7 طرق لتوسيع الفكر والوصول إلى آفاق جديدة

هل سبق وكان لديك رغبة في الابتعاد عن منطقة راحتك ومحاولة خوض تجارب جديدة؟ يمكن أن تحدث هذه الرغبة لتنويع حياتنا في أوقات نشعر فيها بأنَّنا محاصرون بشكل خاص، سواءٌ كان ذلك في حياتنا المهنية أم الروتين اليومي أم العلاقات.



نحن عادة ما نتطلع للنظر إلى ما هو أبعد من وضعنا الحالي والسعي لتحقيق أهداف جديدة، وقد يبدو من المخيف القيام بأمورعديدة ؛ لذا سنقدم لك في هذا المقال 7 طرائق لتوسيع أفكارك ودفعك نحو آفاق جديدة:

1. تحديد الأمور التي تجعلك تشعر بالرضا في الحياة:

تتمثل الخطوة الأولى لتوسيع آفاقك في تقييم الأمور التي تجعلك تحيا حياةً رتيبة، ويمكن أن يحدث هذا عندما تجد نفسك تنجز الأمور دون بذل الكثير من الجهد ودون أن تركز الاهتمام على لحظات الحاضر، وقد يبدو الأمر كما لو كنت تمارس نفس التمرين كل يوم، وفي النهاية تعتاد عضلاتك عليه، ولا يعود الروتين مُفيداً أو مؤثراً.

في الحياة، ربما أصبحت راضياً عن وظيفتك، وتبدو أيام عملك متشابهة دائماً؛ لذا ضع في حسبانك أن تُحدِث تغييراً في حياتك لتوسِّع آفاقك؛ فإذا كنت تعمل من المنزل، فبدلاً من العمل دائماً في نفس الغرفة؛ حاول تغيير مكانك، فيمكن أن يحقق لك الخيار الجديد طاقة مختلفة وأن يكون مصدراً للإلهام.

ربما أصبحت راضياً عن صحتك وأسلوب حياتك؛ حيث يمكن للانضمام إلى محيط اجتماعي جديد، مثل نادي التنس أو دورات للرسم، أن يفتح لك عالماً جديداً، قد يكون الأمر أبعد مما اعتدت عليه، ولكن قد تجد أنَّ هذه الحدود الجديدة نافعة بالفعل.

ابدأ بخطوات بسيطة مثل تغيير ما تفعله في أيام إجازتك؛ فبدلاً من الذهاب دائماً إلى نفس المطعم أو القيام بالنزهة الروتينية ذاتها، جرب مطعماً جديداً أو اذهب في رحلة جبلية؛ ستجد أنَّ تجربة أنشطة جديدة يمكن أن توسِّع رؤيتك للأمور.

2. فهم ما يعيقك:

في بعض الأحيان، تجد نفسك لا تحاول القيام بشيء جديد؛ وذلك لأنَّك تخشى الفشل، فربما ارتكبت بعض الأخطاء في الماضي، ويتذكر قلبك وعقلك هذا الشعور ويمنعك من المحاولة مرة أخرى، يمكن أن يؤدي هذا إلى بقائك عالقاً في منطقة آمنة حيث لا تصل إلى آفاق جديدة؛ فنحن نخشى إجراء التغييرات.

السر هو أن تفهم ما يعيقك؛ فإذا كان التفكير في المخاطرة يجعلك متوتراً، اسأل نفسك من أين ينبع هذا الشعور؟ كما عليك أن تتذكَّر إن كان أحدهم قد وبَّخك عندما كنت طفلاً لإحداثك بعض الفوضى، مما جعلك تفقد ثقتك الآن في إمكاناتك الكاملة، أو ربما نشأت وأنت تعاني من خيبة الأمل، مما يجعل من الصعب عليك أن تكون مستعداً لمواجهة المواقف المجهولة.

بمجرد معرفة المأزق الذي يواجهك، يمكنك العمل على تجاوزه، وقبل الشروع في مشروع جديد، خاطب نفسك ببعض عبارات الإطراء الإيجابية بحيث تساعدك على البدء به، ويمكنك أيضاً كتابة مخاوفك المتعلقة بتوسيع آفاقك، ثم تخلص من الورقة التي سجَّلت عليها ذلك.

سيسمح لك هذا الشعور بالتخلص من أي مشاعر مكبوتة، وسيكون توسيع آفاقك أسهل بكثير بعد أن تتجاوز عقبة الشك الذاتي.

3. اغتنام الفرص المتاحة من خلال الشغف:

يوجد طريقة أخرى لتوسيع أفكارك ودفعك نحو آفاق جديدة وهي مطاردة الفرص التي تتوافق مع ما أنت شغوف تجاهه؛ فالحياة قصيرة، لذلك من الناحية المثالية، كل ما نقوم به يجب أن يُحمِّسنا أو يحقق لنا الفرح.

