ملاحظة: هذه المقالة مأخوذةٌ عن تجربةٍ شخصيةٍ للكاتب: مايكل بيترزاك (Michael Pietrzak)، والذي يحدِّثنا فيها عن فوائد التحلِّي بالصبر.
كنت قد بدأت مشروعاً مجتمعياً في زامبيا قبل ستة أشهر بمهمَّةٍ بسيطةٍ تتمثَّل بتأمين الطاقة الشمسية لنصف مليار أفريقيٍّ لا يملكون الكهرباء. لكنَّ النَفقات كانت ثلاثة أضعاف، في حين بلغ المبيع نصف التوقعات؛ ممَّا أدَّى إلى انخفاض إمداداتنا إلى النصف.
كان الخطف تقريباً القشَّة التي قصمت ظهر البعير، لذا حجزت على أول رحلة طيران، وفي غضون شهر، سُرِق مخزوننا المتبقي وصُودِرت شاحنة الشركة. من مسافة 8000 ميل، لم يكن هناك ما يمكنني فعله سوى قبول الهزيمة.
لقد منحني العمل الغاية التي أحيا لأجلها؛ لذلك قرَّرت تكريس حياتي له لمدَّة خمس سنوات، والآن لديَّ فراغٌ في جدول أعمالي بحجم القارة.
كنت في مرحلة الانتظار.
7 أنماط تفكيرٍ للشخصيات الصامدة الصابرة:
لا تقدِّم الحياة العديد من الضمانات، ولكن هذه واحدةٌ منها، سوف تتعرَّض إلى الصدمات والضغوط، وستجدُ نفسك عالقاً في المشاكل.
ربَّما يدهسك سائق توصيل البيتزا الثَّمل وهو يقود سيَّارةً من نوع سمارت، كما حدث لجاري بعد ظهر أربعاءٍ من العام الماضي، أو لربَّما تذهب لشراء خواتم الزفاف، بينما تبحث صديقتك عن شقةٍ مع حبيبها الجديد، حيث أنَّ هذه إحدى الصدمات التي تلقيتها، ولكن بعد 13 عاماً علمت أنَّ ذلك قادني إلى التعرُّف إلى زوجتي.
أيّاً كانت الطريقة التي تتلقَّى فيها الضربات، يوجد خياران أمامك دائماً: إمَّا أن تحارب القدر وتضيف طبقاتٍ من القلق إلى مشكلةٍ ما؛ أو أن تنزع فتيل المشكلات وتستخدمه لإعادة إيقاد جذوة حياتك.
في المواسم الرَّاكدة من مراحل حياتك، وفي أثناء جلوسك في مرحلة انتظار الحلول، الصَّبر هو القوَّة العظمى.
بتبنِّيك أنماطَ التفكير السبع، يمكنك أن تُقوِّض تحديات الحياة.
1. تقبَّل وضعك الرَّاهن:
"إنَّ تقبُّل ما حدث لهو الخطوة الأولى للتغلُّب على تبعات أيِّ سوء حظ" - ويليام جيمس.
أنشأ روب بيل (Rob Bell) واحدةً من أسرع الكنائس نمواً في أمريكا، وأصبح من أكثر الكتَّاب مبيعاً في صحيفة نيويورك تايمز، وقد جرى تصنيفه في مجلة تايم (Time Magazine) كواحدٍ من مئة شخصٍ الذين كانوا الأكثر تأثيراً.
عندما عُرِض عليه تقديم برنامجٍ تلفزيونيٍّ في هوليوود، لم يتمالك نفسه من الفرحة. على الرغم من نجاح كنيسته، شعر روب أنَّ الوقت قد حان للمضيِّ قدماً، واستعدَّ لتصويرِ برنامجهِ التلفزيوني؛ ولكن سرعان ما توقَّفت شركات هوليوود عن الردِّ على مكالماته، وسقط روب بين عشيةٍ وضحاها من الأضواءِ والشهرة إلى مرحلة الرُّكود (مرحباً بك روب في مرحلة الانتظار، اسحب كرسيَّاً واجلس؛ لأنَّ هذا سيستغرق بعض الوقت).
