أضرار الألعاب الالكترونية على الأطفال:
1. الأضرار الجسدية للألعاب الالكترونية:
1- تؤثر الألعاب الإلكترونية في صحة الأطفال الجسمية، وذلك بسبب الجلوس لساعات طويلة بالوضعية نفسها، مما يؤثر سلباً في العمود الفقري؛ كما يؤدي الضغط على الأزرار لساعات طويلة إلى آلام في مفاصل الأصابع واليدين، ويؤدي التركيز بالنظر إلى إجهاد العينين وضعف البصر وأمراض العيون، حيث أنَّ الأطفال الذين يركزون على شاشات الأجهزة الذكية وشاشات الكمبيوتر قليلاً ما يرمشون، الأمر الذي يؤدي إلى جفاف حدقة العين وتعرضها إلى أنواع مختلفة من الحساسية؛ ويؤدي كلُّ ما سبق إلى إحساس الطفل بالتعب البدني، الأمر الذي ينعكس سلباً على إنتاجيته ونشاطه وأدائه الدراسي.
2- يُسبِّب تعرض الأطفال إلى الأشعة الصادرة من الشاشات لساعاتٍ طويلة مشكلاتٍ في الأعصاب والصداع، حيث يمكن أن يُصاب الأطفال في بعض الأحيان بالصداع النصفي الذي يستمر عدة ساعات، ويمكن أن يُعانوا منه لعدة أيام متواصلة.
3- يكون الأطفال المُدمنون على الألعاب الإلكترونية مُعرضين بنسبةٍ كبيرة إلى مخاطر السمنة وتراكم الدهون، حيث لا يمارس هؤلاء الأطفال أيَّ نوعٍ من الرياضة أو الحركة، إلَّا تحريك أصابعهم أو أيديهم فقط، وبالتالي فهم غير قادرين على حرق السعرات الحرارية التي يكتسبونها؛ في حين أنَّهم عندما يمارسون حياتهم بشكلٍ طبيعي، ويلعبون في الحدائق مع أصدقائهم، سيساهم ذلك في بناء جسم صحي، وحرق السعرات الحرارية المُكتَسبة.
4- قد يؤدِّي إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية بشكلٍ مُبالغٍ فيه إلى الموت، حيث سُجِّلت حالات كثيرة في كلٍّ من أمريكا وشرق آسيا، مات أصحابها بسبب اللعب بالألعاب الإلكترونية لمدة ثلاثة أو أربعة أيام دون أيِّ طعامٍ أو نوم.
2. الأضرار النفسية للألعاب الالكترونية:
1- لا يجد الأطفال المدمنون على الألعاب الإلكترونية الشعور بالسعادة والنشوة والرفاهية إلَّا بممارستهم هذه الألعاب.
2- تؤثر الألعاب الإلكترونية في المستوى الدراسي للطفل، حيث تؤدي إلى تراجع التحصيل الدراسي لديه؛ وذلك بسبب إنشغاله باللعب لفتراتٍ طويلة، بعيداً عن الدراسة وأداء الواجبات الدراسية اليومية.
3- يفقد الأطفال المدمنون على الألعاب الإلكترونية مهارات التواصل مع الأشخاص الآخرين، حيث يفقدون القدرة على فتح مواضيع ومناقشتها خارج إطار الألعاب الإلكترونية.
4- يؤدي جلوس الطفل وحيداً لفتراتٍ طويلة وهو يلعب بهذه الألعاب الإلكترونية، إلى العزلة والوحدة والخوف من الاختلاط مع المجتمع الخارجي، وهذا ما يجعله أكثر عرضةً إلى الإصابة بالأمراض النفسية، خاصةً مرض التوحد الذي أصبح يهدد العديد من أطفال العالم.
5- تعتمد أغلب الألعاب الإلكترونية على العنف والقتال، وهذا ما قد يزرع في نفسية الطفل حب العنف، والذي قد يؤثر في علاقته الطبيعية مع الآخرين.
6- يفقد الأطفال الذين يلعبون هذه الألعاب الإلكترونية الإرادة غالباً؛ ذلك لأنَّهم لا يستطيعون السيطرة ومنع أنفسهم من اللعب بها.
7- تؤدي الألعاب الإلكترونية إلى انخفاض القدرة على التذكر، وقلة التركيز، وجعل جسم الأطفال في حالة توتر طوال الوقت، وزيادة ضغط الدم وعدد نبضات القلب؛ كما بيَّنت الدراسات أنَّ الأضرار التي تُلحِقها الألعاب الإلكترونية بالدماغ قد تكون أضراراً بالغةً عند الأطفال الذين يلعبون لأكثر من ساعتين في اليوم.
8- تُسبِّب الألعاب الإلكترونية القلق واضطراب النوم عند الأطفال، حيثُ تؤثر في مراكز معينة في الدماغ، وتجعل الطفل في حالة تأهب مستمر نتيجة التعرُّض إلى الإشعاعات التي تصدرها الأجهزة لساعات طويلة.
فوائد الألعاب الالكترونية:
1. تعزيز مهارة حل المشكلات:
يمكن لبعض الألعاب الإلكترونية تطوير القدرات المعرفية وتحسينها، حيث تُعدُّ بمثابة تدريب وتحفيز للدماغ، إذ يسعى الطفل إلى مواجهة التحديات في كلِّ مستوى، والوصول إلى مستوياتٍ أعلى من اللعبة؛ لذلك ومن أجل تطوير القدرات الإدراكية للطفل بطريقةٍ ممتعة، يُنصَح بلعب هذه الألعاب ثلاث مرات في الأسبوع، ولمدة لا تتجاوز العشرين دقيقة.
2. الملاحظة القوية:
تُساعد الألعاب الإلكترونية على تنمية حِسِّ المُلاحظة القوية، والتركيز على أكثر من نقطةٍ واحدة في الوقت نفسه؛ وذلك لأنَّ أغلب الألعاب تتطلب التركيز على مجموعة من الصور والأشياء الدقيقة.
3. تحسين الذاكرة:
تساعد الألعاب الإلكترونية على تحسين الذاكرة وتعزيز نمو الخلايا العصبية، خاصةً الألعاب الإلكترونية ثلاثية الأبعاد؛ في دراسةٍ أجراها بعض العلماء في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية على مجموعتين، كانت المجموعة الأولى تلعب ألعاباً ثنائية الأبعاد لمدة نصف ساعة يومياً، وعلى امتداد أسبوعين، وكانت المجموعة الثانية تلعب ألعاباً ثلاثية الأبعاد لمدة نصف ساعة، ولمدة أسبوعين، وجدت الدراسة أنَّ الذاكرة تحسَّنت عند أفراد المجموعة الثانية بنسبة 12%، بينما لم يطرأ أيُّ تحسنٍ على ذاكرة أفراد المجموعة الثانية.
4. تحسين مهارات الإبداع:
تتطلب بعض الألعاب الإلكترونية تنفيذ مَهمَّات للوصول إلى مستوى أعلى في اللعبة، وتعتمد هذه المَهمَّات على روح الإبداع عند اللاعب لتحقيق الأهداف المطلوبة، الأمر الذي يُعدُّ مفيداً للأطفال.
5. الألعاب التعليمية:
هناك بعض الأنواع من الألعاب الإلكترونية التعليمية التي تساعد الأطفال على تعلم المهارات واللغات الجديدة، وهذا ما يساعد في تنمية ثقافتهم ومعلوماتهم.
علاج إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية:
- تنمية حس المسؤولية لدى الأطفال، وتعليمهم النظام وأهمية الوقت وكيفية استغلاله بالأشياء المفيدة، وتحديد أوقات اللعب والراحة، وجعل اللعب بها مكافأة لهم.
- عدم السماح للأطفال باللعب بالألعاب الإلكترونية التي يكون مضمونها محتوياً على العنف، إذ إنَّه لمن الضروري جداً مراقبة الأهل للألعاب التي يختارها أطفالهم.
- يجب على الأهل تشجيع أبنائهم وحثَّهم على ممارسة الرياضات الحركية والنشاطات المُختلفة، وتعزيز هواياتهم، مثل: العزف، والرسم، والقراءة، والسباحة، وركوب الخيل، وكرة القدم، وغيرها.
- يجب أن يحرص الآباء على عدم ترك أجهزة الهواتف النقالة في متناول الأطفال دون عمر الـ 3 سنوات، وعدم الاعتماد عليها من أجل تسلية أطفالهم؛ بل يمكن للأطفال قضاء أوقاتهم بالأشياء المُفيدة التي تُنمِّي مهاراتهم وذكاءهم مثل: المُكعبات، والرسم، وقراءة القصص الهادفة، والرياضة.
- يجب على الآباء مُراقبة الألعاب الإلكترونية التي يلعبها أبناؤهم في مختلف الأعمار، وليس في مرحلة الطفولة فحسب؛ كما يجب أن يتأكدوا من خلوها من مظاهر العنف أو التوجهات غير الأخلاقية.
- يجب على الآباء مراقبة أبنائهم في أثناء اندماجهم وتفاعلهم مع تلك الألعاب.
- عدم التعامل مع الطفل بعنف من أجل إجباره على ترك هذه الألعاب الإلكترونية؛ ذلك لأنَّه يمكن أن يكون لهذا أثر مُعاكس، ويمكن أن يتحول إلى إدمان.
- يمكن للأهل أن يشغلوا أبناءهم بشراء الحيوانات الأليفة لهم، وجعلهم يهتمون بها.
- محاولة الآباء اكتشاف مواهب أبنائهم، والعمل على دعمهم وتطوير مهاراتهم.
بعض الإحصائيات والدراسات حول تأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال:
- أشادت العديد من التقارير والإحصائيات الصادرة عن المنظمات الدولية إلى المخاطر الناتجة عن إدمان الألعاب الإلكترونية، حيث إنَّ هناك ما يقارب 175 ألف حالة مرضية ناتجة عن إدمان الألعاب الإلكترونية في العالم، وهناك 285 ألف طفل يعاني من مشاكل في النظر بسبب ألعاب الفيديو.
- هناك دراسات إسبانية بيَّنت أنَّ ممارسة الألعاب الإلكترونية لمدة تتجاوز الـ 9 ساعات أسبوعياً، يمكن أن يكون لها أثر سلبي كبير في الأطفال، حيث أجرى الباحث "خيسوس بوجول" وعدد من الباحثين معه في مشفى "ديل مار" في برشلونة دراسة ضمت 2442 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 11 عام؛ وأكدت هذه الدراسة أنَّ هناك علاقة بين عدد الساعات التي يقضيها الطفل في مُمارسة الألعاب الإلكترونية، وبين مشكلاته السلوكية وقلة مهاراته الاجتماعية، وذلك في حال تجاوز عدد الساعات التي يلعب فيها الطفل الألعاب الإلكترونية الـ 9 ساعات في الأسبوع؛ كما وجدوا أنَّ ممارسة الألعاب الإلكترونية لمدة ساعتين فقط أسبوعياً تساهم في تحسين بعض القدرات الإدراكية والمهارات الحركية لدى الطفل.
أضف تعليقاً