ينسى الكثير منا أنَّ التزامات السنة الجديدة لا تنطبق على حياتنا الشخصية فحسب، بل إنَّ حياتنا المهنية أيضاً تستحق القدر نفسه من الاهتمام. فيما يلي أربعة توصياتٍ بسيطةٌ يمكنك اتِّباعها في مكان العمل بشكلٍ مذهل، ولكنَّها قويةٌ بحيث تدفعك إلى آفاق جديدةٍ في عام 2020:
1. تملَّك مساحة مكتبك:
تُشبَّه الشركات بالسجون النفسية التي تسلب الموظفين استقلاليتهم؛ لذا يجب ألَّا يقيدك مكتبك، بل يجب أن يحرِّرك.
في كتابِه: "المساحات الضيقة" (Tight Spaces)، يرسم عالم النفس "روبرت سومر" (Robert Sommer) نوعين من مساحات العمل: المساحات المقيدة، والمساحات المرنة. في حين أنَّ المساحات المقيدة غير قابلةٍ للتغيير، إلَّا أنَّ المساحات المرنة تتقبَّل إضافة لمستك الخاصة إليها. اكتشف روبرت أنَّه عندما يتحرَّر الناس من قيودهم، يصبحون أكثر سعادةً وإنتاجية.
استقبِل عام 2020 من خلال تغيير جداولك بما يناسب مساحة العمل الخاصَّة بك؛ لذا زيِّنها بالصور وبأشيائك الخاصة، وأضف التقنيات التي تزيد من إنتاجيتك، واجعل مساحتك خاصَّةً بك وحدك.
2. قُل "لا" لتناول الطعام في مكتبك:
يجب ألَّا تعامل مكتبك كطاولة غرفة طعام. للأسف، يعدُّ تناول الطعام في المكتب ممارسةً شائعةً جداً، إذ وفقاً لما أوردته صحيفة نيويورك تايمز (the New York Times)، فإنَّ 62 بالمئة من الموظفين المحترفين يتناولون طعام الغداء على مكاتبهم.
يحصل الموظف العادي على فترتي استراحةٍ فقط خلال يوم العمل، وفقاً لدراسةٍ أجرتها شركة أسانا "Asana" -شركةٌ رائدةٌ في مساعدة الفرق لتنظيم العمل- استناداً إلى مسحٍ نوعيٍّ لعام 2019 بين 10.223 موظفٍ حول العالم.
وقت الغداء وقتٌ أساسي للراحة، فأنت تضرب عصفورين بحجرٍ واحدٍ باستغلالك الجيد لفترة الغداء، ممَّا يغذِّي عقلك وبطنك. والواقع أنَّ البحوث التي أجرتها شركة تورك (Tork) كجزءٍ من دراسةٍ أُجرِيت عام 2019، وجدت أنَّ العمَّال الذين يأخذون استراحة غداءٍ يومياً يُظهِرون مستوياتٍ أعلى من الرضا الوظيفي، ومن المرجَّح أن يكونوا أكثر تفاعليةً في مؤسساتهم.
في عام 2020، قُل "لا" لتناول الطعام في المكتب.
3. اجلب حيوانك الأليف للعمل:
لقد أدركت العديد من الشركات ذات التفكير المستقبلي قيمة السماح بتواجد الحيوانات الأليفة في مكاتبها، فقد وجدت مجموعةٌ كبيرةٌ من الأبحاث أنَّ الحيوانات تؤدِّي إلى إطلاق هرمونات تعزيز المزاج وإخماد التوتر مثل: السيروتونين والأوكسيتوسين.
لكنَّ الفوائد لا تتوقَّف عند هذا الحد؛ حيث أنَّ البحث الذي قاده "كريستوفر هونتس" (Christopher Honts)، وزملاؤه في جامعة ميشيغان المركزية (Michigan University)؛ قد وجد أنَّ الحيوانات الأليفة تعزز التعاون، حيث قام العمال الذين عملوا جنباً إلى جنبٍ مع الكلاب بتقويم أعضاء فريقهم بشكلٍ أكبر وفقاً لسلسلةٍ من التدابير، بما في ذلك الثقة وتماسك الفريق.
ألا تستطيع العمل في مكتبٍ صديقٍ للحيوانات الأليفة؟ وهل لديك حساسية من الفراء؟ لا تخف إذاً؛ إذ تشير الأبحاث إلى أنَّه لا يزال بإمكانك الحصول على حصة الأسد من الفائدة عن طريق جلب حيوانٍ أليفٍ مزيف -دمية دب مثلاً- إلى العمل. وجدت دراسةٌ نُشِرت في علم النفس الاجتماعي وعلم الشخصية أنَّ الفعل البسيط المتمثِّل بلمس دمية دب قد يزيد من السلوك المؤيِّد للمجتمع، والسلوكات الأخرى مثل: المساعدة والمشاركة والتطوع، وكلُّها تجعل بيئة العمل أكثر دعماً ومتعة.
4. اجعل من الوضوح قاعدتك الأساسية:
يتذمَّر الكثير من الموظفين يوماً بعد يومٍ دون أن ينظروا إلى الصورة الأكبر لعملهم. مع دخولك العام الجديد، استعد للنجاح من خلال الحصول على صورةٍ واضحةٍ عن عملك وفقاً للأسئلة الثلاثة الآتية:
- ما هي مهمَّة منظمتي في عام 2020؟
- ما هي أهداف شركتي لعام 2020؟
- ماذا سأفعل للمساهمة في هذه الأهداف في عام 2020؟
هذه الأسئلة بسيطةٌ بشكلٍ خادع؛ إذ لا يستطيع غالبية الموظفين الإجابة عنها، وقد كشفت دراسة مؤسسة "أسانا" أنَّ مكان العمل اليوم يفتقر إلى الوضوح. فقط 48 بالمئة من العمال واضحون في مهمَّة منظمتهم، وفقط 43 بالمئة واضحون بشأن أهداف منظمتهم للعام، ويعرف 46 بالمئة فقط كيف يساهم عملهم في مهمَّة منظمتهم.
ابدأ عام 2020 بإجاباتٍ واضحةٍ عن هذه الأسئلة، وإذا كنت تجد صعوبةً في الإجابة، فاتخذ إجراءً ما، مثلاً: قم بإعداد اجتماعاتٍ مع مديرك وأقرانك وأعضاء فريقك، واطرح أسئلةً صعبة. لا يستحق الأمر أن تعمل كدميةٍ خشبيةٍ مقيدة؛ لذا اكسر القيود، وقف على قدميك، وتسلَّح بالوضوح.
يجب أن تتصدَّر التزامات مكان العمل للعام الجديد قائمة مهامك هذا العام؛ لذا تجاهل الوعود والتمنِّي لصالح الالتزامات القوية، لتحقِّق ما تصبو إليه في العام الجديد.
أضف تعليقاً