كان قد ملأ تقويمه بالمهام لمدة 12 شهراً، ثمَّ فجأة لم يكن لديه سببٌ للاستيقاظ في الصَّباح. كان يمكن أن يفزع، أو أن يفقد التوازن ويبدأ بالاحتجاج واللّوم.
لن يلومه أحد، فقد غامر بمئةِ ساعةٍ منتجةٍ من العمل في الأسبوع مقابل وعدٍ كاذبٍ؛ لكنَّ روب امتلك حكمةً أسطوريةً، حيث كان يعلمُ أنَّ عدم تقبُّله لوضعه الحالي من شأنه أن يعيق تقدُّمه، وأنَّ الصبر هو الوصفة الطبية الوحيدة في حالته هذه.
اعتاد في مواسم الرُّكود التي اختبرها عدَّة مرَّات في حياته، الاجتماع بأصدقائه القُدامى، والترِّوي في شأن عودته مجدَّداً إلى ممارسة الأنشطة.
ذات مرَّة، اقترح عليه أحد أصدقائه أن يقوم ببثِّ بعض الحلقات الإذاعية، وقد فعل ذلك. وبعد أكثر من 250 حلقة، صُنِّف برنامجه الإذاعي "ذا روب كاست (The RobCast)" كأحد أفضل برامج العرض (الشو) على هذا الكوكب، وقام بجولاتٍ حول العالم للتحدُّث أمام جمهوره الغفير.
2. تذكَّر أنَّ الصبر لا يعني الخمول:
بمجرَّد إجرائك تقويماً صادقاً لوضعك الحالي، سوف تكون تصرُّفاتك أكثر إيجابية.
أعلم أنَّ كلمة "الصبر" ليست المفردة المثالية المرتبطة بالمقدرة الإنتاجيَّة، والتي من المفترض أن تكون السبيل إلى تغيير محور الكون.
إنَّ مفهوم الصبر يُساء فهمه، فهو لا يعني الجلوس والتفكير في الأفكار الإيجابية في أثناء تناول قطع البيتزا بانتظار فرصةٍ ترتمي في حضنك، أو حصولك على نبعٍ من الحوافز ينفجر فجأةً من داخلك. الصبر هو ببساطةٍ طريقة تفكيرٍ تقودك إلى قول: "لا، شكراً" للقلق.
الشخص الذي لا يتحلَّى بالصبر يحاربُ الواقع، ويخلق مزيداً من التوتر، ويقوِّض من قوَّته. أمَّا الشخص الصبور فيتقبَّل ما آل إليه حاله، ويبدأ من مكان القوة هذا.
عندما عدت من إفريقيا وقد تبخَّرت نصفُ مدَّخراتي، شعرت بالذعر. كيف يمكنني دفع الرَّهن العقاري على منزلي الجديد؟ وكيف يمكنني العودة إلى العمل الخيريِّ النبيل للحفاظ على مكانتي كرجل أعمالٍ اجتماعي؟
فكَّرت في مقاضاة بعض الأشخاص، أو توظيف محقِّقٍ خاص؛ وفي أشدِّ لحظات يأسي، فكَّرت في جمع بعض البلطجيَّة لتكسير بعض الرؤوس. لكن وبعد فترةٍ من الزمن، تقبَّلت فكرة أنَّه لا يمكنني إصلاح الموقف، إلَّا أنَّني أستطيع فقط تجاوزه.
لم يعد مستقبلي في هذا العمل، لذا قرَّرت أن أستسلم بصبرٍ لعملية التحوُّل في حياتي، وأمضيت أربعة أشهرٍ في تجديد منزلي. لقد تعلَّمت السباكة والكهرباء والنجارة، وعادت ثقتي بنفسي، ووجدت مستأجراً دفع الرهن لمنزلي.
3. كن رزيناً:
"تبدأ السعادة والحرية بفهم مبدأ واحدٍ، وهو: أنَّ بعض الأشياء تقع تحت سيطرتنا، وبعض الأشياء ليست كذلك" - ابكتيتوس (Epictetus)
قم سريعاً بتحديد أوّل ثلاثة أشخاصٍ من الممكن أن تسميهم: "أشخاصاً رزينين في حياتك".
