ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الدكتورة كولين باتشلدر (Dr. Colleen Batchelder)، والذي تحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في تولِّي زمام المبادرة.
عندما وقَّعتُ عقد العمل الخاص بي، ركزتُ على صعود السلم الوظيفي والترقية وتجنب المخاطر والعثرات من خلال التفوُّق على المنافسين؛ لكنَّ ذلك لم يُفلح طويلاً، فسرعان ما أدركتُ أنَّ الحياة ضمن مجال الأعمال مختلفة تماماً عما كنتُ أعتقده، وأنَّ كل شيء يناقض ما تعلَّمتُه منذ طفولتي. وإذا كنتُ أرغب في الاستمرار في تلك المنافسة، سأحتاج إلى فهم بعض القواعد الجديدة؛ لذا كان يجب أن أمتلك عقلية ريادية، وأن أكون مُبادِرة.
إذا كنتَ تريد أن تحقِّق النجاح هذا العام، فيجب أن تحوِّل تركيزك لأمور أخرى، سيتطلب الأمر بعض العمل، لكنَّني سأسهِّل الأمر عليك، وأقدمِّ لك فيما يلي 7 نصائح أساسية ستغيِّر طريقة عملك وتساعدك على أن تكون مُبادِراً.
1. تمسَّك بأحلامك وحدِّد وجهتك:
عندما تتوقف عن التفكير في منافسيك، ستتمكن من الإمساك بزمام الأمور. ويحتاج تولِّي المبادرة إلى بذل بعض الجهد والوقت. ويتطلب التمسك بأحلامك والسعي لتحقيقها التطلع إلى المستقبل؛ لا إلى ما يَحدث حولك الآن.
عندما تخصِّص الوقت الكافي للتركيز في وجهتك، فأنت لا تهتم بمدى سرعة أو بطء الأشخاص الذين تنافسهم من حولك، ولا تعنيك الأحلام التي يسعون إليها، لذلك لا تسمح لوجهتهم بأن تلهيك عن أحلامك ووجهتك.
لذلك، حدِّد وجهتك الخاصة، ونظِّم يومك، واكتشف أفضل طريقة تساعدك على العمل؛ فعندما تخصِّص الوقت الكافي للمبادرة، فأنت تسمح لنفسك بالعمل بطريقةٍ مختلفة. ويمكن أن يكون هذا الأمر مفيداً بشكلٍ لا يصدق.
2. تخطَّ الأمور الروتينية وابدأ أنشطة جديدة:
عندما بدأتُ عملي أول مرة، لم يكن لدي أدنى فكرة كيف أنظِّم يومي. كنتُ أعمل 40 ساعة في الأسبوع، وآخذ استراحات الغداء في نفس الوقت، وأتحدَّث مع نفس الأشخاص كل يوم؛ لا داعي لأخبرك بأنَّ حياتي كانت مملَّةً قليلاً.
من الجيد معرفة ما المتوقَّع حدوثه كل يوم، لكن عندما فكرتُ بطريقة مختلفة وابتعدتُ عن القواعد والطرائق التقليدية، أدركتُ أنَّ الأمور الروتينية تمنعني من المضي قدماً وتحقيق أهداف حياتي المهنية. تذكَّر أنَّك مزيج الأشخاص الخمسة الذين تقضي معظم وقتك معهم؛ وليكن هذا الأمر واضحاً بالنسبة إليك، اهتمَّ بأهدافك ثم انظر إلى الأشخاص من حولك.
أنا لا أشجعك على التخلص من الصداقات أو رفض التحدث إلى زملائك في العمل؛ وإنَّما يجب عليك تغيير أساليبك وروتينك قليلاً إذا كنتَ تريد أن تكون مُبادِراً؛ فلا تشتكِ من شيء ودع الآخرين فقط يعبِّرون عن استيائهم، فأنت تمتلك أهدافاً تحقِّقها وتعمل عليها.
لذلك، قبل أن تواجه أسبوعاً محبطاً آخر، استفسر عن بيئتك المحيطة أكثر وتعرف على بعض الأشخاص الجدد في العمل وتقبَّل وجهات النظر المختلفة واجعل ذلك يؤثِّر في أهدافك.