إذا كنت تشعر بأنَّك مُقيَّد أو بخيبة أمل في وظيفتك، فذكِّر نفسك بالدافع وراء دخولك هذا المجال في المقام الأول، وإذا كان لا يزال يثير الشغف بداخلك؛ فضع خطة لاغتنام الفرص الجديدة، كما يمكنك التفكير في الأشخاص الذين أجريت مقابلة معهم للحصول على النصيحة، أو الاتصال بالإنترنت للعثور على قائمة بوظائف مختلفة في مجال عمل معين؛ حيث إنَّ استكشاف كل ما هو متاح يمكن أن ينقلك إلى آفاق جديدة.

وينطبق الشيء نفسه على الهوايات أو تعلُّم مهارات جديدة؛ فإذا كنت منضماً لدورة في تعليم الطهي لمجرد أنَّ أصدقاءك قرروا ذلك ولكنَّك لا تفضِّله؛ فابحث عن نشاط جديد. ابدأ القيام بشيء تشعر بشغف تجاهه، ربما كنت ترغب دائماً في تعلُّم لغة جديدة أو طريقة العزف على البيانو؛ واتخذ الخطوة الأولى من خلال إيجاد مدرب والالتزام بدرس مرة واحدة في الأسبوع.

مهما كانت اهتماماتك، فقد حان الوقت الآن لاغتنامها لتوسيع آفاقك.

4. التفكير في الوقت والمال:

من الهام أن تضع في حسبانك الوقت والمال اللازمَين لتوسيع آفاقك، فنحن نمتلك 24 ساعة فقط في اليوم؛ لذا فإنَّ الطريقة التي نختار بها قضاء كل لحظة تُعَدُّ أمراً هامَّاً.

عندما تفكر في التجارب الجديدة التي تبحث عنها، اسأل نفسك عن المردود أو الفائدة منها، فإذا بدأت في تلقي دروس الغناء، فكر فيما إذا كان سينتهي بك الأمر إلى تحسين حياتك، فعليك أن تعرف إن كان الوقت الذي ستستغرقه في التدريب أو التنقل يساعدك في الاختلاط مع الناس أو التخلص من التوتر؛ وذلك لأنَّ فَهم فيما إذا كان الوقت المطلوب لتوسيع آفاقك مفيداً، سيسمح لك بالالتزام الكامل بما تقوم به.

ويعد المال هو العامل الرئيس الثاني عندما يتعلق الأمر بدفعك نحو آفاق جديدة، فأنت لا تريد أن تشارك في شيء جديد وأنت غير مستعد مالياً، فمثلاً، إذا كنت تتطلع إلى تغيير حياتك المهنية، فكر في البحث عما إذا كان يوجد تعليم إضافي قد يتعين عليك الدفع لأجله، وإذا كنت تريد البدء في مشروعك الخاص، فاحرص على إنشاء ميزانية وتجهيز خطة عمل، وعندما يتعلق الأمر بتوسيع آفاقك، إذا أُنفِقَ المال بحكمة، سيسمح لك بإنجاز العديد من المشروعات الجديدة.

إقرأ أيضاً: 6 طرق فعّالة لتتحكم في حياتك

5. بناء علاقات ترفع من شأنك:

جزء من توسيع آفاقك هو توسيع معرفتك وعقليتك، والتي يمكن أن تأتي من تطوير علاقات متميزة؛ حيث سيكون لكل شخص تقابله آراء وتوقعات فريدة عن الحياة، ويعد العثور على أشخاص يرفعون من شأنك أمراً بالغ الأهمية لتعيش حياة مُرضية.

إنَّ وجود صديق أو شخص هام يشجعك عندما تخرج من منطقة الراحة الخاصة بك، فيمكن لذلك أن يجعل العملية أقل صعوبة، ومن الهام أيضاً أن تجد شخصاً يتحداك لتكون أفضل نسخة من نفسك، ويمكن لهذا الشخص أن يحاسبك من أجل التمسك بأهدافك أو تغيير عاداتك، كما سيسمح لك وجود مجموعة متنوعة من الأشخاص الداعمين حولك بتوسيع آفاقك بثقة أكبر.

اسعَ إلى بناء علاقات إيجابية، وتخلَّ عن العلاقات التي لا تخدمك؛ فأنت لن تكون قادراً على النمو وإيجاد التجارب الجديدة إذا كنت محاصراً بأشخاص يعيقونك.

