9 طرق بسيطة لمكافأة نفسك والقضاء على التراخي

إذا كنت تعاني من فقدان الحافز وانعدام الشغف وغياب الهدف، فلست الوحيد؛ حيث يُدعى هذا الشعور بالتراخي، ويصفه عالِم علم النفس التنظيمي الحائز على شهادة الدكتوراه "آدم غرانت" (Adam Grant) في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) على أنَّه النقطة التي تفصل بين النجاح والاكتئاب، خلال حدث جديد نظَّمته مجموعة "ويل+غود تولكس" (Well+Good TALKS) ركَّز على الصحة النفسية.



شرحت كوتش العافية والمعالجة الاجتماعية المعتمدَة "مينا بي" (Minaa B.) كيف قد تساعدك مكافأة نفسك خلال اليوم على التعامل مع مشاعر الفراغ النفسي؛ حيث تقول: "في ظل التراخي الذي يؤثر في العديدين منا، من الهام جداً أن نعثر على أساليب لمكافأة أنفسنا خلال اليوم، وإدراك أنَّنا أشخاص جديرون بالاهتمام ونستحق السعادة، ليس من الضروري أن تكون كل لحظات حياتنا مميزة؛ بل يمكن لنا أن نخلقها بأنفسنا، فإذا لاحظت أنَّك تشعر بالوهن فالسبب غالباً أنَّك لا تكافئ نفسك بنشاطات تحسِّن المزاج".

قد يصعب عليك استيعاب فكرة مكافأة نفسك حتى لو لم تنهِ جميع مهامك، وفقاً لـ "لورين آش" (Lauren Ash) معالجة الطاقة والمديرة التنفيذية لموقع "بلاك غيرل إن أوم" (Black Girl In Om)، وتتابع قائلة: "أنا فخورة بكمية الوقت التي أقضيها في الاعتناء بنفسي في الصباح، فهو أمر جديد بالنسبة إلي، قبل ذلك كنت أفكر دائماً أنَّني لا أستحقه، فنحن بحاجة إلى إعادة برمجة أدمغتنا حرفياً كي نتمكَّن من فعل هذا النوع من الأمور ليس لأنَّنا نعمل بجدٍّ في تلك اللحظة؛ بل لأنَّنا نستحق ذلك، وذلك هو الفرق".

تذكَّر أنَّ الأساليب التي تكافئ بها نفسك تعتمد على حاجاتك، ففي حين أنَّ الجري مفيد لصحتك النفسية والجسدية، لكن إن لم يكن أمراً تستمتع به فلا يمكن أن تعدَّه نشاط مكافأة بالنسبة إليك؛ تقول مينا: "العناية بالذات هي عملية فردية، وتتطلَّب منا أن نكون فضوليين بشأن أنفسنا وأن نتأمُّل ذاتنا وحاجاتنا؛ وذلك لأنَّ النشاط الذي قد يناسب صديقاً لي، أو الذي قرأته في منشور أو مقال، لن يناسبني أنا بالضرورة وقد لا يلبي حاجاتي النفسية، وإدراك حاجاتك وتلبيتها جزء من الوعي الذاتي والاعتناء بالنفس".

تذكَّرت آش خلال تمرين على التنفس شاركت فيه مؤخراً مع المدرِّبة "ميلانا سنو" (Millana Snow) قوة الشفاء الذاتي؛ حيث تقول: "نحن معالجو أنفسنا حقاً، حين نشارك في تدريب أو نقابل معالجاً فهؤلاء الأشخاص يشغلون مكاننا مؤقتاً، لكنَّ استعادته هي حقنا، وهي تجربة جميلة حين تعرف أنَّك أنت المسؤول عن هذا التغيير واسع النطاق داخل نفسك".

نستعرض هنا 9 أمثلة عن كيفية مكافأة نفسك خلال اليوم، قسم كبير منها يعتمد على النشاطات التي تلائمك والتي يمكنك القيام بها في بيئتك، فلا يمكنك على سبيل المثال الطهو إذا كنت تعمل في مكتب، ولن تستطيع أخذ قيلولة إذا كنت تعتني بأطفالك؛ لذا خذ هذه القائمة بمنزلة نقطة انطلاق لتبدأ التفكير في الأنشطة التي تناسبك؛ تقول مينا: "عبر تطبيق هذه العادات والممارسات البسيطة يمكننا أن نبدأ بإحداث تغيير طفيف يؤدي إلى اختلافات كبيرة لمصلحتنا".

