6 أمثلة عن التحيز للنتيجة التي يمكن أن تؤثر سلباً في قراراتك

لنفترض أنَّك مستعد لتعلُّم هواية جديدة، ولكنَّك تحتاج إلى تعلُّم استراتيجياتها، فقرَّرتَ تلقِّي بعض الدروس للمساعدة على تعلُّمها، والآن لديك خياران للأشخاص الذين يمكنك تعيينهم لمساعدتك، إما شخص يمارس تلك الهواية كثيراً، أو شخص يمارسها للترفيه فحسب.



إذا كنت قد اخترت الشخص الذي يمارس الهواية كثيراً، فقد وقعت للتو في التحيز للنتيجة، فقد افترضتَ أنَّ المعلم الأفضل لك هو الذي يُظهر نتائج إيجابيةً علناً، لكن ما لم تفعله هو قضاء بعض الوقت في فهم طريقة تحقيق هذه النتائج، فأنت لم تشاهد أيَّاً منهما وهو يمارس الهواية لتتمكن من تقييم عمليات اتخاذ القرار الخاصة بهم واعتمدت فقط على نتائجهم التي قد تكون مضللة.

لذا إنَّ بناء قرارك على نتائج شخص، يمنعك من التفكير في العوامل الهامة الأخرى، التي يمكن أن تحدد مَن هو في الواقع الشخص الأفضل، فأنت تضع كثيراً من القيمة على النتائج، وتقلِّل من قيمة العمليات الكامنة وراء تلك النتائج؛ وهذا يعني أنَّك تحب فكرة الانحياز المعرفي.

في هذا المقال، سنتعرف إلى التحيز للنتيجة؛ أولاً، سنعرِّف هذا المفهوم، ثم سنذكر 6 أمثلة لهذا التحيز التي ستوضح لك كيف يمكن لطريقة التفكير الخاطئة هذه أن تؤثر سلباً في قراراتك.

ما هو التحيز للنتيجة؟

التحيز للنتيجة هو تحيز معرفي يحدث عندما تُحدَّد جودة القرار بعد معرفة النتيجة، لكنَّ الفشل في استثمار الوقت اللازم لفهم طريقة تحقيق النتائج، يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير جيدة في المستقبل، مهما كانت النتائج السابقة.

لذا إنَّ الحكم على قرار سابق من خلال نتائجه بدلاً من جودة عملية اتخاذ القرار لا يضع في الحسبان المعلومات التي يمتلكها صانع القرار في الوقت الذي اتخذ فيه الإجراء، وهذا التفكير خاطئ؛ وذلك لأنَّ نتائج أي قرار تبعي تتأثر بالعوامل الخارجية ومستوى معين من الفرص؛ وهذا يعني أنَّ صانعي القرار لا يعرفون بالضبط كيف ستنتهي المخاطر المحسوبة.

لذا عندما تحجُب أحكامك بسبب التحيز للنتائج، فإنَّك ترتكب خطأ تحميل صانعي القرار المسؤولية عن عناصر الموقف الخارجة عن سيطرتهم.

غالباً ما يُخلَط بين التحيز للنتيجة وتحيز الإدراك المتأخر، وهما متشابهان لكنَّهما ليسا نفس الشيء؛ إذ يشمل تحيز الإدراك المتأخر، ميلَ مَن يراقبون الأثر الرجعي للموقف لرفض أيِّ احتمال بأنَّ نتيجة قرار ما، يمكن أن تظهر بأيِّ طريقة أخرى، ويصف تحيز الإدراك المتأخر الذاكرة المشوهة التي تفضل النتيجة المرجوة؛ إذ يدَّعي شخص ما أنَّه يعرف كيف ستكون النتيجة خلال العملية بأكملها، بينما يتجاهل التحيز للنتيجة العملية تماماً.

نحن نقع ضحايا للتحيز للنتيجة؛ وذلك لأنَّ أدمغتنا تتخطى العمليات المعقدة وتفكر في أبسط الاستنتاجات الممكنة، كما أنَّنا نقيِّم كفاءة الأشخاص من خلال تصوُّرنا لما يصدر عنهم من أحكام، لكن لا يمكن الاعتماد على هذا الأمر إذا كنت متأثراً بالتحيز للنتيجة.

