6 نصائح تعزز قدرتك على النجاح من خلال الإيمان بنفسك (الجزء الأول)

يعني حب الذات امتلاك موقف ذهني يعزِّز إيمانك بنفسك، بدلاً من نقد الذات؛ فإذا لم تكن بعد شخصاً واثقاً من نفسه، فيُفضَّل أن تبدأ بذلك؛ إذ تُظهر كثير من الأبحاث أنَّ الإيمان بالنفس يؤدي إلى تحقيق مستويات أعلى من النجاح، كما أنَّه يحسِّن الصحة النفسية والعلاقات.



ستتعلَّم في الجزء الأول من هذا المقال بعض النصائح لامتلاك عقلية تعزِّز إيمانك بنفسك، وتدفعك نحو مرحلة جديدة من التقدُّم في الحياة، مرحلة مليئة بفرص النجاح.

ما معنى أن تؤمِنَ بنفسك؟

يختلف الإيمان بالنفس عن الثقة، ففي حين تُعدُّ الثقة بالنفس مهارة يمكن تعلُّمها وصقلها من خلال مهارات التواصل، يكون الإيمان بالنفس حالة وجدانية عميقة؛ بمعنى أنَّ الثقة بالنفس هي المظهر الخارجي المعبِّر عن حالة وجدانية، والتي هي الإيمان بالنفس؛ إذ يؤثِّر الإيمان بالنفس في كلٍّ من الطريقة التي تتعامل فيها مع الآخرين، وفي موقفك الإيجابي من الحياة.

استثمر قوة الإيمان بالنفس:

قِلَّة الإيمان بالنفس أمر هدَّام؛ لأنَّها تسلبك القدرة على امتلاك علاقات سعيدة مع الآخرين، كما أنَّها تشكِّل عائقاً أمام تحقيق النجاح، لكن يمكنك التغلُّب على ضعف الإيمان بالنفس من خلال تغيير الطريقة التي تنظر فيها إلى نفسك، والآن إليك 6 نصائح تعزِّز قدرتك على النجاح من خلال الإيمان بنفسك:

1. خُذْ زمام المبادرة:

لديك مهارات، ونقاط قوة، وكثير من السِّمات الشخصية التي يحبها الآخرون، لكن ربما كل ما في الأمر أنَّك كنت طوال المدة السابقة تكتفي بترك الأمور في حياتك تأخذ مجراها دون تدخُّل منك؛ لذلك فقد حان الوقت لأخذ زمام المبادرة، إذا كنت من النوع الذي يقدِّم الدعم للآخرين في الحياة، فمن المُحتمل أن يمنحك ذلك الشعور بالأمان، وربما هذا هو الدور الذي دفعتك عائلتك للقيام به، وأصبح هذا هو الدور الوحيد الذي يمكِّنك من الحصول على الثناء والقبول من الآخرين، لكن وبصرف النظر عن الأسباب، وأيَّاً يكن ما يتوقعه الآخرون منك، يجب أن تكون مستعداً لكي تؤمن بنفسك.

السؤال هو: كيف تتولَّى المسؤولية عن حياتك؟ والجواب هو أن تبدأ بما يُثير شغفك في الحياة؛ إذ يمكن أن يكون ما يُثير شغفك في الحياة أشياء كبيرة أو أمور بسيطة، فيجب أن تضع في حسبانك نقاط قوتك، أو الأشياء التي تحب القيام بها، ومن ثمَّ فكِّر إذا كان في إمكانك مشاركتها أو تعليمها للآخرين.

إقرأ أيضاً: 5 أنواع من الحديث مع النفس يُحبِّها العقل أكثر من غيرها

إليك بعض النصائح:

  • علِّم بعض الأصدقاء كيفية إعداد وجبات الطعام المفضَّلة لديك.
  • أسِّس نادٍ للقراءة يحتوي نوع الكتب المفضَّل لديك.
  • انشر مراجعة لفيلم على حسابك في مواقع التواصل الاجتماعي.
  • مارس القيادة من خلال المعاملة اللطيفة.
  • أعطِ دروساً مجانية في مجتمعك المحلي.
  • أجرِ نشاطاً تطوعياً مع مجموعة من الأشخاص عن نشاط تشعر بالشغف تجاهه.

ستساعدك هذه النصائح على الإيمان بنفسك، وإظهار نقاط قوتك للآخرين.

نصيحة عملية: ارسم صورة لنفسك، أو تخيَّل أنَّك تأخذ زمام المبادرة في حياتك، وركِّز على النواحي الآتية:

  • كيف يبدو الموقف الذي تتخيَّل أنَّك تأخذ فيه زمام المبادرة؟
  • هل تفعل شيئاً مدهشاً؟
  • هل تسعى وراء هدف غير متوقع؟
  • هل تعبِّر عن سِمة من سماتك الكامنة؟

أخذ زمام المبادرة في حياتك الخاصة، هو أحد الأشياء التي تعبِّر عن احترامك لذاتك، وللعلم فإنَّ ما يقرب من 60% من الأشخاص يتمنَّون أن يمتلكوا قدراً أكبر من احترام الذات.

ملحوظة هامة:

قد تشعر ببعض الانزعاج عندما تبدأ بالإيمان بنفسك، وقد يكون ذلك مزعجاً حتى بالنسبة إلى الأشخاص من حولك، فإذا تصرَّف الآخرون بطريقة مزعجة أو مؤذية بالنسبة إليك، فلا يُفضَّل أن تنسحب من حياتهم؛ لأنَّه من الشائع جداً أن يتفاجأ الناس المحيطون بك عندما يلاحظون تغيُّراً في شخصيتك التي اعتادوا عليها وفق الدور الذي كنت تضطلع به في الحياة.

على سبيل المثال، إذا كان زملاؤك في العمل معتادين على أنَّك الشخص الذي يُنجز عنهم المهام غير المُنجزة، أو كانت عائلتك تتوقع منك دائماً تأدية دور الوسيط عندما تنشب الخلافات، فقد أصبحت هذه الأدوار أحد الأشياء التي تحدِّد هويتك، وستحدِّد توقعات الآخرين الدور الذي يُفترض منك الاضطلاع به في الحياة؛ ولذلك سيتطلَّب الأمر بعض الوقت كي يعتاد الآخرون على التغييرات التي حصلت في شخصيتك؛ إذ يُنصح في هذه الحالة باستشارة مُعالج نفسي، أو الحصول على خدمات كوتش لدعمك في عملية إعادة تحديد دورك الجديد في الحياة.

شاهد بالفيديو: 10 علامات تحذيرية تشير إلى تدني تقدير الذات وانعدام الثقة

2. غيِّر عقليتك وامتلك عقلية النمو:

إذا كنت تشعر بالحماسة بعد مشاهدة مقاطع فيديو تحفيزي، لكنَّك تشعر أنَّك عاجز عن تطبيق هذه المبادئ في حياتك، فقد تكون العقلية الثابتة أحد الأسباب التي تعوقك عن ذلك، فقد يغيِّر امتلاك عقلية النمو من كل شيء في حياتك؛ إذ تُعرَّف عقلية النمو عملياً بأنَّها الإيمان بأنَّ الذكاء والنجاح ليسا موهبة يحصل عليها نخبة من الناس؛ بل هي أشياء في متناول اليد؛ فهي تغيِّر من وجهة نظرك عن الفشل، وتجعلك تراه حالة مؤقتة، وشيئاً يساعدك على تطوير الذات.

تعني عقلية النمو في نهاية المطاف النظر إلى العالم من وجهة نظر شخص قادر على التعامل مع المصاعب، فقد وجد استطلاع شمل 600 ألف طالباً من 78 بلداً مختلفاً أنَّ الطلاب ذوي عقلية النمو حصلوا على درجات أعلى في جميع المواد مقارنةً بالطلاب الذين اعتقدوا أنَّ مستوى ذكائهم ثابت ولا يمكن تحسينه؛ إذ يُعدُّ إدراكك لحقيقة أنَّ أحد الأشياء التي تعزِّز من كفاءتك تسيطر على عقلك، وتقرِّر ما يجب فعله، وتُشكِّل أفكارك مع مرور الوقت، أنَّك ستبدأ بالإيمان بالمستقبل وبنفسك، وبطرائق لم تكن تظن أنَّها مُمكنة حتى.

نصيحة إضافية: توقف عن التفكير بالفشل في أثناء سعيك إلى امتلاك الإيمان بالنفس؛ لأنَّ العقلية الثابتة تركِّز على الفشل؛ في حين يفهم الأشخاص ذوو عقلية النمو أنَّ الفشل والأخطاء ما هي إلا فرص لتطوير الذات، وتحقيق أعلى درجات الإتقان، فإذا كنت تشعر بأنَّك تتعرض للإخفاق تلو الآخر، وأصبحت يائساً من إمكانية تحقيق أي تقدُّم، فمن المستحيل أن تؤمن بنفسك؛ لذلك كل ما عليك أن تفعله هو أن تتذكَّر أنَّك لست فاشلاً.

نصيحة عملية: فكِّر في آخر خطأ ارتكبته، أو آخر مرة شعرت فيها أنَّك فشلت، واسأل نفسك الأسئلة الآتية:

  • هل كان الأمر برُمَّته فشلاً؟ أم أنَّ ثمَّة جزءاً من العملية لا يمكن وصفه بأنَّه نجاح وحسب؟
  • ما الذي فعلته بأسلوب صحيح في ذلك الموقف؟
  • ما الذي يمكنك تعلُّمه من هذا الخطأ؟
  • هل كان الأمر فشلاً ذريعاً، أم أنَّك فشلت فقط في تحقيق توقعاتك؟
  • هل كانت توقعاتك واقعية؟
  • هل كان في إمكانك تحقيق المزيد لو طلبت المساعدة؟

نصيحة عملية: دوِّن أجوبتك عن هذه الأسئلة على صورة يوميات، ومن ثمَّ اسأل نفسك هذه الأسئلة:

  • كيف يمكنني النظر إلى هذه التجربة بوصفها فرصة، بدلاً من كونها شيء يجعلني أشعر بالخجل، أو الغضب، أو الاستياء، أو الحزن؟
  • ما الذي يجب أن أفعله للتخلُّص من شعوري بأنَّني فاشل؟ قد يكون ذلك عبارات التحفيز، والتطمين، والمواساة.

نصيحة عملية: عندما تشعر بالفشل عبِّر عن ذلك، بدلاً من مجرد التفكير في تلك المشاعر، وحتى إن لم تكن مؤمناً بما تقوله لنفسك من عبارات تحفيزية، فردِّدها لتبدأ بتغيير وجهة نظرك عن نفسك، يمكن أن تساعدك العبارات الآتية:

  • أنا أسامح نفسي لعدم تحقيق النتائج التي كنت أطمح إليها.
  • لا بأس بأنَّني ارتكبت خطأً، فهو فرصة لتطوير الذات.
  • لا بأس بأنَّني ارتكبت خطأً، فهذا لا يعني أنَّني مُغفَّل.
  • لقد أنجزت في حياتي كثيراً من الإنجازات.
  • أنا أتحمَّل المسؤولية عن أفعالي، ولكنَّني أرفض أن أتشبَّث بمشاعر عدم الكفاءة.
  • أنا كفء وذكي.
  • ستمضي هذه الفترة، وما حدث لا يحدِّد هويتي.
  • لم أحقق ما كنت أطمح إليه، ومع ذلك فقد حقَّقت الكثير.

شاهد بالفيديو: كيف تبني تقدير الذات؟

3. ابنِ ثقتك بنفسك من أجل امتلاك تصوُّر سليم عن الذات:

تؤدي الثقة بالنفس دور الإطار الذي تتمكَّن من خلاله من امتلاك مفهوم سليم عن الذات، والذي هو أساس الإيمان بالنفس، ويعزِّز هذا بدوره من سعادتك؛ إذ تقدِّم رائدة الأعمال "فانيسا فان إدواردز" (Vanessa Van Edwards)، كثيراً من النصائح السريعة لتعزيز الثقة بالنفس، إليك البعض منها:

  • حسِّن مهارات التواصل الخاصة بك: لأنَّه من المستبعد أن تشعر بالثقة بالنفس إذا كنت لا تعرف ما تفعله في المواقف الاجتماعية.
  • تدرَّب على إشارات لغة الجسد التي تعبِّر عن الثقة بالنفس: لأنَّ أسلوب تواصلك مع الآخرين يؤثِّر كثيراً في نظرة الآخرين إليك.
  • تعلَّم كيف تكون حازماً: يتطلَّب اكتساب سِمة الحزم بعض التدريب، ولكنَّه يمنحك الثقة اللازمة للتعبير عن رأيك.
  • تخلَّص من متلازمة المُحتال: يبدو أنَّ معظمنا يعاني من هذه المتلازمة في بعض الأحيان، وأفضل طريقة للتغلُّب عليها هي تجنُّب الحديث السلبي مع الذات، ورفض التصورات الخاطئة عن نفسك.
  • قلِّل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: أكثر ما يمكن وصفه بالمحاذير في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هو أنَّها تقدِّم لك تصوراً محدوداً عن الحياة، الذي يمكن أن يجعلك تقارن بين نفسك وبين الآخرين، فإذا شعرت بالغيرة أو قلة الكفاءة بسبب ما تراه على مواقع التواصل الاجتماعي، فاقضِ وقتك على شيء آخر يعود بالفائدة على صحتك النفسية، مثل كتابة اليوميات، أو الاستماع إلى مدونة صوتية، أو الرسم، أو ممارسة الجري.
  • راقب وقلِّد سلوك شخص ينال إعجابك: فالثقة بالنفس لا تتطلَّب أن تكون اجتماعياً بالضرورة، يكفي أن تجد شخصاً تقدِّره، ومن ثمَّ تعدُّه نموذجاً يُحتذى لامتلاك الثقة بالنفس.

نصيحة إضافية: عندما تريد تعلُّم المهارات الاجتماعية والعمل على تنمية شخصيتك، فمن المفيد اختيار نشاط أو نشاطين فقط والتركيز عليهما في كل مرة، وبذلك لا تصاب بالارتباك.

يمكنك وضع علامات على النقاط التي وجدتها هامة في هذا المقال، بحيث تتمكَّن من العودة إليها لاحقاً والعمل على تطبيق النصائح المختلفة التي نالت اهتمامك.

نصائح عملية:

1. تدرَّب على الدخول إلى الغرف والقاعات بثقة:

فكِّر مسبقاً في وجهتك قبل الدخول، قد تفكِّر على سبيل المثال بالجلوس بجوار صديقك، أو الشخص المضيف، وضع في حسبانك أيضاً أن تبقى قامتك منتصبة وأطراف جسدك مسترخية.

إقرأ أيضاً: ضعف الثقة بالنفس عند الكبار والصغار وطرق التخلص منها

2. تدرَّب على الكلام:

إذا كنت تُنهي جملك بصوت منخفض، أو بطريقة تجعلك تبدو وكأنَّك تطرح سؤالاً، تدرَّب على التوقف مؤقتاً في نهاية الجملة، فعندما تستعد للبدء في العمل صباحاً، ابدأ بجمل بسيطة، مثلاً "شكراً"، أو "شكراً، لقد أحضرت معي غدائي"، ومن ثمَّ انتقل إلى جمل أطول، مثل "يتبيَّن لنا أنَّ ثمَّة اتجاهاً تصاعدياً وفقاً للبيانات"، تدرَّب على أشياء ستقولها فعلياً في العمل، وتدرَّب على قولها بثقة.

3. تدرَّب على طلب ما تريد:

إذا وجدت أنَّك تستسلم لطلبات الآخرين، أو تطلب نفس ما يطلبه صديقك، فهذا يعني أنَّك لا تؤمن بنفسك، اطلب شيئاً تريده حقاً في المرة القادمة التي تخرج فيها للغداء مع أحدهم، فإذا كنت تذعن بسبب التوتر، فتفقَّد القائمة في المنزل قبل الذهاب إلى المطعم، حتى تحدِّد خيارك مسبقاً.

4. اطلب من الشخص الذي تقدِّره أن يكوِّن المنتور الخاص بك:

يمكنك أن تتعلَّم الكثير من خلال الاكتفاء بمراقبة الأشخاص الذين ينالون تقديرك، لكن تخيَّل ما يمكن أن تتعلَّمه إذا استجمعت شجاعتك وتواصلت معهم عن كثب، فقد يساعد المنتورز الجيدون على تعزيز قيمتك الذاتية؛ وذلك من خلال صقل نقاط القوة لديك، فيجب أن يكون لكل شخص منتور، والأمر متروك لك أن تطلب منهم القيام بهذا الدور في حياتك.

في الختام:

لقد قدَّمنا في هذا الجزء 3 نصائح تساعدك على امتلاك الإيمان بنفسك، وسنتابع في الجزء الثاني والأخير تقديم مزيد من النصائح عن نفس الموضوع.




مقالات مرتبطة