراءة أو تنظيف منزلك؟ سيساعدك إيقاف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على استعادة ما يقارب الساعتين يومياً، ويمكنك خلالها تكريس طاقتك لتحسين حياتك.
يوفر المشي لمدة 30 دقيقة يومياً الكثير من الفوائد للصحة البدنية والعقلية، مما يجعلك تستفيد من وقتك بدلاً من تصفُّح فيسبوك، كما ستشعر بالقليل من التوتر إذا قضيت بعض الوقت في ترتيب منزلك.
أفكار أخيرة:
بالنسبة إلى الكثيرين منَّا، تُشكِّل وسائل التواصل الاجتماعي بالفعل جزءاً كبيراً من حياتنا، ولكن على الرغم من الفوائد التي نكتسبها منها، إلا أنَّه يوجد بعض الجوانب السلبية لاستخدامها، لا سيما إذا أمضينا وقتاً طويلاً في ذلك.
إذا كنت تواجه صعوبة في الابتعاد تماماً عن وسائل التواصل الاجتماعي، ففكر في زيارة أحد المواقع الإلكترونية العديدة التي تُقدِّم مزايا تعليمية بدلاً من ذلك، كما يعد الالتحاق بدورة مجانية أو الاستماع إلى المدونات الصوتية حول موضوع مثير للاهتمام أفضل طريقة لقضاء وقتك، ويمكن أن يثري حياتك الشخصية والمهنية.
أضف تعليقاً