لماذا من الهام التعرف إلى التحيز للنتيجة؟

من الهام التعرف إلى التحيز للنتيجة حتى تتمكن من إنشاء عملية صنع قرار جيدة؛ إذ تتطلب قدرتك على التحسين في أيِّ أمر ممارسة، بالإضافة إلى التفكير في العملية التي أدت بك إلى النتيجة؛ وذلك حتى تتمكن من تحديد الأمور التي يمكن إجراء التحسينات فيها.

وبعد معرفة النتيجة، يتدخل الإدراك المتأخر في قدرتنا على تقييم ما إذا كان القرار جيداً أم سيئاً، ومع أنَّه من الصعب الحكم على نفسك، فقد يكون من الصعب الحكم على الآخرين، ويمكن للتحيز للنتيجة أن يجعل الناس وتحديداً القادة يكرهون المخاطرة، ولكنَّه قد يسمح أيضاً بمكافأة القادة غير المسؤولين الذين يدخلون في مغامرات متهورة إذا أدت أفعالهم إلى نتائج إيجابية.

وقد يُنظَر إلى القائد الذي يُقدِّم أداءً متواضعاً ​على أنَّه صاحب رؤية يتمتع ببصيرة للنجاح إذا اتخذ قراراً محفوفاً بالمخاطر وكانت نتائجه تصب في مصلحته، وفي هذه الحالة، يُضفي الداعمون نوعاً من القداسة على القادة الطائشين، بينما يُعامَل أولئك الذين يشككون في القائد معاملة الأشخاص الضعيفين حينما يُفصَح عن النتائج.

ويمكن أن يكون التحيز للنتيجة ضاراً لصانعي القرار مثل الأطباء أو السياسيين الذين يكونون بمنزلة أشخاص يعملون لمصلحة الآخرين؛ وذلك لأنَّه عندما تكون النتائج سيئة، يلوم الناس الوكيل لعدم قدرته على التنبؤ بالنتيجة السيئة خلال عملية صنع القرار؛ ولهذا السبب، من الهام أن تتذكر أنَّ بعض المعلومات غير معروفة حتى تنتهي عملية اتخاذ القرار.

إقرأ أيضاً: منهجية كينيفن: أفضل منهجية يجب على القادة اعتمادها في اتخاذ القرارات

هل أنت منصف في حكمك على قرارات الناس؟

لقد وجدت الدراسات أنَّه عندما يقيِّم الأشخاص كفاءة وجودة القرارات التي يتخذها الآخرون، عدَّ 44% من المشاركين أنَّ القرار يكون جيداً عندما تكون النتيجة إيجابية، وعدَّ 9% فقط أنَّ جودة القرار نفسه تكون جيدة عندما تكون النتيجة سلبية.

6 أمثلة عن التحيز للنتيجة التي يمكن أن تؤثر سلباً في قراراتك:

1. أزمة "كوفيد-19" (COVID-19):

لقد جرى الحكم على القرارات التي اتخذها مسؤولو الصحة العامة في وقت مبكر من الوباء مع التحيز للنتيجة، ووُجِدَت أربع نتائج محتملة بصورة أساسية عندما ظهر فيروس كورونا، وهي:

  • لا يمكن للمسؤولين فعل أيِّ شيء، ويمكن أن يمر الفيروس دون أن يتحول إلى مشكلة كبيرة؛ أي إنَّ المسؤولين اتخذوا قراراً جيداً.
  • يمكن للمسؤولين فرض قواعد صارمة، فقد يتحول الفيروس إلى وباء؛ أي إنَّ المسؤولين اتخذوا قراراً جيداً.
  • لا يمكن للمسؤولين فعل أيِّ شيء، وقد يتحول الفيروس إلى وباء؛ أي إنَّ المسؤولين اتخذوا قراراً خاطئاً، وسيُنظَر إليهم على أنَّهم متهورون لعدم منع الوفيات.
  • يمكن أن يفرض المسؤولون قواعد صارمةً، وقد يتبيَّن أنَّ الفيروس عادي؛ أي يُنظَر إلى المسؤولين على أنَّهم شديدو الحذر ويثيرون الذعر في المجتمع.

مهما كان الخيار الذي اختاره المسؤولون عند تفشي فيروس كورونا في البداية، فلن يكون له أيُّ تأثير في الفيروس؛ وذلك لأنَّنا لم نكن نعرف أيَّ شيء عنه في ذلك الوقت، ويمكننا فقط أن ننظر إلى الوراء لتقييم تلك القرارات مع التفكير في المعلومات التي كانت لدى المسؤولين في وقت اتخاذ القرارات، التي لم تكن كثيرة، ومن السهل الحكم على القرارات السابقة المتعلقة بفيروس كورونا الآن بعد أن أصبح لدينا مزيد من المعلومات عن طريقة تطوُّر الأمور.

2. القيادة:

فكر في شخص مشرف، يرتبط منصبه في العمل ارتباطاً مباشراً بنتائج الطلاب في منطقته، هل يعني هذا أنَّه إذا كانت منطقة معينة بها مشرف يحظى باحترام كبير، فيمكنك إرسال طفلك إلى المدرسة هناك وسيحصل بالتأكيد على درجات عالية، مع وجود عوامل أخرى تؤثر في إنجازات الطالب، مثل:

من الواضح أنَّ النظام بأكمله هو الذي يدعم أو يعوق نجاح الطالب، ودور المشرف لا يمكن تمييزه إلى حدٍّ كبير، إذا أظهر المتقدمون لمنصب مشرف إنجازات الطلاب السابقة بوصفها جزءاً من تاريخهم في النجاح، فإنَّهم ينسبون لأنفسهم فضلاً لا يستحقونه ويتجاوز أدوارهم الفردية.

ووفقاً للنظرية المؤسسية، ستبقى المنظمات متسقة تماماً مع ممارساتها، مهما كانت هوية القادة، وغالباً ما يكون للقادة الجدد تأثير بسيط في النظام الأوسع؛ وذلك لأنَّ الجماعات والأفراد يقاومون التغيير، وقوة القوى الخارجية - مثل المشرفين - مقيدة بالتقاليد والأعراف.

وينطبق التحيز للنتيجة على القادة - مثل المشرفين - لأنَّه غالباً ما يجري تجاهُل عمليتهم وقدرتهم على اتخاذ القرار، ويركز الناس فقط على النتائج، سواء كانت هذه النتائج ذات علاقة بموقف القائد أم لم تكن.

إقرأ أيضاً: 9 أنواع للتحيزات المعرفية التي تؤثر في أحكامنا اليومية

3. الاستثمار:

لنفترض أنَّ لديك صديق كان يتحدث عن مقدار الأموال التي جناها من استثماره في شركة ما، قد تظن أنَّ هذا الأمر رائع ويجب أن تفعل مثله وتشتري أسهماً في تلك الشركة، لكن إذا كان الأمر كذلك، فأنت تفكر من منظور التحيز للنتيجة؛ لذا فكِّر في بعض العوامل التي ربما تغيرت منذ أن اشترى صديقك أسهمه في تلك الشركة:

  • أسعار الفائدة.
  • الوضع العام للاقتصاد.
  • أداء الشركة.

عندما تركز فقط على الأموال التي كسبها صديقك، فإنَّك تتجاهل الحقائق الهامة، مثل عنصر العشوائية المرتبط بأسعار الأسهم؛ لذا يجب عليك أن تعرف أسعار الأسهم لمدة عامين لاتخاذ قرار مفيد بشأن استثمارك، وأنت تحتاج أيضاً إلى التفكير فيما إذا كان يوجد مبالغة في تقييم السوق ومتى يحدث ذلك، وبالطبع لا يمكنك الحكم على قرار الاستثمار الحالي بناءً على نتيجة سابقة.

وتذكَّر أنَّ اتخاذ قرار جيد اليوم أو قرار قد يبدو جيداً، لا يضمن أن ينتهي بك الأمر بنتيجة جيدة؛ إذ تؤدي العوامل الخارجية المتعلقة بذلك دور الحظ في استثماراتك، ولن يكون لديك كل المعلومات المطلوبة لاتخاذ قرار إيجابي مطلق عندما يتعلق الأمر باستثماراتك.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلَّم فن اتخاذ القرارات الصحيحة

4. الرياضة:

عند التفكير في الرياضة، من المرجح أن تفترض أنَّ القرارات التي يتخذها اللاعبون إما جيدة أو سيئة؛ اعتماداً على ما إذا كانوا يفوزون بالمباراة أم يخسرونها؛ فالرياضة هي مجال يرتبط بالنتيجة إلى حدٍّ كبير؛ إذ يجري الحكم عليها من خلال نتائج الفوز والخسارة، والكثيرون لا ينتبهون لطريقة فوز الرياضي في المباراة، فهم يهتمون فقط بعامل الفوز.