أراهن أنَّ واحدةً منهم ستكون جدَّتك البالغة من العمر 90 عاماً، والتي نجت من الحربِ من خلال جمع علب القصدير دون أن تشتكي يوماً. ربَّما فكَّرت في "جون واين" (John Wayne)، أو ونستون تشرشل.
دع عنك تلك الصور النمطيَّة، فالرزانة لا تتطلَّب التجهم، بل ببساطةٍ تتطلَّب منك تولِّي مسؤولية ما يمكنك التحكُّم به، وترك الأمور الخارجة عن السيطرة.
من الأشياء التي يمكنك التحكُّم بها: أفكارك، وعواطفك، وكلماتك، وأفعالك. أمَّا الأمور التي لا يمكنك التحكّم بها فهي ماعدا ذلك.
عندما تعلق في غرفة الانتظار والركود، سوف تتعرَّض إلى الإغراء لإطلاقِ ألف سفينة حربٍ ضدَّ القدر؛ ربَّما يُستَغنَى عنك في العمل، وتقرِّر رفع دعوى بسبب الفصل غير المشروع، أو من الممكن أن ينهار عملك وتقوم بالتشهير بالمستثمر الفاشل.
توقَّف، إنَّ توجيه طاقتك لاستعادة الأمور بالطريقة التي كانت عليها أشبه بإعادة ترتيب كراسي السَّطح على سفينة التيتانيك الغارقة.
يتنبَّأ الأشخاص الرزينون، ويخطِّطون للنكسات، ويتلقَّون المصاعب والعقبات بكلِّ رحابة صدر، ليس على أنَّها فرصةٌ للنموّ والتعلُّم فحسب، وإنَّما كمادةٍ خامٍ يُصنَع منها السلَّم الذي يساعدهم في تخطِّي جدار هذه المرحلة؛ لذلك كلِّه كن رزيناً.
4. انظر إلى المحن في حياتك على أنَّها مِنَح:
مرحلة الانتظار في حياتك ليست عديمة الفائدة؛ إنَّها فرصةٌ حيويَّةٌ لتقويم حياتك بصبر، ولكي تتأمَّلها عن بعد، وترسم مساراً جديداً أفضل.
يفيض عالم الأعمال بقصصٍ عن روَّاد الأعمال الذين حقَّقوا نجاحاتٍ سريعة، لكنَّهم ما لبثوا أن فشلوا وأصبحوا طيَّ النِّسيان.
في عام 1975، أسَّس راي داليو (Ray Dalio) شركته الاستثمارية "بريدج ووتر (Bridgewater Associates)"، وبدأ يملأ خزائن عملائه بأرباحٍ طائلة، ولكن في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، تنبَّأ بحدوث كسادٍ اقتصاديٍّ عالمي، واستمرَّ في هذا الرهان.
حسناً، استمرَّ الكساد الاقتصادي بالتزايد لمدة 18 عاماً، فقدَ خلالها كلَّ ما يملك، واضطر إلى فصل جميع الموظَّفين، حتَّى أنَّه اقترضَ المال من والده لشراء محلَّات البقَّالة.
بعد هذا الانهيار الذي تعرَّض إليه داليو، كان بإمكانه الاستقالة؛ ولكنَّه بدلاً من ذلك، رأى في هذه المحنةِ منحة.
كتب داليو في كتابه "المبادئ" (Principles)، الذي حقَّق مبيعاتٍ مرتفعة: "عند العودة إلى الوراء، كان تعطُّلي عن العمل أحد أفضل الأشياء التي حدثت لي على الإطلاق؛ لأنَّها أعطتني التَّواضع الذي أحتاجه لأخفِّف من عدوانيَّتي".
استخدم داليو موسمه الرَّاكد لتنفيذ "فكرة النخبة" في (Bridgewater)؛ نظام الإدارة الذي يحصل على أفضل الأفكار من الموظفين في أثناء إدارة المخاطر. تعدُّ شركته الآن أكبر صندوقٍ تحوُّطيٍّ حول العالم، حيث تدير حوالي 125 مليار دولار، وهو أمرٌ يعترف داليو بأنَّه لم يكن ليتحقَّق لولا ألم النكسة التي مرَّ بها عام 1982.