9 أساليب بسيطة لمكافأة نفسك:

1. الاستمتاع بالطبيعة:

قضاء وقت في الطبيعة مفيد جداً لصحتك النفسية وسلامتك العاطفية، لمجرد أنَّك لا تستطيع الخروج في رحلة استكشافية خلال فترة غدائك لا يعني أن تجلس أمام شاشة الحاسوب طوال اليوم، يمكنك الخروج في نزهة، أو الاعتناء بنباتاتك، أو الجلوس على السطح أو الشرفة أو أمام منزلك أو في حديقته وتأمُّل الحياة المحيطة بك.

2. ممارسة الرياضة:

إذا كنت من محبِّي ممارسة الرياضة، حاول تخصيص وقت لها خلال نهارك، أو إذا كانت ممارسة اليوغا تنعشك فعليك بذلك، تقول مينا: "التمرُّن هام، وقد يعني بالنسبة إليك الذهاب إلى النادي الرياضي أو المشي، أو قد يكون ممارسة اليوغا في منزلك".

إقرأ أيضاً: تمارين اليوغا والتنفس وفوائدها للصحة

3. القيلولة:

تكون محاولة الاستمرار بالعمل خلال يوم طويل مرهقة للغاية، وخاصة إن لم تحظَ بنوم كافٍ في الليلة السابقة؛ لذا عوضاً عن متابعة العمل دون توقُّف، جرِّب أخذ قيلولة إذا كنت في بيئة تسمح لك بذلك، يقول طبيب النوم "رامان مالهورتا" (Raman Malhotra): "النوم عملية تجديدة للدماغ، فهي تسمح لجسدك بأخذ وقت مستقطع من العمل خلال الأيام المزدحمة؛ والمثير للإعجاب أنَّ قيلولة لمدة 10 دقائق فقط كافية لإعادة شحن دماغك وتزويدك بدفعة من الطاقة".

4. كتابة اليوميات:

قد لا تكون كتابة اليوميات خلال الأوقات العصيبة نشاطاً مناسباً لفترة استراحتك، لكنَّ مراجعة نفسك والتعامل مع مشاعرك قد يكونان تماماً ما يحتاج إليه دماغك

5. الاستمتاع بوجبة الغداء:

نحن غالباً نعتمد على وجبة العشاء على أنَّها أهم وجبة خلال اليوم، لكن، عوضاً عن الانتظار إلى نهاية النهار لتناول وجبة مغذِّية، حاول جعل وجبة الغداء مميزة عبر طهوها بنفسك أو اختيار طعامك المفضَّل، ليس هناك من داعٍ لتكون وجبة الغداء قصيرة ومستعجلة.

6. قراءة كتاب:

نحن جميعاً نواجه مشكلة عدم القدرة على قراءة أكثر من بضع صفحات من الكتاب الذي اخترناه بغض النظر عن مدى استمتاعنا به؛ وذلك لأنَّنا نشعر بالنعاس في فترة المساء، ففي حين أنَّ القراءة قبل النوم طريقة رائعة للاسترخاء، لكن، لا داعي لتكون الوقت الوحيد الذي تسمح خلاله لدماغك باستكشاف عالم الأدب، عوضاً عن ذلك حاول القراءة خلال النهار حين تكون يَقِظاً بما يكفي لتستمتع بها.

7. التأمُّل:

تخصيص وقت للتأمُّل طريقة رائعة لاستعادة قواك وإنعاش نفسك، فإذا كنت تستمتع بالتأمُّل فهنالك العديد من التطبيقات التي تساعدك عبر تقديم برامج تأمُّل قصيرة يمكنك ممارستها من أي مكان مثل تطبيق "هيد سبيس" (Headspace)، فخمس دقائق من التأمُّل كافية لإحداث فرق كبير.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لممارسة التأمل المركّز

8. مشاهدة برامجك المفضَّلة:

مشاهدة برنامج تحبه هي فرصة لذهنك كي يستريح من كل الأفكار التي تدور فيه والأمور التي تقلق بشأنها؛ لذا خذ استراحة وشاهد حلقة من برنامجك المفضَّل.

9. التواصل مع الأصدقاء والأحباء:

هذا الأسلوب مفيد خاصة إذا كنت تعمل من المنزل، بعد يوم طويل من الاجتماعات والحديث عن العمل؛ لذا خذ استراحة وابتعد عن شاشة حاسوبك وتحدَّث مع شخص عزيز عليك.

المصدر




مقالات مرتبطة