يمكنك أيضاً تحديد مدى تواجدك مع العائلة والسماح لهم بالتأثير في حياتك؛ حيث يعرف الأشخاص الذين تحبهم كل ما يحفزك ويمكنهم أحياناً جعلك تفكر في أفكار تدفعك إلى الشك بالذات عند تجربة نشاط جديد، ومن ناحية أخرى، قد يكونون داعمين ومشجعين للغاية؛ لذا يمنحك أحياناً ترك مساحة أكبر بينك وبين أقاربك الاستقلال الذي تحتاجه لتوسيع آفاقك.

شاهد بالفديو: كيف تصنع التغيير في حياتك من خلال تغيير عاداتك؟

6. إنشاء لوحة رؤية:

قد يكون السعي وراء أهداف جديدة مخيفاً في البداية، ولكن إنشاء لوحة رؤية يساعدك على البدء واكتساب الحماس، فإذا كنت ترغب في توسيع آفاقك من خلال السفر غالباً؛ ففكر في طباعة صور لوجهات أحلامك وكتابة بعض الكلمات التي تُحفِّزك نحو هذا الهدف.

ليس بالضرورة أن تكون لوحة الرؤية هذه قطعة فنية مُتقنة، فقد تكون مجرد صور قليلة موضوعة على ثلاجتك، حيث تكمن الفكرة في إنشاء رسائل تُذكِّرك بما تعمل من أجله وإلهامك على المضي قدماً، ومن المرجح أن نحقق تطلعاتنا عندما نُعبِّر عنها كتابةً ونربطها بالصور المحفزة.

لا يجب أن تكون لوحة الرؤية مرئية بالكامل، ويمكن أن تكون الموسيقى أداة قوية لتوسيع آفاقك؛ فقد تثير بعض الأغاني مشاعر معينة لديك وتُذكِّرك بالأوقات التي كنت فيها ناجحاً أو متمكناً أو محبوباً؛ لذا ضع في اعتبارك إنشاء قائمة تشغيل للأغاني التي من شأنها أن تنشِّطك عندما تشارك في نشاط خارج منطقة الراحة الخاصة بك؛ حيث سيعزز ذلك ثقتك بنفسك ويجعل دفعك نحو الآفاق الجديدة يبدو أكثر قابلية للتحقيق.

إقرأ أيضاً: ما هي لوحات الرؤية؟ وما فائدتها؟

7. الاستفادة من التكنولوجيا:

تعود أهمية التكنولوجيا إلى أنَّها تمنحنا الكثير من القوة لتوسيع آفاقنا؛ فباستخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف، يمكننا التواصل مع أشخاص مختلفين، والبحث عن فرص رائعة، أو الهروب من الواقع قليلاً.

ربما لا تتواصل جيداً مع الناس هذه الأيام بسبب تواجدك في المنزل كثيراً، ولحسن الحظ، لا يزال يوجد بعض الفرص لبناء علاقات من المنزل، فإذا كنت تريد التواصل مع شخص ما، يمكنك الاشتراك في منصة للتعارف عبر الإنترنت واستخدام تطبيق زووم (Zoom)، لن تعرف أبداً بمن ستلتقي، وقد تجد أنَّ الاتصال عبر الإنترنت يسمح لك بالتعرف على شخص في بيئة أفضل.

كما يوجد أيضاً العديد من الطرائق لتوسيع آفاقك من خلال التواصل عبر الإنترنت؛ حيث يمكن أن يؤدي البحث عن الأشخاص الذين تطمح إلى معرفتهم وإرسال بريد إلكتروني إليهم أو إجراء مكالمة هاتفية معهم إلى حصولك على مورد قيِّم.

كما يمكنك استخدام الإنترنت لمشاهدة البرامج التعليمية لتعلُّم مهارات جديدة أو قراءة مقالات حول الموضوعات التي تهمك، سيؤدي القيام بذلك إلى توسيع خبراتك في مجالات مختلفة ويسمح لك باكتشاف مواهب جديدة، ويمكن أن تكون التكنولوجيا آلية مفيدة لتوسيع آفاقك بطرائق عديدة.

أفكار أخيرة:

تعد فوائد توسيع تفكيرك ودفعك نحو آفاق جديدة كثيرة، لا سيما التطور الشخصي والسعادة التي ترافقه، ويظل الكثير من الناس عالقين في العلاقات أو الوظائف أو العادات؛ وذلك لاعتقادهم بأنَّهم لن يكونوا أكثر سعادة في غير مكان، ومع ذلك، إذا منعت نفسك من القيام ببعض الأمور المميزة، فسوف تفوتك تجارب الحياة الهامة.

لذا، استخدم هذه النصائح السبع وتحدى نفسك لتوسيع آفاقك؛ ستشعر بالفخر لاكتشاف كل ما يمكنك القيام به حقاً، وستكون سعيداً بما تقدِّمه لك الحياة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة