6 نصائح للتحلي بالمسؤولية في أثناء ممارسة ألعاب الفيديو

أصبحت ألعاب الفيديو أكثر شعبية من أيِّ وقتٍ مضى، خاصة بعد دخول التكنولوجيا الجديدة، والتي فتحت الأبواب على مصراعيها أمام ظهور ألعاب جديدة (عن بعد) كل أسبوعٍ تقريباً. وبقدر ما نستمتع بألعاب الفيديو، بقدر ما تسبب الإدمان الشديد وتتحكم في حياتنا إذا لم نكن حذرين عند استعمالها؛ إذ إنَّه بحسب ما أعلنه الخبراء، يمكن لأيِّ نشاطٍ محبب أن يسبب الإدمان، ومن ثمَّ يغدو سلاحاً ذا حدين؛ لأنَّك تستطيع استعماله أيضاً كأداة تحفيزٍ لتحقيق التوازن في الحياة في الوقت نفسه.



اللعب بمسؤولية:

لا تخف من النشاطات الإدمانية إن أنت استعملتها بحكمة؛ لذا، مارس ألعاب الفيديو بطريقة تحقق التوازن في حياتك، بحيث توازن بين مسؤولياتك ورفاهيتك. ليس ضرورياً بالتأكيد أن تتخلى عن الألعاب إلى الأبد؛ بل تعلَّم بدلاً من ذلك، كيفية التحكم في بنفسك واستخلاص فوائد اللعب بألعاب الفيديو.

إليك بعض النصائح للتحلي بالمسؤولية في أثناء ممارسة ألعاب الفيديو، لتتمكن من الاستمتاع بوقت اللعب من دون الإخلال بإنتاجيتك العامة:

1. التزم بجدول مواعيد للعب:

الخطوة الأولى للعب الفيديو بطريقة صحية، هي وضع جدولٍ زمني والالتزام به؛ إذ تكمن أهمية الجدول الزمني بشكلٍ خاص عند العاملين من المنزل الذين يضعفون أمام إغراء الدخول في جولة لعب قد تمتد لساعاتٍ متجاوزةً ساعات العمل. وبطبيعة الحال، يحدد الجدول مواعيد اللعب ولكنَّه يترك وقتاً كافياً للاسترخاء والمتعة.

على سبيل المثال: يُعَدُّ تخصيص ساعة من الوقت للعب ألعاب الفيديو مساء أيام الأسبوع، نشاط استرخاءٍ كافٍ بعيداً عن العمل، ومن دون أن يُضيع المساء كله باللعب؛ الأمر الذي يوفر الوقت الكافي لبعض الأعمال المنزلية، وتناول العشاء، وممارسة الرياضة، والقيام ببعض المهمات الأخرى حسب الحاجة، كما يمكنك أن تسمح لنفسك بمزيدٍ من اللعب في عطل نهاية الأسبوع، مع الالتزام بجدولٍ مخصص للعب بحيث يقسم الوقت بين اللعب وإنجاز نشاطات أخرى.

إذا احتجت إلى وقت أطول فلا مشكلة؛ ما عليك سوى تحديد الوقت قبل البدء، والالتزام بوقف اللعب حسب الجدول.

2. استعمل ألعاب الفيديو كحافز:

يساعد التعامل مع ألعاب الفيديو كمكافأة وليس كضرورة على دفعك نحو إنجاز أمورٍ أكثر وزيادة إنتاجية يومك. يتبع الآباء نهج المكافآت مع أبنائهم، ويمكنك تطبيق هذا المبدأ بسهولة في حياتك الخاصة.

بالنسبة إلى الأطفال، غالباً ما يستحقون لعب ألعاب الفيديو بعد إنجاز قائمةٍ من الأعمال المنزلية الروتينية أو بسبب أدائهم الجيد في المدرسة. لماذا لا تطبق الشيء عينه على نفسك؟ فلا تبدأ اللعب قبل أن تنتهي من الغسيل أو تفريغ غسالة الصحون، وبهذا تكون قد كسبت وقتك الثمين؛ إذ سيثمر كل نشاطٍ منجز عن ساعاتٍ إضافية للعب ألعاب الفيديو؛ الأمر الذي يدفعك إلى استثمار وقتك.

ومع ذلك، إذا افترضنا أنَّ ألعاب الفيديو تمثل ضرورة، فلا مشكلة في هذا؛ ابدأ بإنجاز مهامك المجدولة أولاً، ثم افعل ما يحلو لك.

إقرأ أيضاً: ما هي الضغوطات الخفية للتكنولوجيا التي يجب عليك معرفتها؟

3. أضِف بعض التمرينات البدنية:

إن كنت ممَّن يعملون في وظيفةٍ مكتبية تستمر ثماني ساعات متواصلة، وتخطط للعب ألعاب الفيديو لثلاث ساعاتٍ أخرى أمام التلفاز، فسيواجه جسمك مشكلات صحية جمَّة جرَّاء الجلوس الطويل، سواءً الآن أم في وقتٍ لاحق؛ لذا ستحافظ التمرينات الرياضية على قوامك، كما ستدعم مستويات الطاقة وتحارب المرض، وستجعلك تشعر بالرضى الذاتي. وعلاوة على ذلك، ستحسِّن التمرينات البدنية التي تتخلل وقت اللعب حياتك عموماً، وصحتك خصوصاً.

لنفترض أنَّك تلعب لعبةً جماعية مقسمة إلى أشواط مدتها 15 دقيقة. يمكنك ممارسة بضعة تمرينات بدنية عند بداية كل شوطٍ تلعبه، كما يمكنك استعمالها كحافز، على سبيل المثال: قم بعشرة تمرينات ضغط وعشرة تمرينات تقوية لعضلات البطن إذا فزت بالمباراة، وقم بضِعفي الرقم المذكور في حال خسرت.

أمَّا إذا كنت تستمتع بلعب الألعاب الفردية، فستحتاج إلى أن تكون أكثر نشاطاً؛ إذ سيتوجب عليك ضبط المنبه في هاتفك ليذكِّرك بأداء التمرينات كل 15 دقيقة. ونظراً إلى أنَّك تستطيع إيقاف اللعب الفردي بشكلٍ مؤقت في أيِّ وقت، فيجب أن تمارس التمرينات بوتيرةٍ أعلى بغضِّ النظر عن نوع اللعبة.

التمرينات البدنية

4. مارس اللعب مع الأصدقاء:

لماذا قد يفضل أحدهم اللعب بمفرده، بينما يستطيع اللعب بألعاب الفيديو مع أصدقاء؟ تُظهر بعض الدراسات أنَّ لعب ألعاب الفيديو مع الأصدقاء، يُعَدُّ أحد مسببات السعادة؛ ذلك لأنَّه طريقة رائعة للتواصل الاجتماعي، خاصة في حال بَعُدَت المسافات.

في المرات القادمة، عندما تقرر لعب ألعاب الفيديو، حاول أن تُشرك معك بعض الأصدقاء؛ إذ إنَّك بذلك ستطور مهاراتك الاجتماعية، وتكوِّن صداقاتٍ وذكرياتٍ جديدة، كما لو كنت تتعرف إليهم في الحياة الواقعية. إذا لم يشاركك أيُّ صديقٍ تعرفه اهتماماتك فيما تلعبه، فابحث عن مجموعات اللاعبين عبر الإنترنت؛ فإنَّ هناك الكثير من المجموعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بأشخاص يتطلعون إلى التواصل مع من يشاركهم لعب الألعاب المفضلة.

إقرأ أيضاً: الصداقة والطفل: لماذا يحتاج الطفل إلى الأصدقاء؟

5. راقب انفعالاتك:

من المفترض أن يكون الهدف الأساسي لإنشاء ألعاب الفيديو هو المتعة؛ لذلك لا تكن عدوانياً جداً في أثناء اللعب بها. قد يغضب بعض الناس بشدة عندما يتعرضون لخسارات محرجة، ويُنصَح هنا بإبعاد نفسك عن هذه المواقف. درِّب نفسك للمحافظة على ألعاب الفيديو كشكلٍ من أشكال الترفيه؛ إذ إنَّ الغضب والجنون لنتيجة لعبة فيديو سيئة، هو أبعد ما يكون عن الحكمة والإنتاجية، ومن هنا كانت مراقبة الانفعالات جزءاً هاماً جداً من اللعب بمسؤولية.

إذا عجزت عن حل لغزٍ صعب، أو وجدت نفسك منزعجاً بشكلٍ واضح من أعضاء الفريق عبر الإنترنت، فأنت بحاجة إلى ضبط النفس للتراجع عن مثل هذه السلوكات. وبطبيعة الحال، فأحد الحلول المساعدة للتعامل مع مثل هذه الحالات، هي صرف الانتباه بمزاولة نشاطٍ آخر، كمراجعة قائمة المهام من التقويم، والتي ستمنحك مخرجاً من اللعب المحبِط؛ وهذا يضطرك إلى إنهاء جولة اللعب مبكراً.

شاهد بالفيديو: كيفية التحكم بالانفعالات وضبط النفس

6. جرِّب ألعاباً جديدة:

توجد الكثير من ألعاب العقل التي تخفف الإجهاد والتوتر لبضع دقائق بحيث تشغل أفكارك بطرائق مبدعة مَرِحة، وبهذا، ليست كل ألعاب الفيديو مضيعة للوقت. كن واعياً فحسب للنتائج التي تود أن تخرج بها بعد اللعب.

في بعض الأحيان، عندما يكون من المريح أن تنعزل بعقلك لبرهة، تعطيك ألعاب الفيديو حلاً أفضل؛ إذ يمكنك أن تجرِّب بعض الألعاب التي تتحدى عقلك في أثناء اللعب. قد تتشارك مع زملاء العمل بعض الألعاب خلال استراحة الغداء أو بعد العمل، وقد تتعلَّم بعض الألعاب الجديدة.

ابحث عن لعبةٍ جديدة، ولاعبين جدد لتتبادل الخبرات معهم، ومكان جديد يساعدك على توظيف مهارات اللعب في أمرٍ نافع.

توجد المئات من الألعاب التعليمية للبالغين في هذه الأيام، ومن ضمنها الكثير من الألغاز والألعاب الاستراتيجية التي يمكنك من خلالها تجربة إحساس المتعة والتحدي؛ إذ تختبر بعض هذه الأنواع من الألعاب مهارات التفكير النقدي وصنع القرار، وهي مهارات قيِّمة في المواقف الحياتية.

سيساعدك لعب ألعاب الفيديو بمسؤولية على الاستمتاع بالحياة، كما ستتمكن من اللعب بشكلٍ يرضيك من دون الإخلال بالإنتاجية اليومية والصحة الشخصية والرفاهية.

المصدر




مقالات مرتبطة