وفي حين لا توجد طريقة سحرية أو إكسير يجعلنا قادرين على ابتكار أفكار خلاقة، يمكنك تجربة الطرائق التالية التي ستساعدك على توليد أفكار عظيمة لا يُشق لها غبار:
1. تَقبُّل الفشل:
عندما تريد التوصل إلى فكرة جديدة لحل مشكلة ما، ابدأ بالتفكير في الطريقة التي قد تفشل بها، كأن تبدأ بالعصف الذهني؛ حيث يسمى ذلك بـ "نظرية الانعكاس"؛ أنت ربما تكون قد استخدمت الانعكاس في الرياضيات، تنطبق الفكرة نفسها هنا، فهي تستخدم التأثير المعاكس للتراجع عن مشكلة ما.
فمثلاً:
45 + 5= 50
50 - 5= 45 (العودة إلى حيث بدأنا).
لنطبق هذا المفهوم الرياضي على حل المشكلات، على فرض أنَّك تريد إطلاق منتج جديد؛ ابدأ التفكير في جميع الاحتمالات التي قد تؤدي إلى فشل إطلاق منتجك.
وهنا بعض الأمثلة:
- قلة العملاء.
- استهداف السوق الخاطئ.
- تحديد أسعار غير صحيحة.
- فشل التسويق.
- التموضع (التمركز) الخاطئ.
- التوقيت السيء.
من السهل التفكير في طريقة فشلك؛ لذا ابحث عن حل ممكن لكل من هذه الإخفاقات؛ مثل:
- أن تثبت للعملاء أنَّ منتجك يحل مشكلتهم.
- إنشاء شخصية المشتري؛ أي وصف تفصيلي للشخص الذي يمثل زبونك المستهدف، ولا يعد عميلاً حقيقياً، ولكنَّه شخص خيالي يجسد خصائص أفضل العملاء المُحتملين.
- اختبار استراتيجيات التسعير المختلفة.
- البدء في بناء جمهور واستراتيجية التسويق.
- إنشاء نقطة بيع فريدة.
- البحث عن الأحداث المتعلقة بمجال الصناعة.
أنت تمتلك قائمة كاملة من الأفكار العظيمة للبدء، مهما كانت المشكلة التي تواجهها، توجد أفكار عظيمة مخبأة تستطيع اكتشافها من خلال اتباع النهج المعاكس.
شاهد بالفديو: 7 خطوات لتقبّل الفشل والنهوض لتحقيق النجاح
2. السفر بطريقة جديدة:
لقد كان السفر عنصراً أساسياً في مساعدة الناس على توليد الأفكار العظيمة؛ حيث إنَّ الابتعاد عن بيئتك وتجربة الثقافات الأخرى يعلمك طريقة التفكير بشكل مختلف، فالسفر يُوسِّع آفاقك، وعندما تغادر مدينتك أو دولتك أو بلدك، فإنَّك تكتسب فهماً أفضل للاحتمالات اللانهائية للعالم من حولك.
يكسر السفر روتينك ويُخرجك من مناطق راحتك؛ وذلك إذا كنت شجاعاً بما فيه الكفاية لتجاوز هذه الحدود، كما يمكنك اكتشاف أفكار لم تكن تعرف بوجودها من قبل خارج مناطق الراحة تلك.
لكن توجد مشكلة واضحة وهي قيود السفر بسبب جائحة كورونا؛ والخبر السار هو أنَّ العديد من الشركات في مجال السفر غيرت نهجها وتكيَّفت مع الموقف لمنحك تجربة افتراضية؛ إليك بعض الأمثلة:
- تجارب إير بي إن بي (Airbnb) عبر الإنترنت: يمكنك التمتع بتجارب افتراضية فريدة مع مضيفي إير بي إن بي في جميع أنحاء العالم؛ حيث يمكنك أن تنطلق في رحلة بحث في برشلونة (Barcelona)، أو تصنع القهوة في المكسيك (Mexico).
- أمازون إكسبلور (Amazon Explore): وهو عبارة عن تجربة بث مباشر تفاعلي؛ حيث يمكنك استكشاف العالم وحتى التسوق من جهاز الكمبيوتر الخاص بك، كما يمكنك تخيل الأفكار الجديدة التي ستتولد عندما تقترب من الحياة البرية في كوستاريكا (Costa Rican) أو عندما تقوم بجولة سيراً على الأقدام في مدينة كيبيك القديمة (Old Quebec).
- جوجل إيرث في آر (Google Earth VR): إذا كنت تمتلك إحدى أدوات الواقع الافتراضي من جوجل (Google)، فيمكنك السير في شوارع باريس (Paris) مباشرة بعد التحليق فوق منتزه غراند كانيون (Grand Canyon).
هل يمنحك هذا السفر الافتراضي التجربة نفسها التي يمنحك إياها التواجد فعلياً في مكان آخر من العالم؟ بالطبع لا، فلن يكون إجراء مكالمة على تطبيق زووم (Zoom) مثل الاستيقاظ على أصوات الأمواج، ومع ذلك لا يزال بإمكانك فهم الأفكار وإنشاء بعض الأفكار الجديدة دون الحاجة إلى مغادرة غرفة معيشتك.
