1- غنيٌّ بحمض الخلّ ذي التأثيرات البيولوجية الفعّالة:
يُصنَّع خلّ التفاح من خلال عملية تتألف من خطوتين شبيهة بالعملية التي تُصنَّع خلالها الكحول: الخطوة الأولى هي تخمير قِطَع التفاح مما يحوِّل السكر الموجود فيها إلى كحول، وفي الخطوة الثانية تُضاف البكتيريا إلى محلول الكحول ممَّا يجعل الكحول تتخمّر بشكلٍ أكبر وتتحوّل إلى حمض الخل – وهو المركب النَشِط الأساسي في الخل. وفي الفرنسية كلمة خل (vinegar) تعني في الواقع "الخمر الحامض".
يحتوي خلّ التفاح العضوي غير المُصفَّى على "أم الخل" وهي مجموعة من البروتينات، والأنزيمات، والبكتيريا المفيدة التي تمنح المُنتَج لونه الغامق. ويعتقد بعض الناس أنَّ مادة "أم الخل" هذه مسؤولة عن معظم الفوائد الصحية على الرغم من أنَّه لا يوجد حالياً دراسات تدعم هذا الاعتقاد. وتحتوي ملعقة الخل الواحدة على 3 سعرات حرارية فقط ما يعني أنَّ السعرات الحرارية في الخل قليلة جداً، ولا يوجد العديد من الفيتامينات والمعادن في الخل لكنَّه يحتوي على كميةٍ ضئيلة من البوتاسيوم، ويحتوي الخل ذو النوعية الجيدة على بعض الأحماض الأمينية ومضادات الأكسدة.
2- يمكن للخل أن يقتل عدة أنواع من الجراثيم المؤذية:
يمكن للخلّ أن يكافح العديد من العوامل المُسبِّبة للأمراض بما في ذلك الجراثيم، وقد استُخدِم تقليدياً للتنظيف، والتعقيم، وعلاج الفطور التي تنمو بين الأظافر، والقمل، والثآليل، وأمراض الأذن. وقد استخدم أبقراط، أبو الطب الحديث، الخل لتعقيم الجروح قبل ألفي عامٍ.
استُخدِم الخل كذلك لحفظ الأطعمة، وقد أظهرت الدراسات أنَّه يعيق نمو الجراثيم في الطعام ويؤخر فساده، فإذا كنت تبحث عن طريقةٍ لحفظ الطعام بشكلٍ طبيعي يمكن لخلّ التفاح أن يكون فعّالاً للغاية. وقد ذكَرَت تقارير أنَّ خلّ التفاح المُمدَّد يساعد في شفاء حب الشباب عند وضعه على الجلد، ولكنني لم أجد أي بحثٍ مُعتبَر يؤكِّد هذه المعلومة.
3- يقلِّل مستويات سكر الدم ويُكافح السكري:
أبرز تطبيقات الخل نجاحاً إلى حد الآن هي مع المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني، حيث يتميّز هذا النوع من السكري بارتفاع مستويات السكر في الدم لدى المصابين به إمَّا بسبب مقاومة أجسادهم للأنسولين وإمَّا بسبب عدم قدرتها على إفرازه. بيد أنَّ ارتفاع نسبة السكر في الدم يمكن أن تكون مشكلةً يعاني منها الأشخاص غير المصابين بالسكري كذلك، حيث يُعتقَد أنَّ ذلك يُعَدُّ سبباً أساسياً من أسباب الشيخوخة ومجموعة متنوعة من الأمراض المزمنة. لذلك يجب على الجميع أن يحافظوا على مستويات سكر الدم لديهم ضمن الحدود الطبيعية، والطريقة الأكثر فعالية للقيام بذلك هي الابتعاد عن الكربوهيدرات المُكرَّرة والسكر المُكرَّر، وخل التفاح يمكن أن يكون ذا أثرٍ فعالٍ هنا كذلك، فقد تبيَّن أنَّ خل التفاح يتمتع بفوائد كثيرة فيما يتعلق بمستويات سكر الدم والأنسولين:
- يعزِّز حساسية الجسم للأنسولين في أثناء تناول الوجبات الغنية بالكربوهيدرات بنسبة 19-34%، ويُخفّف مستويات سكر الدم بشكلٍ كبير، ويقلل من مقاومة الجسد للأنسولين.
- يُقلّل سكر الدم بنسبة 34% بعد تناول 50 غراماً من الخبز الأبيض.
- تناوُل ملعقتين من خلّ التفاح قبل النوم يمكن أن يُقلّل سكر الدم لديك صباحاً بنسبة 4%.