5. اعلَم أنَّ شعورك بالإحباط يعيق تقدُّمك:
قلَّلت وسائل الراحة الحديثة من صبرنا، فنحن نحصل على إجاباتٍ فوريَّةٍ من جوجل (Google)، وتُسلَّم المشتريات بين عشيةٍ وضحاها من متجر أمازون (Amazon)، ويمكن العثور على مئاتٍ من فرص التعارف بنقرةٍ من الإبهام على هواتفنا.
لذلك، عندما نطلق مشروعاً تجارياً جديداً ولا يقوم موقع فيسبوك (Facebook) بشرائه بعد 12 شهراً، نشعر بالفشل. إنَّ إنجاز أيِّ شيءٍ ذي قيمةٍ يستغرق وقتاً، وإنَّ عملية "الاصطفاء" مكوِّنٌ من مكوِّنات الحياة، فأولئك الذين لا يتجمَّلون بالصبر ويريدون تحقيق أهدافٍ مثالية؛ غالباً ما يفشلون في الوصول إليها.
لا يستطيع الشخص الذي يفتقد الصبر تحقيق النجاح. قام صديقٌ لي بنشر روايةٍ وهو بعمر 19 عاماً، والآن يبلغ من العمر 23 عاماً، ولم يحظَ بفرصةٍ ثانيةٍ للنّشر، شعر بعدها أنَّ مسيرته الأدبيَّة قد انتهت. نحن بحاجةٍ إلى أن نخفِّض سقف توقُّعاتنا.
ماذا يحدث عندما تطلبُ من رئيسك ترقيةً أخرى بعد ثلاثة أشهرٍ فقط من الترقية الأولى؟ إنَّه مؤشرٌ على عدم نضجك الوظيفي.
يُدرِك مندوبو المبيعات الأذكياء أنَّ الإلحاح في البيع يُنهِي فرصة العمل، قد تحتاج إلى ثلاثة أو خمسة أو 10 اجتماعاتٍ لإتمام الصَّفقة؛ ففي نهاية المطاف، التأنِّي هو الورقة الرابحة.
عندما نتعثَّر أو نفشل، فإنَّ الموقف الذي نتخذه للتكيُّف مع الوضع الجديد إمَّا أن يُفضِي بنا إلى "مرحلة الانتظار"، أو يجعلنا نلهث في دوائر لا متناهيةٍ من القلق.
6. تأكَّد أنَّ الصبر أمرٌ فطري:
"لا تستعجل الطبيعة دورتها، ولذلك فإنَّ كلَّ شيءٍ يأخذ مجراه" - لاو تزو.
تعدُّ الطبيعةُ المعلِّمُ الأمثل للصبر، إذ تخلعُ الأشجار عنها أوراقها وتتعرَّى، وتدخل الدببة في سُباتٍ من أجل البقاء في فصلِ الشتاء؛ وإنَّ أقدم البذور التي تنبت كانت كربوناً مشعاً يرجِعُ تاريخه إلى حوالي 31800 سنة؛ ولا تحصل الولادة الطبيعية الصحية إلَّا بعد إتمام تسعة أشهرٍ.
وبالمثل، فإنَّ الفنَّ الذي يُصاغ على عجالةٍ يفتقر إلى الجمال، وإطلاق برنامج السوفتوير السابق لأوانه يخلق العديد من الأخطاء البرمجية ويضرُّ بقيمة العلامة التجارية.
توقَّف للحظة وفكِّر في أعظم تحديات حياتك، هل توصَّلت إلى حلِّها بطريقةٍ أو بأخرى؟ بالطبع نعم، ولا شكَّ أنَّها كانت دروساً مستفادةً علَّمتك مهاراتٍ قيِّمة. فهل يمكنك أن تضحك على تلك التحديَّات الآن؟
الحياة يسرٌ وعُسر، وإنَّ أوقات الخير والشرِّ سوف تمضي؛ لذلك من الطبيعي التحلِّي بالصَّبر، وإنَّ الطبيعة سوف تكمل دورتها دون تأخيرٍ أو تقديم.