3. تقنية التقطيع (The Cut-Up Technique):
إنَّ تقنية التقطيع تقنية أدبية متقاربة يتم فيها تقطيع النص المكتوب وإعادة ترتيبه لإنشاء نص جديد؛ فماذا لو أخذت كل أفكارك المتعلقة بموضوع معين وخلطتها معاً، واستنتجت الكثير من الأفكار الجديدة؟
تعود هذه التقنية الأدبية إلى عشرينيات القرن الماضي؛ حيث انتشرت تقنية التقطيع (Cut-up) في الخمسينيات من القرن الماضي من قِبل الكاتب ويليام سيوارد بوروز (William S. Burroughs)، الذي أثار كتابه الشهير "الغداء التجريدي" (Naked Lunch) الكثير من الجدل في ذلك الوقت.
الفكرة هي أن تأخذ نصاً، وتقسمه ثم تعيد ترتيبه لتكوين نص جديد؛ يمكنك استخدام هذه الطريقة مع أي فكرة بفضل مواقع الويب مثل ستيك باكيت (Stick Bucket). قد تلهمك هذه التقنية الكثير من الأفكار؛ ذلك لأنَّها تُجبرك على النظر إلى شيء ما من منظور جديد، بالإضافة إلى أنَّها طريقة بسيطة لتغيير طريقة تفكيرك عندما تقع في مأزق.
4. اتّباع نهج مختلف:
من السهل أن تبدأ في وضع روتين معين؛ فلطالما كنت تقود سيارتك لتأخذ الأطفال إلى المدرسة سالكاً نفس الطريق ولمرات عديدة حتى أصبح بإمكانك القيام بذلك وعيناك مغمضتان، لكن إيِّاك أن تفعل ذلك؛ فقط أجبر نفسك على سلوك طريق جديد يساعدك على تدريب عقلك ويسمح لك بتوليد أفكار جديدة، وتأكد بأنَّك ستجد مواقع جديدة على طول الطريق.
نظراً لأنَّ معظمنا يضطر إلى العمل من المنزل في ظل جائحة كورونا، فإنَّ إيجاد طريق مختلف للعمل أمر صعب، لكن يمكنك تجربة أمور أخرى كأن تقوم بتغيير الغرفة التي تعمل فيها، وقبل أن نمضي قدماً، يجب أن نذكر لك بأنَّ بعض أعظم الأفكار قد تأتيك من أمور لا تخطر على بالك.
شاهد بالفديو: كيف تصبح ماكينة لتوليد الأفكار؟
5. تعلُّم حيل جديدة:
إذا كنت تحاول إيجاد طريقة جديدة لحل مشكلة قديمة وتوليد أفكار جديدة، فألقِ نظرة فاحصة على هذه المشكلة واكتشف طريقة تحسين ما تقوم به حالياً.
يختلف هذا عن نظرية الانعكاس التي ذكرناها في البداية؛ ذلك لأنَّك في هذه الحالة تبحث عن أفكار للتحسين بدلاً من حلول للفشل المتوقع.
لنفترض، على سبيل المثال، أنَّك بحاجة إلى خفض فاتورة الكهرباء الشهرية، وطلبت من عائلتك التوقف عن استعمال منظم الحرارة أو سخان المياه، كل ما فعلته في هذه الحالة هو خلق بيئة عدائية؛ فبدلاً من ذلك حاول جاهداً أن يشاركك الجميع الرغبة في التقليل من فاتورة الكهرباء؛ وبعد ذلك حاول تغيير طريقة توجيه الملاحظات لأفراد عائلتك بشأن استخدام الكهرباء في المنزل.
6. شبكات التواصل:
أنت لا تعرف أبداً من أين تأتي أفكارك العظيمة القادمة، فإذا كنت تريد طريقة سريعة للعثور عليها، فجرب شبكات التواصل؛ حيث يساعدنا التحدث مع أشخاص آخرين على الحصول على وجهات نظر أخرى حول قضية ما، فهي فرصة للاستماع والتعلم من الآخرين، فربما مروا بتجارب مشابهة، ويمتلكون طرائق لحل المشكلات، فيمكنك أن تتعلم من نجاحاتهم وإخفاقاتهم؛ لذا لا تتردد في التواصل مع أشخاص خارج عالمك الخاص. يكمن خطر التحدث مع الأشخاص الذين يشبهونك ويفكرون مثلك تماماً في أنَّك لا تُعرِّض نفسك لوجهات نظر مختلفة، فغالباً ما تسبب الأفكار الناجحة تغييراً واضحاً على الوضع الراهن.
الخلاصة:
ستساعدك هذه النصائح بالتأكيد على إنشاء أفكار عظيمة، ومع ذلك لا يعد ذلك أمراً كافياً، وإنَّما يجب عليك أيضاً العمل عليها حتى تكون مفيدة؛ إذا اتبعت النصائح المذكورة أعلاه، فسيكون لديك قائمة رائعة من الأفكار الريادية، فأيها تعتقد أنَّها ستفيدك؟ جرب هذه النصائح حتى تتمكن من اكتشاف ذلك بنفسك.
أضف تعليقاً