كما يستغلِّون النوايا الحسنة ومَواطن الضعف عند غيرهم للحصول على ما يبتغون؛ فلا تستغرب أن يكون الشخص المُتلاعب شخصاً عزيزاً عليك وتثق فيه؛ فعندما تشعر بالأسف وتعتذر عن أفعال الشخص الخاطئة والظلم والأذية اللذين ألحقهما بك، فهذا دليل على أنَّك ضحية تلاعب.
تنشأ سلوكات التلاعب في مرحلة الطفولة غالباً، وللأسف هي عادة لا نستطيع إبطالها بسهولة؛ لذا عليك أن تفتح عينيك جيداً على علامات شائعة -سنأتي على ذكرها- تؤكد أنَّ أحداً يحاول التلاعب بك، عندها يمكنك أن تجتث أولئك الأشخاص من حياتك كما تُجتث الأعشاب الضارة.
فيما يأتي 8 علامات تشير إلى أنَّك تتعامل مع شخصٍ مُتلاعِب:
1. إتقان ممارسة ألعاب العقل:
يتمتع بعض المُتلاعبين بمهارات عالية وتكتيكات دقيقة للغاية، فيمكنهم التحكم بك فترة طويلة قبل أن تكتشف حقيقة الأمر.
لدى المتلاعبين الماهرين أسلوب في تحريف الوقائع، وإعادة عرضها لتناسب رغباتهم؛ لذا يتعمَّدون إيذائك، وفي استطاعتهم عكس الموقف لصالحهم عندما تحاول التعبير عن شعورك حيال ذلك الأذى، فيُشعرونك بالذنب وتجد نفسك تبرَّر أفعالهم نهاية المطاف.
إن كان شريكك يقول أو يفعل أشياء تجعلك تشك أنَّك تعاني خطباً في عقلك، ثم يتَّهمك بالمبالغة، عندها تأكد أنَّه يُحوِّر الحقيقة أو يفضي بمعلومات معينة تجعلك تشكك في إدراكك وصحتك العقلية.
2. تفضيل مصالحهم عليك:
هم يتلاعبون بأفكارك وتصرفاتك شيئاً فشيئاً كي يصبحوا مرجعك الرئيس في الحصول على إرشادات حول كل شيء، ويحوِّلونك إلى خادم مطيع لغاياتهم الخاصة؛ لكنَّك للأسف تمنحهم ثقتك العمياء، وغالباً ما تكون دوافعهم مصبوغة بالأنانية، فلا تجدهم يكترثون إلى مشاعرك أو تأثير سلوكاتهم فيك وفي حياتك، ودوماً يُشيرون إلى أوجه القصور لديك، ثم يُقنعوك أنَّه بمساعدتهم سوف تُنجز عملك على أتم وجه ويتحسن أداؤك؛ وبذلك تعتقد أنَّهم يريدون مصلحتك، في حين أنَّ الحقيقة خلاف ذلك.
3. ممارسة التنمُّر العاطفي والهوس بالسيطرة:
يعتاش المتلاعبون على السيطرة، وتُخفِي رغبتهم في السيطرة مشاعر انعدام الأمان الكامنة في أعماقهم، كما يرغبون بالشعور بالتفوق والقوة، ويحبون تسليط الأضواء عليهم مدفوعين بالنرجسية، ويستخدمونك لتؤكد مصداقيتهم.
يدَّعي المُتلاعبون أنَّهم أدرى بمصلحة الجميع، وأنَّ علينا أن نسير وفقاً لقواعدهم؛ فهم يعدُّون أنفسهم أبراراً صالحين تحيطهم هالة من التقوى والورع، وعليك أن تهتدي بهم لأنَّهم يعرفون مصلحتك أكثر منك، وسوف يحاولون إيذاءك إن لم تتَّبع مشورتهم أو تقدم لهم عرابين الامتنان؛ لذا لا تحلم أن تغلبهم لأنَّهم يمتلكون مهارات إقناع عالية.
4. انعدام حسُّ المسؤولية وعدم الثبات على المبادئ:
يواجه المُتلاعبون صعوبةً في تحمُّل مسؤولية تصرفاتهم، ويلومون الآخرين على ما يحدث لهم؛ وإن انتقدت سلوكاتهم، يقلبون الوقائع حتى يُشعروك بالأسف والذنب.
يُقدِّم المتلاعبون عهوداً والتزامات بسيطة تجاهك، وعندما تطالبهم بإيفاء وعودهم، فإنَّهم يقومون بتبرئة أنفسهم متذرعين بالنسيان، أو ينكرون أنَّهم قد قطعوا عليك وعداً من الأساس.
