6 نصائح تساعدك على الاستعداد لمواجهة فترات الركود الاقتصادي (1)

لا تقلق إذا كان الركود الاقتصادي قاب قوسين أو أدنى؛ لأنَّك إذا كنت تعرف كيف تحضِّر سيرتك الذاتية فستكون مستعداً عندما يحدث الركود الاقتصادي، وستعرف كيف تقوم بذلك من خلال النصائح التي سنقدِّمها في هذا المقال.



أسَّست رائدة الأعمال فينيسا فان إدواردز (Vanessa Van Edwards) شركتها في ذروة الركود الاقتصادي الأخير الذي شهده العالم في عام 2007 عندما انكمش الاقتصاد، وخسرت الناس وظائفها.

في حين كان الجميع خائفاً بدأت إدواردز بتأسيس شركتها، وقد نجحت حتى أنَّها تقول بأنَّها اكتشفت أنَّ فترة الركود الاقتصادي كانت هي الأنسب لبدء مشروعها، كيف نجحت في حين فشل الآخرون؟

تعريف الركود الاقتصادي:

تحدُث هذه الظاهرة عندما يكون يحصل نمو سلبي في الاقتصاد، وانخفاض واسع في الإنفاق، وما يحدث بالنتيجة هو الآتي:

  • انخفاض في مبيعات الشركات.
  • ارتفاع في معدَّل البطالة.
  • بطء في عملية التوظيف.
  • توقف الشركات عن التوسُّع.
  • ارتفاع في المشكلات الاجتماعية.

رأت إدواردز على الرغم من هذه الأزمات كلها التي رافقت الركود الأخير جانباً إيجابياً، وقد علمت أنَّه يمكن للركود أن يوفِّر فرصاً كبيرة يمكنك أن تغتنمها وأهمها هو الآتي:

  • التأمين في حالة خسارة الوظيفة: وهو نوع من التأمين الذي يغطي جزءاً من نفقات الحياة في حالة خسارة الشخص لوظيفته قسرياً.
  • تعزيز سيرتك الذاتية.
  • تهيئة نفسك للأسوأ، مع الأمل بأن يكون القادم أفضل.

إليك ميزة لم تفكِّر فيها على الأغلب، وهو ما بيَّنته دراسة أجرتها مؤسسة "ناشيونال بابليك راديو" (National Public Radio) الأمريكية، وقد وجدت الدارسة أنَّ خلال فترة الكساد الكبير انخفضت معدلات الوفيات في المناطق التي شهدت أعلى معدلات للبطالة.

قد تتساءل عن العلاقة بين الأمرين، لكن توجد أشياء مذهلة تحدث عندما يكون لدى الناس القليل من المال؛ فمثلاً لا يوجد فائض من المال من أجل شراء السجائر والكحول، ولا وقت للذهاب لتناول الطعام غير الصحي في مطعمك المفضَّل، ويصبح وقود السيارات باهظ الثمن؛ أي إنَّك لن تقود سيارتك كثيراً؛ إذاً، إذا كان ثمة شيء إيجابي وحيد في الركود الاقتصادي؛ فهو أنَّك قد تعيش لفترة أطول.

شاهد بالفيديو: أكبر 5 تحديات في الاقتصاد العالمي الجديد وطرق مواجهتها

كيف تستعد للركود؟

إذا كنت قلقاً من حدوث الركود فمن الأفضل أن تتخذ إجراءات احترازية، وتوصي إدواردز باتخاذ إجراءات تحسُّباً لحدوث الركود مرة واحدة على الأقل في كل عام، ولن يجعلك ذلك تشعر بالرضا فحسب؛ بل ستكون مستعداً ذهنياً ومالياً للركود القادم في حال حدوثه.

لحسن الحظ لا يتطلب ذلك الشعور بالذعر أو العمل الشاق؛ لذا انظر إلى الاستعداد للركود بوصفه أعمال الصيانة السنوية أو أعمال التنظيف الموسمية للمنزل، إليك نصائح تساعدك على الاستعداد للركود:

1. عزِّز مهاراتك:

التعلُّم هو أحد الأشياء المجانية، وكلما اكتسبت المزيد من المعارف أصبحت أفضل، وهو أحد أفضل الأشياء التي يمكنك من خلالها الاستعداد للركود الاقتصادي، ويتحدث معظم الناس عن الاقتصاد عندما يحدث الركود، الاقتصاد في الإنفاق، وتقليل الاستدانة، وتقليص النشاطات غير الضرورية، وسنتحدث عن ذلك في النصيحة رقم 4 في الجزء الثاني من هذا المقال.

لكن في الواقع أهم شيء هو إضافة المزيد من المهارات لسيرتك الذاتية، ومهاراتك المهنية، فيصبح السؤال الآن: "كيف تضيف المزيد من المهارات إلى سيرتك الذاتية؟".

في البداية يجب أن تعرف ما هي مهاراتك، فكِّر في هذا السؤال، ما هي أكثر المهارات التي يبحث عنها أرباب الأعمال في السير الذاتية للمرشحين المبتدئين؟ هل هي:

  • المهارات التقنية.
  • الإبداع.
  • القيادة.
  • مهارات حل المشكلات.

الجواب هو مهارات حل المشكلات، في دراسة أجرتها مؤسسة "ذا ناشيونال أسوسياشن أوف كولجز آند إبملويرز" (the National Association of Colleges and Employers)، قيَّم أرباب العمل أهمية كلٍّ من المهارات الآتية وفق النسب المبينة:

  • نسبة 83% لمهارات حل المشكلات.
  • نسبة 83% لمهارات العمل الجماعي.
  • نسبة 80% لمهارات التواصل الكتابي.
  • نسبة 72% لمهارات القيادة.
  • نسبة 67.5% لأخلاقيات العمل العالية مثل الشغف والالتزام.

القاسم المشترك بين هذه المهارات بالغة الأهمية هو أنَّ جميعها ينتمي إلى المهارات الناعمة.

إقرأ أيضاً: تكييف الثقافة التنظيمية خلال فترة الركود الاقتصادي

إذاً ما هي المهارات الناعمة؟

المهارات الناعمة هي المهارات الاجتماعية والسمات الشخصية ومهارات التعامل مع الآخرين الضرورية للنجاح في الوظيفة، ولجعل الناس سعداء، ويمكن تعلُّم هذه المهارات أكاديمياً، أو يمكن أن تُكتسب من خلال التعلُّم الذاتي الذي يشبه في هذه الحالة اكتساب معارف جديدة في مجال جديد، يمكن تحقيق ذلك من خلال القيام بالآتي:

  • مشاهدة حلقات مؤتمر تيد (TED Conference) في مجالات متنوعة.
  • قراءة كتب في مجالات الإدارة أو القيادة.
  • قراءة كتب المهارات الاجتماعية، تنصح إدواردز بكتابها "تألق: علم النجاح في العلاقات مع الآخرين" ( Captivate: The Science of Succeeding with People)
  • حضور دورات تعليمية مساءً.
  • تعلَُم عن لغة الجسد.
  • طلب نصائح عن الكتب الجيدة من المرشد الخاص بك.
  • اتَِباع دورة عبر الإنترنت لبناء مهارات التواصل الخاصة بك.

الآن سنتحدث عن المهارات الصلبة:

المهارات الصلبة هي المهارات التي تتطلب كثيراً من الجهد؛ لكنَّها تمنحك معرفة متخصصة في مجال معين، مثل برمجة الكمبيوتر أو التسويق الرقمي، وإنَّ امتلاك مهارة صلبة واحدة أو اثنتين على الأقل يعد ميزة إضافية عند إعداد سيرة ذاتية تزيد من فرصك في النجاح في فترات الركود.

كلما زادت مهاراتك الصلبة كنت قادراً على إنجاز المزيد من المهام في الشركة التي تعمل بها، من ضمن ما يمكنك إضافته إلى مهاراتك الصلبة:

  • البرمجة والتشفير (يمكنك التعلُّم مجاناً في أكاديمية خان "Khan Academy").
  • الحصول على شهادة احترافية مثل إدارة المشاريع وتنظيم المناسبات.
  • تعلُّم لغة جديدة.
  • الانضمام إلى أكاديمية غوغل أناليتيكس (Google Analytics Academy)
  • تعلُّم التصميم الرقمي من خلال دورات "آدوب إديوكيشن إيكستشينج" Adobe) Education Exchange) المجانية.

الشيء المؤكَّد أنَّ لا أحد قادر على أن يسلبك ما تكتسبه من معارف؛ أي إنَّ ما تمتلكه من مهارات يشكِّل لك ضمانة بصرف النظر عن سوء الوضع في ظل الركود الاقتصادي، ولكن قد يعني ذلك استثمار أي وقت مُتاح للتعلُّم من خلال اتباع النصائح الآتية:

  • تعلَّم خلال استراحة الغداء، ويمكنك القيام بذلك من خلال مشاهدة مقاطع فيديو خاصة بالتعلُّم على يوتيوب.
  • استمع إلى مدونات صوتية خاصة بالحياة المهنية خلال التنقُّل من مكان لآخر.
  • انضم إلى دورات التطوير المهني عبر الإنترنت.
  • اقرأ كُتباً قبل النوم.
  • انضم إلى ورش عمل أو فصول تعليمية في عطلة نهاية الأسبوع.

تستحق النتائج هذا المجهود؛ لذلك من الجيد أن تعدَّ أي وقت تقضيه في التعلُّم استثماراً تحصد نتائجه في المستقبل.

إقرأ أيضاً: التغلب على الخوف في الأزمات الاقتصادية

2. حدِّث أصولك المهنية:

أول شيء يجب أن تفعله بوصفه نوعاً من الاستعداد للركود الاقتصادي هو ترتيب أصولك المهنية، فهذه طريقة رائعة لتقييم الأصول التي تناسبك، والحصول على أدوات مُحدَّثة جاهزة للاستخدام.

فيما يأتي الأصول المهنية التي يجب أن تعمل على تحديثها:

تحديث ملفك الشخصي على موقع لينكد إن (LinkedIn):

قد يكون مضى زمن طويل منذ آخر مرة دخلت فيها إلى موقع لينكد إن؛ لذلك احرص على تحديث ملفك الشخصي على الموقع، أضف المهارات ذات الصلة، والتزكيات، والأعمال السابقة، فتحديث ملفك الشخصي على لينكد إن طريقة سهلة وغير مكلفة وتساعدك على تطوير سمعتك المهنية باستمرار.

تحديث سيرتك الذاتية:

هذا هو الوقت المثالي لتحديث سيرتك الذاتية والتأكُّد من تجديدها، وستحتاج إلى إضافة وظائف جديدة، أو مهارات، أو أعمال سابقة؛ فذلك كله ضروري لإعداد سيرة ذاتية مثالية.

تحديث خطابك التعريفي:

الخطاب التعريفي هو أفضل طريقة للترويج لنفسك في حال تقديم سيرتك الذاتية لرب العمل، ومع ذلك فقد أظهر أحد الاستطلاعات أنَّ 45% من الأشخاص الباحثين عن وظائف لا يرفقون خطاباً تعريفياً مع سيرهم الذاتية؛ لذلك احرص على تقديم خطاب تعريفي احترافي يضمن لك التميُّز.

تحديث موقعك على الويب وملفاتك الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي:

إذا كان لديك موقع على الويب أو مدونة، فهذا هو الوقت المناسب للتأكُّد من أنَّ موقعك أو مدونتك تظهر بسهولة في نتائج البحث على الإنترنت، وأنَّ الناس قادرون على التواصل معك من خلالها.

وجد استطلاع أجراه موقع "كارير بيلدر" (CareerBuilder) أنَّ 34% من أرباب العمل وبَّخوا موظفيهم أو طردوهم بسبب ما وجدوه من محتوى في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لذلك لا تنسَ أن تتحقق من إعدادات الخصوصية دائماً، خصوصاً أنَّها أصبحت تتغير باستمرار في أيامنا هذه.

تحديث ألبوم الصور الخاص بإنجازاتك المهنية:

هذا هو الوقت المناسب لتحديث الصور الخاصة بمسيرتك المهنية، فاطبع الصور، وحدِّثها، وكن مبدعاً؛ لأنَّك ستحتاجها في حال حدوث الركود.

3. ابنِ شبكة من العلاقات:

هذه واحدة من أهم النصائح التي يجب أن تطبِّقها من أجل الاستعداد للركود؛ لأنَّ أفضل ضمان لك في مواجهة الركود أو خسارة وظيفتك هو ما تمتلكه من علاقات، فلا تفقد العلاقات قيمتها، وما يساعدك دوماً هو سمعتك بين الناس.

إليك فيما يأتي بعض النقاط التي توضح أهمية بناء شبكة من العلاقات:

  • يحصل معظم الناس على وظائفهم من خلال العلاقات الشخصية، فقد وجدت دراسة أجراها موقع لينكد إن أنَّ 85% من الوظائف حُصِلَ عليها بفضل شبكات العلاقات.
  • يعتمد النجاح في معظم الوظائف على شبكات العلاقات، فقد وجدت دراسة شملت 165 محامياً يعملون في شركة محاماة كبيرة أنَّ المحامين الذين امتلكوا شبكة علاقات، حصلوا على عدد أكبر من ساعات العمل مقارنةً بالمحامين الذين تجنَّبوا التواصل مع غيرهم.
  • أفادت دراسة أجرتها جمعية "ذا سوسايتي أوف هيومان ريسورس مانيجمنت" (Society for Human Resource Management) أنَّ 78% من الأشخاص الباحثين عن وظائف أفادوا بأنَّ جهات الاتصال وشبكة العلاقات هما أكثر العوامل فاعليةً عندما يتعلق الأمر بإيجاد وظيفة.

يصبح من الضروري مع كل هذه الفوائد والمزايا لبناء شبكة علاقات، أن تستثمر في بناء علاقاتك الشخصية، وهو أمر مجاني وهام للغاية لمواجهة الركود، خصوصاً أنَّك لن تستفيد من سيرة ذاتية ممتازة دون امتلاكك لجهات الاتصال المناسبة.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لبناء علاقات عمل إيجابية وفعالة

إليك كيف تفعل ذلك:

أعد التواصل مع الأشخاص الهامين في حياتك:

تواصل مع معارفك الهامين سواء كانوا المديرين القدامى أم المرشدين أم غيرهم من المعارف الذين يرحبون بمساعدتك، فتستطيع التواصل معهم مجدداً من خلال إرسال مقال - على سبيل المثال - تظن أنَّه سينال إعجابهم، وبهذه الطريقة تحافظ على علاقتك الجيدة معهم.

التقِ أشخاصاً جدد في مجال عملك:

اسعَ إلى مقابلة أشخاص جدد في مجال عملك أو مجالات عمل أخرى ذات علاقة بمجالك، يمكن أن يساعدك هذا على البقاء ضمن قائمة أولويات الأشخاص الذين تلتقيهم، والبقاء على اطِّلاع على المعلومات المتعلقة بمجال عملك.

حدِّث جهات الاتصال الخاصة بتطبيق لينكد إن:

سجِّل الدخول إلى لينكد إن واستورد جهات اتصال بريدك الإلكتروني للتأكد من أنَّك على تواصل مع الجميع، وتحقق من بطاقات العمل التي جمعتها أخيراً وأضف هؤلاء الأشخاص إلى شبكة علاقاتك عبر الإنترنت.

اذهب إلى مؤتمر أو معرض تجاري أو ورشة عمل:

إنَّه أمر رائع أن تبقى على اطلاع دائم بما يحدث في مجال عملك ومقابلة الأشخاص الجدد الذين يمكن أن يصبحوا من معارفك.

هدفك هو البقاء على تواصل دائم بالأشخاص الذين تعرفهم، والتعرف عن كثب إلى الأشخاص الذين تلتقيهم كي تتمكن من التواصل معهم بشكل أكبر، إضافةً إلى الإبقاء على جهات الاتصال القديمة لديك محدَّثة باستمرار.

في الختام:

قدَّمنا في هذا الجزء 3 نصائح للاستعداد لمواجهة حالة الركود الاقتصادي في حال حدوثها، ويمكن تلخيصها كالآتي: إضافة مهارات جديدة إلى مهاراتك السابقة، وتحديث أصولك المهنية، وبناء شبكة علاقات؛ إذ تساعد كل واحدة من هذه النصائح على تعزيز فرصك في الحفاظ على وظيفتك أو الحصول على واحدة جديدة في حالة حدوث الركود، وسنقدِّم في الجزء الثاني المزيد من النصائح؛ لذا تابعوا معنا.




مقالات مرتبطة