وغالباً ما يكون الأشخاص غير قادرين على التعرف إلى دور الحظ في الرياضة، وبينما يحاول الكوتشز تقليل الدور الذي يؤديه الحظ، إلا أنَّه لا يمكن تجاهله؛ إذ يمكن للفريق أن يفعل كثيراً من الأمور فعلاً خاطئاً، ولكنَّه قد يمتلك الحظ، وعندما يحدث هذا، لا ينسبونه الناس إلى الحظ، وبدلاً من ذلك، يقدمون مدحاً كبيراً للاعبين الذين قدموا أدواراً عاديةً.

لنفترض أنَّ شخصاً ما مرَّر الكرة لتنتهي المباراة بالنجاح والفوز، هل يعني هذا الأمر أنَّ قراره أو استراتيجيته المرتبطة بهذه التمريرة كانت جيدةً؟

ليس بالضرورة؛ وذلك لوجود عوامل أخرى تؤدي دورها، فربما لم يكن دفاع الفريق الآخر منتبهاً، وهذا بدوره سمح بالتمرير بنجاح؛ وهذا يعني أنَّ قرار التمريرة نتج عنه نتيجةً إيجابيةً؛ وذلك لأنَّ دفاع الفريق الآخر كان سيئاً، وليس لأنَّ استراتيجيات اللعب كانت جيدة بالضرورة، أو ربما تكون المباراة قد نشأت عن قرار محفوف بالمخاطر أو سيئ انتهى بالحظ.

وعندما يلقي الكوتشز والفرق نظرةً ويشاهدون مقاطع فيديو للمباريات السابقة، فقد يحبون فكرة التحيز للنتيجة من خلال اعتماد جودة قرارات اللاعبين على النتيجة، بدلاً من تحليل الموقف بأكمله، وإذا سجَّل اللاعب هدفاً، فهل كان واثقاً تماماً بقراراته التي أدت إلى تلك النتائج؟ أم أنَّه يوجد بعض الحظ أو العوامل الخارجية التي كان لها تأثير في نجاح الهدف؟ قد يقُل التركيز على الأحداث التي أدت إلى الهدف بينما تكون النتيجة نفسها مبالغاً فيها.

مهما كان الكوتشز جيدين، يُحكَم عليهم بناءً على نتائج المباريات التي دربوها، والتي تُعَدُّ جزءاً هاماً لاستمرار توظيفهم، لكن يوجد مزيدٌ من العوامل التي تؤثر في جودة الكوتش، مثل مهاراته القيادية، وقدرته على الحفاظ على فريق كثير الحماسة، ومعرفته، ومستوى الدعم الذي يقدمه للاعبين.

ومن الاقتراحات التي قُدِّمت لتقليل التحيز للنتيجة في الرياضة هو اعتماد نظام تصنيف موضوعي لبعض الأمور، مثل محاولة إحراز هدف؛ إذ يُقيَّم اللاعبون بناءً على جودة عملهم الذي يؤدي إلى تسديداتهم، مهما كانت النتيجة وبناءً على أمور مثل:

  1. هل كان اللاعب واضحاً؟
  2. هل لدى اللاعب ميزات؟
  3. هل اتخذ اللاعب قرارات مدروسة أدت إلى الحصول على فرصة الفوز؟

إلى جانب نظام التصنيف التفصيلي لمحاولة إحراز الأهداف، توجد ارتباطات بالنتيجة؛ إذ يمكن أن يساعد تقييم جودة التحيزات الصغيرة في المباراة، والتفكير في استراتيجيات اللاعبين لتحقيق النجاح مع نفس القدر من التحليل المرتبط بأساليبهم للمحاولات الفاشلة، الكوتشز على تحديد العامل الذي قد يؤديه الحظ، ويساعد اللاعبين على إدراك أنَّه يمكنهم فعل كل شيء فعلاً صحيحاً، فهم يفعلون بالضبط ما دُرِّبوا على القيام به ويفوتون الفرصة من بين أيديهم.

ولا يمكن للاعبين قبول النتائج الإيجابية فقط والمضي قدماً دون التفكير في الأحداث السابقة، وبدلاً من ذلك، من الهام تقييم النجاحات بنفس القدر من التدقيق مثل حالات الفشل.

5. الحالات المهنية:

في بيئات الأعمال التجارية، يمكن المبالغة في التأكيد على أداء الموظفين، وهذا يؤدي إلى ثقافة قائمة على النتائج، ويمكن أن يقود هذا النوع من بيئة العمل الموظفين إلى الظن أنَّهم إما جيدون في عملهم أو غير جيدين، ودون الاهتمام بالعملية التي تؤدي إلى النتيجة، قد يتجاهَل الموظفون بعض الثغرات في الحكم عندما يتعلق الأمر بالأخلاقيات والسياسات، لا سيما إذا تبيَّن أنَّ النتيجة إيجابية.

ويؤدي التحيز للنتيجة دوراً عندما يُقيَّم الموظفون بناءً على نتائجهم بدلاً من جودة قرارهم، وبالنظر إلى أنَّ معظم قرارات العمل تنطوي على حالات عدم اليقين، فبدلاً من الاعتراف بأنَّ قرارات الموظفين جيدة، يبالغون في مكافأة أصحاب الحظوظ السعيدة.

إذا كان لدى اثنين من الموظفين معلومات متطابقة للتوصل إلى قرار نهائي، فيجب النظر في أدائهم للوصول إلى النتيجة النهائية، حتى لو حقق أحدهما نتيجةً إيجابيةً والآخر لم يفعل، ومع ذلك، أظهرت بعض الأبحاث أنَّ تقييمات الأداء تتأثر إلى حد كبير بمعلومات النتائج، وهذا الأمر يمنح أهميةً للمعلومات التي لا علاقة لها في فهم المعرفة الشاملة والقدرات والأداء.

لذلك، مع أنَّ امتلاك الكثير من المهارات يؤدي إلى الحصول على نتائج جيدة وامتلاك مهارات قليلة جداً يؤدي إلى نتائج سيئةً، إلا أنَّ القيام بذلك يقلِّل من أهمية العوامل الأخرى التي تدخل في نجاح الفرد عموماً.

شاهد بالفيديو: 5 علامات تخبرك أنه يجب أن تغيّر طريقة حياتك حالاً

6. الأحكام الأخلاقية:

لقد وجدت الدراسات أنَّ الناس يحكمون على السلوكات على أنَّها غير أخلاقية وتستحق اللوم ويُعاقَب عليها، إذا أدت إلى نتائج سيئةً أكثر ممَّا إذا أدت إلى نتائج جيدةً، حتى لو كانت النتيجة تُحدَّد تماماً بالصدفة، وبعض الذين تصوروا السلوكات على أنَّها مقبولة خلال مراقبة عملية ما، أدركوا فيما بعد أنَّ هذه القرارات نفسها غير أخلاقية بعد علمهم بالنتيجة السلبية، تخيَّل هذين السيناريوهين:

  1. يمتلك الباحث الصيدلاني معايير صارمةً لمَن يُسمَح له بالمشاركة في الدراسة ليكونوا نقاطاً مرجعيةً للبيانات في بحثه لطرح المُنتَج في السوق؛ فهو يظن أنَّ المنتج آمن، ويقترب بسرعة من الموعد النهائي، وعند إجراء تحليل لبحثه، يكتشف أنَّه يحتاج فقط إلى ثلاث نقاط بيانية أخرى لجعل نتائجه هامةً من الناحية الإحصائية؛ إذ يشكِّل بعض البيانات ويضيفها إلى بحثه، وهذا يسمح للدواء بالوصول إلى السوق.
  2. نفس الحالة، لكن بدلاً من تشكيل ثلاث نقاط بيانات وهمية، يلاحظ الباحث أنَّه قد سُحِبَت ثلاث نقاط بيانية من مجموعة البيانات النهائية؛ وذلك بسبب جوانب تقنية غير مفهومة، فهو يظن أنَّ هذه البيانات المفقودة مناسبة للاستخدام.

وبالتأكيد عندما يضيف بيانات هؤلاء المشاركين مرةً أخرى، بالكاد تصبح النتائج ذات أهمية إحصائية، وسيصل الدواء إلى السوق قريباً؛ لذا فكِّر في الموقف الذي تظن أنَّه أكثر أخلاقية من الآخر.

