7 طرق تعلمك الامتنان وتساعدك على النمو

نحن نتخَم بالأخبار السلبية في أوقات الأزمات، كجائحة كورونا على سبيل المثال؛ لكنَّ التركيز على السلبيات دون غيرها سيزيد الأمر سوءاً، ولن يُقدِّم الحلول المطلوبة.



على الرغم من التوتر الذي تحمله الأوقات العصيبة، لكنَّ الشخص الذكي هو من يعرف استغلالها لصالحه، فيبحث بين ركام المآسي عما يدعو للامتنان.

أظهرت الأبحاث أنَّ الامتنان لا يمد الناس بالسعادة الغامرة فحسب، بل يساعدهم أيضاً على التغلب على الشدائد، فعندما ينقلون تركيزهم إلى ما يمتلكون بالفعل، يساعدهم الامتنان على تغيير عقليتهم التي تركز على الندرة؛ إلى الوفرة؛ إذ تزودهم عقلية الوفرة بالقوة لأنَّها لا تسلط الضوء فقط على عائدات العمل الجاد وحسب، ولكنَّها تمنحهم شعوراً بالأمان.

يرينا التفكُّر في نعمنا أنَّنا نمتلك الأدوات والفرص التي نحتاج إليها للنجاح، لكن إذا لم نتفكر فيها، ستستحوذ الانتكاسات على أذهاننا فلا يعود بمقدورنا تذكُّر أي أمر حسن في حياتنا؛ لذا يجب علينا أن نبحث عما يدعو للامتنان يومياً في مثل هذه الظروف خاصةً بغية تحقيق النمو، وإليك الطرائق التي تساعدك على ذلك:

1. التعامل بلينٍ مع الغرباء:

البشر مخلوقات اجتماعية بطبعهم؛ لذا فإنَّ حبسهم في منازلهم لا يفرض عليهم انعزالاً جسدياً فقط، بل نفسياً على حد سواء؛ إذ يعزز التواصل مع الغرباء ولو كان عن بعد مشاعر الامتنان، وذلك بسب الندرة، مع أنَّ التفاعلات الهادفة مع الغرباء دليل واضح على العلاقات الاجتماعية الغنية.

قد تمر بأوقات معينة لا تشعر فيها بالرغبة في حضور الفعاليات المجتمعية، وهنا يأتي دور التواصل عن طريق الإنترنت؛ إذ بإمكانك البحث عن لقاءات افتراضية، كشبكات العمل أو مجموعة لتشارك الهوايات تُشعرك بالراحة؛ لذا ركِّز على إجراء محادثات حقيقية مع أشخاص جدد، كأن أن تحضر ندوةً افتراضية على الإنترنت تنظمها جهة ما، ولا تقلق إن كانت مليئة بالأشخاص الغرباء؛ لأنَّكم ستجدون قواسم مشتركة فيما بينكم.

إقرأ أيضاً: 10 قواعد مهمة لبناء علاقات إجتماعيّة ناجحة

2. كتابة رسائل عرفان خطية:

تعد قول كلمة "شكراً" طريقة فعالة ومؤثرة للتعبير عن الامتنان رغم بساطتها، فهي تمنح الرضا للشخص الذي يقدم الشكر ويتلقاه على حد سواء؛ كما تُعدُّ كتابة رسالة العرفان طريقةً ملموسةً للتفكر في نعمك؛ ولتحقيق الإفادة يجب أن تكون مكتوبةً بخط اليد، وذلك لأنَّ عملية الكتابة تتطلب منك مزيداً من الوقت، وبالتالي تمنحك مزيداً من التفكر، ناهيك عن أهميتها للمستلم.

في دراسة استقصائية شملت 2000 راشد أمريكي، عبَّر 81٪ منهم عن رغبتهم في تلقي رسائل العرفان المكتوبة بخط اليد كونها تتطلب تفكراً أكثر من الرسائل النصية، والمثير للدهشة أنَّ شباب جيل الألفية كانوا أكثر رغبةً في هذه الطريقة من الأجيال السابقة.

3. منح الآخرين تجربة لم يحلموا بها:

لطالما كانت الهدايا وسيلةً رائعةً للتعبير عن الامتنان، لكن يقدم الأغلبية الهدية المادية ويتوقفون عند هذا الحد؛ لكن إن أردت تعزيز الامتنان المتولد في نفسك ونفوس الآخرين كذلك، امنح التجارب بدلاً من الهدايا، واجعلها مفاجِئة كي تتمكن من رؤية فرحتهم عندما تعلن ذلك وتستمتع بالتجربة.