- أظهرت العديد من الدراسات الأخرى التي أُجريَت على البشر أنَّ الخل يمكن أن يُحسِّن الوظائف ذات العلاقة بالأنسولين ويُقلّل مستويات سكر الدم بعد تناول الطعام.
لهذه الأسباب يمكن أن يكون الخل مفيداً للأشخاص الذين يعانون من السكري، أو للأشخاص الذين يعانون من الأعراض التي تسبق الإصابة بالسكري، أو لأولئك الذين يرغبون في الحفاظ على انخفاض مستويات سكر الدم لديهم لأسبابٍ أخرى. فإذا كنت تأخذ حالياً أدويةً لخفض مستويات سكر الدم راجع الطبيب قبل أن تزيد حجم ما تتناوله يومياً من أي نوع من أنواع الخل.
4- يساعد على خسارة الوزن والتقليل من دهون المعدة:
ومن المفاجئ ما أظهرته الدراسات كذلك من أنَّ الخل يمكن أن يساعد على خسارة الوزن، إذ أظهرت العديد من الدراسات التي أُجريت على البشر أنَّ الخل يمكن أن يُعزّز الشعور بالشبع ويساعد على استهلاك عددٍ أقل من السعرات الحرارية ممّا يؤدي إلى خسارة الوزن بشكلٍ ملموس.
فإذا تناول الناس الخل إلى جانب الوجبات الغنية بالكربوهيدرات سيزداد شعورهم بالامتلاء وسيتناولون خلال ما تبقى من اليوم عدداً من السعرات الحرارية يقل عمَّا يتناولونه عادةً بـ 200-275 سعرة. وقد أظهرت دراسةٌ أُجريَت على 175 شخصاً يعانون من السمنة أنَّ استهلاك خل التفاح يومياً يقلل دهون المعدة ويخفض الوزن:
- 15 ملليغرام (ملعقة طعام): تؤدي إلى خسارة 2.6 باوند أوي ما يعادل 1.2 كيلوغرام.
- 30 ملليغرام (ملعقتا طعام): تؤدي إلى خسارة 3.7 باوند أي ما يعادل 1.7 كيلوغرام.
ولكن تذكَّر أنَّ هذه الدراسة استمرت 3 أشهر لذا يمكن أن تكون تأثيرات الخل الفعلية على وزن الجسد غير مؤكَّدة، فمن النادر أن يكون لإضافة أطعمة معينة أو الابتعاد عنها تأثير ملموس على الوزن لأنَّ ما يؤثر بالفعل هو نمط الحياة أو النظام الصحي بأكمله، فأنت في حاجة إلى اتباع عدة طرائق فعالة لترى نتائج ملموسة.
ولكن في النهاية يُعَدّ خل التفاح مفيداً بوصفه عنصراً يساعد على فقدان الوزن من خلال تعزيز الشعور بالامتلاء بشكلٍ أساسي وخفض مستويات الأنسولين وسكر الدم، ولكنَّه بمفرده لن يصنع المعجزات.
5- يخفِّض الكوليسترول ويحسِّن صحّة القلب:
تُعَدّ أمراض القلب حالياً أحد أبرز أسباب الموت المُبكّر على مستوى العالم، ومن المعروف أنَّ ثمَّة عدة عوامل بيولوجية لها علاقة إمَّا بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب أو انخفاضه. ويمكن تجنّب العديد من هذه العوامل الخطيرة من خلال تناول خل التفاح، ولكنَّ العديد من الدراسات التي أُجريَت في هذا الصدد كانت على الحيوانات. حيث تذْكُر هذه الدراسات التي أُجريَت على الحيوانات أنَّ خل التفاح يمكن أن يقلل مستويات الكوليسترول وثلاثي الجليسيريد إلى جانب العديد من العوامل الخطيرة المُسببة لأمراض القلب.
اقرأ أيضاً: 8 علامات واضحة تدل على الإصابة بأمراض القلب
وثمَّة بعض الدراسات أظهرَت كذلك أنَّ الخل يُقلّل ضغط الدم لدى الجرذان والذي يُعَدُّ أحد أبرز العوامل الخطيرة المُسبِّبة لأمراض القلب ومشاكل الكلى.
الدليل الوحيد الموجود على حالات بشرية لحد الآن هو دراسة قائمة على المراقبة أجرتها جامعة هارفارد تُظهر أنَّ النساء اللواتي يتناولن الصلصات التي يدخل الخل في تركيبها انخفض لديهن خطر الإصابة بأمراض القلب. ولكنَّ هذا النوع من الدراسات يمكن أن يُظهر أنَّ هناك ارتباطاً ولكنَّه لا يمكن أن يبرهن أن الخل سبب أي شيء.
وكما ذكرنا في الأعلى أظهرَت الدراسات التي أُجريَت على البشر أنَّ خل التفاح يمكن أن يقلل مستويات سكر الدم، ويعزز حساسية الجسد للأنسولين، ويساعد على مكافحة السكري، وهذه العوامل يجب أن تؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب.
6- قد يكون للخلّ تأثيرات تساعد على الوقاية من السرطان:
مرض السرطان مرضٌ عسير يتميّز بالنمو غير المنضبط للخلايا، وثمَّة العديد من الأحاديث التي تدور على شبكة الإنترنت حول التأثيرات المضادة للسرطان التي يتمتع بها خل التفاح. وقد أظهرت العديد من الدراسات في الواقع أنَّ أنواعاً مختلفة من الخل يمكنها القضاء على الخلايا السرطانية وتقليص الورم. بيد أنَّ جميع هذه الدراسات أُجريَت على خلايا معزولة موجودة في أنابيب الاختبار أو على الجرذان وهو ما لا يمكن أن يبرهن أنَّ ثمَّة ما يمكن أن يحدث مع الإنسان الحي. فبعض الدراسات المبنية على المراقبة والتي أُجريَت في الصين على البشر أظهرت أنَّ تناول الخل يؤدي إلى تراجع سرطان المريء ولكنَّ دراساتٍ أخرى أُجريَت في صربيا أظهرت أنَّ ذلك أدى إلى تفاقم سرطان المثانة. لذا من المحتمل أن يساعد تناول خل التفاح على الوقاية من السرطان، ولكن هذا يحتاج إلى إجراء مزيد من الأبحاث قبل تقديم أيَّة توصيات.
اقرأ أيضاً: 6 نصائح للوقاية من مرض السرطان
الجرعة وطريقة الاستخدام:
الطريقة الأمثل لجعل خلّ التفاح جزءً من نظامك الغذائي هو استعماله في الطهو – في الصلصات، والميونيز الذي نُعِدّه في المنزل، وغيره. ويفضِّل بعض الناس تمديده بالماء واحتسائه كمشروب، حيث يتراوح حجم الجرعة عادةً بين 5-10 مليلتر من الخل و15-30 مليلتر من الماء في اليوم حيث يوضع المزيج في كأسٍ كبير من الماء.
من الأفضل أن تبدأ بجرعاتٍ صغيرة وأن تتجنَّب الكميات الكبيرة لأنَّ الإكثار من الخل يمكن أن يترك آثاراً جانبية، ويُنصَح باستخدام خل التفاح العضوي غير المصفى والذي يحتوي على "روح الخل".
خلاصة القول:
ثمَّة الكثير من الكلام الذي يُقال عن الخل على مواقع الإنترنت، إذ يقول البعض أنَّه يُعزّز مستويات الطاقة وأنَّه يُقدّم للصحة جميع أنواع الفوائد، ولكن لسوء الحظ فإنَّ العديد من تلك الادعاءات ليست مثبتةً علمياً. غياب الدليل ليس دليلاً على أنَّ ليس ثمَّة ما يحدث عند تناول الخل بكل تأكيد، وغالباً ما ينتهي المطاف بإجراء أبحاث علمية تثبت تلك الروايات، ولكنني أنتظر بفارغ الصبر إجراء مزيدٍ من الدراسات، فالأبحاث على المنتجات الصحية الطبيعية كهذه قليلةٌ ونادرة.
من خلال الإثباتات القليلة المتاحة أعتقد أنَّ خل التفاح يمكن أن يكون مفيداً وهو مؤهلٌ بكل تأكيد لإجراء بعض الاختبارات إذا كنت من المهتمين به. ويبدو على الأقل أنَّ خل التفاح خيارٌ آمنٌ طالما أنَّك لا تبالغ في استخدامه ولا تتناول كميات كبيرةً منه.
يوجد لخل التفاح استخداماتٌ متنوعةٌ أخرى ليس لها علاقة بالصحة كتصفيف الشعر، والعناية بالبشرة، ورعاية الأسنان، والاهتمام بالحيوانات الأليفة، والتنظيف (وغيرها الكثير). وبذلك يكون مفيداً جداً للأشخاص الذين يريدون أن يستخدموا منتجاتٍ طبيعية وخاليةً من المواد الكيماوية قدر الإمكان، ويبدو في النهاية أنَّ خل التفاح صحيٌّ جداً.
وعلى الرغم من أنَّه لا يحقق المعجزات وليس شفاءً لجميع الأمراض كما يدعي بعض الناس ولكن من الواضح أنَّ له بعض الفوائد الصحية الهامة لا سيما فيما يتعلق بسكر الدم وضبط الوزن.
أضف تعليقاً