وفي هذه الدراسة، خصَّص المشاركون درجات أخلاقية أعلى للاحتمال الثاني؛ وهذا يعني أنَّ الباحث الذي استخدم البيانات الفعلية، تصرَّف تصرفات أخلاقية أكثر من الباحث الذي شكَّل البيانات، والآن، لنتحقق من النتائج:

  1. في الاحتمال الأول الذي شكَّل فيه الباحث بيانات لأشخاص وهميين، انتهى الأمر بالحصول على دواء فعَّال ومربح على حدٍّ سواء، ولا تُظهِر سنوات البحث الطويلة أيَّ آثار جانبية هامة.
  2. في الاحتمال الثاني الذي أضاف فيه الباحث بعض البيانات الحقيقية، سُحِبَ العقار لاحقاً من السوق بعد مقتل خمسة أشخاص وإصابة المئات بالمرض.

ففي هذه الدراسة، عيَّن المشاركون الذين يعرفون نتيجة كل احتمال درجاتٍ أخلاقية أعلى للنتائج الإيجابية المرتبطة بالاحتمال الأول؛ إذ شُكِّلت البيانات، وهذا الأمر يدل على أنَّ الأحكام الأخلاقية لسلوك الباحثين قبل أن يصل المنتج إلى السوق، قد تأثرت بمعلومات لم يكن يعرفها الباحثان في أثناء إجراءاتهما.

هل تبرر الأفعال الشخصية المشكوك فيها أخلاقياً إذا لم يسفر عنها نتائج سلبيةً؟ وماذا عن تصرفات الآخرين؟

طريقة التغلب على التحيز للنتيجة:

الخطوة الأولى للتغلب على التحيز للنتيجة هي تحويل تركيزك من نتيجة العملية إلى العملية نفسها، ومهما كانت نتيجة القرار، فكِّر في العملية وحدد الأخطاء، مع التفكير في:

  1. الناس: مَن الذي شارك في القرار؟ هل كان لهؤلاء الأشخاص علاقة بالموضوع؟
  2. المعلومات: هل تركز على المعلومات التي كانت متوفرة في أثناء اتخاذ القرار؟ وهل تركِّز كثيراً على المعلومات غير ذات الصلة؟
  3. الملكية: هل اتخذ الأشخاص المناسبون القرار؟
  4. التأثيرات الخارجية: هل توجد عوامل أخرى أدت إلى انحراف القرار؟

ثانياً، تذكَّر أنَّ التركيز على النتيجة فقط يمكن أن يمنعك من التفكير بوضوح؛ وذلك لأنَّ التعقيد والحظ سيؤديان دائماً دوراً في النتائج؛ وهذا يعني أنَّه لا يمكنك افتراض أنَّك أنجزت عملاً رائعاً عندما حصلت على شيء مناسب؛ إذ يجب عليك تقييم العملية للعثور على الأمور التي تحتاج إلى تحسين، وسيساعد القيام بذلك على تقليل ثقافة إلقاء اللوم، وتقليل المكافآت الزائدة للأشخاص الذين بالكاد يحالفهم الحظ السعيد.

ومن خلال تقييم العمليات الخاصة بك، يمكنك اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل دون السماح للتحيز للنتيجة أن يطغى على حكمك؛ لذا فكِّر دائماً في جميع النتائج المحتملة التي يمكن أن تحدث نتيجة أفعالك، وحدِّد النتائج الناجمة عن سوء الخيارات مقابل ما هو ناتج عن نقص الموارد لاتخاذ قرارات أفضل في المستقبل.

إقرأ أيضاً: 5 انحيازات معرفية تمنعك من تحقيق كامل إمكاناتك

في الختام:

من الهام أن تكون قادراً على التعرف إلى العناصر الخارجية التي تؤثر في نتائجك؛ وذلك لتتمكن من تحديد الأخطاء في عملية اتخاذ القرار، ولا يمكنك الحكم على القرار من خلال نتائجه، لا سيما إذا أدَّت العوامل الخارجية دوراً في ذلك؛ فلا تشير النتيجة السيئة دائماً إلى قرار سيئ، والعكس صحيح.

لذا بدلاً من التركيز على قرار خاطئ، فكِّر في سبب اتخاذك لهذا القرار، وإذا كانت أساليبك منطقية، فسيكون من المفيد لك استخدام هذه الطريقة في المستقبل، حتى لو لم تنجح معك في المرة الأولى.

المصدر




مقالات مرتبطة