3. لا تقيِّد نفسك إذا كنتَ تريد النجاح:
تساعدك المنافسة على البقاء في القمة. ولكن، يُعدُّ ذلك أمراً نسبياً، ويتعلق بأخلاقيات العمل وقدرة الأشخاص من حولك. إذا كنتَ تسعى لتكون الأفضل مقارنةً بالآخرين، فإنَّك تحد من إمكانياتك الفعلية؛ لأنَّه لا يمكنك تحقيق أكثر مما يرغب فيه الجميع من حولك.
للوصول إلى القمة، تحتاج إلى تجاوز الحدود، وأن تكون على استعداد للقيام بأمور تتعارض مع أفكارك ومعتقداتك وتجاوز توقعات زملائك وأعذارهم. تذكَّر أنَّ بعض الأشخاص لا يرغبون في الترقية وتحقيق مزيدٍ من النجاح في عملهم، وكل ما يريدونه هو القدوم إلى العمل والمغادرة ثم استلام الراتب.
إذا تعلَّمتَ كيف تكون مُبادِراً في العمل، فلا يوجد حدود للنجاح. ومع ذلك، إذا بقيتَ محاصراً في فكرة منافسة من حولك، فلن تحقق أهدافك أبداً، وإنَّما ستلاحق أحلام غيرك وتفوِّت تحقيق أهدافك.
شاهد بالفديو: 6 أسئلة هامّة لمعرفة ما تريد أن تنجزه بحياتك
4. ابحث عن مزيدٍ من العلم:
لم يتوقَّع أحد على الإطلاق التأقلم مع نموذج قيادة يعطي الموظفين صلاحياتٍ كاملة أو العمل من المنزل لمدة 24 ساعة طوال أيام الأسبوع لمدة عام كامل. لقد أحدث عام 2020 تغييراً كبيراً في عالم الأعمال، ودفعنا إلى البحث عن أساليب جديدة في العمل دون تزويدنا بطرائق تساعدنا.
لم يخصِّص أحد الوقت الكافي ليدربنا على طريقة الرقص أو الغناء أو تقديم عرض عمل على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فقد كان قطاع الأعمال دائماً ما يتحدث عن الخبرة والمعرفة، وليس التسلية عبر الإنترنت. لكن تغيَّرت كل هذه الأمور، وأصبحَت الحياة مختلفة كثيراً عمَّا تعلَّمناه في الجامعة.
لقد كان النجاح في المدرسة والجامعة يقتصر على الحصول على علامة جيدة، لكنَّ الجميع يرغب بمزيدٍ منها، وجميعنا نستحق مزيداً منها، ولتحقيق النجاح في بيئة العمل اليوم، تحتاج إلى القيام بشيء أفضل من حصولك على علامة جيدة؛ فأنت تحتاج إلى طرح الأسئلة والتشاور مع زملائك والانضمام إلى دورات تساعدك على زيادة قدرتك على التواصل؛ والأهم من ذلك، إيصال أفكارك.
إذا كنتَ تريد تحقيق النجاح في العمل اليوم، فأنت بحاجة إلى توسيع مداركك والحصول على شهادات إضافية. يجب أن تبحث عن مزيدٍ من العلم والمعرفة وأن تكون مستعداً للتأقلم مع كافة التغييرات.
5. كن صاحب وعيٍ ذاتي:
من أسوأ الأمور التي يمكنك القيام بها هو المضي قدماً دون أن تحدِّد وجهتك؛ حيث لا يعني المضي قدماً أنَّك تحرز تقدماً.
إذا كنتَ تريد أن تكون مُبادِراً، فأنت تحتاج لأن تكون صاحب وعيٍ ذاتي، ومراقبة النفس ليست أمراً مريحاً دائماً؛ فعندما تدرك نقاط قوَّتك وضعفك، يمكنك إما أن تخفيها وتمتنع عن التسليم بوجودها وتختلق الأعذار وترفض التأقلم معها، أو يمكنك مواجهة الحقائق وتقبُّل الإحراج المرتبط بها.
يتطلب تولِّي زمام المبادرة في العمل أن تكون مسؤولاً عن ماضيك وحاضرك؛ فهي الطريقة الوحيدة للمضي قدماً.
6. اعرف نفسك ثم تقبَّلها:
قبل أن أبدأ عملي الخاص، كنتُ أعمل من التاسعة إلى الخامسة مساءً، وكنتُ أقارن دائماً بين أدائي وأداء زملائي في العمل، وأمدح نفسي دائماً وكنتُ فخورة وواثقة بنفسي جداً.
لكن لم يستمر هذا الشعور كثيراً؛ فقد شعرتُ بأنَّني لا أستطيع المواصلة على هذا النحو أبداً؛ حيث لم يكن التعامل مع الواقع أمراً سهلاً، لكنَّني ممتنة جداً لهذا الشعور. وعندما تقبَّلتُ نفسي، سمحتُ لها بالمضي قدماً رغم كل شيء.
عندما تخصِّص الوقت الكافي للاعتراف بنفسك وتقبُّلها وتحديد أهدافك الخاصة، فأنت لا تهتم بمقارنة حياتك بأحد، وتدرك بأنَّك لا تريد أن تتبع مسار شخص آخر. وإذا كنتَ تريد تحقيق النجاح، فأنت بحاجة إلى تحديد أهدافك الخاصة وتولِّي زمام المبادرة لتحقيق أحلامك. لذلك، في المرة القادمة التي ترى فيها تغييرات في شخصيتك، احتفِل بنفسك وافتخِر بها.
7. طوِّر عقلية ريادة الأعمال:
إذا كنتَ تريد أن تكون مبادِراً، يجب عليك أن تعرف كيف تعتمد على نفسك. مما يعني أنَّك بحاجة إلى تطوير عقلية رائد الأعمال؛ حتى لو لم تكن تخطط أبدًا لترك وظيفتك، فلا يتعلق الأمر بموقع العمل؛ وإنَّما يتعلق بوجهات النظر.
يمنحك امتلاك عقلية ريادية القدرة على التفكير بصورةٍ مختلفة واكتساب الأدوات اللازمة لتولِّي زمام المبادرة في العمل.
إذا كنتَ لا تعرف ما يعنيه مفهوم ريادة الأعمال، نقدِّم لك بعض الأدوات التي ستساعدك على تطوير هذا النوع من العقلية:
- يجب أن تتقبل التحديات وتراها فرصة لمساعدتك على التقدم والمضي قدماً.
- يجب أن تحيط نفسك برواد الأعمال؛ فعندما تكون حاضراً مع أشخاص من نفس مجال عملك، فإنَّهم يشجِّعونك على التعمق والبحث أكثر وتحمُّل مزيدٍ من المخاطرة. وتعني ريادة الأعمال أيضاً، أنَّه عندما تتواصل مع أشخاص من غير مجالك، فإنَّك تُنشئ مجموعات دعم ومجتمعاً قوياً.
- عليك الاستعداد للسير عكس التيار، وأن تكون بمفردك، وقادراً على مواجهة كافة المصاعب في أثناء السعي لتحقيق أهدافك.
- اعلم أنَّ ريادة الأعمال لا تُعدُّ أمراً سهلاً، لكنَّها من أهم الصفات التي ستساعدك في تولِّي مزيدٍ من المبادرات في العمل.
أنتَ لستَ بحاجة إلى أن تكون رائد أعمال فقط لتكمل طريقك؛ وإنَّما تحتاج ذلك لمعرفة نفسك والتوقف عن انتقادها والتمسك بأحلامك والسعي لتحقيقها دون مقارنة نفسك بالآخرين.
أفكار أخيرة:
يساعدك تعلُّم طريقة امتلاك روح المبادرة في العمل على النجاح في حياتك المهنية وتحقيق أهدافك الشخصية. لذلك، لا تلتزم بالقواعد وتخطَّ الأمور الروتينية واختر طريقك الخاص، وحاوِل عيش حياة مُرضية بدلاً من العمل كثيراً. حدِّد وجهتك دون أن تثبط عزيمتك وحاوِل العمل دون مقارنة نفسك بالآخرين.
أضف تعليقاً