أنت الآن تجلسُ هنا وتقرأ، وهذا بسبب كونٍ استمرَّ في الدوران من مدَّة لا تقلُّ عن 13.7 مليار سنة؛ فالانتظار لبضعةِ أشهرٍ أو سنواتٍ أخرى ليس نهاية العالم.
7. ثِق بأنَّك ستعود أكثر قوَّةً:
عندما كانت ميل روبينز في عمر الـ 41، بَدَأَتْ سيرتها الذَاتية بهذه الكلمات: "أنا عاطلةٌ عن العمل، مفلسة، ولديَّ تجربة زواجٍ فاشل، ومدمنةٌ على شرب الكحول، وفي حالةٍ من الخمول". فهل هذا موسم الرُّكود بالنسبة إليها؟ لا، إنَّه الحضيض المظلم.
قرَّرتْ بعد إلهامٍ مفاجئ، أن تبدأ غداً بالعدِّ التنازلي، وأن تنهض من سرير كبوتها. لقد نجحت طريقتها نجاحاً مبهراً لدرجة أنَّها طبَّقتها على مجالاتٍ أخرى من حياتها. كانت قد عثرت على خدعةٍ نفسيةٍ تنطلق من قشرة الدماغ الأماميَّة، تلك المنطقة التي تنظِّم السلوك والوعي. وفي تلك الفواصل الزمنية التي لا تتجاوز مدَّتها الخمس ثوانٍ، نفضت عنها التشتُّت الذهني المحبط، وبدأت العمل.
لقد تقبَّلت روبنز وضعها واعترفت بمشاكلها؛ لذلك تحرَّكت وركَّزت على ما يمكنها السيطرة عليه. لست متأكِّداً من أنَّها رأت في الحضيض الذي عايشته منحة، والتي كانت السبب في عثورها على "قاعدة الخمس ثواني" ومن ثمّ تأليفها كتاباً حول الموضوع.
نشرت خلال بضع سنواتٍ كتاباً حقَّق مبيعاتٍ عالية، واستخدمت فيه فلسفتها، وكان بعنوان: تغلَّب على مخاوفك وانهض (Do it Anyway)؛ لتنهض أكثر قوّة. إنَّها الآن واحدةٌ من أكثر المتحدِّثين شعبيَّةً في العالم.
أنت عالقٌ بين الفشل والنجاح:
لا يوجد في عالم التنمية الذاتية أيُّ تقصير في كمِّ القصص والعِبر التي من شأنها تحفيز الأشخاص الذين لم يصنعوا نجاحاتهم بعد.
قيل لنا: "إنَّ الأشخاص الناجحين يتعرَّضون إلى الفشل أكثر من غيرهم"، وأنَّ مرافقة الألم لتجاربنا في الحياة من الأمور العادلة؛ لأنَّه يمنحنا دروساً، وكما قيل: "إذا لم تتألَّم، لن تتعلَّم". ولكن هل حقيقةً سوف تساعدنا هذه الطرائق في التحفيز على دفع الفواتير أو الهروب من التعرُّض إلى الإهانة؟ وماذا تفعل في مرحلة الانتظار بين الفشل والنجاح؟ وكيف تتعامل مع هذا الجزء من الرحلة بين المحاولة والنجاح؟
إنَّ معظم الناس يختارون الالتفاف حول أنفسهم والغوص في حفرةٍ أعمق. لكنَّ الحياة الاستثنائية تتطلَّب أن نتقن فنَّ التعامل مع ذواتنا. فالصبر هو الدواء الوحيد الذي يخلِّصنا من الإحباط والقلق، ومن الوحش الذي يعيق إنجازنا العظيم.
لا بأس أن تفشل، أو أن تتعثَّر، أو حتَّى أن تكون بعيداً عن أحلامك التي تصبو إليها. ولكن من غير المقبول صبُّ الزيت على النَّار وتصعيد حدَّة مشاكلك بالجلد واليأس.
امتلك هذه القوَّة العظمى، وسوف تجد أنَّك تستمتع بالفعل بالانتظار.
أضف تعليقاً