5. تحميل الآخرين مسؤولية سلوكاتهم:
أيَّاً كان ما يفعلون أو لا يفعلون، يقولون أو لا يقولون، ستكون أنت المُلام؛ وإن لمَّحت إلى أسلوبهم في قلب الأمور لصالحهم، فمن المرجَّح أن يجعلوك تبدو أنانياً ومثيراً للشفقة؛ وبالتالي لا يمكنك إثبات أي شيء مطلقاً، ذلك لأنَّك لن تستطيع مواجهة كذبهم بذاكرتك الضعيفة، فتبدأ باستجواب نفسك، وحتى أنَّك قد تشعر بالسوء لأنَّك تحديتهم.
لن يعترف المُتلاعبون أبداً بأخطائهم عندما تكون مصلحتهم على المحك، وبدلاً من ذلك فهم دائماً ما يبحثون عن شخص يُلقون باللائمة عليه، وهذا الشخص هو أنت.
يحفظ المُتلاعبون أخطاءك كي يستخدموها ضدك ويحمِّلوك مسؤولية فشلهم؛ فلا تحلم أن يمدوا لك يد العون دون مقابل، فدائماً ما يُذكِّرونك بالمرات التي قدموا لك فيها المساعدة، حتى أنَّهم يستخدمون هذا الأمر وسيلة للتلاعب بك حتى تشعر وكأنَّك مدين لهم بشيء ما.
6. إظهار المحبة وإبطان الغدر:
يحاولون توطيد علاقاتهم عبر مشاركتك معلوماتهم الشخصية بأدق تفاصيلها، ما يجعلك تعتقد أنَّهم يثقون بك، فتثق فيهم في المقابل.
قد تراهم بدايةً في منتهى الحساسية والانفتاح العاطفي وحتى ضعيفين إلى حد ما، لذا لن يخطر في بالك أبداً أنَّهم يريدون التلاعب بك؛ وطالما ترى أنَّ احتياجاتك ورغباتك تلقى صدى لديهم، ستكون لديهم قدرة على ابتداع شخصية أو التنكر بشخص له معتقداتك نفسها، لكنَّها تكون مجرد تمثيل.
لا يُصغي المُتلاعبون إليك إلا ليكتشفوا مَواطن قوتك وضعفك، وعلى الرغم من أنَّهم قد يُظهرون اهتماماً حقيقياً ويُصغون بإمعان، لكن احذر من خطط خفية قد تكون وراء كل هذه الاهتمامات؛ فهم لن يترددوا في استخدام كل هذه الأشياء ضدك مع ترسانة من أساليب التلاعب الفعالة.
شاهد بالفديو: 8 طرق لبناء الثقة في العلاقات
7. ليس لديهم رغبة في الحصول على تواصل حقيقي:
إن انتقدَّتهم في سلوكهم سيأخذون وضعاً دفاعياً ويغضبون بدلاً من خوض نقاش صريح ومباشر معك؛ فهم عادةً ما يتجنبون التواصل الحقيقي، ويستخدمون أساليب عدوانية سلبية بدلاً عنه؛ كما يحاولون ترهيبك باستخدام أسلوب تواصل يتَّسم بالعدوانية أو التهديدات المبطنة أو الغضب صراحة، خاصة عندما يلاحظون أنَّك لا ترغب في المواجهة.
وإذا حاولت إجراء محادثة شفافة وصادقة حول المواقف التي تشعر فيها بالأذى أو عدم التصديق، سيحاولون إسكاتك بمزاعم أنَّك شديد الحساسية، أو أنَّك تعاني من عدم الأمان وتبالغ في ردات فعلك؛ كما قد يتظاهرون باللُّطف والانفتاح أمامك، ومع أنَّهم قد لا يؤذونك أذية مباشرة إلَّا أنَّهم سيجدون طرائق خفية لتهميشك أو التقليل من شأنك.
8. الخوف من إظهار الضعف:
نادراً ما يُعبِّر المُتلاعبون عن احتياجاتهم أو رغباتهم أو مشاعرهم الحقيقية، وهم يبحثون عن مَواطن الضعف في الآخرين بغية الاستفادة منها لمآربهم الخاصة، وإخفاء دوافعهم الحقيقية.
ليس لديهم القدرة على الحب أو التعاطف أو الإقرار بالذنب أو الندم أو امتلاك ضميرٍ حي، والحياة بالنسبة لهم مجرد ساحة معركة للاستيلاء على السلطة والسيطرة ونيل ما يريدون.
يرون الهشاشة على أنَّها مَوطن ضعف؛ لذا يُفضِّلون البقاء محصَّنين لإخفاء هوياتهم الحقيقية؛ فإن كنت لا ترقى إلى مستوى معاييرهم الخاصة وعاملوك بازدراء، لذا استغل الموقف لصالحك وارحل بعيداً عنهم، وامضِ في حياتك قدماً.
أضف تعليقاً