لا تدع جائحة كورونا (COVID-19) تعرقل مسيرك؛ فهنالك العديد من النشاطات التي ما يزال بمقدورك القيام بها مثل تسلق الصخور في الهواء الطلق مع الأصدقاء، أو مباراة رياضية معهم، أو أن تلعب معهم ألعاب الفيديو؛ وإن شككت أنَّ التجربة لن تعجبهم، فتعلموا درساً ما سوياً، فبذلك تضرب عصفورين بحجر واحد، لأنَّه يجعلك تشعر بالامتنان للعلاقة التي تجمعكم، في حين يساعدكم على تطوير مهارة أو اهتمام جديدين.

4. التفكير في مشكلاتك الخاصة:

قد تستغرب هذه النصيحة، إلا أنَّ التفكير في الصعوبات التي تواجهها هو أحد أفضل الطرائق لتعزيز الامتنان، فعندما تتعود الامتنان، فأنت تُذكِّر نفسك بمدى قوتك وقدرتك، فالامتنان لمواهبك هو أكثر ما يعطيك القوة دون منازع.

بخلاف النصائح السابقة الذكر، يُفضَّل القيام بهذا النشاط بمفردك؛ لأنَّك إن اخترت أن تفضي لصديقك بهمومك، فسيتحول الأمر إلى مجلس للشكوى والنحيب؛ ولكن لو كان التفكير في صعوبات الماضي يفتعل مشاعر سلبية، فانتظر حتى تكون في المزاج المناسب، ولا ضير من التحدث إلى مختص إن استمر الماضي في التأثير في صحتك العقلية.

5. تجريب العمل التطوعي:

يعتقد البعض أنَّ فائدة العمل التطوعي تنحصر في الأشخاص الذين يساعدونهم؛ لكن في الواقع، وجدت مؤسسة "اطلب أُمنية" (Make-A-Wish Foundation) أنَّ الشعور بالامتنان يتعزز عند 97٪ من المتطوعين عند السعي إلى تحقيق رغبة الطفل.

لا يقتصر الأمر على التطوع من أجل الأطفال لتعميق هذا التأثير؛ لكنَّ النتيجة هي نفسها سواء كنت ترغب في جمع القمامة في حيك، أو تخصيص وقتك لإطعام المحتاجين، أو إرشاد الشباب المحترفين على اختلاف أطيافهم؛ لذا اعرض خدماتك أينما ترى من هم بأمس الحاجة إليها.

إقرأ أيضاً: فوائد العمل التطوعي في حياة الفرد والمجتمع

6. تقديم تغذية راجعة إيجابية تحث على بذل المزيد من الجهد:

قد لا تدري ذلك، ولكن تُعدُّ المصاعب أعظم معلم، وبالمثل يُعَدُّ تقديم تغذية راجعة إيجابية للآخرين تحثهم على بذل الجهد مع توفير الدعم المناسب لهم عملاً مفيداً.

توجَّه هذه النصيحة إلى كل من المنتور والمتدرب على حد سواء؛ فيساعد المنتورينغ المنتور بنفس القدر، لا تتخيل حجم الرضا الذي ستشعر به عند تقديم يد العون للآخرين، لأنَّ العمل منتوراً لا يشجعك على إيلاء الاهتمام بتقدُّم المتدرب فحسب، بل يشجعك على التفكُّر في دربك الخاص والسبل التي ساعدك فيها الآخرون للعبور، وهذا يفتح الباب أمام فرص إضافية للنمو، لا سيما في القيادة والإدارة.

7. الاحتفاء بإخفاقاتك:

ما دمت ممتناً لتغلبك على الصعوبات، فَلِمَ لا تَعْزُ الفضل لإخفاقاتك؟ اعلم أنَّ النجاح لا يأتي دون إخفاق، وكما يقول رالف هيث (Ralph Heath) مؤلف كتاب "الاحتفاء بالإخفاق: قوة المجازفة وارتكاب الأخطاء والتفكير العظيم" (Celebrating Failure: The Power of Taking Risks, Making Mistakes and Thinking Big): "الإخفاق والهزيمة هما أعظم معلمي الحياة ولكن للأسف، تتجنبه معظم العامة، والشركات ذات العقلية المتحجرة على وجه الخصوص".

لا أحد يرغب بالإخفاق سواء في العمل أم أي مجال آخر؛ ولكن كثيراً ما تكون أسوأ النتائج هي ما تعطينا أفضل حافز للنمو والتقدم؛ لذا كن ممتناً لهذا النمو، ولن تخيفك التجارب القادمة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة